تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 5/10/2015

 

نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

3 تشرين الأول – اكتوبر/‏ 2015    

المقدمة    

       روسيا وتعزيز حضورها في سوريا تصدرت اهتمامات مراكز الفكر والابحاث والمؤسسات الاعلامية الاميركية، على السواء.

         يستعرض قسم التحليل ديناميكيات الساحة السورية على ضوء التطورات الجارية، وفي الخلفية الصراع المستدام بين روسيا والولايات المتحدة. روسيا، بحضورها المميز، تدرك الدروس المكتسبة من التجارب، لعل اهمها وعي قادتها لعدم الانجرار الى ساحة “افغانية” جديدة، وعدم تكرار الفشل الاميركي المتواصل منذ 15 عاما في عموم المنطقة.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

التحولات الاستراتيجية في سوريا

       اعتبر معهد الدراسات الحربية تعزيز روسيا لتواجدها العسكري خطوة تؤشر على انبلاج عصر “جيو- سياسي وأمني جديد .. تتخطى اهميته اوضاع المسرح السوري بكثير.” واوضح ان توافد القوات العسكرية الروسية “بوسعها شن عمليات في عموم منطقة الهلال الخصيب وشرقي البحر المتوسط .. وتشكل المرة الاولى في التاريخ لانشاء روسيا قاعدة لاستعراض قوتها خارج آفاق البحر الاسود.” وحث المعهد الولايات المتحدة وحلف الناتو “اعداد ردهما على ذلك التطور ويأخذ بعين الاعتبار المخاطر الحقيقية” التي تنطوي عليه.

       تناول معهد كاتو مسألة التطورات الميدانية في سوريا عبر النظر الى مداولات الامم المتحدة، لا سيما وان “كلا من الولايات المتحدة وروسيا تتشاطران الاهداف عينها – اي الحاق الهزيمة بتنظيم داعش.” واوضح ان “مصلحة الطرفين تقتضي استمرار المشاورات بشأن سوريا بغية التوصل لارضية مشتركة.” وذكّر صناع القرار بأن “انخراط روسيا في سوريا ليس ضارا بالنسبة الى الولايات المتحدة .. نظرا لكونه اشد فعالية ضد داعش من دور الولايات المتحدة” وما يميزه من توفر حليف موثوق لها على الاراضي السورية، منوها ايضا “لانخفاض معدلات التوتر والعنف شرقي اوكرانيا (بالتزامن) مع انعطافة موسكو لنشر مواردها وقواتها العسكرية في الشرق الاوسط.”

       التزم معهد كارنيغي السردية الرسمية باعتبار الوجود العسكري لروسيا “ثمرة شعور باليأس .. مرده اعتقاد موسكو ان واشنطن تشكل مصدر عدم الاستقرار في المنطقة.” واوضح ان ذلك الفهم يشكل “قاعدة تحرك الرئيس الروسي ومعارضته القوية للسياسة الاميركية بتغيير الانظمة” بالقوة. وذكّر صناع القرار في واشنطن بفشل السياسة الغربية المستندة على قاعدة “دعم معارضة معتدلة التي لم تزحزح (الرئيس) الاسد او الحقت الهزيمة بالدولة الاسلامية.”

       حث مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية صناع القرار على الخروج من دوامة اللوم وتحميل المسؤولية، والاقرار بأن روسيا حققت انقلابا في تواجدها المكثف في سوريا اذ “استطاع (الرئيس) بوتين قلب السياسة الاميركية على رأسها .. وتعقيد الجهود الاميركية لمواجهة الدولة الاسلامية بفعالية، وفي نفس الوقت ضمانها أخذ مصالح روسيا بعين الاعتبار في اي ترتيبات مستقبلية.” وحذر معسكر الحرب من ضرورة الاقرار بأن دخول المقاتلات الروسية الحرب “سيقوض توجهات الولايات المتحدة وتركيا لانشاء منطقة حظر للطيران .. بل فرض دخولها قيام الولايات المتحدة باعادة انخراطها والتعامل مع روسيا تفاديا لمواجهات جوية مباشرة.”

       في استعراض منفصل، تناول مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الفشل الذي لحق باستراتيجية واشنطن لمكافحة الارهاب “على امتداد 15 عاما.” واوضح ان صعود التيارات المتشددة والتكفيرية “ادى ليس لبروز تمرد وعصيان، بل انتج حربا أهلية.” واضاف ان محرك تلك النماذج كان خارجيا “يشمل الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق ..”

       اعرب معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى عن اعتقاده بعدم عودة “معظم اللاجئين لسوريا قطعا.” واضاف انه التطورات المستقبلية ترجح “استمرارية الحرب واتخاذها نماذج مختلفة وساحات قتال متعددة بين الميليشيات السنية المختلفة.” واوضح ان ديمومة القتال تؤدي بتوطين اللاجئين في اماكن لجوئهم “ويسهم في عدم عودتهم” لبلادهم.

تركيا

       نتائج الانتخابات السريعة في تركيا كانت محطة اهتمام معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى معربا عن عدم التيقن من قدرة حزب العدالة والتنمية استعادة نسبة 20% من الاصوات التي خسرها سابقا، في حزيران الماضي. وقال ان استمرار الاشتباكات المسلحة لن تخدم “حزب الشعوب الديموقراطي” بالضرورة، كما ان هبوط قيمة الليرة التركية يفاقم الازمات المحلية. وخلص بالقول ان “تكرار” النتائج الكارثية في صناديق الانتخابات على حزب العدالة والتنمية ادت لتصدع القبضة القوية لرئيس الحزب رجب طيب اردوغان.

افغانستان

       سقوط مدينة قندوز في شمال افغانستان بايدي طالبان اثار قلق مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ويشكل ثمرة “فشل السياسة الاميركية في افغانستان.” واضاف ان هناك خط بياني مستقيم يشير الى “فشل تلو الآخر .. منذ مغادرة معظم القوات الاميركية نهاية العام 2014.” وااستدرك بالقول ان “الفشل تتحمله ادارة الرئيس اوباما جزئيا .. وسياسات ادارة (الرئيس) بوش غريبة الاطوار؛ فضلا عن تقاعس الحكومة الافغانية توفير قيادة فعالة في كافة الابعاد الحيوية.” كما حمل هيئة الامم المتحدة قسطا من مسؤولية الفشل التي “لم تفلح في لعب دور تنسيقي هام فيما يتعلق بكافة نواحي المعونات المدنية” المقدمة.

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى