الاندبندنت: تركيا تدفع ثمن اخطاء أردوغان في سورية
ذكرت صحيفة الاندبندنت في افتتاحيتها ان تركيا انضمت الى البلدان التي تشهد عنفا متزايدا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واعتبرت التفجير الانتحاري الذي وقع في تجمع للسلام في أنقرة نذير شؤم فنفس العوامل التي دمرت العراق وسوريا تؤثر اليوم على تركيا .
ولفتت الصحيفة الى ان تلك الحادثة تأتي قبل أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات البرلمانية التركية، التي ستحدد نهاية الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية (AK)وأضافت: أن الهجوم الانتحاري تطور مشؤوم لدولة مرشحة لتكون أول دولة في الاتحاد الأوربي ذات غالبية مسلمة، وأن التطورات الأمنية ستدفع من كانوا يؤيدون أردوغان إلى تأييد حزب العمال الكردستاني.
وتابعت: “الإشارات الأولية لا تشجع على التفاؤل، فالشرطة التركية تقوم بإلقاء القنابل المسيلة للدموع على الاشخاص الذين يسيرون لوضع الزهور مكان الانفجار وهذا يثير استياء المواطنين من الحكومة ورأت الصحيفة أن فشل الحكومة التركية في حماية الاكراد، دليل على نظرة أردوغان اليهم كعدو.
وقالت الصحيفة ان طموح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لجر سوريا إلى حرب أهلية، أدى إلى حدوث تفجيرات في أنقرة، أسفرت عن مقتل 100 متظاهر في مسيرة السلام واضافت: “الافتراض العام هو أن اجراءات أردوغان تقوم على تشويه سمعة حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد الذي فاز في الانتخابات العامة الأخيرة في تركيا، ومنع أردوغان من الرئاسة المتفردة”.
وقد بادرت قوى المعارضة برفضها لاردوغان في المقام الأول بسبب تفضيل أردوغان على ما يبدو لداعش على الأكراد السوريين أثناء حصار كوباني الذي انتهى في يناير كانون الثاني بنصر الاكراد.
وختمت: من المرجح أن يسوء الوضع اكثر مما كان عليه في الحالات السابقة للتمرد الكردي لأن الجغرافيا السياسية في المنطقة آخذة في التغير. هناك اليوم شبه دولة سورية/كردية مع إدارة قوية وجيش قوي بدعم من سلاح الجو الأميركي في شمال شرق سوريا. وعلاوة على ذلك، فإن حكومة هذه المنطقة تابعة للفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يسيطر الآن على أراضي في سوريا تمتد لمسافة 250 ميلا على طول الحدود الجنوبية لتركيا “لقد أخطأ أردوغان في كل مرحلة من مراحل الأزمة السورية منذ العام 2011 وليس هناك أي علامة على ان هذه الأخطاء ستنتهي وإذا كان يسعى إلى استغلال التفجير الاخير، لأهدافه السياسية الخاصة من خلال اتهام داعش فان الجميع يعلم انه لاحقا سيمنح داعش القدرة على تشكيل الاتجاه المستقبلي للسياسة التركية”.