مقالات مختارة

حركة البابا والتوظيف الذكي للقوة الناعمة د.منذر سليمان

 

جملة يتيمة عابرة صدرت عن البابا فرانسيس خلال زيارته الاميركية تلخص مجمل توجهاته كحارس الكرسي الرسولي، اولا، وتوفر “ارضية الغفران” للنظام الدولي العالمي بقيادة الولايات المتحدة. اذ قال “لا ينبغي علينا اصدار الاحكام استنادا الى (المواقف) السابقة” او القديمة. بعبارة اخرى، يرمي للمساواة بين الضحايا والمعتدين، وتغييب مسؤولية المراكز السياسية من القضايا العالمية الملحة وعلى رأسها تقليص هوة الفقر، وليس القضاء عليه كما ينبغي، والحد او القضاء على الاسلحة النووية، وانهاء التدخلات والمغامرات العسكرية في الدول النامية .

بالغ الرئيس اوباما واجراءات البروتوكول الخاصة باستقبال زعماء الدول في الاعداد لزيارة بابا الفاتيكان لواشنطن، وجند له طواقم حماية كبيرة العدد من مختلف الاجهزة الأمنية، المرئية وغيرها، بصورة نادرة وربما غير مسبوقة في واشنطن. وتابعت المؤسسات الاعلامية على اختلاف توجهاتها زيارة البابا ورافقته في ترحاله امام محطات متعددة في المدينة. ولفتت النظر الى اللقاء الثنائي الخاص الذي جمع الرئيس اوباما بالبابا منفردين لقرابة ساعة من الزمن، دون ان تفصح عن مضمون اللقاء، وتركت عناوينه لتكهنات السياسيين والاعلاميين على السواء.

ليس من العسير التعرف على كنه ما دار بين الاثنين، خدمة لاولوياتهما الخاصة، تجسد بعضها في خطاب البابا امام الجمعية العامة للامم المتحدة، يوم الجمعة 25 أيلول. في هذا الصدد تنبغي الاشارة الى ثلاث قضايا: رسائل البابا المراد ايصالها للعالم كافة؛ خلفيته السياسية والكنسية؛ وتوجهاته واصطفافه الى التيارات الاشد محافظة داخل تراتبية الفاتيكان الكهنوتية.

الاضاءة على حقيقة توجهاته بعيدا عن الترويج الاعلامي كشفتها بداية وثائق ويكيليكس عبر “برقية رسمية من الممثل الاميركي لدى الفاتيكان” عام 2005، يحث فيها صناع القرار في واشنطن على دعم صعود “الكاردينال الارجنتيني (خورخي ماريو) بيرغوغليو الذي سيكون مناسبا انضمامه لمعسكر (الالماني) راتزينغر،” سلف البابا الحالي والذي تربع على المركز البابوي لفترة قصيرة وانتحل اسم “بنديكتوس السادس عشر.” في عهد الاخير، تم رصد تشدد لهجة الفاتيكان ضد الاسلام تحديدا، وانتشار المظاهر العنصرية ضد المسلمين والاقليات العرقية والاثنية الاخرى في اجزاء كبيرة من الدول الاوروبية.

من نافلة القول ان “اختيار” البابا يتم من قبل مجلس “كرادلة” يضم 115 كاردينالا. الضالعون في شؤون الفاتيكان والاصطفافات السياسية بنكهة لاهوتية ينوّهون الى صعود تيار المعارضين لادخال اصلاحات بنيوية على الكنيسة الكاثوليكية، ابان ذروة الحرب الباردة، عرف بتيار “المنشقين،” ضمت دعائمه البابا البولندي آنذاك يوحنا بولس الثاني، ولاحقا الالماني بنديكتوس السادس عشر، وراهنا الارجنتيني فرانسيس الاول. انصافا لشخص البابا وتطور مواقفه، فهو افصح مرارا بلغة الأسى عن تقاعسه في لعب دور اشد فعالية في مواجهة الفاشية الممثلة بالطغمة العسكرية في الارجنتين. كما ينبغي الاشادة بمحورية دروه واتقانه للتقارب الاميركي مع جمهورية كوبا، بل تراجع المؤسسة الاميركية الحاكمة عن سياستها السابقة لعزل كوبا تمهيدا لاسقاطها والاطاحة بنظامها الاشتراكي.

