بركات للشرق الجديد: التدخل الروسي في سوريا عملية جدية لمحاربة الارهاب التكفيري
اعتبر الامين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات في حديث لوكالتنا حول ابعاد المبادرة الروسية في سوريا وتأثيرها على التوازنات في المنطقة والعالم، ان التدخل الروسي في سوريا هو تحول استراتيجي مهم في طبيعة الصراع الدائر في سوريا والمنطقة، وبالتالي هو عملية جدية لمواجهة الارهاب التكفيري الذي يعصف في سوريا منذ اربع سنوات تقريبا.
واضاف : ” سيكون للتدخل العسكري الروسي فعالية مهمة جدا في مكافحة الارهاب والانتصار عليه وبالتالي في الحفاظ على وحدة الدولة في سورية واستعادة كل المناطق التي استباحها التكفيريون ان على الحدود الشمالية او حتى الجنوبية، وهذا تحول مهم في طبيعة الصراع الدائر في سوريا”.
وردا على سؤالنا عن سبب التحرك الروسي وتوقيته ، قال بركات: ” اولا عجز ما يسمى بالتحالف الدولي عن مواجهة الارهاب بشكل جدي، وهذا التحالف الدولي والعربي هدفه في الحقيقة تدمير سوريا ودعم التيارات التكفيرية داعش وغيرها، وتقسيم سوريا والعراق ايضا، لذلك ازاء هذا المخطط الذي يستهدف تدمير وتقسيم سوريا وتحويلها الى منطقة تصدر الارهاب الى كل العالم من خلال تمدد داعش والتيارات التكفيرية في الأراضي السورية، وازاء هذه المؤامرة وهذا العجز الدولي الحقيقي عن مواجهة الارهاب كان لا بد من ان تتدخل روسيا لان سيطرة التكفيريين والارهابيين على هذه المنطقة يشكل خطرا على العالم كله وعلى روسيا ايضا، والتدخل الروسي جاء بعد تفاقم الدور الارهابي في سوريا وتجاوزه الحدود المرسومة له ربما على المستوى الدولي، وهذا التدخل جاء كي يحسم الصراع الدائر في سوريا تحديدا، ويساهم في الحفاظ على وحدة سوريا ومؤسساتها وعلى منع سقوط قسم كبير من سوريا في يد داعش والتيارات الارهابية، وكي يحفظ الامن الاستراتيجي والقومي لروسيا لأننا نعرف ان هناك مرتزقة اتوا من القوقاز والشيشان والصين ومن كل دول العالم ليقاتلوا في سوريا، وهؤلاء في حال حققوا انجازات على الارض قد يشكلون خطرا على الدول التي اتوا منها، انطلاقا من كل ذلك كان لا بد من تدخل روسيا ،
واضاف بركات :التدخل الروسي جاء متاخرا فقد كان من المفترض ان يكون هذا التدخل قبل ذلك، لان قصف ما سمي بالتحالف الدولي لمواقع داعش كان يرسم ما يسمى بدولة داعش في سوريا لذلك التدخل الروسي كان ضرورة على المستوى السوري وضرورة قومية على المستوى العربي وضرورة لحماية الامن على المستوى العالمي، لان هذه التيارات التكفيرية سيطال تهديدها العالم بأسره كما رأينا من خلال مسلسل التفجيرات التي حاولت داعش ان تنقله من سوريا والعراق الى اوروبا وبعض الدول العربية الاخرى”.
وختم بركات قائلا: “التدخل الروسي في هذه المرحلة امر مهم جدا وسيحدث تحول مهم في مسار التطورات الامنية والعسكرية الميدانية في سوريا وسيعيد سوريا دولة موحدة وسيرفض اي محاولة لعملية تقسيم سوريا”.