التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 25/9/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
25 ايلول – سبتمبر/ 2015
المقدمة
تصدرت الخطوات الروسية في سوريا اهتمامات معظم مراكز الفكر والابحاث والوسائل الاعلامية، عملا باعتبار النخب الحاكمة “روسيا خطرا وجوديا” على الولايات المتحدة.
شكلت زيارة البابا للولايات المتحدة، ولقاءاته مع الرئيس اوباما واعضاء الكونغرس، فرصة لمشاغلة الاهتمام الاعلامي الاميركي، بعيدا بعض الشيء عن الهموم اليومية والصراعات الحزبية المستدامة. سيتناول قسم التحليل آفاق الزيارة، ليس في بعدها السياسي وتأثيراتها المحدودة في الشارع الاميركي فحسب، بل للاضاءة على خلفية شخص البابا المرتبكة، لدى البعض، وتبنيه قضايا اجتماعية تشكل استمرارية لاسلافه في الماضي القريب.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
قلق متزايد من حسابات روسيا في سوريا:
ناشد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية صناع القرار التحلي بالصبر واليقظة على ضوء السياسة الروسية الجديدة في سوريا “وضرورة مراجعة الولايات المتحدة لمسلماتها السابقة فيما يخص قوة كل من روسيا والصين” واللتين برهنتا على قدرتهما “القيام بحرب سياسية معقدة.” وحث المركز واشنطن الابقاء على “جهوزيتها للتعامل بناء على ما تقتضيه التطورات، والمبادرة للتحرك سياسيا مقرونة بابداع وتصميم على صعيدي ردع الخطوات الروسية وتقليص خطر حدوث اشتباك او تصعيد عسكري جاد (معها).” واتهم المركز الادارة الاميركية “بالتقاعس عن العمل بدلا من التزام الحذر .. اذ ليس من الضروري انخراط قوات عسكرية رسمية في اي حرب محتملة او اطلاقها الرصاصة الاولى.”
اعتبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى ان جملة عوامل تقف وراء القرار الروسي تعزيز الوجود العسكري في مناطق معينة في سوريا “منها العوامل الديموغرافية .. لما تمثله مدينة اللاذقية ومحيطها من أهمية حيوية لانشاء دولة مصغرة مؤيدة (للرئيس) الاسد في حال تفكك الدولة السورية .. خاصة امام احتمالات حقيقية من وصول الحرب الأهلية” للمدينة. واستمر المعهد في النفخ بالاعتبارات الطائفية والزعم بان “جزءا كبيرا من السنة هناك يحلمون منذ زمن بعيد الانتقام من النظام (على خلفية) فرض سيطرة العلويين على المدينة.” واستنتج بالقول ان “تدفق القوات الروسية يأتي بدافع الحفاظ على المدينة .. ودرء تعرضها لمسار مماثل لاقليم ابخازيا.” واضاف انه لم يبقى امام الرئيس الاسد من خيارات سوى “القبول بدور روسي قوي في منطقة الساحل (السوري) نظرا لعدم قدرة جيشه الدفاع عن اللاذقية، التي تواجه احتمال هجوم من قوى المعارضة بدعم تركي قوي.”
حث معهد كارنيغي الساسة الاميركيين على ضرورة التعاون مع روسيا فيما يخص سوريا “لا سيما وان التمدد العسكري الروسي ينطوي على مخاطر حقيقية .. على الرغم من حسابات الكرملين الذي يعتقد بامكانية سيطرته عليها وضبطها.” واوضح ان توريد روسيا للاسلحة المتطورة والخبراء المرافقين لها “قد يرافقه بضعة اعداد من الطيارين .. لكن موسكو ليست بوارد ارسال قوات مقاتلة.” وعبر المعهد عن قلق الاوساط الاميركية من امكانية “دخول الاسلحة الروسية المعركة ضد قوى المعارضة السورية المدعومة من الغرب.” اما القلق الحقيقي، كما قال المعهد، فمصدره “اسرائيل التي لن تتساهل في تدفق اسلحة متطورة الى الترسانة السورية ..”
التداعيات: لقاء نتنياهو وبوتين
زعم مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان “اسرائيل التزمت الحياد بالمجمل في الازمة السورية .. ولم تنضم للولايات المتحدة في مطالبتها بالاطاحة (بالرئيس) الاسد.” واوضح ان “تحسن العلاقات الروسية الاسرائيلية مؤخرا” كان وراء زيارة بنيامين نتنياهو للرئيس الروسي “والاعراب عن خشيته من وصول الاسلحة الروسية لحزب الله، والتوصل لاتفاق يضمن عدم استهداف القوات الروسية عن طريق الخطأ في حال شن غارات جوية داخل سوريا ..”
اكد معهد مارشال الالماني ان “تعزيز التواجد العسكري الروسي في سوريا فاجأ الغرب واخذه على حين غرة” معتبرا انه يأتي بدافع “تحويل الانظار عن فشل (الرئيس) بوتين في اوكرانيا .. وفرصة لاعادة روسيا الى محور تحركات السياسات العالمية.” واوضح ان الرئيس الروسي بوتين ابلغ كافة الاطراف المعنية بهذه الخطوة “التزام روسيا التام للحفاظ على الرئيس الاسد على رأس السلطة .. مقابل موقف الولايات المتحدة والحكومات الغربية المناهض لنظام (الرئيس) الاسد في السابق.” واضاف ان ما يرمي اليه الرئيس الروسي بوتين “اثبات دوره بجرأة كلاعب يمتلك استراتيجية وراعي يمكن الاعتماد عليه في الاقليم.”
وجه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية سهام انتقاداته لصناع القرار في واشنطن من الحزبين “لفشلهم في التعاطي مع كافة القضايا المتعلقة بالحرب الأهلية السورية .. لأمر يتعلق للسياسة العبثية والتمحور حول الدولة الاسلامية او اللهاث وراء ايجاد حل سياسي مبسط لانهاء القتال.” واوضح ان جملة عوامل تتداخل في صنع الازمة السورية تشكل “الدولة الاسلامية احد اركانها” الاساسية، الى جانب اكراد سوريا وجبهة النصرة وحلفائها التي تضم “نحو 26-30 تشكيلا اسلاميا يرتبط بتنظيم القاعدة.” واضاف ان ايا من تلك التشكيلات المتعددة “لم تظهر اي مؤشرات على تنامي قواها الذاتية تؤهلها لإنجاز هدف السيطرة على كافة الاراضي السورية.”
مصر
اعتبر معهد كارنيغي ان السلطات المصرية تستهدف “قمع حركة النقابات العمالية المصرية المستقلة .. منذ حزيران/يونيو 2013 وتقويض احتجاجاتها واضراباتها.” ورأى المعهد تلازم الخطاب الرسمي “المطالب بوحدة شعبية ضد الارهاب .. وتنامي موجات القمع.” واوضح ان النتيجة العامة “لتغليب الشعور الوطني ادت لاعتبار المظاهرات الاجتماعية والاضرابات العمالية اعمالا خيانية .. مما سيفرز تضاؤل فعالية الحركة العمالية في المستقبل القريب.”