القضايا الهامة للبابا فرانسيس

عولت الدوائر السياسية الاميركية كثيرا على الدور الرعوي للبابا فرانسيس، وامكانية استثمار المناخات الايجابية في الصراعات السياسية الداخلية، لا سيما في ظل احتدام المشهد السياسي بين الرئيس اوباما وخصومه الجمهوريين.

في شق الفاتيكان الداخلي الصرف، صعد البابا فرانسيس، قبل نحو عامين ونصف، الى سدة الكرسي الرسولي في ظل جملة استحقاقات “وفضائح جنسية” كانت تلاحق الكهنة والكنيسة الكاثوليكية بشكل عام، واجماع الكثيرين على ضرورة ادخال اصلاحات بنيوية في الادارة البابوية (كيوريا) وعلى الكنيسة ايضا، لا سيما تبني تعديلات بنيوية تحد من طغيان الجسم الاوروبي في المواقع الاساسية؛ واحياء تبني الكنيسة لقضايا هامة لفقراء العالم وتعديل هوة الدخل الشاسعة بين الاغنياء والفقراء، والحفاظ على البيئة، وتداعيات ذلك على التركيبة الهيكلية للكنيسة والفاتيكان معا.

خاطب البابا مجلسي الكونغرس، مشكلا سابقة لالقاء كلمة في جلسة مشتركة، ملبياّ بذلك دعوة تلقاها قبل عام من رئيس مجلس النواب، جون بينر. غلّب بعض ممثلي الحزب الجمهوري مواقعه الفكرية والايديولوجية المعارضة لرسالة الفاتيكان في تبنيه لجملة قضايا اجتماعية. اذ اعلن ممثل ولاية اريزونا ذو الانتماء الكاثوليكي، بول غوسار، عن نيته مقاطعة خطاب البابا نظرا لاصطفاف الاخير الى جانب المطالبين بالحد من التغير المناخي الذي يرفضه الحزب الجمهوري. واوضح غوسار “حينما يختار البابا حشد الدعم والخطاب كسياسي يساري، عليه التوقع ان يعامل كذلك.”

المفارقة فيما يمثله غوسار الكاثوليكي ان رعية الكنيسة يقرون بعصمة البابا عن ارتكاب الاخطاء، والتي يفسرها البعض بانها احدى خصوصيات التجربة الاميركية في اعتناق الديانة المسيحية التي “تمزج صرامة الكاثوليكية بنزعة البروتوستانت الاصلاحية؛” والتي تصادف زيارة البابا ذكرى مرور خمسة قرون على انتصار الدولة الوطنية الاوروبية على سلطة الكنيسة، عام 1517، المعروفة بحركة مارتن لوثر متحديا سلطة الكهنوت واعتماد نصوص الكتاب المقدس كمرجع اوحد للنبوءة الالهية.

يشار الى ان الغالبية العظمى من الشعب الاميركي تدين بولائها للكنيسة البروتستانتية وتلوناتها المتعددة، تعززها رواية انشاء الدولة الاميركية وموجات الهجرة المتعددة من القارة الاوروبية “هربا من القمع الكنسي والاتجاه نحو المستعمرات الاميركية.” وامتدادا، رافقت نزعة الشك والريبة من الكنيسة الكاثوليكية مواطن وعي المهاجرين المستعمرين.

للدلالة على توزيع الخريطة الاجتماعية، اجرى معهد “بيو” استطلاعا للرأي عام 2014 خلص به الى ان نسبة 71% من الاميركيين تعتبر نفسها تدين بالمسيحية، 46% منهم ينتمون للكنيسة البروتستانتية، مقابل 21% للكاثوليك.

لعل انتخاب الرئيس الاسبق جون كنيدي، الكاثوليكي الاوحد بين كافة الرؤساء الاميركيين، والمعارضة الواسعة التي واجهها لاحقا خير دليل على انفصام السلطة الدينية؛ الأمر الذي حفز كنيدي التأكيد لعموم الشعب بأنه رئيس للبلاد لا يأخذ اوامره من الفاتيكان وسلطة البابا.

