التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 12/9/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
11 ايلول – سبتمبر/ 2015
المقدمة
انشغلت دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة بمصير الاتفاق النووي في ضوء معارضة الحزب الجمهوري وقلة من ممثلي الحزب الديموقراطي في مجلس الشيوخ، وسرعان ما برزت “تقارير اعلامية” تشير الى تنامي الوجود العسكري الروسي في سوريا.
سيستعرض قسم التحليل حقيقة تلك الادعاءات التي لم تخرج عن سياق “تقارير اعلامية؛” وحرص المسؤولين الاميركيين، من الرئيس اوباما لاسفل السلم القيادي، على انتهاج لهجة “القلق وعدم التيقن” من صدقيتها والتعامل معها عبر السبل والوسائط الديبلوماسية. بالمقابل، اكدت روسيا على استمرار وفائها بالتزاماتها السابقة لتوريد التجهيزات العسكرية المتفق عليها للجيش العربي السوري.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
العراق بعد الاحتلال:
استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ما اسماه “التغيرات في نماذج العنف منذ الغزو الاميركي” للعراق، عام 2003، والزعم ان عراق ما بعد الاحتلال “استند لفرضية عدم حاجته للولايات المتحدة لناحية التخطيط لبسط الاستقرار .. وبدء انسحاب القوات الاميركية بعد 90 يوما من سقوط (الرئيس) صدام حسين.” واستطرد بالقول ان جملة عوامل “غير مرئية” اطاحت بدعائم تلك الفرضية، منها “الصعود المفاجيء للسلطة لزعماء شيعة عديمي الخبرة ومنقسمين بشدة .. واندلاع الحرب الاهلية بين السنة والشيعة 2004-20010، والتي تم استنهاضها عبر سياسات (رئيس الوزراء نوري) المالكي خلال اعوام 2011-2013.”
روسيا في سوريا: عودة ام استمرار
وصف معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى تنامي دور روسيا في سوريا “بالخطأ .. بصرف النظر عن نوايا موسكو.” واوضح ان تداعيات ذلك على سياسات واشنطن تعمق مأزق “نواياها بممارسة ضغوط عسكرية على النظام السوري .. وتبعد مسافة التوصل لحل ديبلوماسي تقبل به الولايات المتحدة والمعارضة السورية.” وحذر المعهد من ان يصبح “تنامي الوجود الروسي هدفا بحد ذاته لقوى المعارضة السورية والعناصر الجهادية” المنضوية تحت لوائها.
في دراسة منفصلة، اشار معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى الى انتشار القوات الروسية لاقصى قوتها “مما يقوض انخراطها الفعال في سوريا .. وقدرتها على الوفاء التام بالتزاماتها في مناطق اخرى.” واعتبر المعهد ان صمود وقف اطلاق النار في شرقي اوكرانيا “لاسبوع كامل .. يتزامن مع تقارير تعزيز التواجد الروسي في سوريا.” واردف في تفسير قلقه من نوايا روسيا “التي تنبيء بمفارقة هامة: مع تقلص القدرات العسكرية لروسيا، سيعزز الكرملين من توجهاته العدوانية في محيطه (الجغرافي)، ومن ضمنه منطقة الشرق الاوسط.” وحث المعهد الولايات المتحدة ودول حلف الناتو على “اصدار ادانة قوية اللهجة لتنامي دور موسكو في سوريا واستمرارها الضغط على الكرملين (لتنفيذ التزاماته) السياسية نحو جيرانه.”
الاتفاق النووي
حث مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية اعضاء الكونغرس على البت سريعا في الملفات المعلقة على جدول اعماله “فور الانتهاء من التصويت على الاتفاق النووي،” لا سيما وان البلاد تواجه تحديا سنويا في شهر ايلول لاقرار الموازنة المالية للسنة المقبلة، التي تبدأ في الاول من تشرين الاول / اكتوبر من كل عام. واوضح انه يتعين على الكونغرس “المصادقة العاجلة على تمديد مشروع التمويل الراهن تفاديا لخطر اغلاق المرافق الحكومية مرة اخرى.” واضاف ان اقرار ميزانية الدفاع القومي ينبغي ان يتصدر اولويات جدول الاعمال والاقلاع عن اسلوب “اقرار الاعتمادات الدفاعية” الجاري.
المعونات الاميركية
اعرب معهد كارنيغي عن اعتقاده بتدني فعالية برنامج المعونات الاميركية للدول النامية “على المدى الطويل.” واوضح انه ينبغي على صناع القرار “الاقرار بالنتائج المترتبة على تطبيق برامج تأخذ في الاعتبار الاهداف السياسية والأمنية (المرجوة) وتلك المعنية بالتنمية طويلة الأجل .. لا سيما تباين المتطلبات العملية لكليهما.” واوضح ان “آليات الصرف المعتمدة تمر عبر الوكالات والهيئات عينها .. مما حشر الطواقم الادارية في واشنطن والخارج في وضع لا تحسد عليه وابتداع حلول ارتجالية لانجاز الاهداف الصعبة عبر استخدام ادوات ونظط جرى تصميمها لاهداف اخرى.”