الأسد زعيم عربي ورمز أممي
غالب قنديل
عندما يتعلق الأمر بحرية وطن وبحقوق شعبه في وجه العدوان الاستعماري يصبح ما يسميه المستسلمون مغامرة هو ذروة العقلانية هكذا يقول التاريخ في حكمه على أبطال الاستقلال والحرية في تاريخ الأمم مثل ماوتسي تونغ وفيديل كاسترو وهوشي منه وهوغو شافيز وجمال عبد الناصر وآية الله الخميني ودانييل أورتيغا ويتبدى اليوم الرئيس بشار الأسد في مصاف هؤلاء القادة الكبار وهو المتمرد على المشيئة الامبريالية حيث يذعن كثيرون.
اولا قدم الرئيس بشار الأسد نموذجا تاريخيا في التمسك بمصالح شعبه واستقلال بلاده وهو القائد الصامد بثبات وإباء دفاعا عن الاستقلال الوطني السوري في وجه العدوان الاستعماري وقد بات رمزا أمميا للكفاح ضد الاستعمار منذ تصديه وحيدا من بين جميع زعماء العالم لغطرسة الإمبراطورية الأميركية عام 2003 بعد احتلالها للعراق ومن ثم صموده في وجه الضغوط والإغراءات والعروض الدولية والإقليمية المتلاحقة لدفعه إلى تقديم تنازلات عن حقوق سورية في الجولان والسير في ركاب مسارات الصلح مع الكيان الصهيوني والتخلي عن قضية فلسطين .
يدافع الرئيس الأسد عن خيار سورية السيادي الوطني والتحرري المتمثل بحقها في إقامة الشراكات والتحالفات التي تلبي مصالحها العليا في التصدي للهيمنة الغربية الصهيونية على الشرق العربي ومن هذه المباديء انطلقت مواقف الأسد التي عبرت غالبية الشعب العربي السوري عن مساندتها للرئيس على أساسها وبالذات تصميم الأسد على دعم المقاومة التي حررت معظم الأراضي اللبنانية المحتلة ودمرت هيبة الكيان الصهيوني في حرب تموز 2006 .
ثانيا المصيدة الأميركية التي نصبت لمحور المقاومة بعد هزيمة إسرائيل في لبنان دامت خمس سنوات حتى عام 2011 وطغت عليها المناورات والمساومات والضغوط التي تعرضت لها سورية بواسطة حكومات فرنسا وتركيا وقطر التي تبين انها كانت شريكة في محاولات أميركية مرسومة لاختبار فرص استدراج سورية إلى فك التحالف مع إيران وحزب الله وتقديم تنازلات جوهرية لإسرائيل تمهيدا للالتحاق بمنظومة الهيمنة الاستعمارية وتحويل سورية إلى جرم تابع لسيطرة الغرب وملحق بركب الرجعية العربية ولكن كانت صلابة الأسد بالمرصاد تلبية لإرادة الشعب السوري ولوجدانه الوطني والقومي في مجابهة ساركوزي وأردوغان وحمد الذين تصدروا حلف العدوان على سورية بعد فشل خطة الاحتواء الأميركية .
كانت سنوات الخديعة الخمس هي نفسها سنوات تحضير الحرب بالوكالة لمحاولة إسقاط سورية وتطويعها بالقوة كحد ادنى وهو ما تكشفت وقائعه لاحقا بافتضاح امر تنظيم مئات الجواسيس الذين جرى استقطابهم في مناخ الشراكات والتفاهمات وفي لحظة انطلاق العدوان تكونت منهم واجهات المعارضة غب الطلب بقيادة تنظيم الأخوان المسلمين بإشراف المخابرات الغربية والتركية وبالمال الخليجي وأقيمت جبهات وأحلاف وهيئات بأسماء وهياكل أحدثت على عجل بينما تم في الفترة نفسها تحضير الأوكار السرية داخل سورية واحدثت شبكات جاهزة على خطوط تهريب الأسلحة والأموال الأطلسية والخليجية من تركيا ولبنان والعراق والأردن كما جرى خلال تلك السنوات الخمس تشكيل شبكة الحملات الإعلامية الدولية والعربية التي كانت اهم ما في عدة الحرب الكونية التي حشدت لها الولايات المتحدة أكثر من مئة حكومة في العالم وتكفلت تركيا وقطر بتوريط مجموعات من حركة حماس في مؤامرة تفجير سورية من الداخل ومحاولة إحداث شرخ في محور المقاومة بواسطتها.
ثالثا منذ البداية أدرك الرئيس بشار الأسد ان استقلال سورية هو المستهدف وهو العارف بشروط الغرب والخليج وتركيا العثمانية التي تبلغها شخصيا من الزعماء المتورطين ومن موفديهم ولذلك كان خياره وقراره المقاومة والصمود في وجه الحرب العالمية وقرر أن يقود مقاومة وطنية عربية ضد جحافل الإرهاب التكفيري متعددة الجنسيات التي تضم عشرات الآلاف من السورين والأجانب التابعين للقاعدة وداعش وتنظيم الأخوان ولشبكات إجرامية من اللصوص والمرتزقة وهؤلاء هم من يسميهم المعتدون ” الشعب السوري ” و”المعارضة السورية ” على الرغم من التقارير الأممية والأوروبية والأميركية التي تحصي بينهم اكثر من ثمانين جنسية من مختلف دول العالم والمنطقة .
تهاوت اكاذيب الديمقراطية سريعا امام حجة الأسد القوية الساطعة في مسار ما جرى من تغييرات دستورية وقانونية وما اطلق الرئيس من مبادرات الحوار وما تجاوب معه من مبادرات عربية ودولية نجح في فضح مسعى حلف العدوان لاستخدامها في حماية الإرهاب وتركيع سورية واستنزافها وقلب الأسد اتجاه الأحداث بذكاء نادر عندما جاءت التقارير الختامية كل مرة لتؤكد صحة رواية الأسد عن حقيقة الصراع وكان جل همه ان يكسب ثقة المزيد من أبناء شعبه الذين انطلت عليهم اكاذيب البيئة الافتراضية وكانت موجة عارمة من عودة الوعي السوري في الانتخابات الرئاسية التي شهدت هبة شعبية في الداخل والخارج شهد لها العالم بينما ابتكر الرئيس الأسد آلية المصالحات المحلية لاسترداد آلاف المتورطين من أبناء الشعب السوري الذين استدار معظمهم للقتال في صفوف القوات الوطنية المسلحة.
رابعا بعد كل تلك السنوات المريرة الدامية من ملحمة الصمود السوري تساقطت اكاذيب المستعمرين والحكومات العميلة تباعا وباتت حقيقة ما يدور في سورية عارية فاضحة لكل من يرى ويسمع فالدولة الوطنية السورية وقواتها المسلحة النظامية والشعبية بقيادة الأسد تقاتل لإعادة الأمن والاستقرار إلى سائر انحاء سورية وهي تخوض معركة الدفاع عن استقلال سورية وعن مستقبلها كقوة فاعلة عربيا ودوليا بهويتها التحررية كدولة وطنية مقاومة ومناضلة ضد الاستعمار والصهيونية مستندة إلى تحالفات إقليمية ودولية عمل الأسد على توثيقها منذ سنوات وأظهرت التطورات قيمة تضامن الحلفاء مع سورية في الزمن الصعب تماما كما تبينت قيمة الصمود السوري ومساهمته في التحولات الاستراتيجية العالمية التي عززت مكانة الشركاء الكبار.
الرئيس بشار الأسد هو اليوم ومن خلال ملحمة الصمود السورية زعامة عربية كبرى ورمز اممي للنضال ضد الاستعمار والهيمنة وسيكتب التاريخ ان هذا القائد تمكن من إلحاق الهزيمة بأشرس عدوان تعرضت له دولة مستقلة في القرن الحادي والعشرين بقيادة الحلف الأميركي الصهيوني والحكومات العميلة للاستعمار في المنطقة .