من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : 70 ألف طن إلى الناعمة.. و”الحراك” يمانع خطة النفايات: أسبوع “الفرز السياسي”
كتبت “السفير”: يُنتظر أن تعود الحرارة تدريجيا، بدءا من اليوم، الى أسلاك الملفات الداخلية العالقة، مع نهاية عطلة العيد التي شكلت فرصة للبنانيين كي يلتقطوا بعض الأنفاس، وإن بصعوبة، بفعل التلوث الناتج من تراكم النفايات.
وبينما استمرت المواقف التي أطلقها الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال مقابلته الاخيرة مع “المنار”، بالتفاعل على أكثر من صعيد داخلي وإقليمي، يُنتظر ان تشكل الجلسات المتلاحقة لطاولة الحوار في 6 و7 و8 تشرين الاول المقبل اختبارا حقيقيا لمدى إمكانية إحداث اختراق إيجابي في جدول أعمال الحوار.
وعلى خط ملف الترقيات العسكرية، أفادت مصادر مطلعة ان مؤشرات إيجابية برزت، خصوصا من “تيار المستقبل”، نحو إعادة تحريك هذا الملف ومعالجة ذيول موقف الرئيس فؤاد السنيورة، مع دنو موعد إحالة العميد شامل روكز الى التقاعد في منتصف الشهر المقبل.
في هذا الوقت، استمرت بعض الاعتراضات على المطامر المقترحة ضمن خطة الحكومة لمعالجة أزمة النفايات، فيما أكد وزير الزراعة أكرم شهيب لـ “السفير” ان تنفيذ الخطة سيبدأ هذا الاسبوع، لان النفايات تتكدس، والوقت أصبح داهماً، ولم يعد بالإمكان الصبر أكثر، منبهاً الى ان فاتورة الانتظار أصبحت باهظة الى الحد الذي يفوق قدرتنا وقدرة البيئة الصحية على التحمل.
وستطبق “خطة شهيب” على قاعدة “تلازم المسارات” بين مطامر سرار والناعمة والنقطة الحدودية مع سوريا في البقاع، انعكاسا للتوازنات الطائفية والسياسية التي باتت شرطا من شروط نجاح الخطة، على قاعدة 6 و6 مكرر، بعدما ربطت بعض الجهات موافقتها بضمان تحقيق “التوازن” المناطقي والطائفي في تحمل أعباء المطامر والنفايات.
وبينما يزور شهيب اليوم العماد ميشال عون لإطلاعه على المراحل التي بلغتها التحضيرات للمباشرة في تنفيذ الخطة، يواصل وزير الداخلية نهاد المشنوق مساعيه لتعبيد الطريق أمامها في المناطق التي يملك فيها “تيار المستقبل” نفوذا وازنا.
وقالت أوساط المشنوق لـ “السفير” إن معطياته إيجابية، وهو يتابع اتصالاته مع جميع الجهات، من دون استثناء، وبصرف النظر عن التوجه السياسي لهذا الفريق أو ذاك. وأوضحت ان المشنوق حريص على استطلاع آراء كل ذوي الصلة بخطة النفايات ومعالجة الهواجس الموجودة لدى بعضهم، وهو قطع شوطا على هذا الصعيد.
وبعد الاجتماع الموسع الذي سبق ان عُقد في “البيال” مع عدد من ممثلي عكار، يحاول المشنوق، بدعم من الرئيس تمام سلام، إقناع الفعاليات البقاعية المعنية (عنجر ومجدل عنجر والمحيط) بالموافقة على استحداث مطمر في النقطة المحاذية للحدود مع سوريا، لا سيما انها باتت تبعد كيلومتر و800 متر عن الموقع السابق في المصنع، والذي تقرر الاستغناء عنه بعدما تبين انه قريب من مصادر المياه الجوفية.
وبالترافق مع الجهود السياسية المبذولة لتسويق الخطة في المناطق المعنية، تتواصل الاستعدادات التقنية للتنفيذ، حيث يتواصل العمل في سرار لتحويل المكب الى مطمر، على ان يتم في الأثناء تجهيز “الباركينغ” الذي ستوضع فيه النفايات مؤقتا، في انتظار الانتهاء من إنشاء المطمر وفق المعايير الصحية والبيئية التي التزم بها شهيب أمام عدد من فعاليات عكار.
أما بالنسبة الى الموقع الحدودي في البقاع الذي لم يمانع “حزب الله” في اعتماده، فقد أنجزت الخرائط المتعلقة به تمهيدا لانطلاق أعمال استحداث المطمر.
وأوضح شهيب لـ “السفير” ان من بين أسباب الإصرار على بدء تطبيق الخطة هذا الاسبوع، هو ان كمية النفايات المتراكمة تزداد يوما بعد يوم، ويُخشى من ان تصل “الى حد يصعب معه على مطمر الناعمة احتواؤها ضمن مهلة الاسبوع التي التزمنا بها”، مشيرا الى ان المقدّر، وفق الخطة، نقل ما بين 50 و70 ألف طن من النفايات الى مطمر الناعمة الذي يجب ان يقفل بعد 7 أيام من فتحه، تمهيدا للمباشرة في مشروع توليد الطاقة للمنطقة المحيطة به.
ودعا شهيب معارضي الخطة الى الكثير من الواقعية والقليل من التنظير، لان الخيارات أمامنا ضيقة جدا، ولا يوجد في الوقت الحاضر بديل عملي وفوري أفضل من الخطة المقترحة.
وحول المآخذ على اقتراح الخطة تمديد عقد الكنس والجمع والنقل مع شركة “سوكلين”، اعتبر شهيب أن هذا الخيار كان ضروريا لتسيير المرفق العام ولاستحالة تلزيم هذه الخدمات فورا إلى مشغّل جديد، لافتا الانتباه الى أنّ التلزيم يتطلّب ثلاثة أشهر على الأقلّ، “فماذا نفعل بالنفايات خلال هذه الفترة وهل نتركها تتكدس في الشوارع، الى حين وضع دفتر الشروط وإجراء المناقصة وفض العروض واختيار الفائز ثم انتظاره حتى يغدو جاهزا للعمل؟”.
وبينما نظمت بعض حملات الحراك المدني اعتصاما امس أمام مطمر الناعمة رفضا لإعادة فتحه، اعتبر بعض البيئيين ان هناك إمكانية للتوفيق بين ما ينادي به وزير الزراعة وما يطرحه الحراك.
الديار : حلّ “مكتوب” لـ “السلة المتكاملة” ينتظر قرار المستقبل حول الترقيات الوطني الحرّ: من المبكر أن نقول أن طلباتنا استكملت وتحققت خطة النفايات لن تنفذ بالقوة.. المطلوب إدخال البلديّات الى “الشراكة الكاملة”
كتبت “الديار”: يشهد مطلع هذا الاسبوع حركة ناشطة من الاتصالات والمشاورات باتجاه بلورة ما سميَ بـ”السلّة المتكاملة” ايّ حلّ ازمة انعقاد مجلس الوزراء واستئناف عمل مجلس النواب التشريعي والتعيينات الامنية.
وكل المعلومات تؤكد ان الاجواء ايجابية باستثناء موضوع الترقيات الذي ما زال تحت مجهر المشاورات.
وفي موضوع النفايات، تعتبر الساعات المقبلة حبلى بالكثير على مستوى تطبيق خطة الحكومة، في ظل معلومات خاصة لـ”الديار” من اوساط الوزير اكرم شهيب الذي يرفض كلياً تنفيذ الخطة بالقوة وبأيّ ثمن ويطالب بالهدوء والتريث لأن المطلوب ادخال البلديات الى الشراكة الكاملة.
تؤكد المعلومات ان الحلّ للازمة “مكتوب” وينتظر الاقرار، واشارت المعلومات الى ان الاتصالات والمساعي التي شهدتها عطلة الاضحى اسفرت عن نتائج مبدئياً ايجابية، وهذه الاتصالات جرت على أكثر من صعيد للوصول الى حلّ ضمن “السلّة الواحدة المتكاملة”، باستثناء موضوع الترقيات الذي ما زال تحت مجهر المشاورات.
وتشير المعلومات الى ان رئىس مجلس النواب نبيه بري بالتكافل والتضامن مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يسعيان للوصول الى حلّ يرضي جميع الاطراف، وقد عُلم ان جنبلاط يقوم بتحرك باتجاه تيار المستقبل من خلال وزير الصحة وائل ابو فاعور بتمن من بري، وتشير المعلومات الى ان موقف المستقبل بدأ بالحلحلة، وان اجواء الرئىس سعد الحريري اتت ايجابية، الامر الذي يبعث على التفاؤل بحسم الحل قبل جلسة الحوار الرابعة، وما ساعد على ترجيح الايجابيات هو ان الحريري ابدى مواقف مرنة.
وعلم ان الاتصالات التي يقوم بها بري وجنبلاط لم تأتِ من فراغ بل ثمة معلومات في حوزتهما بأن تسوية تطبخ على المستويين الاقليمي والدولي بغية ايجاد المخارج للازمة اللبنانية، على غرار ما جرى لدى ولادة الحكومة السلامية، رغم الاختلاف بين طهران والرياض وحيث توافقت السعودية وايران على “قبة باط” ادت الى تأليف الحكومة الحالية.
ومن خلال المعلومات المتوافرة، فان كل من ايران والسعودية وبغطاء دولي من واشنطن وروسيا وباريس يجري حلّ “السلّة المتكاملة” على الطريقة اللبنانية، على اعتبار ان المجتمع الدولي، وفي هذه المرحلة بالذات يعطي الاولوية للازمة السورية، الامر الذي علم به سلام خلال تواجده في نيويورك ولقاءاته مع مسؤولين امميين ودوليين في الامم المتحدة.
اذاً، تشير المعلومات الى ان الامور تسير باتجاه ايجابي، وان هذه التطورات تعطي دفعاً باتجاه حلحلة عناصر الازمة من جهة، وترسي مناخاً اكثر ايجابية في جلسة الحوار الرابعة.
لكن هذا التفاؤل الزائد، اصطدم بموضوع الترقيات، اذ تؤكد المعلومات ان حل موضوع الترقيات لعدد من العمداء الى رتبة لواء ما يزال مدار اتصالات ومشاورات من جانب بعض مكونات الحكومة، الا ان هذه الاتصالات لم تصل حتى الآن الى الغاية المرجوة منها، وهي حلحلة مواقف بعض المعترضين على هذا المخرج، ولكن المصادر تحدثت عن وجود اشارات ايجابية يفترض ان تتبلور بالكامل قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء المرجحة يوم الخميس المقبل.
واذ تحدثت المعلومات من ان موقف تيار المستقبل ليس سلبياً من هذه القضية، لكنه لم يحسم موقفه نهائىاً بانتظارالمشاورات التي سيجريها مع حلفائه في قوى 14 اذار. وقالت ان هذه المشاورات تشمل اتصالات مع كل من حزب الكتائب والرئىس السابق ميشال سليمان في ضوء ما صدر من اعتراضات من جانب الطرفين على موضوع الترقيات، واوضحت ان الرئىس سليمان حاول عبر الوزراء المحسوبين عليه تسويق فكرة استدعاء العميد شامل روكز من الاحتياط بعد احالته الى التقاعد كما حصل مع العميد ادمون فاضل الا ان العماد ميشال عون اعتبر ان هذا الاقتراح بمثابة “فخ” وبالتالي لم يقبل به عون.
واشارت المعلومات الى انه اذا تكللت الاتصالات بالنجاح، فمن المفترض ان يطرح رئىس الحكومة تمام سلام هذا الموضوع من خارج جدول الاعمال في الجلسة المقبلة. وقالت ان الوصول الى حل لقضية الترقيات سيشكل مفتاح الحل للشلل الحكومي، لانه من دون ذلك سيكون هناك تعقيدات جديدة للوصول الى مقاربة مشتركة لآلية عمل مجلس الوزراء.
