الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

0b7b14ea 76d5 4ff6 aa22 8472ed025e48

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير : خطة النفايات: الامتحان في الشارع حوار العاجزين “ينتهي”.. و”الحراك” يصمد

كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والسبعين بعد الاربعمئة على التوالي.

على وقع هتافات المحتجين في المحيط، ورشقات البيض التي قُذفت بها بعض مواكب السياسيين، انعقدت أمس جلسة الحوار الاولى، من طبعة 2015، بين قادة الكتل النيابية في مقر مجلس النواب.

وليس أدلّ على خوف السلطة من شعبها، إلا تلك الأسوار الحديدية والأسلاك الشائكة التي ارتفعت في وسط بيروت، وآلاف العسكريين الذين تحولوا إلى حراس للمجتمعين نهارا في مجلس النواب ومساء في مجلس الوزراء، لكأن تلك البقعة الأمنية التي لا تتجاوز مئات الأمتار المربعة، هي بقعة مخصصة لإيواء الخائفين على عروشهم وكراسيهم وعلى منظومة مصالحهم الواحدة الموحدة.

هو مأزق السلطة التي فقد أهلها الثقة بعضهم ببعض، حتى من ضمن الفريق السياسي الواحد.

مأزق لخصته تلك المواكب التي كانت تحاول الوصول الى ساحة النجمة خلسة فرفع معظم ركابها اللوحات الزرقاء عن سياراتهم، خشية أن تصيبهم بيضة أو إهانة، لكن معظم المتحاورين بلغتهم شظايا الحراك الشبابي النهاري مباشرة أو عبر الشاشات المواكبة.

وإذا كانت اللحظة استثنائية ودقيقة، فإن الجلسة الاولى للحوار أتت عادية وباهتة، قياسا الى التحديات الماثلة في الشارع والسياسة، بل ان أحد المشاركين فيها لم يتردد في التأكيد لـ “السفير” انها كانت هزيلة ودون المستوى، فيما اعتبر زميل له ان ما حصل لم يكن أكثر من “طق حنك”، واعترف آخر بأنه شعر بـ “القرف”..

ووسط استمرار حالة الاختناق الداخلي بفعل غبار العواصف السياسية، نجح الحراك المدني في تحقيق اختراق جديد من خلال دفع الحكومة نحو اعتماد خيار “لا مركزية” معالجة النفايات، عبر البلديات واتحادات البلديات التي سيكون لها الدور الحيوي والمركزي في “المرحلة المستدامة” بعد انتهاء المرحلة الانتقالية التي تمتد على فترة عام ونصف العام سيتم خلالها نقل النفايات الى مطمرين صحيين في سرار – عكار ومنطقة المصنع في سلسلة جبال لبنان الشرقية، إضافة الى إعادة فتح مطمر الناعمة لسبعة أيام فقط، واستخدام معمل صيدا لاستقبال جزء من الكميات خلال الفترة الانتقالية، واستكمال استخدام مكب برج حمود وفق ما يخدم انماء المنطقة بالتعاون مع البلدية والجهات المعنية، حسب الخطة التي أقرتها الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء أمس، بحضور “مقنن” لـ “التيار الوطني الحر” و “حزب الله”.

ولئن كانت الخطة قد لاقت تجاوبا من القوى السياسية الممثلة في الحكومة، إلا ان الاختبار الفعلي يكمن في ترجمة القبول النظري بها الى خطوات عملية على الارض، لاسيما إذا برزت اعتراضات شعبية في بعض المناطق على الخطة، حيث ستخضع الاطراف السياسية في هذه الحال الى امتحان للمصداقية ولمدى جديتها في دعم قرارات مجلس الوزراء.

كما ان قرارات الحكومة ستكون موضع اختبار في الشارع، سواء لجهة موقف الحراك المدني، او لجهة رد فعل الاهالي في المناطق التي تم اختيار نقاط فيها لطمر النفايات خلال الفترة الانتقالية، علما ان مجلس الوزراء حاول من خلال التنويع في اختيار المواقع، الايحاء بتوازن في توزيع النفايات، على قاعدة ان المساواة في الطمر.. عدالة.

في هذه الأثناء، بدا أمس ان الجالسين حول طاولة الحوار لم يلتقطوا، بالجدية المفترضة، رسائل الشارع وإشاراته العابرة للساحات، فاستمروا في الاجترار والتكرار، من دون تقديم أي فكرة جديدة او إظهار قدر أعلى من المسؤولية. أعادوا تظهير صورهم القديمة، واستعادوا مفرداتهم الممجوجة، وكأن كلا منهم كان يخاطب نفسه في المرآة، ولا يناقش الآخر بحثا عن قاسم مشترك.

صحيح انه لا يجوز توقع الكثير من الحوار في بداياته، ولكن الصحيح ايضا ان المتحاورين لم يبذلوا في الجلسة الافتتاحية أي جهد لتقديم أنفسهم بطريقة جديدة، ولم يعطوا أي إشارة الى انهم بصدد مقاربة مغايرة للأزمات والملفات التي تلقي بثقلها على اللبنانيين.

لم يرتق المتحاورون في اطلالتهم الاولى الى مستوى الحد الادنى من تطلعات الناس الذين توقعوا مسبقا، بالفطرة والخبرة، ان يكون الحوار في نسخته الجديدة، امتدادا للتجارب المريرة السابقة.

هذه المرة، يمكن القول ان الناس، خصوصا المشاركين في الحراك المدني، حصنوا أنفسهم ضد الاوهام، ورفضوا ان يقعوا مجددا في فخ بناء الآمال الواهية على طبقة سياسية مجربة، وفاقدة للمصداقية.

وحتى الوقت، تعاملت معه طاولة الحوار بشيء من الخفة وبرودة الاعصاب، بعدما تقرر عقد الجلسة المقبلة، الاربعاء المقبل، بدل تكثيف الجلسات وتحويل هيئة الحوار الى “هيئة طوارئ”.

الديار : لا خروقات رئاسية في “الحوار” و”مناوشات” بين عون والسنيورة وحرب رفعت الجلسة “الحراك المدني” ينجح في الاختبار الشعبي.. والاعتصامات متواصلة حتى تحقيق المطالب خطة شهيب “الغامضة” مددت لسوكلين سنة ونصف ولمطمر الناعمة 7 أيام

كتبت “الديار”: انتهت جلسة الحوار الاولى، كما بدأت بتكرار المتحاورين لمواقفهم من ملف الانتخابات الرئاسية، بحيث لم تظهر مداخلات الشخصيات المدعوة للحوار، اي تغيير ولو بسيط، في الملف الرئاسي، ما يؤشر ان الجلسة كانت اشبه بـ”طبخة بحص” وبالتالي فلا مؤشرات لحصول تقدم في هذا الملف بالجلسة المقبلة في حال قرر الرئيس بري استكمال مناقشة الموضوع الرئاسي بدل الانتقال الى بند آخر.

طاولة الحوار لن تنتج شيئاً بل على العكس ستعمق “المأزق القائم” لان الازمة ازمة نظام، انتجتها هذه الطبقة السياسية، ولذلك لا حلول طالما هذه الطبقة مصرة على “سد اذانها” لمطالب الناس وشباب “الحراك المدني” الذين غطوا ساحتي رياض الصلح والشهداد امس وهتفوا ضد هذه الطبقة وفسادها لكن “على من تقرأ مزاميرك يا داوود” لان هذه الطبقة لن تتنازل عن حصصها وامتيازاتها بالسهولة التي يتصورها البعض. وهذا ما يتطلب من شباب “الحراك المدني” الاستعداد لمواجهة طويلة تتطلب تنظيم الصفوف وتوحيد الشعارات وعدم الانسحاب من الساحات وعدم اعطاء اي “ورقة” للطبقة السياسية للرهان على تشتت شباب “الحراك المدني” والتغلب عليهم.

الا ان الاهم ما حصل امس، في محيط مجلس النواب حيث تحول محيط المجلس الى اشبه بثكنة عسكرية مع انتشار المئات من شرطة المجلس وآخرين من قوى الامن الداخلي ومكافحة الشعب بالاضافة الى عناصر من الجيش اللبناني على كل مداخل المنطقة المؤدية الى مبنى البرلمان، وجرى منع الدخول الى اي كان باستثناء اصحاب المؤسسات في المنطقة، مع استحالة دخول الزبائن الى هذه المؤسسات.

في حين تجمع عدد من الناشطين منذ صباح امس على مدخلين من جهة الخروج في مواجهة حواجز قوى الامن وقاموا برشق الوفود المشاركة بالحوار بالبيض لحظة وصولهم الى المكان المخصص لدخول المتحاورين، كذلك بعد خروجهم من مجلس النواب.

وكانت جلسة الحوار بدأت بمداخلة الرئيس بري الذي تحدث عن حيثيات واسباب دعوته للحوار، وتطرق الى ما تواجهه البلاد من تعطيل للمؤسسات وازمات مستمرة من الشغور الرئاسي الى تعطيل مجلسي النواب والحكومة وتفاقم الملفات الحياتية والوضع في المنطقة الذي يغلي نتيجة ما نشهده من حروب. ولذلك علينا التحاور لنصل الى حلول لهذه الازمات، وانا وقعت جدول الاعمال لان هذه العناوين هي التي تشغل جميع اللبنانيين.

تابعت الصحيفة، على صعيد آخر، اقر مجلس الوزراء خطة الوزير أكرم شهيب لحل أزمة النفايات التي تضمنت غموضاً لناحية التنفيذ واعطت دوراً للبلديات واتحاد البلديات لمعالجة ملف النفايات. كما مددت لشركة “سوكلين” لسنة ونصف كفترة انتقالية حتى تجهيز البلديات المطامر، كذلك مددت العمل لمطمر الناعمة لمدة 7 ايام حتى يتم سحب النفايات المتراكمة في شوارع العاصمة وجبل لبنان فوراً على ان يتم تأهيل المكبّ بعدها لجهة انتاج الطاقة الكهربائية وتوزيعها مجاناً على القرى المحيطة بمكب الناعمة كما تضمنت الخطة تأهيل مكبّ برج حمود وانشاء مكبين في منطقة المصنع واسرار في عكار على أن يتم متابعة التنفيذ من قبل اللجنة التي صاغت التقرير والوزير أكرم شهيب.

الأخبار : الحكومة تقرّر: النفايات مسؤولية البلديات

كتبت “الأخبار”: تُرجمت أجواء الحوار والاتصالات السياسية التي جرت في اليومين الماضيين لتسهيل الوصول إلى حلّ لأزمة النفايات على وقع الضغوط في الشارع، إلى موافقة مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية أمس على الخطة التي قدمتها إلى الحكومة “اللجنة الفنية” المكلفة درس ملفّ النفايات، برئاسة وزير الزراعة أكرم شهيب.

وأكد وزير الإعلام رمزي جريج خلال تلاوته مقررات الجلسة أن “رئيس الحكومة تمام سلام لفت في بداية الجلسة إلى أنه يترتب على الحكومة إيجاد الحل”، لافتاً إلى أن “المشاركين بالحوار أعربوا عن دعمهم للحكومة”.

