شباب فلسطين وزعماؤها
غالب قنديل
ينطلق الشباب الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة في مسيرات إلى المسجد الأقصى المهدد بينما المملكة السعودية العاجزة عن ضمان سلامة زوار الحرمين والساكتة عن انتهاك حرمة اولى القبلتين منشغلة بتدمير سورية المقاومة التي تمردت على الهيمنة الغربية الصهيونية ورفضت الإذعان فأرادت مملكة السياف والمطاوع ان تؤدبها لأنها رفضت وصفة “الديمقراطية السعودية” ( ولله في خلقه شؤون ) وجوهرالديمقراطية حسب فتوى الشيخ ميشال كيلو وصاحبه الجربا وموفده الغادري هو التخلي عن خيار المقاومة في صلح يبيح الجولان او يبيعها والغدر بحزب الله وفك شراكة المصير مع إيران الوفية لفلسطين. فالمملكة السعودية اكتشفت فجأة ولعها بنشر الديمقراطية خارج شبه الجزيرة العربية وربما تأثر امراء آل سعود ( فكريا وثقافيا !) بمحاضرات اكاديمية للشيخ سعد الحريري فيها زبدة التنوير الفرنسي التي حصدها من مغامراته مع ” عزو ” التي أرغمت والده الراحل على إيقاظ شيراك من عز النوم أو بما تأثر الأمراء المترفون خلال جلساتهم الكحولية المتهتكة بما بثته قناة الجزيرة لحاخام الديمقراطية عزمي بشارة او لموفد الخارجية الفرنسية برهان غليون ولذلك قامت المملكة بنشر الإرهابيين التكفيريين في سورية ودعمتهم بالمال والسلاح وبمنابر إعلامية لاتعد ولا تحصى فوجد فيهم بعض قادة حماس ثوارا وانحازوا إليهم بأكناف المؤامرة الاستعمارية وبالمال القطري الذي يشتري إذعانهم لوهم الدويلة في القطاع بمرفأ تجاري مشترك مع الغزاة الصهاينة وتحت هدنة بمثابة اعتراف بالكيان وبيع لآخر حبة تراب من فلسطين السليبة.
يخرج الفتيان في الضفة الغربية ويتحدون الموت بالتظاهر ضد قمع الاحتلال وجرائم المستوطنين وبعض الأبطال يتقنون فنون الدهس بالجرارات والجرافات والباصات في عمليات لم يصدر بها امر من أي زعيم أوقائد وتتوالى اليوميات الدامية لأطفال وشبان وامهات وشيوخ لا يجد فيها أبومازن وفريقه ما يستدعي خدش الرضا الأميركي بلحظة غضب او بثورة لكرامة يستبيحها ذل السؤال اليومي عن ملايين الشيكلات المخصصة لتمويل سلطة كرتونية يسيطر عليها الاحتلال بمخابراته وعملائه ويحرمها حتى من هامش التحرك والتجوال بين المعازل الفلسطينية المحاصرة بالمستعمرات وبمعسكرات جيش الاحتلال وقد صدقت جريدة اللوموند التي عنونت تحقيقا نشرته عن الضفة المحتلة حين سمت واقع الحال بالأرخبيل الفلسطيني وبرهنت على ان جدار الفصل العنصري وانتشار المستعمرات والمعسكرات يحاصر البلدات والقرى والأحياء الفلسطينية ويجعل المسافات الإلتفافية بين المعازل الفلسطينية بعشرات الكيلومترات التي تقطعها الحواجز الصهيونية في الانتقال من مكان إلى مكان حتى الأمس كان معتبرا على مرمى حجر .
يفوش زعماء السلطة على وهم المناصب والألقاب وزمامير التشريفات في رام الله وقد باتوا أقرب إلى جنرالات محبوسين طوعا عند غاصب الأرض والحق والهوية وهم يلاحقون مواطنيهم بوقاحة وبناء على طلب المحتلين بتهمة الإرهاب أي اعتناق المقاومة لتحرير الارض ومن أراد منهم التمايز ينبش عبارات لغاندي عله يجد فيها ما يطمئن العدو عن سلمية مقصده ابتعادا عن تهمة العنف الثوري الذي كان قصيدة فلسطينية شائعة لعقود.
يغلي الدم في عروق شباب الضفة وقطاع غزة والسلاح المتاح صامت بقوة القرار السياسي الذي وضعته السلطة الفلسطينية في باب المحرمات منذ اتفاق اوسلو اللعين وجعلته قيادة حماس ومكتبها السياسي بيد عضو الحلف الأطلسي رجب أردوغان ربيب الاستخبارات الأميركية ومعه شريكه القطري في عصابة الأخوان المسلمين وصديق الصهاينة الأعز الذي فضح الحدث السوري خديعته البائسة هو ووالده الذي قلبه وتآمر عليه فلا عجب مما صنعت أيديهما ضد سورية في سنوات المكر والمراودة التي اعقبت حرب تموز وحضرت خلالها لعبة الدم والنار وحفر الأنفاق واصطياد العملاء والمرتزقة لنسف قلعة المقاومة السورية بينما تواصل التآمر ضد المقاومة في لبنان وفلسطين واليوم تنتفض الإمارة سما وكذبا ضد القرار الروسي الذي تأخر في نجدة قلعة الأسد الرجل العربي الشجاع والزعيم الشعبي المقاوم الذي حاولوا استدراجه فسقطوا عند نعله الراسخ في موقعه الوطني التحرري رسوخ جبل الشيخ والشامخة جبهته كالقمم التي لا يفهم معناها العقل المتصحر والمسطح المبني على ثقافة البعد الواحد في فضاء متعدد الأبعاد .
شباب فلسطين هم الغد القادم بوعد انتصار وهم إرادة التحرير وأقدامهم وقبضاتهم تسحق الأوهام المختبرة على أرض الصراع وتكتب سطورا جديدة في الانتفاضة الموعودة التي لا بد ان يخشاها ويتآمر عليها جميع الخانعين في مربعات الذل وفنادق الترف وفواتير الخنوع سواء كانت وسط اسطنبول ام في الدوحة ام في رام الله وهؤلاء الفتيان يضعون رافعي رايات المقاومة في الاختبار الأصعب وسيكشفون من بات متخما مستكينا ومن لا يزال نبض عرقه نذر الروح لفلسطين والعبرة في مقبل الأيام.