مقالات مختارة

الفاشية ..الأقصى…. والمطلوب فلسطينيا وعربيا د. فايز رشيد

 

الجرائم الفاشية التي يرتكبها الصهاينة في الاقصى حاليا هي حلقة في سلسلة الجرائم والاعتداءات الصهيونية .الذي تطور: أنه مع إنشاء إسرائيل جرى تطوير الإرهاب شكلا ومضمونا وأساليب. وبالفعل ,لو حاول سيّد تصوير الشخصيات ميخائيل شولوخوف ,وجامع مئات الآلاف منها في عمل روائي واحد كـ “الدون الهاديء” , لو حاول تصوير شخصيات الجنود الإسرائيليين وهم يعتدون على المصلين في الاقصى والمرابطين والمرابطات فيه.., ولو حاول إرنست همنغواي  صاحب “الشيخ والبحر” نقل إحساسنتنياهو وهو يصعد عقوبة الأطفال من راشقي الحجارة على جنود ودبابات الإحتلال,,, غلى عشرين سنة سجن!.. ولو حاول جنكيز أيتماتوف مؤلف الروائع كـ “وداعا يا غوليساري” الربط بين لقطتين للمجرم لاندسبرغ, الأولى : وهو يداعب طفله على صدره وكلاهما يلبسان “الكيباه”, والثانية عند بدء حرقه للطفل الملاك علي…ولو حاول نيكوس كازانتزاكيس مؤلف رائعة “الإخوة الأعداء” تصوير نفسية الضابط “شيدمي” وهو يصدر الأمر ببدء ارتكاب مجزرة كفر قاسم.. لما استطاعوا كلهم! لسبب بسيط واحد : أن من الصعوبة على مطلق روائي, نقل إحساسات الوحوش الكاسرة! ربما يتخيل الروائي ذلك.. لكنه لن يستطيع نقل إحساسات المتوحشين بدقة .. فحتى الحيوانات تتبرأ من هؤلاء السفاحين! وهذه الجرائم.

إن أغلب التحريض ضد العرب في الكيان لا يأتي من جهات هامشية في الحلبة السياسية الإسرائيلية، وإنما يأتي من صلب المؤسسة الحاكمة. وبالرغم من تكرار الحديث في وسائل الإعلام وفي الخطاب السياسي الإسرائيلي عن “الإرهاب اليهودي” فإن المؤسسة الحاكمة لم ترَ فيه أبدا أي خطر عليها, وكثيرا ما تعاطت معه على أنه واحد من أدواتها القمعية. ونادرة هي الحالات التي تم فيها تقديم مجرمين يهود للمحاكمة، وغالبا ما كانت الجرائم التي يرتكبها مستوطنون معروفون تسجل ضد مجهول. أو يجري الادعاء بأن مرتكبيها معتلون نفسيا! بالتالي لا تجوز محاكمتهم! وإن مكثوا في السجن فإن مكوثهم في (فندق السبعة نجوم) لا يطول سوى لأيام. من قبل أحرقت البيوتُ والمساجدُ والحقولُ مرارا في الضفة الغربية ولا تزال، ولكن المذنبين لم يتم اعتقالهم. كما لم تحدث عمليات وقائية لمنع هذه الجرائم في ظل نجاح الأجهزة الأمنية الصهيونية الإسرائيلية في في ملاحقة كل المقاومين الفلسطينيين.

لقد نشرت الصحف الصهيونية تقريرا لمنظمة “هناك قانون” جاء فيه: أنه منذ العام 2008 وقعت 15 حالة موثقة لإحراق بيوت لفلسطينيين في الضفة الغربية، وفي 12 حالة منها تم تقديم شكاوى للشرطة الإسرائيلية التي أغلقت عشرة ملفات منها من دون توجيه أي لائحة اتهام. إن الحكم على شدمي الضابط المسؤول عن مذبحة كفر قاسم عام 1956 كان :غرامة قرش واحد!أما مرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي فقد كان مختل نفسيا , كماأن حارق منبر المسجد الأقصى فقد تم تسفيره إلى بلده “استراليا” معززا مكرما!.

بدأ تسريب الأنباء منذ فترة عن أن: قاتل الطفل الشهيد أبو خضير معتل نفسيا!وكل هؤلاء لا تجوز محاكمتهم؟.. والكثير الكثير.. ملخص القول أن حرق طفل فلسطيني عربي لن يكلف قاتله الصهيوني- اليهودي سوى قرش واحد!. دعوني أذكركم بما كانت صحيفة ‘فولكسكرانت’ الهولندية قد نشرته في 26 نوفمبر 2010، في مقابلة لها مع المخرج الهولندي اليهودي جورج سلويتسر، وتناقلته في ما بعد وكالات الأنباء, من أنه (شاهد بأم عينيه ارييل شارون وهو يقتل بمسدسه طفلين فلسطينيين ,على مدخل مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان عام 1982).

