الأسد فضح النفاق الغربي
غالب قنديل
يواجه المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة ارتباكا وتصدعا كبيرين في الموقف من سورية ومن الرئيس بشار الأسد وذلك في ضوء التحولات الطارئة على العديد من المواقف الأوروبية بما في ذلك موقف الدولة البريطانية التوأم الأنكلوسكسوني للإمبراطورية الأميركية وألمانيا القوة الأوروبية الأعظم اللتين تراجعت لغتهما امام حرارة اللهفة لتلافي المزيد من خيبات الرهان على النيل من سورية الصامدة وللتكيف مع حقول الجاذبية الإيرانية والروسية في المسرح الدولي .
بالكاد بقيت مع الإدارة الأميركية في معزوفة ” لادور له في مستقبل سورية ” فرنسا هولاند التي تلبي مصالح إسرائيل وتسترضي خاطر المملكة السعودية لتستدر أموالها بعدما انجز “الاشتراكيون ” تحويل فرنسا إلى ذؤابة في الذيل الأميركي ومعهما حكومات السعودية وقطر وتركيا وإسرائيل وهذا جل ما تبقى تقريبا من أصل تجمع ضم اكثر من مئة دولة في العالم مع انطلاق العدوان الاستعماري على سورية أما الآخرون أي عشرات الدول والحكومات فباتوا مقتنعين بفشل جميع محاولات النيل من الجمهورية العربية السورية ورئيسها الاستقلالي المقاوم الذي أذهل العالم بعناده وصلابته دفاعا عن شعبه .
مفهوم الحل السياسي التفاوضي في الخطاب الأميركي والغربي عن سورية هو توليد سياق محوره الضغط على سورية لفرض التسليم بزرع عملاء للغرب والحكومات التابعة في مستقبل السلطة السياسية السورية وهذه محاولة مفضوحة كشفها الأسد بذكاء استراتيجي من خلال مبدأ أولوية مكافحة الإرهاب الذي صنع منه أداة سياسية فعالة لفضح النفاق الغربي منذ مباحثات جنيف وكرسها مجددا باعتبار القضاء على الإرهاب شرطا لا بد منه للتقدم في طريق الحل السياسي السوري وما يؤخر القضاء على الإرهاب هو اللعبة الخبيثة لحلف العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة بتعطيل قرارات دولية تحظر مد الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين أي وباختصار إغلاق الحدود التركية والأردنية وردع التدخل الصهيوني الداعم للإرهاب ويعرف خبراء الغرب بدون استثناء ان الجيش العربي السوري قادر على حسم الأمور خلال أشهر إذا ما تم تجفيف الموارد .
الأسد ينتزع بجدارة راية مكافحة الإرهاب في العالم ويحمل بمصداقية عبء القضية التي تغنى بها قادة الغرب وحولولها إلى طوطم سياسي دولي منذ اكثر من ثلاثين عاما وتلاعبوا بالعقول حول العالم في لعبة خبيثة ومشهدية تضمنت فصولا دامية وحروبا متنقلة عبر الكرة الأرضية عبراحتضان الإرهاب التكفيري ودعمه ونشره وإعادة تدويره وإدعاء محاربته لمنع ارتداده وتحويله ذريعة للتدخل الاستعماري في اكثر من بلد في العالم.
الابتزاز الأميركي في سورية واضح والمساومة المطلوبة مكشوفة ولذلك فموقف الرئيس بشار الأسد حاسم وقوي ومنطقي ويتحول امامه الخطاب الغربي العدواني إلى لغو سخيف وتافه فضحه الرئيس الأسد بكل هدوء وثبات.
مصدر العنف في سورية هي عصابات الإرهاب التي تضم أكثر من سبعمئة زمرة بينها داعش وجبهة النصرة وجماعة الأخوان هي مصدر العنف بكل توحشها وعنفها وهي تتلقى دعما متواصلا من دول العدوان التي تعترف بان هؤلاء التكفيريين والمرتزقة يمكن ان يخرجوا عن سيطرة المشغلين وانهم باتوا يقيمون سلطة امر واقع تنهب النفط وتكدس الأسلحة وتدير منهبة متواصلة بدعم تركي سعودي مفضوح .
معادلة القائد الأسد واضحة وبسيطة : وقف العنف هو السبيل لتحريك أي عملية سياسية في البلاد والطريق لوقف العنف هو القضاء على الإرهاب أي تفكيك وسحق عصابات التكفير والإرهاب التي تضم عشرات آلاف القتلة العرب والأجانب إضافة إلى السوريين .
لا توفر الدولة الوطنية السورية جهدا في محاولات التفكيك والاحتواء ومنح الفرص لمواطنيها عبر المصالحات إلى جانب القتال حتى سحق الجماعات الإرهابية وتفكيك منظومات التسلط والنهب التي يتزعمها قطاع الطرق والقتلة في العديد من الأنحاء السورية وما من دولة في العالم تستطيع عرض وصفة أخرى على الإطلاق .