كتلة الوفاء للمقاومة تدين الاعمال الارهابية الاسرائيلية والانتهاكات للمسجد الأقصى
عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، وذلك بعد ظهر اليوم الخميس برئاسة النائب محمد رعد وحضور اعضائها.
وتوقفت الكتلة عند الاوضاع الكارثية التي تعانيها المنطقة العربية نتيجة ابتعادها عن القضية المركزية الأم وانزلاقها نحو النزاعات الدامية وحروب التدمير الذاتي التي شرَّعت الابواب امام عصابات الارهاب التكفيري والتدخلات الخارجية، وادت الى تفكك المجتمعات واضعاف الجيوش وتقويض الدول، مع ما يتيحه ذلك كله من فرص امام العدو الإسرائيلي ليتوغل في عدوانه وانتهاكاته للمقدسات وتهويده للأراضي الفلسطينية المحتلة وتماديه في هتك حرمة المسجد الاقصى والهجمات التخريبية الممنهجة التي يستبيح فيها الباحات والمباني والمصلين ويعبث تخريباً واضطهاداً واحراقاً في ظل صمت عربي ودولي مريب.
ودانت الكتلة الأعمال الارهابية العدوانية الاسرائيلية والانتهاكات لحرم المسجد الاقصى..وحيّت الفلسطينيين المرابطين على ثباتهم وتصديهم لتلك الاعتداءات الآثمة، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على وحدة القوى الفلسطينية، كما دعت العرب والمسلمين جميعاً الى أوسع حملة تضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والى اعلان السخط ودعم خيار المقاومة ضد العدو الاسرائيلي الذي يشكل خطراً وجودياً وتهديداً دائماً للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ثم ناقشت الكتلة مجريات جلسات الحوار الوطني التي تنعقد برعاية دولة الرئيس نبيه بري وكذلك مجريات الحوار بين حزب الله وحزب المستقبل.. فشَّدَدت على أهمية المشاركة الايجابية الجادة والصريحة فيهما بغية التوصل الى نتائج عملية وتفاهمات وطنية تسهم بإعادة الحياة للمؤسسات الدستورية ومعالجة المشاكل الضاغطة على البلاد والمواطنين.
في نهاية الاجتماع خلصت الكتلة الى الآتي :
أولاً : إن ملء الشغور الرئاسي هو شأن وطني داخلي، تنبغي مقاربته على اساس تقدير وطني سليم للمصالح العليا للبلاد بعيداً عن الرغبات أو التدخلات.
إننا نجدد دعمنا للمرشح القوي الذي يملك حيثية شعبية ومنهجية سيادية ويبعث رسالة اطمئنان الى المسيحيين في لبنان والى المسيحيين عموماً في الشرق ، وإننا نأمل ان تسهم جلسات الحوار الوطني بالتوصل الى التفهم المتبادل للحيثيات والمعايير والظروف لإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري بما يضمن استقرار الحكم وتحقق الشراكة فيه.
ثانياً : ان الناتج الطبيعي للتردي الذي اصاب بنية الدولة اللبنانية ومؤسساتها بسبب سياسات حزب المستقبل وادارته للسلطة، هو هذا الفساد الفضائحي الذي لطالما اعترضنا عليه وحذرنا مراراً وتكراراً من التمادي فيه ومن مخاطره واعبائه وتداعياته على البلاد والعباد، ولن ينفع حزب المستقبل رمي فساده على الأخرين في حجب الحقائق عن مسؤولياته المباشرة عن هذا التردي وعن المديونية المالية التي افقرت اللبنانيين وأرهقت الدولة وعن هدر المال العام وتعميم ثقافة الفساد والافساد.
ان اللبنانيين الذين ضاقوا اليوم ذرعاً بالفساد وشهروا احتجاجهم على النهب المنظم للمال العام وعلى التعطيل الممنهج لمشروع الدولة يعرفون جيداً من الذي صادر الدولة وبنى في احشائها منظومة متكاملة للفساد وأصبح لها بفضله ورعايته هيكلية وبرامج ومنهجية.. وبدت كذراع ناعمة له داخل كل مؤسسات الدولة وأجهزتها، يستخدمها لإحكام سيطرته عليها ولابتزاز اللبنانيين في لقمة عيشهم وكراماتهم توهماً منه بأن ذلك يسهل عليه تمرير سياساته المالية والاقتصادية والتنموية الخاطئة عبر تجاوز الدستور والثوابت الوطنية والتنكر للحقوق المشروعة للمواطنين، ثمَّ اعتماد التفرُّد والاستئثار والاستقواء بالخارج.
ان حزب الله الذي شرّف لبنان والعروبة بصدقية أدائه وترفعه وبتضحيات مجاهديه الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم ليبقى للبنانيين وطن سيّد يجسدون فيه وعبره تطلعاتهم سيظل على موقفه الثابت في السعيِّ الى بناء دولةٍ عادلةٍ وقادرةٍ لا يرتع فيها فسادٌ ولا يأمن فيها مجرم أو مرتكب.
ثالثاً: لقد بات واضحاً تماماً أن اكذوبة التحالف الغربي ضد داعش ليست الا قناعاً هشاً للتغطية على تآمر الادارة الامريكية وحلفائها الغربيين ضد سوريا واستقرارها ودورها، فيما انكشف تواطؤ هؤلاء مع بعض الدول الاقليمية في استخدام داعش وفصائل الارهاب التكفيري الاخرى لإحكام السيطرة على سوريا وفرض وصايتهم عليها ومصادرة حق الشعب السوري في تقرير مصيره.
ان الكتلة اذ تؤكد ادانتها لهذا التواطؤ الدولي الاقليمي تشدد على أولوية مكافحة الارهاب ووقف دعمه واستخدامه، والشروع في اعتماد حل سياسي وطني في سوريا بعيداً عن أي تدخل خارجي في شؤونها السيادية.
رابعاً :ان الاصرار على مواصلة العدوان السعودي – الامريكي على اليمن وشعبه، لن يفضي الا الى اطالة أمد الاستنزاف والمراوحة بالمأزق الذي أخذ يتبدى بشكل واضح في اداء النظام السعودي، فيما تزداد التعقيدات أمام انجاز تسوية سياسية يمنية تعيد الاستقرار الى اليمن وتضع حداً لجرائم نظام آل سعود ضد الانسانية وللقتل والتدمير العبثي الذي يستهدف الشعب اليمني وبنية الدولة والحياة المدنية في بلاده.
ان كتلة الوفاء للمقاومة تجدد ادانتها لهذا العدوان الظالم من جهة ، وتضامنها مع مظلومية اليمن وشعبه من جهة ثانية ، وتحميلها المسؤولية ايضا للدول وللمؤسسات الدولية التي لا تزال تلتزم الصمت المريب والتواطؤ مع العدوان من جهة ثالثة ، وتؤكد ان الحل السياسي وحده هو السبيل الصحيح لمنع التداعيات المتعاظمة والمتدحرجة التي تهدد مصالح البلدين والشعبين ومصالح المنطقة وشعوبها.