خصوصية فرانسيس

الشعب الاميركي مولع بتصديق رواية الخصوصية في تجربته السياسية وقوة اقتصاده. وعليه جرى ارساء “ارث” سياسي منفتح للبابا فرانسيس مكنه من تأييد الاغلبية من الليبراليين بخلاف سلفيه اللذين سبقاه، يوحنا بولس وبنديكتوس السادس، وقاعدة دعمهما من داخل التيارات المحافظة والمتطرفة في بعض الاحيان، والاستئثار بخطاب “القيم المسيحية” التي ينبغي التشبث بها وصيانتها.

لعبت آلة الاخطبوط الاعلامية الاميركية، ولا تزال، دورا محوريا في تسويق توجهات البابا فرانسيس “التقدمية،” في العرف الاميركي، نظرا لعزمه تحدي التيارات اليمينية الاميركية في المسائل الاجتماعية، وعلى رأسها قضيتي الفقر والبيئة. على الطرف المقابل، تمسك سلفيه المذكورين بمناهضة الاجهاض “وخيارات الفرد الجنسية،” التي تبناها التيار الليبرالي بشكل عام.

التأييد الليبرالي الاميركي للبابا فرانسيس ليس مطلقا وفي كل الازمنة والاوقات، اذ تعمد الاصطفافات المختلفة الى حث البابا تبني قضايا اجتماعية تقع في سلم اولويات برامجها السياسية، وحفز النظام الكنسي السائد للاستجابة لتحديات العصر. لا سيما وان فرانسيس يتميز باصطفافه الى جانب العامة والابتعاد عن النخب السياسية والاجتماعية، بخلاف اسلافه الآتين من صلب النظام والمؤسسة البابوية.

في ظل هذه الخلفية المستحدثة تثير تصريحات البابا جدلا واسعا لا سيما بين اقطاب معسكر الحرب والمحافظين والمتطرفين. ومن بين تصريحاته “الشائكة” ادانته لصناع الاسلحة “الذين يدعون انتماءهم للمسيحية ..” وكذلك ادانته لمعسكر الحلفاء ابان الحرب الكونية الثانية لعدم التعرض لخطوط السكك الحديدية للنظام النازي “ابان نقلها المدنيين لمعسكرات الاعتقال.”

في معرض انتقاده لتوحش النظام الرأسمالي ادان “عبادة المادة والاشياء الثمينة،” والتي فسرها معارضوه لتأتي على شكل ان النظام الرأسمالي “يمثل روث الشيطان.” واردف البابا في محل آخر ان النظام الاقتصادي الراهن “ليس بوسعه اعتماد وصفات علاجيه التي ليست الا سمّ جديد، من شأنها زيادة ارباح الرأسماليين وتوسيع الهوة مع المعدمين.” سلفه السابق البابا يوحنا بولس الثاني ايضا “اضطر” لانتقاد النظام الاقتصادي “المشبع بعدم الانسانية،” واصدر رسالة بابوية شهيرة عام 1991 “يدين فيها كلا النظامين الرأسمالي والشيوعي،” مطالبا بادخال اصلاحات بنيوية عليهما.

لعل احدى اهم القضايا التي تميز البابا فرانسيس موقفه من البيئة وضرورة وضع حد للانبعاث الحراري، واصداره رسالة بابوية بهذا الشأن اعتبرت بمثابة “بيانا للبيئة تمزج بين التعاليم الكنسية التقليدية والقناعات المستحدثة المستندة الى الحقائق العلمية.”

لا ينبغي تجاهل الروابط بين تلك القضايا مجتمعة وبرنامج الحزب الديموقراطي تحت قيادة الرئيس اوباما الذي يقف على نقيض خصمه الجمهوري في حماية البيئة.

المستور عليه في سجل البابا فرانسيس

من غير الجائز تجاهل عامل الظروف الدولية والاستراتيجيات الكونية للدول الغربية في بروز شخصيات معينة تتربع على قمة هرم الكرسي الرسولي في الفاتيكان.

