حطيط للشرق الجديد: التدخل الروسي سينشئ جبهة قوية جدية في محاربة الارهاب
اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط في حديث لوكالتنا حول تأثير المبادرة العسكرية الروسية في سوريا وعلى المعادلات والتوازنات في المنطقة، ان المساعدة العسكرية الروسية العلنية لسوريا تؤثر في اتجاهات ثلاثة:
الاتجاه الاول يتصل بقيام جبهة دولية اقليمية صاعدة من شانها اقامة قدرات جدية لمحاربة الارهاب وقطع الطريق على المناورة الغربية الاستعراضية التي تقودها اميركا والتي تدعي محاربة الارهاب في الوقت الذي تتخذ من الارهاب مجال للاستثمار.
وتابع حطيط: “ان الجبهة الجديدة التي ستنشأ بنتيجة هذا التدخل العسكري الروسي العلني ستكون جبهة قوية، تستند الى محور المقاومة وينضم اليه العراق، والبعض يتحدث عن امكانية التحاق الصين بهذه الجبهة، خاصة وان هناك معلومات تقول بان القطع البحرية الصينية في طريقها الى المتوسط للمساهمة او للتنسيق مع القطع البحرية الروسية التي تستعد لمناورة في المتوسط في الاسابيع المقبلة، هذا من الناحية التنظيمية او من ناحية الكتل الاستراتيجية المتشكلة”.
الاتجاه الثاني، “اعتقد ان هذه المناورة ستؤدي الى نشوء واقع سياسي جديد في سوريا وحولها يكون فيه الحديث عن شروط غربية تتصل بموقع الرئيس السوري لإطلاق العملية السياسية من الهراء والسخف، وهنا نتوقف مليا عند ما بدأ يصدر عن مسؤولين غربيين بما في ذلك ممثل الامين العام للأمم المتحدة عندما يقول بان مصير الاسد يقرره الشعب السوري حصرا او قول كيري قبله بان الرئيس الاسد يجب ان يرحل ولكن ليس بالضرورة فورا، وهذا يعني تراجع عن مقولة سابقة او قول فابيوس او سواه من الاوروبيين بان الرئيس الاسد لا يمكن الا ان يكون جزءا من الحل السياسي وان الحديث عن حل من غير الاسد انما قول هراء، كل ذلك يعني امرا واحدا ان الجهة المعادية لسوريا شعرت بتغيير في ميزان القوى فاضطرت للتراجع السياسي على الاقل”.
الاتجاه الثالث، “النقطة الثالثة التي تعتبر من مفاعيل هذا التدخل هي تغير في المشهد الميداني العسكري على الساحة السورية اتصالا بالساحة العراقية، مشهدا نعتقد ان القدرات العسكرية المخصصة لمحاربة الارهاب بشكل جدي هي محاربة تقودها في سوريا حكومة الرئيس الاسد وفي العراق حكومة الرئيس العبادي فاذا كان المشهد السابق ينبئ بان الاستثمار الغربي للإرهاب هو الاساس فان المشهد المستجد يقول ان الارهاب الى انحسار وتراجع”.
وقال حطيط: “كل ذلك نعتقد كان نتيجة لأمرين، الاول، هو تحرر ايران من القيود التي كانت تكبل بها بالملف النووي الايراني واقدام روسيا للمساهمة اكثر في العمل الاقليمي والدولي كل ذلك ادى الى انتاج هذه المنظومة الدولية الاقليمية والذي ادى الى هذه المتغيرات السياسية والعسكرية على حد سواء”.
وختم حطيط: “نحن نرى ان الفريق الاخر يعمد الى التشويش على المساعدة العسكرية الروسية فحينا يقول ان هناك تنسيق مع اسرائيل في الاجواء السورية وهذا امر هراء، ومنهم من يقول بان هناك نوع من شروط فرضها الروسي منها ان ينسحب حزب الله من سوريا وكل ذلك يندرج تحت عنوان السياسة التضليلية للتشويش على المبادرة العسكرية الروسية، انما نقول ان هناك انقلاب في موازين القوى استراتيجيا يؤدي الى تقريب الحل في سوريا وفي المنطقة”.