الأخبار : تسوية الترقيات تتجاوز “عقدة السنيورة”… وسليمان قد يعطلها
كتبت “الأخبار “: لا تزال تسوية التعيينات الأمنية من ضمن “السلّة المتكاملة” لتفعيل عمل الحكومة وفتح أبواب المجلس النيابي، الملفّ الأبرز على طاولة الفرقاء السياسيين، ولا سيّما بعد عرقلة الرئيس فؤاد السنيورة للتسوية خلال الخلوة التي تلت طاولة الحوار في مجلس النواب، الأسبوع الماضي.
فالتباين في المواقف بين تأييد الرئيس سعد الحريري ومن يمثّله في “حوار تيار المستقبل ــ حزب الله ” للتسوية، واعتراض السنيورة عليها بذريعة الحفاظ على صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء، انتهت على ما يؤكّد أكثر من مصدر وزاري لصالح موقف الحريري، الذي بعث إلى الرئيس نبيه برّي قبل عطلة عيد الأضحى الأسبوع الماضي، برسالة كرّر فيها موافقته على التسوية، بهدف الوصول إلى “حلحلة سياسية”. وواكبت رسالة الحريري الإيجابية إلى بري، تأكيد الوزير وائل أبو فاعور، المكلّف من النائب وليد جنبلاط بمتابعة الاتصالات حول التسوية، للوزير الياس بوصعب أن “عقدة السنيورة قد حُلت”، في لقاء جمع الوزيرين ثاني أيام العيد. وأكدت المصادر لـ”الأخبار” أن “أبو فاعور أبلغ بوصعب أن تيار المستقبل وافق على العرض الذي عُرض على التيار الوطني الحر لتطبيق قانون الدفاع، وستكون التعيينات الأمنية بنداً أول على جدول أعمال أول جلسة لمجلس الوزراء بعد عودة الرئيس تمام سلام من نيويورك”. وأشارت المصادر إلى أن “التيار الوطني الحر طلب التأكد من عدم وجود أي عوائق أمام التسوية”، لافتةً إلى أن “زيارات أبو فاعور للنائب سامي الجميل وتواصله مع الرئيس السابق ميشال سليمان تدخل في هذا الإطار”. وعلى الرغم من تجاوز “عقدة المستقبل” ، بدا لافتاً تصريح الوزير أشرف ريفي في خلال حفل افتتاح مهرجانات طرابلس الدولية، حيث أشار إلى أنه “لا أظن أنه ستنعقد جلسة خاصة لترقية عدد من الضباط وفي مقدمهم العميد شامل روكز، وأنا لست مع هذا المشروع الذي يتم الحديث عنه، وأقول كفى استهتاراً بالمؤسسات الشرعية”.
بدوره، يصرّ سليمان حتى الآن على عدم منح موافقته لوزير الدفاع سمير مقبل، المعني أولاً وأخيراً بالتسوية. وتقول المصادر إن “هناك تكتلاً من الوزراء المحسوبين على سليمان ووزراء حزب الكتائب والوزير بطرس حرب يعرقل حصول التسوية”.
وعلّق المستشار الإعلامي لسليمان بشارة خيرالله بالتأكيد على “عدم وجود مشكلة شخصية مع وصول أي عميد وفقاً للأصول القانونية والمعايير، بعيداً من سياسة التسويات التي نرفضها”، لافتاً إلى أنه “نحن في اللقاء التشاوري نشكل ثلث الحكومة، وطالبنا ولا نزال بضرورة انتخاب القائد الأعلى للقوات المسلحة قبل البحث في ترقيعات سياسية تضعف المؤسسة العسكرية وتضعف موقع الرئاسة الأولى”.
وفيما يتابع أبو فاعور اتصالاته بالكتائب للوصول إلى تفاهم يسهّل حصول التسوية، يبقى موقف سليمان وحرب مرهوناً بضغط تيار المستقبل عليهما، في ظلّ حرص الحريري على الحفاظ على الحكومة وتفعيل عملها.
في المقابل، لم يعط رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون حتى الآن جوابه على التسوية، ولا يزال بحسب مصادر متابعة “في انتظار بلورة مواقف الجميع”. وأشارت المصادر إلى أن عون يعتبر “التسوية مجحفة، لكنّه قد يوافق عليها في حال وافق الجميع، لتسيير شؤون البلاد وتفعيل الحكومة، ومنح قيادة الجيش والمجلس العسكري شرعيتهما المفقودة، لأن المجلس العسكري الحالي غير قانوني وليس لديه نصاب”. ونقلت المصادر عنه إشارته إلى أنه “إذا أراد الفريق الآخر التسوية، كان به، وإن لم يريدوا فإنهم يزيدون الأمور تعقيداً”.
البناء : كيري يمهّد للقاء أوباما بوتين و التسوية السورية مع الأسد ظريف ولافروف: الجيش السوري أساس الحرب على الإرهاب نصرالله برسائل متعدّدة… والترقيات تتقدّم لبلوغ مجلس الوزراء
كتبت “البناء”: على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة سيبصر النور أول تفاهم للدولتين الأعظم في العالم، حول الأزمات التي عصفت بالعالم منذ مطلع القرن، والحروب الأميركية التي بدأت بغزو أفغانستان، وطاولت احتلال العراق، وسعت لإسقاط سورية وتطويق إيران وسحق المقاومة في لبنان وفلسطين.
تعترف واشنطن بالفشل وتسير على هدي توصيات بيكر ـ هاملتون من دون أن تعلن ذلك، فمنذ توقيع الاتفاق الإطار للملف النووي مع إيران وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تسير نحو التسليم التدريجي بالمعادلات التي أفرزتها المواجهة التي قادتها شعوب ودول لإسقاط مشروع الهيمنة الأحادي الذي حملت لواءه أربع إدارات متعاقبة بولايتين للرئيس السابق جورج بوش ومثلهما للرئيس أوباما.
بعد التسليم بإيران نووية والاعتراف بها دولة إقليمية عظمى، تسير التسوية الأوكرانية بسرعة، بينما روسيا تنتزع الاعتراف من بوابة تموضعها الاستراتيجي على ضفاف المتوسط، ما كان حلماً لقياصرتها وصار بقوة الدفاع عن القانون الدولي والحقوق السيادية للدول ومحاربة الإرهاب، واقعاً قائماً يتحقق على أيدي الرئيس فلاديمير بوتين.
روسيا بشخص رئيسها بوتين تفرض حلاً أوكرانياً وحلاً سورياً وفقاً لروزنامتها، وتقطع الطريق على فرص حروب الاستنزاف، بينما إيران الشريك الإقليمي لروسيا تتقدّم كقوة صاحبة يد عليا في تسويات المنطقة وفي الحرب على الإرهاب، والشريك السوري لكليهما صنع بصموده الأسطوري فرص نصرهما الرئيسية، وكتب سطور المشهد الجديد للعالم والمنطقة.
على خلفية هذا المشهد كرّت سبحة الاعتراف بالرئيس السوري بشار الأسد عنواناً لسورية الحاضر والمستقبل على رغم الصراخ المعاكس للذين يسلّمون بدور الأسد في المرحلة الانتقالية، وعلى هذه الخلفية أيضاً عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لقاءاته مع وزيري خارجية إيران وروسيا محمد جواد ظريف وسيرغي لافروف مسلّماً باعتبار أنّ الحرب على الإرهاب يتقرّر مصيرها في سورية والتقدّم في الحلّ السياسي الذي يفترض أن يولد من جنيف الثالث بعد التوافق على سلوك الطريق الذي أرادته إيران وروسيا، وعنوانها الرئيس الأسد، ليسمع بوضوح قاطع أنّ الجيش السوري هو عماد هذه الحرب على الإرهاب، وأنّ الأسد عنوان هذا الجيش، والمسألة تتخطى حدود ضرورات المرحلة الانتقالية، لتتصل بموجبات الفوز في الحرب على الإرهاب وتوفير مقتضياتها وفي طليعتها وقف تمويل وتسليح وتسهيل تحرك الجماعات الإرهابية.
ولإيضاح هذا المشهد وتفاصيله كانت إطلالة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الذي تطرّق إلى الوضع الميداني في سورية والتموضع الروسي الاستراتيجي ومعاني التبدّلات في الموقف من الرئيس الأسد، وصولاً إلى ما يتهدّد القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، وما جرى من كارثة في موسم الحجّ، وانتهاء بالملفات اللبنانية الرئاسية والحوارية وفي طليعتها قانون الانتخابات النيابية.
لبنانياً وإقليمياً بقي كلام السيد نصرالله محور ردود أفعال، بينما لبنان ينتظر انعقاد مجلس الوزراء الذي أكدت مصادر متابعة أنه سيكون أمام إنجاز التفاهم على ترقية عمداء في الجيش اللبناني من بينهم العميد شامل روكز، كمدخل لفتح باب استئناف العمل الحكومي وتزخيم الفرص للتفاهمات على طاولة الحوار خصوصاً ما يتصل بقانون الانتخابات.
تنشط الحركة السياسية اعتباراً من اليوم بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى وسط تكدّس الملفات والاستحقاقات الداهمة على المستويين السياسي والمطلبي، حيث من المرجح أن يدعو رئيس الحكومة تمام سلام فور عودته من نيويورك إلى جلسة لمجلس الوزراء، لتفعيل العمل الحكومي ومعالجة المشاكل الحياتية، فيما يعود المتحاورون إلى طاولة الحوار الوطني بجلسات متتالية أيام السادس والسابع والثامن من شهر تشرين المقبل، لاستكمال النقاش في الملفات الخلافية.
رتابة المشهد السياسي الداخلي خرقته إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي وجه من خلالها جملة مواقف من التطورات المحلية والإقليمية والدولية الأخيرة، فقد جدد التأكيد بأن الفرصة ما زالت قائمة وستزيد لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لافتاً إلى أنه الأقوى تمثيلاً وحضوراً، ومشدداً على أنه طالما عون مرشح للرئاسة فنحن معه من دون سقف زمني.
وفي لقاء مباشر على قناة “المنار” حمّل السيد نصرالله السعودية المسؤولية الكاملة عن حادث الحج في منى كونها تدير مناسك الحج وترفض مشاركتها بذلك.
وفي الشأن السوري، لفت نصرالله إلى أن “صمود سورية وحلفائها لمدة خمس سنوات من الحرب الكونية هو سبب التحوّلات الحاصلة اليوم في المواقف الدولية”. ووصف الوجود القتالي وليس الاستشاري لروسيا في سورية بأنه تطور كبير، لافتاً إلى انه لم يكن وليد الساعة وتم التحضير له مع الدول المعنية منذ أشهر وأن حركته كانت منسقة”.
وفيما أوضح أنّ الزبداني لم تكن عصية على الجيش السوري والمقاومة وأنها كانت معرّضة السقوط بعد أسبوعين فقط من حصارها، كشف السيد نصرالله بأنه تمّ تركها لكي تكون فرصة لمعالجة ملف الفوعة كفريا. مشدداً على “أننا كمقاومة سنكون حيث يجب أن نكون ولن نتخلى عن هذا المبدأ”.
وتطرق السيد نصرالله إلى الملف اللبناني، محدداً مجموعة مواصفات لرئيس الجمهورية وهي “الرئيس القوي والحاضر والذي لا يباع ويشترى، وقال: “وجدنا أن هذه المواصفات تنطبق على عون ولكن إن عدل عن ترشيحه ورشح شخصاً آخر فأيضاً سندرس مدى إمكانية تطابق المواصفات عليه”.
وأشار إلى أن “من يرفض قانون النسبية هو ديكتاتوري لأنه يرفض في منطقته وفي طائفته شريكاً له ويفرض تمثيله على طائفته، بينما النسبية تتيح أن يكون له شريك”، مشدداً على أن “طاولة الحوار شكّلها الرئيس بري وهي فكرته وهو استشارنا كما استشار بقية الأطراف”، موضحاً أنه “إذا لم نتفق في شأن ملف الرئاسة سنتناقش في شأن الملفات الأخرى”.
النهار : هولاند : نعي أزمة اللجوء على لبنان ويجب انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً
كتبت “النهار”: السياسة اللبنانية الداخلية في شبه اجازة فرضتها عطلة عيد الاضحى، لكن الانظار تركزت على نيويورك حيث يبدو الاهتمام الدولي منصباً على قضية اللاجئين السوريين الذين بلغوا أوروبا وهم يهددون بالوصول الى أميركا، وآخر أماكن تصديرهم لبنان الذي سعى الى ضبط حدوده في وجه المزيد منهم، ونجح جزئياً اذ نشطت مافيات تهريب الاشخاص في الفترة الاخيرة، تمهيدا لنقل كثيرين منهم بحراً وجواً الى تركيا، ومنها الى أوروبا.
واذا كان الرئيس تمام سلام الذي يشارك للسنة الثانية في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة ممثلا لبنان في غياب رئيس الدولة، لمس بعض الجدية في التعامل مع ملف اللاجئين حين ضرب على عَصب القصور الدولي في معالجة أساس الازمة واقتصار رد الفعل الدولي على بعض نواحي المساعدات من دون الذهاب الى أصول الازمة، فانه لم ينل إلاّ وعوداً في انتظار اجتماع “مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان” الاربعاء.
وقد حضر الملف الرئاسي في لقاء الرئيس سلام والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء أمس انطلاقا من الدور البارز الذي اضطلعت به فرنسا في السعي الى حل الازمة الرئاسية، وقال مصدر قريب منه لـ”النهار” إن الأوروبيين سيبذلون جهوداً جديدة بعد تنسيق الدول الأوروبية مع ايران وكذلك مع السعودية من أجل التعجيل في حل هذه الأزمة، لكن يبرز من خلال اللقاءات التي يعقدها الرئيس سلام ان الجميع يربطون الوضع في لبنان بمآل التطورات السورية.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الفرنسي أن مساعي ستبذل من أجل تقديم مساعدات اضافية للبنان مع الدول المانحة الاربعاء وقال: “كما تعلمون فإن فرنسا تقدمت بهذه المبادرة قبل أشهر، واليوم هناك مساع جديدة مع المانحين لمساعدة لبنان”.
ورداً على سؤال لـ”النهار” على هامش قمة بروكسيل التي خصصت للبحث في ملف اللاجئين أفاد أن لبنان سيستفيد من المساعدات التي ستقدم ضمن المساعدات العامة التي تقررت للاجئي دول الجوار السوري (مليار أورو خصصت للمنظمات الاممية العاملة في هذه الدول)، لكنه تحدث عن أنواع أخرى من المساعدات يستفيد منها لبنان، من غير أن يوضح حجمها أو ماهيتها. وأقر بصعوبة الاوضاع التي يمر بها لبنان قائلاً: “أعرف حجم ما يتحمله لبنان، فمنذ ما يقرب من سنتين أو ثلاث يشكل السوريون أكثر من ربع الشعب اللبناني، وهذا ينتج منه الكثير من التوتر”، مشيرا الى حجم المسؤوليات الصعبة التي يتحملها لبنان على المستوى السياسي و”عليه انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً وأنا سأتوجه شخصيا الى لبنان خلال شهر تشرين الأول المقبل”.
المستقبل : بري يدعو إلى الاتعاظ من “حوار الكبار”.. و”عين درافيل” تبايع خطة شهيب البحرين تحتج على تصريح نصرالله.. ولبنان يتبرأ منه
كتبت “المستقبل”: بعد استباحته اللفظية لسيادة الدول العربية وتدخله الفظ فعلاً وقولاً في شؤونها الداخلية، معرّضاً على جاري إطلالاته المسيئة لهذه الدول مئات آلاف اللبنانيين العاملين فيها إلى خطر قطع أرزاقهم كرمى لطموحات إيران التوسعية في بلاد الشام والخليج العربي، لاقى تصريح أمين عام “حزب الله” الأخير استهجاناً بحرينياً رسمياً لما تضمنه من “تدخل سافر مرفوض في الشأن الداخلي” للمملكة يرقى إلى درجة “التعدي الواضح على سيادتها واستقلالها” كما سمع القائم بأعمال السفارة اللبنانية ابراهيم الياس عساف في الخارجية البحرينية لدى استدعائه وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على تصريح السيد حسن نصرالله، مع مطالبة الدولة اللبنانية بتحرك “رادع وحاسم وضمان الوقف الفوري والقاطع لكافة أشكال التدخل في الشأن البحريني” باعتبار أنّ نصرالله يتحدث باسم حزب شريك في الحكومة. الأمر الذي دفع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى المسارعة للتبرؤ باسم لبنان الرسمي من تداعيات هذا التصريح، مؤكداً أنّ “الحكومة حصراً” هي التي تعبر عن الموقف اللبناني الرسمي وليس “أي طرف سياسي حتى ولو كان مشاركاً في الحكومة”.