في هذا الصدد، يذكر ان البابا البولندي يوحنا بولس الثاني تم الاتيان به في قمة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي من جهة، وبين النظام الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة، فضلا عن كون اختياره اتى بالتزامن ايضا مع تعثر الجهود الغربية للاطاحة بالنظام الاشتراكي في بولندا في عقد الثمانينيات واخفاق تجربة “نقابة العمال البولنديين – سوليداريتي،” صيف 1980، في مرفأ غدانسك لبناء السفن.

استطاعت الحكومة البولونية احتواء الاحتجاجات والسيطرة على الاوضاع، مما اضطر صحيفة “نيويورك تايمز” في وقت متأخر الاقرار بأن الاجراءات والتدابير التي اعتمدتها الحكومة البولونية لاستيعاب الحركة “اسفرت عن مقتل عدد ضئيل” من المدنيين، 12 كانون1/ديسمبر 2011. ومضت بالقول ان “سوليداريتي اخفقت في الاطاحة بالنظام الشيوعي بقواها الذاتية.”

وعليه كان ينبغي على واشنطن ومؤيديها الانتظار واعداد وسائل وقوى اخرى من جديد، وسرعان ما تم اختيار الكاردينال البولندي كارول جوزيف ووتيليا لتبوء منصب البابوية عام 1978، واسندت له مهمة تقويض الشيوعية.

استراتيجية اميركا بالاتجاه والاستدارة نحو آسيا، ترتب عليها اعادة توزيع الامكانيات وتحديد الاولويات والتخلي عن بعضها، ولو مؤقتا. واستطاعت “مشاغلة” النظام الاشتراكي في فنزويلا برئاسة هوغو شافيز، والتعايش معه احيانا، لكنها ظلت عازمة على التخلص من تجربته والحيلولة دون امتدادها لمناطق اخرى من القارة الجنوبية. وبرزت ظواهر جديدة تتحدى السيطرة والهيمنة الاميركية في البرازيل وبوليفيا ونيكاراغوا والاكوادور. والتفتت واشنطن لعامل الدين لاستغلاله افضل استغلال في مواجهة اخرى مع التجارب الاشتراكية، ووقع الاختيار على شخصية من خارج المؤسسة البابوية “اوروبية الطابع.” ونستطيع القول ان البابا فرانسيس، ارجنتيني المنشأ، تم الاتيان به لتحقيق مهمة مشابهة لسلفه البولندي بغية الاطاحة والقضاء على التجارب الاستقلالية التي شهدتها القارة الاميركية الجنوبية، لا سيما وانها اسهمت مباشرة في فك العزلة عن جمهورية كوبا وعززت من سبل صمودها وتحديها لواشنطن.

لا يتسع المجال للاضاءة على جوانب هامة لشخصية “الكاردينال بيرغوغليو،” وميوله للتعاون مع الطغمة العسكرية الحاكمة في بلاده آنذاك، وارتباطاته باجهزة الاستخبارات والأمن المحلية والاميركية.

ونكتفي بالاشارة الى المحطات التالية: رفّعه البابا يوحنا بولس الثاني الى رتبة كاردينال عام 2001؛ اتهم بالتواطؤ مع الطغمة العسكرية في اختطاف الكهنة المعارضين لسياسة الانقلاب العسكري، فرانسيسكو خاليكس واورلاندو يوريو – من فئة “لاهوت التحرير،” ابان شغله منصب الرئيس الاقليمي لجمعية يسوع الارجنتينية، واصدر امرا للاباء اليسوعيين “اليساريين” ومناهضي الانقلاب “ترك العمل الرعوي.” في عام 2005 قدم محامي حقوق الانسان ميريام بيرغمان دعوى جنائية ضد الكاردينال بيرغوغليو متهما اياه بالتآمر في عملية اختطاف اثنين من الكهنة اليسوعيين عام 1976؛ بعد الافراج عن الكاهن اورلاندو يوريو وجه اتهاما مباشرا لبيرغوغليو لتسليمه فعليا لفرق الموت برفقة ستة اشخاص آخرين (وكالة أ ب للانباء 13 آذار 2013).

