“الروس قادمون” مرة أخرى… الولايات المتحدة تدعم النشاط الإرهابي في سوريا: ستيفن ليندمان
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القمة الحالية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في دوشنبه، طاجيكستان، دعم روسيا الكامل لسوريا في وجه العدوان الإرهابي، وقال: “دعمنا لها، سيبقى ضمن تقديم المساعدة العسكرية التقنية اللازمة“.وحث المجتمع الدولي إلى التعاون مع موسكو وسوريا في مجال مكافحة الإرهاب، مضيفا: من دون مشاركة الجيش السوري …لا يمكن طرد الإرهابيين من البلاد والمنطقة ككل….الشعب السوري لا يمكن أن يكون محميا من الدمار والاستعباد والهمجية .
وحث بوتين المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود من اجل التعاون مع حكومة الرئيس بشار الأسد والميليشيات الكردية، وعناصر المعارضة الداخلية المعتدلة ضد العدو المشتركوشدد على ان “الأمن العالمي والإقليمي يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة التهديد الارهابي”.
وكان سفير سوريا لدى روسيا واضحا عندما قال: “ان الحديث عن وجود قوات روسية في سوريا هو كذبة تروجها الدول الغربية والولايات المتحدةونحن نعتقد أن هناك مؤامرة جديدة تحاك ضد بلدنا فهناك من يريد اختراق أراضينا تحت ذريعة وجود القوات الروسية.“.
“يتم تزويد سوريا بالأسلحة بموجب الاتفاقات التي تم توقيعها بين البلدين وليس منذ فترة طويلة، أما بالنسبة لموقف روسيا، فهو يقوم على القانون الدولي، وعلى سيادة وسلامة أراضيهالقد تم التعاون مع روسيا في مختلف المجالات، بما في ذلك قطاع الدفاع، لمدة 30-40 عاما. نعم، نحن نتلقى الأسلحة والمعدات العسكرية.“.
منذ بداية الأحداث في العام 2011 وحتى الآن، واجهنا جماعات إرهابية تم الاعتماد عليها ودعمها من الخارج ” (واشنطن وحلفاؤها المناهضين لسوريا)، وقد قامت تلك الجماعات بالقتل والدمار والإعدام ومصادرة الممتلكات، وطرد السكان المدنيين تحت شعار الحرية وبناء الديمقراطية.
ولكن هي في الواقع لم تكن تسعى إلا لتحقيق هدف سياسي حقيروهو انحناء سوريا لصالح الولايات المتحدة والدول التي تدعمهاالدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة “تقاتل ليس ضد ولكن مع الدولة الإسلامية”، لدعم النشاط الإرهابي في المنطقة.
إنهاء حرب أوباما على سوريا تعتمد على مراقبة “مبادئ موسكو” التي تم الموافقة عليها وتتضمن احترام السيادة السورية ووحدة أراضيها، وحق شعبها وحده باختيار من سوف يحكم بدون تدخل خارجي، والنضال ضد الارهاب المستورد .
بدلا من ذلك، واشنطن تصر على ان يرحل الرئيس السوري بشار الأسد… جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية كرر الطلب، قائلا انه “لا يمكن أن يكون الرئيس السوري جزءا من الحل في محاربةداعش.
الإرهابيون المستوردون من الولايات المتحدة دفعوا إلى تدمير البلاد بدعم جوي أميركي، مضيفا:لن يكون هناك أي حل ضدداعشمن دون التعاون والتواصل مع بشار الأسد، وهذا لن يحدث.
وأوضحت مقالات وتقارير صحافية نشرت سابقا ان واشنطن تستخدم الدولة الإسلامية والإرهابيين التكفيريين وغيرهم – لتغيير النظام ولتنصيب حكومة عميلة تسيطر عليها الولايات المتحدة، ولتحقق المزيد من الهيمنة على الصعيد العالمي، هناك ضرورة لشن حروب لا نهاية لها على البشرية من أجل الهيمنة دون منازع.
الفيضان الاميركي في الشرق الأوسط يدفع موسكو لتبرير تسليحها لسوريا للدفاع عن نفسها ضد الغزاة الأجانب. لا يوجد شيء مدني دائر حول الصراعالاتهامات حول قيام روسيا بإرسال قوات لمساعدة الأسد هي أكاذيب كبيرة وخبيثة. لا توجد أدلة لإثبات ما تسميه صحيفة نيويورك تايمز بتهور “التراكم المتصاعد الذي يمكن أن يمنح موسكو موطئ قدم عسكري هو الاكبر لها في الشرق الأوسط منذ عقود.”
المصدر الأميركي الذي لم يذكر اسمه قال إن “موسكو قد تستخدم المطارات السورية لانطلاق هجماتها الجوية لدعم القوات الحكومية السورية“.
روسيا تعترف علنا بتزويد سوريا بالأسلحة بحسب اتفاقات سابقة حول الإمدادات العسكرية. سيرغي لافروف أوضح ان “هناك خبراء روس، يساعدون في ضبط المعدات وتدريب السوريين” على كيفية استخدام تلك المعداتجميع البلدان تورد الأسلحة والتكنولوجيا، لكن وسائل الاعلام الاميركية الداعمة لسياسة واشنطن تريد ان تبقى سوريا معزولة ولا تحقق أي انتصارات.
نائب رئيس تحرير واشنطن بوست جاكسون ديل قال في افتتاحية تحت عنوان “بوتين ينقل الجبهات في سوريا وأوكرانيا”: “على مدار فصل الصيف، شنت القوات الروسية في شرق أوكرانيا يوميا هجمات منتظمة على الجيش الأوكراني، وكبدته خسائر كبيرة، فيما كانت تتحاشى أي ردة فعل من جانب الحكومات الغربية. لكن في الأول من سبتمبر (أيلول) الحالي، صمتت المدافع فجأة بعد التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار، المتفائلون تكهنوا بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ يتراجع.
من جهة أخرى، قال “ورغم أن روسيا لم تكن تحترم البند الأول من اتفاق مينسك – وهو وقف إطلاق النار – تعرض بوروشينكو لضغوط شديدة من قبل إدارة أوباما لكي يرفع تعديلاً دستوريًا إلى البرلمان الأوكراني، وبالفعل نفذ المطلوب منه وحصل على موافقة البرلمان على التعديل عبر تحذير المشرعين بأن إدارته الهشة تخاطر بفقدان دعم الولايات المتحدة، لكن الكلفة كانت مرتفعة، حيث أسفرت مظاهرات عنيفة خارج مقر البرلمان عن سقوط عدد من القتلى لكن بدا أن الولايات المتحدة وفت بالتزام كيري أمام بوتين.
المحررون في وول ستريت جورنال يعملون بنفس الطريقة، يوم 13 سبتمبر وتحت عنوان “لعبة بوتين السورية”، اتهم بوتين بانه مسؤول عن التدخل العسكري لمساعدة الأسد“إعطاء موسكو نطاق جديد من النفوذ في الشرق الأوسط” لن يهزم داعش .
محررو الصحف راوا ان تشكيل منطقة حظر جوي او أي “حملة” عسكرية على الأرض – دون تفويض من مجلس الأمن ليست وشيكة.
في الغالب، انهم يريدون فوز الجمهوريين المتشددين على أوباما لشن المزيد من الحرب على سوريا وغيرها من الدول، ومواجهة روسيا والصين.
غلوبال ريسيرتش
ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد-ناديا حمدان