المقداد: وزراء خارجية غربيون اجتمعوا الى الوفد السوري في نيويورك
كشف نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد في حديث مع التلفزيون العربي السوري الليلة الماضية عن اجتماعات سرية عقدها الوفد السوري في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العام للامم المتحدة وقد ضمت وزراء خارجية عدد من دول اوروبا الغربية اكدوا تطابق مواقف دولهم مع الموقفين السوري والروسي في محاربة الارهاب، ويعتبر هذا الاعلان السوري رغم التكتم على اسماء الدول الغربية بمثابة اول عودة رسمية للعلاقات بين دمشق والغرب وقد أكد المقداد عدم وجود أي اتصالات او لقاءات مع المسؤولين الاميركيين.
ومن جهة ثانية، أكد المقداد أن روسيا تدخلت لمحاربة الارهاب بعدما ثبت ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية غير صادق في ذلك لافتا الى أن الضربات الجوية الروسية حققت خلال أيام قليلة انجازات كبيرة فاقت بأضعاف كثيرة ما قدمه هذا/التحالف/بعد أكثر من عام على تشكيله.
وأشار المقداد إلى أن سورية تخوض حربا ضد الارهاب المدعوم من أنظمة خليجية لخدمة المخططات الاسرائيلية في المنطقة والنيل من الامة العربية مؤكدا أن سورية كانت واثقة من النصر منذ البداية ولم يخطر في بالها يوما التراجع خطوة واحدة في معركتها ضد الارهاب.
وأوضح المقداد أن ما سمي “التحالف” الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية هدفه صيانة الارهاب ودعمه وإطالة أمده لافتا إلى أن ثبات سورية في مواجهة الحرب الكونية ضدها مكن العالم من معرفة حقيقة السياسات التي سارت بها فرنسا وبريطانيا والدول الاستعمارية الأخرى تجاه ما يجري في سورية.
وثمن المقداد القرار التاريخي الكبير والمسوءول الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدعم النضال الذي تقوم به سورية في محاربة الارهاب معتبرا أن ما أقدم عليه الأصدقاء الروس عمل بطولي سيضع تاريخا وجغرافيا جديدة للمنطقة وسيصنع تحولا كبيرا في عالم اليوم وسيجبر من تآمروا على سورية لان يغيروا مواقفهم.
وأضاف المقداد إن صمود سورية شعبا وجيشا وقيادة هو أساس وقوف أصدقائها معها وهو السبب الرئيسي في تحول الرأي العام وتخبط الساسة الغربيين حيال الأزمة فيها لافتا إلى أن كل الدول المتآمرة على سورية حاولت القيام بكل ما يمكن لتضليل الرأي العام العالمي عن حقيقة المؤامرة عليها من أجل الوصول إلى أهدافهم الدنيئة التي تتمثل في كسر شوكتها وتغيير/النظام/موضحا أننا أمام مرحلة ستسقط هيمنة المال النفطي والعقلية الاستعمارية الغربية في المنطقة.
وقال المقداد “إن التصريحات الإعلامية الغربية هي عبارة عن أكاذيب حيث باتوا يهاجمون الاتحاد الروسي بعد دخوله الحرب على الإرهاب”.
ونفى المقداد حصول أي لقاء أو رسائل غير مباشرة مع أي طرف أمريكي لعدم وجود رغبة سورية في ذلك وقال “عندما نشعر أن الولايات المتحدة جادة ومخلصة في مكافحة الإرهاب تفتح الأبواب” لافتا إلى تناقض التصريحات الأمريكية مع المواقف والسياسات التركية تجاه سورية ولاسيما ما يخص إنشاء ما سموه “منطقة آمنة”.
ونوه المقداد بأهمية الدعم الذي تقدمه ايران لسورية في كل المجالات في حربها على الارهاب.
وأوضح المقداد أن معركة سورية والصين واحدة على الارهاب وأن سورية على استعداد لقبول أي دور للأصدقاء الصينيين في هذا المجال لافتا الى أن نظام اردوغان بالتعاون مع الارهابيين استجلبوا العديد من الإيغور وأدخلوهم الى قرى سورية بعد طرد أهلها منها لذلك فإن الصينيين يعلمون أن الارهاب يستهدفهم كما يستهدف سورية.
وحول مهمة المبعوث الاممي الى سورية ستافان دي ميستورا قال المقداد إن دي ميستورا فشل حتى الآن مرتين الأولى عندما تقدم بخطة حلب وأفشلتها تركيا والآن بعد قبولنا المشاركة في اللجان الأربع أفشلها تركيا ايضا وما يسمى “الائتلاف” الذي رفض الحضور لذلك نتوجه إلى الأمم المتحدة لأخذ هذا الموضوع بشكل جدي وعدم مهادنة من مارس الإرهاب ودعمه وقتل شعب سورية.
ورأى المقداد أن ما تحتاجه الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص هو المصداقية مشيرا إلى أن سورية أكدت على بدء عملية سياسية متوازية مع عملية مكافحة الإرهاب مبينا أن ما يتم التوصل إليه في المسار السياسي يعتمد على الانتصار في المعركة على الإرهاب ولا يمكن تحقيق تقدم سياسي مادام الإرهاب يقتل شعبنا.
من جانب آخر أكد المقداد ضرورة استعادة حرارة العلاقة السورية المصرية نظرا لوجود عدو مشترك يهددهما وهو الارهاب مرحبا بالموقف المصري الرافض لانتقاد العمل الروسي لمكافحة الإرهاب في سورية.
وبين المقداد أن الإرهابيين لم يتحركوا في الأردن لأنهم انكسروا في سورية وليس بسبب/المواقف الحكيمة لقيادة الأردن/ مضيفا: “لو سقطت سورية لسقط لبنان والأردن خلال ساعات وإن من يقف مع سورية الآن يقف مع ذاته ومع شعبه ضد الإرهاب”.
وأشار المقداد الى أن السعودية الآن مهددة وتخوض حربا خاسرة في اليمن وأن العمل الأخرق الذي تقوم به لا يخدمها بل هو ضياع للإمكانيات العربية وهي تواجه مصيرها بنفسها بعدما تخلت عنها الولايات المتحدة مؤكدا على الموقف السوري الواضح الذي يحترم حقوق الشعب اليمني.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية شدد المقداد على أن سورية شعبا وقيادة تقف إلى جانب النضال الفلسطيني رغم انشغالها بالحرب على الارهاب وأن ما تتعرض له اليوم هدفه اتاحة الفرصة للكيان الاسرائيلي كي يقوم بتصفية القضية الفلسطينية موءكدا ان انتصار سورية هو انتصار للشعب الفلسطيني.