التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 10/10/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
10 تشرين 1 – اكتوبر/ 2015
المقدمة
استمر قرار روسيا بالتدخل العسكري المباشر في سوريا يتصدر الاهتمامات والاسهامات الفكرية والاعلامية في مختلف المؤسسات الاميركية.
يستعرض قسم التحليل جوانب اخرى من التدخل العسكري الروسي بموازاة الحراك الاميركي الواسع والنشط، وتناول شريان الحياة للعمليات العسكرية في الظرف الراهن، لا سيما الشق اللوجستي وما ينطوي عليه من عناصر متعددة لاسناد المهمة، خاصة طواقم الطائرات المقاتلة واعمال الصيانة والموارد المستهلكة وقطع الغيار الضرورية. في هذا الشأن، نستطيع القول انه باستطاعة سلاح الجو الروسي الاستمرار في العمليات الجوية بوتيرة اعلى مما يسجل له المختصون والخبراء العسكريون، رغم تواضع عديده، والاضاءة من خلاله على نوايا روسيا الاقليمية.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
روسيا في سوريا
مفاجأة قرار التدخل الروسي مباشرة دفع احد أهم مراكز الفكر والابحاث، مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، طمأنة اقرانه بأن روسيا بفعلتها “ترسخ رسميا العديد من المواقف الاميركية والغربية الرامية لزعزعة استقرار منطقة الشرق الاوسط والدول النامية،” والتي اخضعتها لمناقشة مكثفة في مؤتمر عسكري عقدته موسكو العام الماضي. واوضح ان مداولات المؤتمر وضعت نصب عينيه استقراء مخاطر الثورات الملونة كاحدى “ادوات حرب الولايات المتحدة واوروبا لزرع ورعاية عدم الاستقرار خدمة لمصالحهما الأمنية الصرفة، بكلفة مادية متدنية وخسائر بشرية اقل.”
واستعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تغطية منفصلة ما اعتبره المعضلات المتداخلة التي تواجهها روسيا نتيجة قرارها بالتدخل المباشر في سوريا، حاثاً واشنطن الاقلاع عن “المكابرة باعتقادها ان قوى المعارضة السورية اضحت في وضع اقوى يمكنها من التأثير في الاوضاع الأمنية .. ووقف مراهنتها على تعزيز صفوف قوى معارضة تكن الكراهية والبغضاء لبعضها البعض فضلا عن انعدام الكفاءة لديها التعامل مع تحديات الحكم وتوفير حلول للمآزق الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها سوريا في الوقت الراهن.” وشدد على ان الحل يبدأ “بتقييم نزيه للاوضاع الراهنة التي مزقتها سنوات عدة من الاقتتال .. وحشد جهود كافة الاطراف الدولية لاعادة اعمار سوريا.”
تناول معهد الدراسات الحربية ما اسماه تداعيات التحرك الروسي في سوريا على العراق متوقعا ان يؤدي الى زيادة “النفوذ الروسي في العراق ان لم تماثله الولايات المتحدة.” واوضح انه من الضروري “ابلاغ الحكومة العراقية ان الولايات المتحدة هي شريك افضل لها في محاربة داعش من ايران وروسيا.” وناشد واشنطن التلويح “باستخدام قيادة مشتركة للعمليات الجوية (مع العراق) مما سيعزز فعالية الغارات الجوية ومن شأن ذلك ان يلقى ترحيبا من القوات الموالية للتحالف وخاصة العاملة في محافظة الانبار.”
نبه معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى من امكانية قيام “تحالف بين اكراد سوريا وحلف روسيا/الاسد،” مناشدا الدول الغربية النظر الى الخيارات المتاحة “لمواجهة التدخل الروسي وتداعياته المتثلة بثنائية عدم القيام بعمل مضاد .. او دخول المسرح وفق القواعد التي وضعها (الرئيس) بوتين لضمان موقع تفاوضي لاحلال السلام في سوريا في المستقبل.” وحذر قائلا انه “في كلا الحالتين، ينبغي على القادة الغربيين الاقرار بأن حزب العمال الكردستاني لن يتوانى عن التحالف مع روسيا والاسد في حال توصل لقناعة مفادها ان ذلك الخيار الاوحد امامه لضمان وحدة اراضيه في الشمال” السوري. واردف ان “الولايات المتحدة وشركاءها على عتبة اتخاذ قرار يقضي اما باستمرار الحظر المفروض على توسع القوى لكردية او دعم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الانضمام لجبهة كوباني.” واستطرد بالقول ان القوى الكردية “هي الوحيدة العاملة في الميدان ستدعم الجهود الغربية لمواجهة داعش،” وعليه ينبغي التشبث بها “لابقائها في المعسكر الاميركي.”
في تغطية منفصلة، اعتبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى الخطوة الروسية “قد تسهم في تجسير الهوة القائمة بين تركيا والولايات المتحدة .. وحفز انقرة على تعديل المعادلة الراهنة لصالح انشاء تحالف استراتيجي مستدام مع الولايات المتحدة.” وحذر من تداعيات التدخل الروسي قائلا ان “اقامة روسيا قاعدة جوية على حدود تركيا الجنوبية .. وفر لاردوغان فرصة لاعادة النظر بسياسة تعاونه مع بوتين .. لا سيما وهو يشاطر هدف واشنطن في احتواء روسيا قبل تمكنها من ترسيخ نفوذها بمحاذاة الحدود التركية.”
ناشد معهد كارنيغي الادارة الاميركية “الاستدارة صوب ايران” والبناء على انجازات صيغة 5+1 لما شكلته من “منبر أممي فريد باستطاعة اطرافه الرئيسة العمل معا بغية التوصل لحل الأزمة السورية .. فضلا عن الميزة المكتسبة لانخراط ايران، والتي لا يمكن التوصل لحل فاعل بدونها.” وحذر القوتين العظميين بالقول “لا يجوز للولايات المتحدة وروسيا تبديد” اجواء الثقة المكتسبة مع ايران.
حث معهد كاتو الادارة الاميركية على مقاومة ضغوط الاطراف والقوى المتطلعة للانخراط العسكري في سوريا، والذي ان تم “لن يكون بوسع جهود تسليح (المعارضة) تعزيز دورها مجتمعة في انشاء هياكل فعالة للحكم داخل الاراضي التي تسيطر عليها.” واضاف ان “زيادة تسليح المعارضة يعني ببساطة زيادة أفاق تدخل المجتمع الدولي ونشر قوات (عسكرية) لبسط الاستقرار بعد مرحلة انمهاء الازمة واعادة اعمار سوريا.” واثنى المعهد على “الرئيس اوباما لجهوده في ضبط النفس ومقاومة ضغوط القوى المطالبة بالانخراط في سوريا .. لا سيما (لتأكيده) على عدم فعالية اقامة منطقة حظر للطيران او لتسليح المعارضة السورية.” وشدد المعهد على انه “لا يوجد مستقبل لحل عسكري للصراع، وينبغي على (اوباما) مواصلة المضي في توجهاته” الراهنة.
العراق
تناول معهد كارنيغي تعثر جهود التحالف الدولي لاستعادة مدينة الموصل، والذي “اضطر لتوجيه انظاره بعيدا عن الموصل بعد سيطرة تنظيم داعش على مركز مدينة الرمادي .. ونشر العراق قوات اضافية في محافظة الانبار” التي تعتبر حيوية لضمان أمن العاصمة بغداد. واشار المعهد الى بعض “العقبات العسكرية والسياسية” التي تعيق جهود استعادة الموصل، منها “ضرورة السيطرة على مدينة بيجي ومصفاتها النفطية” التي تتوسط الطريق مع بغداد ويستغلها داعش “كعقدة اتصالات مهمة تربط قواته في الانبار ومحافظة الرقة السورية .. والتي اضحت محطة استنزاف كبيرة للجيش العراقي (وحلفائه) على الرغم من اسناد طيران التحالف الدولي.” واعتبر المعهد ان استعادة الموصل تشكل تحديا كبيرا “للولايات المتحدة .. نظرا لغياب القوى الفاعلة التي ستحتفظ بها بعد استعادتها.”
الاتفاق النووي
حثت مؤسسة هاريتاج الرئيس الاميركي المقبل “عدم القبول” بالتزامات الرئيس اوباما ببنود الاتفاق النووي، وينبغي عليه “استعراض التزامات ايران بالاتفاق فور تسلمه مهام منصبه.” واوضح انه من المرجح ان يتوصل الرئيس المقبل الى استنتاج اقدام ايران على انتهاك نصوص الاتفاق وربما “استمرارها في ارتكاب اعمال عدائية بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها مما سيوفر الذريعة (القانونية) للتنصل وابطال مفعول الاتفاقية.” واضافت انه يتعين على الادارة المقبلة النظر بجدية نصوص البند السابع من الاتفاق الذي ينص على “انزال عقوبات موسعة” بايران.