التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية 18/9/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية العربية
18 ايلول – سبتمبر/ 2015
المقدمة
تصدرت انباء التواجد الروسي في سوريا معظم اهتمامات مراكز النخب الفكرية والسياسية، رافقها تصريحات سياسية رسمية حذرة والاكتفاء بالاشارة الى ان توجه الحكومة الاميركية للتحقق من دقة المعلومات، والتي اسفرت عن اتفاق واشنطن وموسكو التنسيق العسكري بينهما في سوريا.
يستعرض قسم التحليل “ازمة اللاجئين” السوريين بالدرجة الاولى، والتي اضحت منارة التغطية الاعلامية في اميركا بشكل خاص، لا سيما عقب التقارير المصورة عن الطفل ايلان كردي؛ وتداعياتها على المشهد الاوروبي والاميركي والتي يحذر منها بعض الغلاة والمتطرفين بأنها تنذر بتهديد النسيج الاوروبي، وانعكاساتها على المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة. من نافلة القول ان تفاقم ازمة اللاجئين هي مسؤولية اوروبية واميركية بالدرجة الاولى ونتيجة مباشرة لسياساتها التدخل في الاقليم واعتماد الاطاحة بالرئيس السوري وتغيير النظام هدفا مركزيا لها مجتمعة.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
روسيا في سوريا:
ناشد معهد الدراسات الحربية اقرانه في مؤسسات النخب الفكرية التيقن من دقة المعلومات المنسوبة لصور الاقمار الاصطناعية حول تنامي الوجود العسكري الروسي في سوريا، والذي “يقوّض الاهداف الاميركية للتوصل الى حل سياسي” هناك. واوضح ان “الوضع الصعب للنظام السوري يستدعي احتمال حدوث احتكاك مباشر بين القوات الروسية والعناصر المعارضة للنظام .. واستطرادا قد تلجأ روسيا الى تصعيد وتيرة عملياتها داخل سورية وفق ما تقتضيه التطورات الميدانية.” وحذر من ان السيناريو المذكور قد “يستدرج العناصر الشيشانية المنضوية تحت لواء جبهة النصرة للاشتباك المباشر مع القوات الروسية في سوريا .. واشتداد حدة عدم الاستقرار وربما المساهمة في تأجيج نزعة التطرف بين عناصر المعارضة، على نقيض اهداف حملة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة داعش.” واعرب المعهد عن قلق النخب الاميركية من ان يؤدي تنامي الوجود العسكري الروسي الى تصلب الرئيس الاسد واقلاعه عن تقديم تنازلات، فضلا عما “يعنيه من القيود القصوى امام القوات العسكرية الاميركية لدعم قوى المعارضة السورية.”
عزا معهد المشروع الاميركي التحركات الروسية الاخيرة الى كونها “جزء من اللعبة الدولية الكبرى (للرئيس) بوتين والتي ينبغي ان تستدعي قلق من طهران حول المغامرة الجمعية.” واضاف ان “مصالح طهران طويلة الاجل في سوريا سيجري القائها جانبا امام اصرار موسكو على تحقيق نصر سياسي على المسرح الدولي.” واشار الى ترابط مصالح الطرفين في سوريا لا سيما “التزام ايران التام هناك الذي بدونه من غير المحتمل استعداد روسيا لتحمل تضحيات بشرية ومادية غير محدود خاصة في حال تفاقم وضع (الرئيس) الاسد.”
اعتبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى الوجود الروسي في سوريا “يبدو انه كبير .. ومن شأنه ان يشكل تغيرا محتملا في قواعد الاشتباك (من بينها) الحد من قدرة القوات الاسرائيلية والاميركية العمل هناك بحرية.” وحذر موسكو من المغامرة “التي قد تسفر عن تعقيدات لروسيا، بيد انه يبدو استعداد موسكو لتحمل بعض المخاطر سعيا لتحقيق هدفها في الحفاظ على النظام وتسجيل نصر في مرمى واشنطن.” واضاف معربا عن قلقه من ان يشكل “التواجد العسكري الروسي وقف مؤقت لعمليات قوى المعارضة السورية وداعميها، خاصة تلك الحكومات المتذبذبة.” واستطرد بالقول ان تنامي التواجد الروسي “يعزز مسألة ان لا حل للازمة دون انخراط موسكو.. وانحسار دعوات مطالبة الاسد بالرحيل.”
خطر داعش
يستمر الجدل حول انجع السبل لالحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية. وانتقد معهد هدسون تصريحات نائب الرئيس جو بايدن في اشارته الى “تواطؤ حلفاء اميركا من السنة مع داعش” وان ما صدر عنه “افتراء، لكنه مؤشر” على قضايا اعمق من ذلك. واوضح ان قلق الدول الحليفة من صدقية اميركا مرده “لاعتقادهم ان الرئيس اوباما لن يبذل جهوده لصون مصالحهم الحيوية ..” والزعم ان “واشنطن وافقت على لعب دور محدود” في جهود التصدي لداعش. وحرص المعهد على تسديد موجة انتقادات للادارة الاميركية خاصة وان “الحرب الزائفة التي يخوضها (الرئيس) اوباما قد تحرض ايران على المضي بتحقيق سيطرتها وهيمنتها على المنطقة .. ولا عجب ان خيار البعض سيقع على الحاجة للتأقلم في اسلوب العيش مع داعش.” واضاف ان السياسات الاميركية الراهنة “اسهمت بقدر كبير في مناخ الاستقطاب وعدم الاستقرار، وتوليد الفوضى التي تتظاهر باحتوائها واثارة اجواء غضب عارم الذي قد يعصف قريبا بالاردن والسعودية.”
العراق
اصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تقريرا يتناول فيه ترابط العامل الاقتصادي والظروف الاجتماعية الاخرى “ودورها في تأجيج العنف في العراق، وتفاعل العقبات الاقتصادية البنيوية العميقة مع الانقسامات الاثنية، (والتي) اسهمت في بروز الدولة الاسلامية، وتأجيج التوترات بين العرب والاكراد.” واوضح انه يتعين على الساسة والمختصين “الاخذ بعين الاعتبار مروحة واسعة من الاسباب التي ادت ببلد مثل العراق الى الانجرار الى العنف وزيادة التوترات الداخلية.” وتفادى المركز الاشارة الى مركزية العامل الاقتصادي ودوره في مفاقمة العنف، والقول ان هناك “مقاربات هامة بين المشاكل المتعددة التي يواجهها العراق .. ومستويات العنف التي تشهدها دول فاشلة اخرى في الاقليم مثل كيبيا وسوريا واليمن.”