الكاردينال بيرغوغليو استخدم حقه برفض المثول امام القضاء الارجنتيني مرتين، بموجب القانون المحلي، في المحكمة المفتوحة للتحقيق في جرائم الطغمة العسكرية. وعندما “اضطر” للادلاء بشهادته عام 2010 جاءت اجاباته مراوغة وغير دقيقة وفق سجلات المحكمة. في مذكرة سرية للمجلس العسكري، افرج عن مضمونها في آذار 2013، جاء فيها “اتهم الاب بيرغوغليو الكاهنين (خاليكس و يوريو) باقامة اتصالات مع العصابات الثورية .. وطالبهما النظام اليسوعي بحل الجماعة ورفضا الانصياع لتعليمات بيرغوغليو.”

لعل الاهم الاشارة ايضا الى دور الفاتيكان تحت حكم البابا يوحنا بولس الثاني القيام بدور محوري في دعم وتأييد الانقلاب العسكري في الارجنتين؛ واعتراف سفير الفاتيكان في الارجنتين، بيو لاغي، لاحقا “بغض البصر” عن التعذيب والمجازر المرتكبة.

وربما احدى اهم الدلائل أتت على لسان سامانثا باور، الممثلة الدائمة للولايات المتحدة في الهيئة الدولية، قائلة “لم يكن خورخي ماريو بيرغوغليو من المتفرجين .. كان متواطئاً في جرائم واسعة ضد الانسانية.”

ولعل افضل وصف يطلق على البابا فرانسيس الاول بأنه “بابا واشنطن في الفاتيكان،” لا سيما وان تعيينه في منصبه اتى بعد اسبوع من وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز.

انسحاب الجنرال آلان شهادة فشل للسياسة الاميركية

في ظل توارد الانباء واشتداد القلق في الدوائر السياسية والأمنية الاميركية من توريد روسيا اسلحة متطورة الى سورية، اعلن المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون المعارضة السورية، الجنرال جون آلان، تخليه عن منصبه، مثيرا موجة جديدة من الانتقادات للرئيس اوباما بفشل استراتيجيته محاربة داعش.

مهد البيت الابيض لاعلان الاستقالة بالاشادة بدور الجنرال وتفانيه في الاداء، اذ التزم بالخدمة لمدة ستة أشهر، ومضى عليه للان اكثر من سنة “انجز” فيها تعزيز التلاحم بين اطراف التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق وسوريا.

سبق الاعلان فضيحة سياسية مدوية في لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ، خلال شهادة احد كبار جنرالات البنتاغون، قائلا ان الجهود الاميركية لتدريب وتسليح قوات معارضة سورية معتدلة اسفرت عن “4 الى 5” مجندين بكلفة فاقت 500 مليون دولار.

رتبت اللجنة على عجل الاستماع لشهادة الجنرال ديفيد بيترايوس، هاجم فيها سياسة الرئيس اوباما ادارة الحرب في العراق وسوريا، وحمله مسؤولية “التقاعس عن العمل” امام تعاظم موجات اللاجئين السوريين قاصدين بلدان اوروبا الغربية.

كما حمل بيترايوس الادارة الاميركية مسؤولية “التحركات الروسية العدوانية” في سورية وعزمها “الدفاع عن نظام الرئيس السوري،” مقابل تلكؤ اميركي بارسال قوات عسكرية تنخرط في القتال، اسوة بتجربته في ادارة “صحوات العراق” عام 2007 واستل سلاح الطائفية من جعبته موضحا ان “العرب السنة لن يشتركوا في قتال الدولة الاسلامية الا اذا اصدرنا التزاما بيّنا بتوفير الحماية لهم وللشعب السوري بشكل عام ضد كافة الاعداء، وليس داعش فحسب ” والتفت الى سلاح آخر اثبت عقمه سابقا، مطالبا بانشاء “مناطق آمنة” في سورية بحماية من “سلاح الجو لقوات التحالف،” يخفف معاناة اللاجئين.

بيترايوس احد اهم اقطاب معسكر الحرب، بالاضافة لهيلاري كلينتون والسيناتور جون ماكين. لم يفلح اقطاب المعسكر المذكور في قراءة التطورات الميدانية في سوريا بشكل خاص، مما عرضهم للسخرية والاتهام بالهلوسة السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى