من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : تسوية “الترقيات” في سباق مع الوقت الحراك “العنيد” عند أبواب المجلس
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع والثمانين بعد الاربعمئة على التوالي.
نجح الحراك الشعبي حتى الآن في مواصلة الاحتفاظ بالمبادرة، على الرغم من كل الضغوط التي يتعرض لها، إما لإحراجه فإخراجه من الشارع، وإما لحرفه عن مساره الأصلي وإغراقه في الزواريب.
أمس، خيّب الحراك آمال المراهنين على تعبه، وعاد الى الساحة بزخم وحيوية، مقدماً صورة حضارية عنه، ومتجاوزاً محاولات التشويش عليه.
لم يعد المحك بالنسبة الى المتحمسين للحراك يتمثل في عدد المشاركين الذي قد يزيد تارة أو ينقص اخرى، تبعاً للظروف. المهم هو الاستمرار في الضغط والمواجهة الديموقراطية، من خلال تكتيكات مختلفة، تتراوح بين ما هو مباغت وما هو معلن.
وبرغم حساسية الهدف أو العنوان الذي قصدته التظاهرة، (مقر مجلس النواب) إلا أن الحراك أثبت أنه قادر على تقديم نماذج راقية وسلمية من التحركات الاحتجاجية في الشارع، إذا امتنعت القوى الأمنية عن استعمال العنف وتعاطت معه برحابة صدر.
ولولا الاعتداء الذي تعرض له عدد من المتظاهرين أمام مبنى “النهار” من قبل شبان قدموا أنفسهم على أساس أنهم مناصرون للرئيس نبيه بري، بعد رفع لافتة تتهمه بالفساد، لكانت تظاهرة أمس قد مرّت بسلام وهدوء.
ويمكن القول إن القوى الامنية نجحت في امتحان أمس حيث تصرفت بـ”ذكاء” أكبر قياساً على ما سلف من محطات، وكأنها تعلمت أخيراً من دروس التجارب السابقة، فأظهرت قدراً عالياً من الحكمة والمرونة في التعامل مع المتظاهرين، وتجنبت استعمال وسائل القوة والبطش ضدهم، بل واكبتهم بسلاسة على طول الطريق الممتدة من برج حمود الى محاذاة ساحة النجمة، باستثناء بعض التدافع والاحتكاك.
وكان لافتاً للانتباه أن العناصر الأمنية لم تستشرس في التمسك بـ”خط الدفاع” الأول الذي أقامته أمام مبنى “النهار”، كما فعلت في المرة الماضية، إذ فتحت ممراً للمتظاهرين سمح لهم بالوصول الى نقطة قريبة نسبياً من ساحة النجمة، وتحديداً الى شارع بلدية بيروت، بعدما أبدوا إصراراً كبيراً على مواصلة زحفهم، ليسقط بذلك أحد الخطوط الحمر التي كانت مرسومة في وجه الحراك.
وتعليقاً على إدراج اسمه ضمن الفاسدين خلال تظاهرة البارحة، قال النائب وليد جنبلاط لـ”السفير”: أستغرب أن يرفع بعض المتظاهرين لافتة تختصر صور الفاسدين بي وبالرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري. مضيفاً: من حقي الديموقراطي أن أطرح علامات استفهام حول سبب اختصار الفساد بهذه الأسماء، في حين أن اللائحة تطول جدا، وقد لا تتسع لها أي لافتة.
ولكن جنبلاط استدرك بالقول: نعم.. أنا جزء من هذه الطبقة السياسية المدانة من قبل الحراك الشعبي، وبالتالي أنا متهم حتى تثبت براءتي، إنما يحق لي في الوقت ذاته أن أستغرب حصر الاتهام بالأشخاص الذين رُفعت صورهم خلال التظاهرة.
ولاحظ جنبلاط أن المتظاهرين كانوا سلميين أمس والقوى الأمنية تصرفت ايضا تصرفاً جيداً، منوهاً بالدور الذي أداه وزير الداخلية نهاد المشنوق في ضبط الأمور.
أما الوزير السابق شربل نحاس، فأكد لـ “السفير” أن تظاهرة البارحة كانت ناجحة، خصوصاً لجهة التشديد على أن عصب الاعتراض لا يزال نابضاً، وأن بريق الأمل لا يزال ساطعاً.
ولفت الانتباه الى أن الاعتداءات التي مارسها بعض الزعران بحق المتظاهرين تندرج في إطار “عُدّة السلطة” لإجهاض الحراك، لكنها لن تحقق غرضها، منبّهاً الى خطورة أن تستمر السلطة في تجاهل الدلالات التي ينطوي عليها الحراك الشعبي، ومن أهمها أن العقد الذي كان يربط بين الناس ودولتهم الحالية قد سقط، وبالتالي فإن هذه الطبقة الحاكمة باتت تفتقر الى الشرعية وأصبح مطلوباً بإلحاح إعادة بناء دولة شرعية، تستند الى مصلحة مشتركة تجمع بين أطراف العقد الاجتماعي.
في هذا الوقت، استلم أمس رسمياً الوزير جبران باسيل رئاسة “التيار الوطني الحر”، في احتفال حاشد نظمه التيار، بحضور العماد ميشال عون الذي وعد أنصاره بأن يكون لهم “رئيساً من نبض أحلامكم وآمالكم، ومن رحم معاناتكم”، فيما استهل باسيل عهده بتوجيه رسائل سياسية الى كل الأطراف، مؤكداً عدم التزحزح عن حق المناصفة، ومعلناً عن تحديد يوم 11 تشرين الأول المقبل موعداً لزحف أنصار “التيار الوطني الحر” الى قصر بعبدا.
على خط آخر، تواصلت المساعي التي يقوم بها أكثر من وسيط و “فاعل خير” لإنضاج التسوية الثلاثية الأبعاد التي تشمل إقرار الترقيات العسكرية، وتفعيل عمل الحكومة وإعادة فتح أبواب مجلس النواب.
الديار : الأمن للحراك : تظاهروا “براحتكم”.. والمجلس خط أحمر عون : فلتكن الفوضى إذا استطاعوا.. والموعد أمام “قصر الشعب”
كتبت “الديار”: يوما بعد يوم، يستثمر الحراك المدني وناشطوه أخطاء السلطة وأذرعها التي تستمر في صم آذانها عن آلام اللبنانيين ومعاناتهم المزمنة مع جميع الملفات الحياتية، ولا تكترث بأي شكل لمطالبهم التي هي في حقيقة الأمر حقوق مشروعة، والمطالبة فيها أساس لوجود مواطنة ودولة وقانون ومؤسسات.
السلطة في واد، والناس في واد، والشارع لا يزال لغة التخاطب الوحيدة المتاحة، في ظل طاولة حوار تقوم السلطة فيها بإدارة الوقت الضائع، وتحاور نفسها، بدل أن تحاول الحوار مع الشعب اللبناني المنتفض منذ أكثر من شهرين.
ما حصل أمس يؤكد أن الشارع أخذ جرعة نشاط قوية، وأن الحراك مستمر لحين تحقيق ما يصبو إليه اللبنانيون من مطالب حياتية ومعيشية، وحتى سياسية. فكيف بدا المشهد أمس في وسط بيروت التجاري، الذي لا يزال “منهنها” من صفعة “أبو رخوصة” أول من أمس؟
“قبة باط سياسية” جعلت من يوم الحراك الطويل يسير بشكل لطيف وسلمي الى حد ما، رغم “سياسة الخطوط الحمراء” الواضحة التي تجلت في الطوق الأمني المشدد لعشرات العناصر من “المكافحة” والقوة الضاربة التي تولت حراسة وحماية مداخل ساحة النجمة من جميع الجهات، مقابل تساهل و”تسهيل مرور” على دفعات ومراحل من بداية الاعتصام أمام مبنى جريدة النهار، وصولا إلى مداخل الساحة.
“تسهيل المرور” أتى بأوامر مباشرة من القيادة العليا في قوى الأمن الداخلي، اذ لاحظ المراقبون أن ثمة استراتيجية طبقتها قوى الأمن في مظاهرة الأمس، تمثلت بغياب الأسلاك الشائكة والعوارض الحديدية من أمام المتظاهرين، وانتشار العناصر الأمنية فقط، باستثناء المداخل المؤدية إلى ساحة النجمة مباشرة، بمعنى سياسي آخر ان قوى الامن قالت للمتظاهرين بما معناه : “المحيط لكم فافعلوا ما تشاؤون، إلا أن الوصول إلى ساحة البرلمان محظور، وخط أحمر”.
قوى الأمن امس اعتمدت سياسة القوة الناعمة، وحاذرت المساس بالمتظاهرين أو اعتقالهم، بخلاف المشهد الأخير الذي شوهد في المرة الماضية. في المقابل، شكل المتظاهرون درعا بشريا وقف أمام المتظاهرين مديرا ظهره للقوى الأمنية، ومواجها المتظاهرين، في حين كان هناك رأيان في التنظيم، فقد عزمت بعض المجموعات على اختراق السياج الأمني الشائك “مهما كلف الأمر” باعتبار أنها قد دعت المواطنين على هذا الأساس، ومن منطلق أن من حق اللبنانيين الوصول إلى ساحة البرلمان، لأنه كما غيره من المساحات العامة ملك الشعب اللبناني، إلا أن مجموعات أخرى رفضت هذا الطرح، معتبرة أن من أهم الأشياء التي تميز هذا الحراك هي سلميته، وبالتالي، فالدخول إلى منطقة مجلس النواب المصنفة منطقة عسكرية هو مدعاة للمشاكل مع القوى الأمنية، وبالتالي فمن المطلوب البقاء خلف السياج الأمني الفاصل، وليس اختراقه.
خلق هذا التباين مجموعة من الأسئلة حول جدوى تحويل الحراك من سلمي إلى عنفي، باعتبار أن عبارة “مهما كان الثمن” تعني تساهلا في الملف، إلى حد قبول سقوط الضحايا لا سمح الله. وهنا أيضا، سألت المصادر المتابعة، هل هناك تيار داخل الحراك يريد “بو عزيزي لبناني” يذهب بالحراك والحراكيين إلى “ربيع عربي” بنسخة لبنانية، مرفوضة بكل قوة من جميع الاطراف السياسيين، ومعهم معظم الشعب اللبناني، الذي يعتبر عقلاؤه أن كمية المئتين والعشرين ألف شهيد الذين سقطوا في الحرب الأهلية أكثر من كافية، وبالتالي، لا لزوم لبو عزيزي جديد.
والاسئلة تتوالى عما اذا كان هناك من يريد تعميم الفوضى لخراب البصرة فوق رؤوس الجميع، وهذا لا يخدم لا الحراك ولا كل اللبنانيين، بل يخدم الاعداء المتربصين بلبنان وكل المنطقة العربية والساعين من وراء مخططات الفوضى الخلاقة الى تقسيم وتفتيت ما تبقى من كيانات عربية، وهذه الفوضى العارمة تصبّ في خانة ضرب الحراك المدني وتبديد الزخم والاحتضان الشعبي الذي نجح هذا الحراك في تحقيقه في 29 آب.
إشكالات طفيفة حصلت قبل بدء المظاهرة، على خلفية رفع أحد المعتصمين لصورة تجمع ثلاثي الحريري وبري وجنبلاط، إلى جانب عبارة اعتبرها بعض المتظاهرين مسيئة، فقاموا بالتعدي بالضرب على حامل الصورة، مطالبين إياه بخفضها.
وكان النائب في كتلة التنمية والتحرير علي بزي قد أكد في لقاء في بلدة كفركلا أن الحركة ترفض المس بالرموز والكرامات، وبدوره أكد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في تغريدات مسائية على موقع تويتر أنه وبري والحريري أبرياء حتى تثبت إدانتهم، منددا بتسمية هؤلاء الثلاثة دون الباقين من الطبقة السياسية…
وفي المقابل، كان التيار الوطني الحرّ يجري احتفال التسلّم والتسليم في القيادة من العماد ميشال عون الى الوزير جبران باسيل الذي اعلن الحشد نحو قصر الشعب في 11 تشرين الاول المقبل.
وفي الاحتفال وعد الجنرال عون بان يبقى مناضلاً لا يتقاعد الا مع انتهاء العمر. وقال عون: لا يهولون علينا بين الفوضى والرئيس الدمية، فلتكن الفوضى اذا استطاعوا. وقطع عون وعداً للمناصرين بأن يكون لهم رئيس من رحم معاناتهم.
في سياق متصل، تلفت حركة وزير الزراعة أكرم شهيب المستمرة لتطبيق خطة النفايات، في ظل مزيد من التبني السياسي لهذه الخطة، ومع زيادة مخاوف أن تؤدي النفايات المتراكمة المتعفنة إلى كوارث وبائية في حال هطل الأمطار، واستطرادا مع البنية التحتية المهترئة التي تعاني منها المناطق اللبنانية كافة، ما يجعلنا أمام طوارىء بيئية أكبر وأخطر.
وتؤكد كل المعطيات أن الاتصالات مستمرة لتذليل ما بقي من اعتراضات لجماعات الحراك المدني تزامنا مع الحركة المكوكية للوزير شهيب. وعلمت الديار أن الوزير المذكور سيباشر اليوم عملية تحضير أرضيات المطامر من أجل المرحلة الأولى وهي
garbage parking .
الأخبار : عون: لن يقدروا على الفوضى باسيل: سنزحف الى بعبدا ونريد الرئيس القوي
كتبت “الأخبار”: رفض العماد ميشال عون التهويل بوضع البنانيين أما خيار “الرئيس الدمية أو الفوضى التي لن يستطيعوا” القيام بها، فيما أكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل “أننا نريد رئيساً يحارب الفساد والارهاب ويحمي الهويّة ويحفظ الأرض ويُبقي على الكيان
رفع النائب ميشال عون سقف خطابه السياسي في كلمته أمس خلال حفل “تجديد مسيرة التيار الوطني الحر”، رافضاً “الرئيس الدمية”. وقال: “لا يُهوِّلنّ علينا أحد ويخيّرنا بين الفوضى أو الرئيس الدمية، فلتكن الفوضى إذا استطاعوا… ولكن أحداً لن يستطيع”، مؤكّداً أنه “سيكون هناك رئيس من رحم معاناة المواطنين، ونبض أحلامهم”.
وأمام حشدٍ من ممثلي القوى السياسية والوزراء والنواب، كرر عون موقفه بعدم شرعية مجلس النواب وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية من الشعب، مؤكّداً أن “المجلس الحالي لا يستطيع أن ينتخب الرئيس، ونحن لا ولن نقبل إلا بعودة الكلمة الفصل إلى الشعب اللبناني مصدر السلطات”. وذكر أن “التمديد لمجلس النواب الحالي، الذي فقد شرعيته الشعبية، أفقد السلطة الحالية إمكانية استمرارها في الحكم… ولغاية اليوم تتهرب الأكثرية الممدد لها من إقرار قانون انتخاب جديد وتريد انتخاب رئيس جديد”. وأشار إلى أن “الفساد المستشري في شرايين الدولة يقلقنا، والأكثرية المسيطرة على الحكم منذ عام 1992 غيبت قواعد المحاسبة”. وشدّد على ضرورة “تغيير نهج الدولة بأكمله، وهذا لن يتحقق إلا من خلال انتخابات نيابية على نتائجها تبنى كل المؤسسات”.
وعرّج عون على وثيقة التفاهم مع حزب الله، مشيراً إلى أنه “منذ اليوم الأول أثيرت حول هذا الاتفاق الكثير من الشكوك غير المبررة”. وأكّد أنه “على الرغم من أن التفاهم لم يشمل الجميع، فقد استطعنا أن نحفظ الأمن والاستقرار لجميع اللبنانيين، وخصوصاً في حرب تموز 2006 وما يجري في سوريا”. وقال: “نظراً إلى إيماني بالوحدة الوطنية والعلاقة مع الدولة المجاورة، كانت سياسة الانفتاح مع مختلف المكونات الوطنية، ودعوتنا الحكومة إلى تحسين العلاقة مع الدول المجاورة، ولا سيما سوريا التي هي دولة شقيقة مجاورة، وتشكل حدودها مع لبنان المدخل الوحيد إلى بلدان الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إلى وجود عدو على حدودنا الجنوبية يحتل جزءاً من البلدين ويهدد أمنهما”، لافتاً الى أنه “رغم ذلك لم تسمع دعوتنا، فكانت الحرب الإرهابية على سوريا التي يطال لبنان جزء من تداعياتها”. ولفت الى أنه “لا أحد يجهل ما يحصل في البلدان العربية، من فوضى هدامة ادعى من كان عرابها بأنها من أجل الديموقراطية والحفاظ على حقوق الشعوب”. وأشار إلى أن “من يعاملون اللاجئين اليوم بهذه الطريقة كانوا يضغطون علينا تحت عناوين إنسانية… مع ما نسمع هذه الأيام من تصاريح للأوروبيين من تحديد أعداد اللاجئين لديهم، نسأل هل يستطيع لبنان تحمل ما عجزت الدول العربية والأوروبية عن تحمله مجتمعة؟”.
بدوره، دعا رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل في كلمته إلى التجمّع يوم 11 تشرين الأول أمام قصر بعبدا، في الذكرى السنوية لـ”13 تشرين”. وتوجّه إلى المقاومين، قائلاً: “حماكم الله وسنموت خجلاً ان لم تمتزج دماؤنا بدمائكم على ارض لبنان اذا اتى يوم الواجب”. وللمحتلين “نقول بجيشنا وشعبنا ومقاومينا سنقاتلكم”، ووجّه رسالة إلى “أهل الشراكة” بـ”أننا عن المناصفة غير متزحزحين… ارفعوا أيديكم عن المناصفة وعن قانون انتخابي نسبي وعن رئاسة الجمهورية”. وأكد “أننا نريد رئيساً يحارب الفساد والارهاب، ويحمي الهويّة ويحفظ الأرض ويستعيد الجنسية ويُبقي على الكيان”. وسأل باسيل “المطالبين بالكهرباء”: “أين كنتم عندما تم تعطيل خطة الكهرباء؟”، و”للمطالبين بالمياه”: “أين كنتم عندما توقفت مشاريع السدود؟”، و”للمطالبين بحل أزمة النفايات أين كنتم عندما خسرنا التصويت مرات ومرات في مجلس الوزراء لوقف مهزلة التمديد للنفايات؟”.
وبعدما قدّم ما يشبه برنامج العمل لمنصبه رئيساً للتيار الوطني الحر، شدد باسيل على أن “من يريد أن يتحدث عن مسيحيي الشرق وعن حماية الأقليات فليتحدث معنا”، وأن الذي “يدافع ويريد أن يحافظ على التعدد بالشرق عليه أن يحافظ علينا أولاً”. وأكد أن “التيار أصغر من أن يمسك وأكبر من أن يحجب”، و”التيار سيكمل المسيرة على خمسة أعمدة: الشباب، المرأة، الانتشار، البلديات والنقابات”، مؤكّداً أنه “سيكون هناك 50 ألف بطاقة، وسيكون التيار أكبر تيار مسيحي في الشرق”، و”أول تيار سياسي يعتمد النسبية في انتخاباته، ويقوم على المبادئ وقضية ومؤسسة تحمل القضية”. وتوجه إلى عون بالقول: “إليك يا جنرال عون نقول، أنت الحلم الذي انتظرناه والحلم لا يشيخ. والجنرال عون لا يشيخ”.
البناء : كيري يسلّم بحلّ ببقاء الأسد ورعاية تركية إيرانية لحلّ الزبداني ـ الفوعة عون: لا يخيّرونا بين الفوضى والرئيس الدمية ولتكن الفوضى إذا استطاعوا اشتباكات الحراك باتجاه ساحة النجمة… لتعويض ضعف المشاركة الشعبية
كتبت “البناء”: تتسارع كرة الثلج التي رسم ملامحها الحضور الروسي العسكري في الحرب على سورية وما تبعه من تسليم أميركي بصعوبة زحزحة موسكو عن أهدافها وعزمها على تغيير الستاتيكو العسكري والسياسي المستمرّ منذ بيان جنيف الذي صدر عن وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وأميركا جون كيري، والذي تجسّدت المراوحة فيه سياسياً بالغموض في فقرته الخاصة بالمرحلة الانتقالية ودور الرئيس السوري فيها، وما رافق هذا الغموض من خلاف بين موسكو وواشنطن على تفسيرها، أدّى إلى إفشال مؤتمري جنيف الأول والثاني، تجسّدت المراوحة عسكرياً بمواصلة ضخ المجموعات الإرهابية إلى سورية واحتكار عنوان الحرب على الإرهاب من قبل واشنطن بصورة تبقي وتيرة الحرب المنخفضة بلا فاعلية وتجعل حرب الاستنزاف لسورية خياراً مفتوحاً لا يخشى الأميركيون معها من فرضية الحسم العسكري لمصلحة سورية، واضطرارهم لتسريع الحلّ السياسي استباقاً له، فمنذ أن أدّى حسم الوضع في مدينة القصيْر إلى جمع واشنطن لحلفائها والإعلان عن رفض التفاوض قبل تعديل الموازين العسكرية بدأت عمليات ضخ آلاف المسلحين من تنظيم “القاعدة” إلى سورية.
ما فعلته موسكو أنها ضخت جرعة حضور عسكري مشفوعة بمعادلة عسكرية قوامها النية بقيادة جبهة الحرب على الإرهاب في سورية، باعتبارها أمناً قومياً روسياً مع كثافة مشاركة المتطرفين الآتين من الشيشان وخطر عودتهم، ومعادلة سياسية تربط هذا الحضور بجعل المعبر الإلزامي للحرب على الإرهاب والحلّ السياسي التنسيق مع الدولة السورية ورئيسها.
أخيراً سلّمت واشنطن بعدما سبقتها أوروبا للتموضع تحت ضغط خطر الإرهاب وكثافة تدفق المهاجرين، وصار الموقف من حلّ سياسي ببقاء الرئيس بشار الأسد لازمة تتكرّر حتى نطق بها كيري وهو يعلم أنّ حديثه اللاحق عن رحيل الرئيس الأسد بعد الحلّ السياسي يصير مشروطاً بصناديق الاقتراع التي يعرف أنها ستكون لمصلحته.
بينما على الجبهات الميدانية في سورية كان الحدث هو الإعلان عن هدنة الزبداني
الفوعة برعاية تركية إيرانية، تنشر “البناء” تفاصيل بنودها في مقالة الزميل نضال حمادة من باريس، وما تتضمّنه من إفراغ للزبداني من المسلحين وتأمين الخروج الآمن للمدنيين من الفوعة وجوارها.
لبنانياً، كان خطاب العماد ميشال عون في حفل تسليم رئاسة التيار الوطني الحر إلى وزير الخارجية جبران باسيل، ومن أهمّ ما قاله عون كان تعهّده بأن يكون للبنان رئيس قويّ، وتحذيره لخصومه من تخييره بين الفوضى ورئيس دمية قائلاً: “فلتكن الفوضى إنّ استطعتم”، بينما دعا باسيل إلى حشد لمناصري التيار وأعضائه في ذكرى 13 تشرين الأول وخروج العماد عون من قصر بعبدا، قائلاً: “إنّ شوارع بعبدا لن تتسع لنا”.
حماوة الخطاب العوني جاءت بالتزامن مع حماوة يوم الحراك في الساحات الذي انتهى كما كلّ مرة بمواجهات متعدّدة الأطراف بما بدا أنه نهج يريده القيّمون على التظاهرات لحجز مكانة في الإعلام لم تعد أحجام الحشود قادرة على تأمينها بعدما صار الحضور لا يتعدّى نسبة ضئيلة من الذين شاركوا في تظاهرة 29 آب.
النهار : التظاهر يبلغ محيط مجلس النواب للمرة الأولى عون ينتظر… ويعطي الحوار وبرّي فرصة
كتبت “النهار”: بات لبنان يعيش على وقع الشارع الذي يتوزع بين قوى من خارج السلطة ترفض الوضع القائم وتثور عليه، واخرى مشاركة ورافضة، ومجموعات تتولى دور القوى الامنية في الدفاع عن شخصيات ومقار رسمية وحزبية. ويبدو ان الخطة الرسمية لاستيعاب الشارع لإمرار عاصفة الرفض لم تنجح في تخطي الازمة والافادة من عامل الوقت في اطفاء الحراك الذي يجذب مرة بعد اخرى مجموعات جديدة من المواطنين.
وفي حين يتوجه رئيس الوزراء تمام سلام الخميس الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، ومعه يغيب مجلس الوزراء الى ما بعد 2 تشرين الاول، مراهنا على دور لمؤتمر الحوار في الاتفاق اقله على آلية عمل الحكومة، يزداد منسوب التوتر على رغم بصيص أمل في النفايات التي يمكن ان تشكل جسر عبور الى تخفيف الاحتقان الذي ترجم امس باصرار المتظاهرين على الوصول الى ساحة النجمة مطالبين بانتخابات نيابية جديدة بموجب قانون عصري. والتحرك الذي انطلق رمزيا من امام مؤسسة كهرباء لبنان المسبب الاول للعجز والاهدار في المال العام، لم يتمكن من بلوغ هدفه، بل اكتفى المتظاهرون باحدى الطرق المؤدية الى المجلس، بعد توتر افتعله مناصرون لحركة “امل” حضروا على دراجات نارية وحاولوا الاعتداء على متظاهرين، وفي ظل اجراءات امنية مشددة منعت التقدم الى ساحة النجمة التي تعود غدا الى احتضان جولة ثالثة من مؤتمر الحوار الوطني بحلته الجديدة.
واذا كانت مصادر قريبة من العماد ميشال عون أفادت انه سيعلن موقفه من الحوار في حفل تسلم الوزير جبران باسيل رئاسة “التيار الوطني الحر”، فان الاول امتنع عن التعليق على الموضوع أمس، كما تفيد مصادر “النهار”، بعد “سلسلة اتصالات تولاها الوزير الياس بو صعب مع الرئيسين نبيه بري وتمام سلام افضت الى اعطاء فرصة جديدة للحوار لان مقاطعة عون له، بعد حزب القوات اللبنانية، ستشكل انتكاسة كبيرة، وصدمة للرئيس بري خصوصا، وستكون لها ارتدادات سلبية على مجمل الوضع”.
لكن اتصالات بو صعب لم تؤد الى بلورة اتفاق على ترقية العمداء ومنهم شامل روكز الى رتبة لواء وتمديد خدمتهم سنة أو سنتين، وقابلها أمس “تحد جديد للجنرال ومخالفة جديدة للقانون” كما قال قريبون من عون، تمثلت باستدعاء مدير المخابرات العميد ادمون فاضل من الاحتياط واعادة تكليفه هذه المسؤولية لمدة ستة اشهر. وقالت المصادر لـ”النهار” ان مطلب الترقية لم يعد يرضي عون، ولم يعد متمسكا به، لان مطالبه الحقيقية معروفة في رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش، وليست في جوائز الترضية”. واكدت انه “اذا كانت الترقية مطلبا لعون في بداية الامر، فانه كان يهدف الى ايجاد مخرج للأزمة ولو على حسابه، لكن يبدو ان الآخرين ارادوا ابتزازه به”. وأضافت ان كل الكلام على تسوية تمت في اعداد القرار والتوافق عليه ليس جديا حتى الساعة ويشكل جزءا من خطة اضاعة الوقت وصولا الى منتصف تشرين الاول موعد تقاعد روكز.
المستقبل : تظاهرة سلمية بالمئات لم تصل الى ساحة النجمة عون يخيّر اللبنانيين بين “الرئاسة”.. والفوضى
كتبت “المستقبل”: قبل يومين من موعد جلسة الحوار الموسّعة الثالثة في ساحة النجمة التي يفترض أن تتابع النقاش حول بند رئاسة الجمهورية، سعى الحراك المدني في تظاهرته أمس الى الوصول الى مقرّ مجلس النواب ولم يصل، فيما أطلق رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون مواقف تصعيدية إزاء الاستحقاق الرئاسي بلغت حدّ تخيير اللبنانيين من باب رفض التخيير بين ما سمّاه “الفوضى أو الرئيس الدمية”، مذكّراً اللبنانيين أنفسهم بمعادلة مماثلة أطلقها الديبلوماسي الأميركي ريتشارد مورفي العام 1988، ورفضها عون، تحت عنوان “مخايل الضاهر أو الفوضى”.
اللواء : “ويك إند” عاصف : الحراك يقترب من “إشتباكات دامية”! سلام لمجلس وزراء بعد الأضحى .. وعون غير متخوِّف من فوضى الفراغ الرئاسي الطويل؟
كتبت ” اللواء”: الأهم في التجمّع المدني الذي انطلق من برج حمود قرابة السادسة مساءً، وانتهى في الشوارع الضيقة بين مبنى بلدية بيروت ومجلس النواب في ساحة النجمة، أنه حافظ على سلميته، ولم يتمكن العراك الذي اندلع بين المتظاهرين ومجموعة من الشبان على خلفية إقدام شخص من المتظاهرين يدعى صلاح نور الدين برفع يافطة عليها صور للرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري والنائب وليد جنبلاط بوصفهم “رؤوس الفساد”، الأمر الذي استدعى رفضاً من الشبان ومطالبته بسحب اليافطة، قبل أن تشهد الساحة “هرج ومرج” وتبادل الضرب، حيث تردّد أن المجموعة المهاجمة كانت مسلحة بالسكاكين والعصي وبعض الأسلحة الخفيفة.
الجمهورية : “التيار” إلى بعبدا في 11 تشرين
كتبت “الجمهورية”: مشهدان تقاسَما الحدث السياسي أمس: المشهد الأوّل عونيّ بامتياز، من خلال حفل تسليم وتسَلّم رئاسة “التيار الوطني الحر” والذي تميّز بموقفين: الأوّل لرئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون الذي أكّد على الاستمرار بترشيحه، واعداً تياره بأنّه “سيكون لكم رئيس من رحِم معاناتكم ونبض أحلامكم”. والموقف الثاني لرئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل الذي دعا إلى “ملء ساحات بعبدا والتجمّع أمام قصر بعبدا في 11 تشرين الأوّل”، في خطوةٍ تأتي ترجمةً للموقف الذي كان أطلقَه باسيل عقب التظاهرة الأخيرة في ساحة الشهداء بأنّ وجهة “التيار الحر” المقبلة ستكون قصر بعبدا. إلّا أنّ هذا الموقف يعني أنّ العماد عون يتّجه إلى تدعيم ترشيحه الرئاسي بتظاهرات شعبية في ظلّ معلومات لـ”الجمهورية” عن نيّاته الدعوة لاحقاً إلى اعتصام مفتوح في بعبدا. والمشهد الثاني يتمثّل بالحراك الشعبي الذي تحوّل إلى جزء لا يتجزّأ من الحياة السياسية، في ظلّ الدعوات المستمرّة إلى التظاهر التي منها الثابت تزامُناً مع جلسات الحوار الوطني، والمتحرّك كما حصَل أمس في محاولة واضحة لخطف الأضواء ومحاولة تحقيق ثغرة في الجدار السياسي. وفي موازاة كلّ ذلك بدا لافتاً أنّ “حزب الله” رفعَ في المرحلة الأخيرة من منسوب مواقفه المتصلة بتأييد وصول العماد عون إلى الرئاسة، وكان آخرَها ما قاله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد من أنّ “حزب الله” لن “يسمح في الداخل إلّا بإقامة سلطة تتحقّق فيها شراكة وطنية حقيقية”، سائلاً “لماذا نلوم الجنرال عون إذا اتّخذ موقفاً سلبياً ضد من يعاملونه بسلبية مطلقة؟ أكاد أقول بكلّ حزم وجزم إنّهم يضعون فيتو على الجنرال عون تنفيذاً لأجندة دولية وإقليمية”.