اللواء : سلام يطالب العالم بحل الأزمة السورية .. ومجلس الوزراء الجمعة برّي يدافع عن الحوار ويتوقع حدوث خرق .. والحريري يُفنّد مغالطات نصر الله
كتبت “اللواء”: تعود العجلة السياسية، بدءاً من اليوم بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك، التي حفلت بسلسلة من المواقف والسجالات والتحركات الاعتراضية على خطة الوزير أكرم شهيّب لمعالجة ملف النفايات، فيما أعقب الحادث المفجع الذي أدى إلى وفاة وجرح مئات الحجّاج بسبب التدافع في منى سجالاً حاداً بين طهران والرياض من جهة، وشهدت الساحة اللبنانية مثيلاً له بين الرئيس سعد الحريري والسيّد حسن نصر الله، على خلفية رفض الأول تسييس الحادث وتحميل المملكة مسؤوليته مع أنه قضاء وقدر.
الجمهورية : تصعيد على خط الرياض طهران و”المستقبل” “الحزب”
كتبت “الجمهورية “: عادت سوريا إلى واجهة الأحداث السياسية مع الدخول العسكري الروسي إلى أراضيها الذي جَدد النقاش بقوة حول طبيعة الحل السياسي المرتقَب والمتصِل باستمرار الرئيس السوري بشار الأسد في سياق حكومة انتقالية أو عدمه. فهناك محاولة جديدة وجدية، ولكن يمكن ألّا يختلف مصيرها عن مصير سابقاتها بدءاً من “جنيف 1” و”جنيف 2″، إلّا انها تشغل اليوم مختلف عواصم القرار المعنية بالشأن السوري الحريصة على إعطاء هذه الفرصة حقها، خصوصاً مع بروز أزمة النازحين التي طرقت أبواب أوروبا. ولكن في هذا الوقت بَدت الأنظار مشدودة في اتجاهين: الاتجاه الميداني من اليمن إلى سوريا، والاتجاه الديبلوماسي في نيويورك. وأمّا في لبنان فالأنظار هذا الأسبوع تتوزّع في خمسة اتجاهات: الجلسة الحكومية المتوقّع عقدها نهاية الأسبوع مع عودة رئيسها تمام سلام من نيويورك، التسوية السياسية المتصلة بالترقيات العسكرية وآلية العمل الحكومي ومدى تأثيرها على الجلسة الحكومية المزمع عقدها في حال عدم نضوج هذه التسوية، أزمة النفايات التي يفترض أن تكون دخلت أسبوع الحسم في ظلّ معلومات أن الساعة الصفر ستنطلق غداً، الحراك في الشارع الذي دخل مع عطلة عيد الأضحى في إجازة ولم يعرف بعد الاتجاه الذي يمكن أن يسلكه، والحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” بعد كلام السيّد حسن نصرالله ورد الرئيس سعد الحريري عليه، خصوصاً في ظل ارتفاع منسوب التوتر السعودي-الإيراني إثر حادثة الحجاج في منى وتأكيد الحريري أنّ نصرالله “يتخذ من أرواح المسلمين الأبرياء وكارثة منى، وسيلة للنيل من السعودية وتصفية الحسابات السياسية”.
خارجياً يبقى الحدث في نيويورك مع اللقاءات الدولية التي تشهدها، وأبرزها اللقاء بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي سيتناول الملف السوري والدور الروسي العسكري في سوريا، والحرب على “داعش”، فيما واصَل رئيس الحكومة تمام سلام لقاءاته في نيويورك وهو التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند منتصف الليل بعدما كان ألقى السبت كلمة لبنان، في قمة التنمية العالمية المستدامة في الأمم المتحدة.