هل ينجح التحالف السوري الروسي حيث فشل التحالف الدولي؟ حميدي العبدالله
هل ينجح التحالف الرباعي الذي يضمّ روسيا والعراق وسورية وإيران، حيث فشل التحالف الدولي الذي يضمّ 60 دولة، حسب ما صرّح به الرئيس الأميركي باراك أوباما، في ضرب «داعش» في سورية والعراق والقضاء على التنظيمات الإرهابية الأخرى، وفي مقدّمتها «جبهة النصرة» والتنظيمات المتشدّدة المشابهة لها كما أعلن أكثر من مسؤول روسي؟
الإجابة على هذا السؤال توضحها تجربة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في منطقة سنجار في العراق وعين العرب في سورية، حيث أكدت هذه التجارب أنه عندما تستخدم القوة الجوية بجدارة حقيقية وعندما تتوفر لدى التحالف المعني إرادة للقضاء نهائياً على التنظيم الإرهابي في هذه المنطقة، وعندما تتوفر قوات برية على الأرض، فإنّ النجاح يكون مضموناً.
فشل التحالف الدولي في سورية والعراق في وقف تهديد «داعش» إما لأنه لا يمتلك الرغبة والإرادة لاستخدام القوة الكافية لضرب «داعش» لأسباب تتصل بطبيعة استراتيجيته، أو لأنه لا يمتلك قوات على الأرض.
التحالف الرباعي، ولا سيما في سورية، حيث حشدت روسيا قدرات جوية كبيرة تفوق ما حشده التحالف الدولي، يوفر الشروط لتحقيق الانتصار على «داعش» والتنظيمات الإرهابية، وتكرار أنموذج عين العرب وسنجار. وهذه الشروط تتمثل أولاً، بوجود إرادة وتصميم وحزم على خوض معركة حياة أو موت. هذا الأمر بالنسبة لسورية والعراق، وروسيا وإيران غير قابل لأيّ تراخٍ وتوظيف ومحاولة الاستفادة من الإرهاب، لأنّ الأمن الوطني والقومي، ووحدة واستقرار الدول الأربع مهدّدة تهديداً وجودياً من قبل التنظيمات الإرهابية، سواء تنظيم «داعش»، أو «جبهة النصرة»، أو أيّ تنظيمات أخرى مماثلة، وبالتالي تمتلك دول التحالف الرباعي إرادة لا تتزعزع بخوض الحرب بكلّ طاقتها، في حين أنّ دول التحالف الدولي بعضها متعاون مع التنظيمات الإرهابية وغيرها ويدعمها سراً وعلناً، وبعضها الآخر يسعى للاستفادة منها وليست لديه مصلحة بإلحاق الهزيمة بها.
ثانياً، حشدت روسيا في سورية قوة جوية كبيرة ومتطورة مهّدت لهجوم بري ناجح يقضي على معاقل الإرهاب ويخرج الإرهابيين منها ويعيدها إلى كنف الدولة، في حين أنّ مثل هذه القوة لم تحشد ولم تستخدم من قبل التحالف الدولي، لا في سورية ولا في العراق، باستثناء سنجار وعين العرب.
ثالثاً، في سورية وجود لقوة برية كافية متمثلة أولاً بالجيش السوري الذي امتلك خبرات قتالية واسعة في السنوات الأربع الماضية، يُضاف إلى قوة الجيش السوري مجاهدو المقاومة اللبنانية وهم مقاتلون أشداء أصحاب خبرة في حروب تشبه الحرب التي تخوضها سورية ضدّ الإرهاب، وأثبتوا في الميدان بالتعاون مع الجيش السوري فعالية واضحة، ويتعاون هؤلاء بقوة مع التحالف الرباعي على عكس الحال في العراق، حيث العلاقة بين الحشد الشعبي والتحالف الدولي هي علاقة تنافر وعداء.
هذه الشروط مجتمعة هي التي ترجّح نجاح التحالف الرباعي، حيث فشل التحالف الدولي.
(البناء)