في رد فعله على مجزرة الأطفال في قانا الأولى قال بيريز:”إنهم بضعة أطفال وللحرب ضحاياها”.مجازر كثيرة ارتُكبت ضد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية ومنها: دير ياسين, الطنطورة , السموع , قلقيلية , دفن الجنود المصريين أحياءا في سيناء عام 1967,الحرم الإبراهيمي , بحر البقر , قانا الأولى , قانا الثانية , الصنايع في بيروت عام 1982, صبرا وشاتيلا بالتعاون مع الصهاينة المحليين,وغيرها وغيرها وصولا إلى مجزرة دوما 2015.. والحبل على الجرار !.كل استطلاعات الرأي في إسرائيل تؤكد أن نسبة المتطرفين في الشارع الإسرائيلي ستبلغ 62% من يهود إسرائيل.

إن قتل الفلسطينيين والعرب بالنسبة للعقيدة الصهيونية جائز، فوفقاً لهذا التراث (يجوز قتل العربي من دون سبب)، وذلك لمجرد القتل, ويجوز أيضاً (قتل النساء الفلسطينيات والعربيات بمن فيهن الحوامل حتى لا ينجبن أعداء لإسرائيل), ويجوز (قتل الأطفال الفلسطينيين والعرب بمن فيهم الرُّضّع, فهم عندما يكبرون سيلحقون الأذى بإسرائيل). في سفر إشعيا تقرأ:”ليمت جميع الناس ويحيي إسرائيل وحده”،و”يرفعك الله فوق جميع شعوب الأرض،ويجعلك الشعب المختار”، و “يقف الأجانب يرعون أغنامكم،أما أنتم – بني إسرائيل- فتدعون كهنة الرب تأكلون ثروة الأمم،وعلى مجدهم تتآمرون.(من يريد الاستزادة في دعوة هؤلاء إلى قتل غير اليهود فليقرأ كتاب المؤرخ الإسرائيلي المتوفي إسرائيل شاحاك بعنوان”الديانة اليهودية،التاريخ اليهودي،وطأة ثلاثة آلاف سنة” وكتب مُعينّة.. لـ أرنولد توينبي,ايتيل مينون , ايلان بابيه , روجيه غارودي ,آرثر كوستلر, إيلان بابيه, بني موريس قبل ارتداده مؤخرا,نورمان فلينكشتاين وغيرهم كثيرون).

لم تقتصر الأصولية اليهودية التاريخية السابقة على تحريف التوراة والتلمود على أيدي زعماء الطائفة من الحاخامات, الذين أنكروا على اليهود الحق في كل أنواع التعليم (باستثناء التلمود والصوفية اليهودية), فدراسة جميع اللغات الأخرى كانت محرمة بصرامة عليهم , وكذلك دراسة الرياضيات والعلوم والجغرافية والتاريخ،بل جاء الحاخامات المعاصرون”الحاليون” ليترجموا هذه العقائد إلى سياسات ممارسة بعد إنشاء دولة إسرائيل. وفقا للكاتب برنارد لازار في كتابه القيّم “اللاسامية, تاريخها وأسبابها “: فإن “اللاسامية” هي اختراع يهودي لأنهم يعتقدون بأن :اليهودية مشرّبة بخاصية “استثنائية معتنقيها” وبأن” كافة الأجناس الأخرى ,أقل قدرا عند الله من اليهود” لذلك فهم فوق كل الشعوب . وينهي الكاتب فقرته بالجملة التالية “إن هذه المعتقدات هي خاصية لظهور الشوفينية في الأديان “.

أما المطلوب فلسطينيا: إلغاء اتفاقيات أوسلو, وقف التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني, الانسحاب نهائيا من نهج المفاوضات مع العدو الصهيوني.إ عادة الاعتبار للكفاح المسلح, ترتيب البيت الفلسطيني وإنهاءالانقسام,إعادة الاعتبار للوحدة الوطنية الفلسطينية, وقف حماس لمشروعها الهدنوي مع المحتلين الصهاينة, تحدديد القرات التي أصدرتها الامم المتحدة كمرجعية للقضايا والحقوق الفلسطينية, إعادة التاكيد على الثوابت الوطنية الفلسطينية.

بالنسبة للمطلوب عربيا: إلغاء اتفاقياتي كمب ديفيد ووادي عربة, إغلاق السفارات الصهيونية(أوكار التآمر على الأمة العربية)وكافة الممثليات الدبلوماسية, التجارية, الاقتصادية في العواصم العربية,التزام عربي بقرار القمم العربية بتقديم الدعم المالي(200 مليون دولار سنويا) للمحافظة على عروبة القدس,إعادة إحياء (العظام الرميم) للجنة القدس.

نستحلفكم… بالله عليكم… يكفينا إدانات رسمية عربية قال عنها رابين يوما…”بأنها لاتستأهل الحبر الذي تُكتبُ به” لذلك فمصيرها هو سلة مهملات في مبنى وزارة الخارجية الإسرائيلية. للتذكير ملياردير صهيوني امريكي واحد هو موسكوفيتش تبرع لتهويد القدس بـ 4 مليار دولار. ما وصل القدس من أموال الدعم العربية هو 5 مليون دولار فقط , ذلك على مدى 12 عاما! من 200 مليون سنويا. البقية في حياتكم, والدائم هو وجه الله جل جلاله!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى