جابر للشرق الجديد: هناك توافق اميركي روسي على عدم تدمير البنى التحتية للدولة السورية واولها الجيش السوري
اعتبر العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الاوسط للدارسات، في حديث لوكالتنا، حول الموقفين الروسي والاميركي من المواجهة مع الارهاب في المنطقة، ان أميركا عندما اعلنت التحالف الدولي لمحاربة الارهاب لم تقل القضاء عليه وتحديدا على تنظيم “الدولة الاسلامية”.
وتابع، لقد قلنا من اليوم الاول ان الغاية كانت احتواء هذا التنظيم، اي رسم خطوط حمراء له، لا يمكن تجاوزها مع الابقاء عليه، وقد ثبت اننا كنا على حق، والنتائج كانت ان اميركا رسمت خطوط حمراء على حدود كردستان العراق، واوقفت تقدم “داعش” لضربها، وسد الموصل لأنه مهم جدا والسيطرة عليه يعني قطع المياه عن العراق، وكوباني اتت متأخرة، ولكن باقي المناطق العراقية لم يكن عليها خطوط حمر، والدليل توسع “داعش” بشكل هائل في سوريا والعراق، وعسكريا، الطائرات لم تضرب قوافل “داعش” التي كانت تتقدم في صحراء الانبار وفي صحراء تدمر بآليات متلاصقة تقريبا، ولا غارة جوية اطلاقا”.
وقال جابر: “للقضاء على الارهاب هناك عشر محاور يجب ان تعمل في نفس الوقت، منها قطع الامدادات المالية، منع وصول المسلحين، وقف الحرب النفسية، البيئة الحاضنة، الى آخره، واميركا تفكر حتى هذه الساعة كيف ستقطع الامدادات المالية على “داعش” مع انها تعرف، والعمل العسكري واحد من هذه المحاور، والذي حصل حتى لو كان جديا فهو غير متكامل لأنه بحاجة الى قوات على الارض، هذا هو موقف اميركا غير الواضح بالنسبة لتنظيم “الدولة” واكبر دليل ما قاله اوباما بعد عام “يجب اعادة النظر في استراتيجيتنا لمحاربة داعش”، وبالإضافة يوجد في سوريا عدة تنظيمات ادرجت اميركيا على لائحة الارهاب، انما عمليا تسرح وتمرح وتمول من أصدقاء اميركا منهم تركيا وبلاد الخليج، ومنها “النصرة”.
وتابع جابر: “في ظل هذا الوضع الغير واضح اتت روسيا لتخترق هذه الحلقة المفرغة، وتحرك المياه الراكدة، فقالت بكل وضوح انها ستتدخل عسكريا لتضرب الارهاب ولديها اسبابها، ومصالحها في هذه المنطقة، المياه الدافئة، والاهم ان هناك الاف المقاتلين الذين اتوا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي والذين ان عادوا او لم يعودوا يشكلون خطرا من خلال تواصلهم مع خلايا نائمة في روسيا، لذلك جاءت روسيا بهذا القرار الحاسم وقالت لأميركا انها تدخل بتحالف دولي شرط ان يكون تحت مظلة الامم المتحدة، وروسيا لم تغير موقفها منذ البداية من الازمة السورية”.
وتابع جابر: “اميركا لديها مشكلة مع حلفائها فالعلاقة التركية الاميركية خلال 3 سنوات لم تكن واضحة، فتركيا طالبت بمنطقة آمنة لا تستطيع اميركا بان تسمح بها، وتركيا فتحت حدودها لكل هذه التنظيمات بان تدخل بالسلاح والرجال، وبشكل معلن واعتقد انه لم يزل، والان دخلت تركيا التحالف مع اميركا ولكن عمليا تركيا اخذت وثيقة اميركية لتضرب حزب العمال الكردستاني وليس “داعش”.
وختم جابر قائلا: ” اميركا وحلفائها لم يفلحوا بتنفيذ اي شيء على الارض، فاتت روسيا وكانت اكثر وضوحا، وحتى الان هناك تحالف رباعي او (4+1) هو روسيا وايران والعراق وسوريا + حزب الله”، والخطابات التي نسمعها كخطاب اوباما وبوتين هي خطابات تستند الى مواقف سياسية ورسائل انما في الواقع هناك تنسيق واتفاق على خطوط عريضة بين اميركا وروسيا، وهناك توافق اميركي روسي على عدم تدمير البنى التحتية للدولة السورية واولها الجيش السوري، اي لن ترتكب الخطيئة التي ارتكبت في العراق”.