وتولّى شهيب شرح الشق التقني المتعلق بالخطة، مشيراً إلى أنه “تم اقتراح مواقع مطامر تحتاج إلى تأهيل، ومكبين عشوائيين يُحَوَّلان إلى مطمرين صحيين، ومكب برج حمود، لربح 330 ألف متر مربع من الأراضي النظيفة”. ودعا البلديات إلى أخذ دورها الذي “أعاده مجلس الوزراء لها، مع رقابة تتولاها الوزارات”، مشيراً إلى أن “الحل لاقى قبولاً مبدئياً من السياسيين ومن الأكاديميين”. ورأى أنه “لإنجاح هذا المسار، يجب الموافقة على عناوين وتوجهات الخطة لجهة لامركزية المعالجة، وإعطاء الدور للبلديات وفق آليات تنفيذية، والموافقة على اعتماد مطمرين صحيين في سرار ــ عكار، ومنطقة المصنع في السلسلة الشرقية، واستخدام معمل معالجة النفايات في صيدا، واستكمال استخدام مكب برج حمود، بما يخدم إنماء المنطقة مع البلدية والجهات المعنية، وقد تكلف مجلس الإنماء والإعمار تأهيل مكب رأس العين”.

وأعلن “الموافقة على نقل النفايات من بيروت وجبل لبنان إلى مطمر الناعمة لمدة 7 أيام، ثم تبدأ أعمال إنتاج الطاقة الكهربائية، وتوزيع الكهرباء مجاناً، وأُقرّت 11 مليوناً و640 ألف دولار لإنجاز المرحلة والتلزيم ليبدأ العمل فوراً وفق عملية تكاملية، وتكليف مجلس الإنماء والإعمار لتشغيل المواقع المقترحة خلال شهر وفق الإرشادات الفنية، وإبلاغ المشغل الحالي (سوكلين) عدم تجديد العقود”. ولفت إلى “تمديد عقد الكنس والجمع مع سوكلين لفترة لا تتجاوز 18 شهراً، والموافقة على المراسيم المقترحة من وزيري المالية والداخلية لتوزيع حصص البلديات من واردات الهاتف الخلوي، وتكليف وزير الزراعة متابعة تنفيذ القرارات”. وأوضح شهيب أن “شركة سوكلين لديها 3 عقود، عَطَّلنا عقدي المعالجة والطمر، والمعالجة كانت تكلف نحو 50 مليون دولار، أما موضوع التشغيل فهو عقد بـ 50 مليون دولار”، لافتاً إلى أن “النقل تغير لأن هناك مواقع جديدة”، و”طالبنا بإلغاء ديون البلديات ولكن تبين أن هذا القانون بحاجة إلى قرار من مجلس النواب، فوعد رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن يحضر هذا القانون لتلغى الديون حتى تتمكن البلديات من تأهيل نفسها خلال 18 شهراً”. وأكد: ” لن نرسل النفايات إلى مكب برج حمود، إلا بعد إزالة جبل النفايات مثل ما حصل في صيدا والنورماندي، ولن نحمل أعباءً جديدة للخزينة بل سنرشّد المصروف”.

اللافت في جلسة أمس، هو تجاوب التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق، للمرة الأولى، مع مبدأ الاستفادة من مكبّ برج حمود لاستيعاب جزء من النفايات في المرحلة الانتقالية، في إطار إعادة تأهيل المكب، مع استمرار بقاء التحفّظ “العوني” على آلية توزيع عائدات الخليوي على البلديات. وأشار الوزير الياس أبو صعب لـ”الأخبار” إلى أنه “سجّل تحفظاً على الخطة، فهي بالشكل جيّدة”، إنما تساءل عن أنه “هل تم فعلاً الحصول على موافقات الأهالي والبلديات في البقاع وعكار والناعمة قبل السير في الخطة؟”. ولفت أبو صعب إلى ما قاله شهيّب عن توفير مبلغ 100 مليون دولار من “توقّف سوكلين عن الفرز، واكتفائها بالكنس والجمع”، سائلاً: “هل كانت سوكلين تفرز في الأصل؟”. كذلك أشارت مصادر متابعة إلى أن مسألة الـ 100 مليون دولار التي أُعلن تقديمها للبقاع من أجل مشاريع التنمية، بقيت مبهمة، ولذلك استعمل في الجلسة مصطلح “منطقة البقاع” للتأكيد أن المال ستستفيد منه كل مكوّنات البقاع في محافظتي البقاع وبعلبك ــ الهرمل. وفيما قالت مصادر وزارية إن بعض بنود الخطة إذ لم توضح ما إذا كان مجلس الإنماء والإعمار سيجري مناقصات لتأهيل المكبات، قالت مصادر أخرى إن فترة الـ 18 شهراً لن تكون مثالية لإجراء مناقصات مثالية تحتاج دفاتر شروطها إلى وقت طويل، “ولذلك لا بد من التلزيم”.

البناء : موسكو تكسب جولة تشريع دورها العسكري في سورية… وأوروبا تسلّم بالأسد التمرين الأول للحوار يتخطى خطر الفشل… ويشكل المختبر اللازم للتسويات الحراك يبتعد عن الصدام لتفادي ابتعاد الناس… ويلتقي على “النفايات” مع الحكومة

كتبت “البناء”: خلال أربع وعشرين ساعة من التجاذب عالي التوتر حسمت موسكو الأمر لمصلحتها وثبتت دورها المحوري عسكرياً في سورية ومشروعيته، وأسكتت الاعتراضات الأميركية التي ترجمت ضغوطاً أدّت للطلب من كلّ من بلغاريا واليونان لمنع مرور الطائرات الروسية المتجهة إلى سورية في أجوائها، وهي خطوة جاء حدوثها قبل الحوار الهاتفي بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي لتعادل إعلان حرب، فكان الردّ الروسي الفوري باستبدال الممرّ الغربي بممرّ شرقي في أجواء أذربيجان وإيران، وتابعت موسكو حركتها بمطالبة اليونان بموقف فحسمت اليونان تغليب حرصها على العلاقة بروسيا، وربحت موسكو مرتين، مرة بتأمين الجسر الجوي الذي كشفت علناً أنه مستمر ومتواصل ونوعي، ومرة بحسم موقع اليونان، والأهمّ أنها استدرجت واشنطن إلى ثلاث مكالمات هاتفية أجراها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف انتهت بالتسليم الأميركي بمشروعية الحضور الروسي قياساً بالحضور الأميركي في الحرب على الإرهاب كعنوان متفق عليه في الجبهتين السورية والعراقية، مع فارق أنّ الدور الأميركي الذي يتمّ بالتنسيق مع الحكومة العراقية في وجه “داعش” داخل الأراضي العراقية يطابق معايير القانون الدولي، بينما يعدّ انتهاكاً للقانون الدولي في سورية لتجاهله سيادة الدولة السورية التي يقوم الحضور العسكري الروسي على التنسيق والتعاون معها، ما يعني عملياً تبلور حلفين قانونيين للحرب على الإرهاب بالتعاون مع حكومتي البلدين المعنيين، واحد في العراق تقوده واشنطن وآخر في سورية تقوده موسكو، وبفقدان المظلة الأممية لحلف موحد ضدّ الإرهاب كما تطلب موسكو يصير واقعياً التشارك عبر التنسيق، ولا حجة أميركية بأخطار التضارب وهي تشارك في الغارات في سورية ولم يحدث تضارب مع سلاح الجو السوري الذي لا يغادر الأجواء السورية، ومن جهة أخرى لم يمنعها الخلاف الكبير مع إيران قبل التفاهم النووي، من التنسيق معها في العراق، مرة من خلال الحكومة العراقية ومرات مباشرة، وجلس الخبراء الإيرانيون والأميركيون في غرفة عمليات واحدة.

تابعت الصحيفة، في هذا المناخ كان لبنان ينجح في التقاط الفرصة لصناعة مختبر الخيارات التفاوضية

عبر طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحيث لم يكن المعيار الذي تقيس به القوى المعنية بتهيئة لبنان لدخول الربع الساعة الأخير من الحروب، مدى نجاح الجلسة الأولى في تحقيق تقارب أو إنجاز تفاهمات، بل كان سقف الطلب هو منع الفشل، وتخطي خطر انفراط عقد الحوار، ليكون منصة ومنبر ومائدة، لمرحلة نضج الحلول فيتلقى الإشارات الإيجابية من المناخات الدولية والإقليمية ويلاقيها ويلبننها، كما يشرح الرئيس بري، وعندها يبدأ البحث الجدي في الاستحقاق الرئاسي، وتخطي الحوار لخطر الخطوة الأولى ونجاحه بكسر الجليد يفسّران درجة الحرارة المقبولة التي رافقت بعض المساجلات.

الحوار هنا مسار وليس خطوة، ووجود الحراك في جواره بات عنصراً ذا فائدة بدلاً من أن يكون عنصراً سلبياً يضغط لحساب أخطار الفوضى، فقد أدّى ضغط الرأي العام على الحراك والحوار معاً إلى إيصال رسالة مزدوجة مضمونها، ممنوع الفشل، الفشل في الحوار هو انفراط عقد الطاولة والرأي العام كان حاضراً ومستعداً كي يحمل من يقود للتصعيد ويتسبّب بتفجير طاولة الحوار خسائر لا يحتملها أمام الرأي العام فانضبط المشاركون تحت هذا السقف، والفشل في الحراك هو أخذه للتصادم المجاني والسقوف العالية، وكانت الرسالة من الرأي العام بعد تجارب الصدامات المفتعلة والتصعيد بلا هدف، هي تخفيض منسوب المشاركة، فخفض القيّمون على الحراك سقوفهم نحو القضايا المطلبية، وتفادوا التصادم المفتعل، وانضبط القيمون على الحراك فمرّت التظاهرة بسلام، وهكذا تلاقت مع انعقاد الحكومة لبحث ملف النفايات الذي يبقى إنجازه أولوية لبنانية تلزم الحراك والحكومة بعدم تخطيه أو محاولة تمييعه، ليتلاقى الحوار والحراك في إنتاج مناخ ضاغط كان وراء الاجتماع الحكومي الذي تخطى التحفظات والانقسامات لأنّ الرأي العام كان حاضراً للمحاسبة.

وكما كان متوقعاً عقدت الجولة الأولى من الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر أمس في المجلس النيابي، وعلى رغم أهمية انعقاد هذا الحوار وجلوس معظم الأطراف على طاولة واحدة في ظل الانقسام السياسي الحاد بينها وانسداد أفق الحلول، إلا أن المتحاورين لم يتوصلوا في الجولة الأولى إلى أي نتيجة لا سيما في ملف الرئاسة البند الأول على جدول الأعمال، فأرجأ الرئيس بري الجلسة إلى يوم الأربعاء الواقع فيه 16 أيلول الساعة الثانية عشرة ظهراً، وأبدت كل كتلة نيابية خلال الجلسة موقفها من الاستحقاقات المقبلة لا سيما انتخاب رئيس للجمهورية، وشدد جميع المتحاورين على ضرورة الاهتمام بالقضايا المطلبية في ظل تصاعد وتيرة الحراك الشعبي.

واستهلت الجلسة بالنشيد الوطني، ثم بادر بري إلى القول: “هذه الطاولة المستديرة ستبقى في هذه القاعة، وإن شاء الله أن لا نحتاج إلى حوار ثان، لكنها ستكون مخصصة أيضاً لاجتماعات أخرى إن على صعيد اللجان أو المؤتمرات أو غير ذلك”.

ولفت إلى أن “الأزمة السياسية التي من عناوينها الكبرى الشغور الرئاسي وتعليق التشريع والتفكك الحكومي والأزمة الاجتماعية”. وشدّد على أن “الأزمة الاجتماعية التي من مظاهرها البارزة فضيحة النفايات تحتاج إلى إنجاز الحوار بحلول ناجحة وناجعة وسريعة، لأنّ الاستمرار في لعبة عض الأصابع الجارية إنما تتم على حساب الوطن والمواطن”.

وأردف الرئيس بري: “نجتمع لنحاول وضع حلول عادلة ومخارج صحيحة وهذا الأمر يحتاج إلى توحيد المواقف لا إلى حوار الطرشان، إن الوطن يناشدكم الاتفاق متمنياً ألّا يكون قد فات الوقت وأن نتمكن من رسم خريطة طريق لعبور الاستحقاق الرئاسي وإطلاق عمل التشريع لوضع القوانين الرئيسية التي ترسم صورة لبنان غداً وإخراج السلطة التنفيذية من واقع التفكك وتنشيط أدوارها”. واعتبر “أن هذا الاجتماع يشجع الآخرين للحوار من أجلنا ويعطي اندفاعة سياسية جديدة، ليس على مستوى لبنان فحسب بل على مستوى المنطقة”. وتابع: “كل البلاد العربية أو أكثرها هي بحاجة لحوار، عدا ذلك أيها السادة فإننا سننتظر أن يأخذ أحد بيدنا إلى إحدى العواصم ليتم إبلاغنا المخرج الذي نوافق عليه وتعليق لبنان على مسمار في حائط الشرق الأوسط إلى لحظة انفجار جديد. فهل نستحق لبناننا”.

النهار : أخيراً “خطة شهيّب” بداية نهاية الأزمة حوار ساحة النجمة: رحلة بلا أفق

كتبت “النهار”: لعله من الايام الماراتونية التي سجلت خلالها أرقام قياسية في تلاحق المشاهد المثيرة للأضواء وحبس الانفاس، على وقع السباق اللاهث بين هدير التحركات الاحتجاجية والتطورات السياسية ذات الطابع الاستثنائي مثل استعادة حوار ساحة النجمة وانعقاد مجلس الوزراء في جلسة حاسمة لأزمة النفايات طال معها السهر ساعات. الاربعاء 9 ايلول انضم الى سياق المحطات الصاعدة في سجل الحمّى التي تضرب لبنان منذ أسابيع ولكنه زاد على المحطات السابقة جملة مفارقات جديدة طارئة. فعلى المستوى السياسي، يمكن القول إن الجلسة الاولى من الجولة الحوارية الثالثة منذ عام 2006 لم تخرج عن كونها جلسة “اعلان نيات” أولية للمتحاورين حيال البنود المطروحة ولا سيما منها بند الأزمة الأم المتمثلة بالفراغ الرئاسي، الامر الذي عكسته المداخلات المعدة سلفا للمتحاورين في الجلسة “المنبرية”. ولو لم تشتعل فيها مواجهة كلامية حادة بين رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون ووزير الاتصالات بطرس حرب لكانت مرت برتابة.

وعلى المستوى الاحتجاجي في الشارع، بدا ميزان القوى منعدما بين المتظاهرين والاجراءات الامنية البالغة التشدد التي أحاطت بالمنطقة الامنية في محيط مجلس النواب والشوارع والساحات المؤدية اليه أشبه بطوق يستحيل اختراقه. ومع ذلك مر اليوم المشهود من دون اشكالات تذكر. واذا كان حجم المتظاهرين تراجع نسبيا قياسا بتظاهرة 29 آب الماضي فان ذلك لا يقلل أهمية استعادة الحشد الذي شهدته ساحة الشهداء مساء على رغم التأثير السلبي القوي للعاصفة الرملية.

أما على المستوى الحكومي فيمكن القول ان انجاز خطة النفايات بعد مخاض عسير ومعقد يشكل الانجاز الملموس الاساسي في سجل تطورات البارحة وكذلك في مسار تبريد الاجواء العامة المحمومة نظرا الى التداعيات الشديدة السلبية التي اثارتها أزمة النفايات منذ اكثر من شهر ونصف شهر.

وعكست موافقة مجلس الوزراء على خطة الوزير أكرم شهيّب ليل امس التوصل الى توافق سياسي شامل على الخطة ترجم بالتوصل الى مخرج لموضوع المطامر وتوزيعها على المناطق علما ان النقاش حول المطامر استغرق وقتا طويلا استمر حتى الحادية عشرة ليلا.

وتعتمد خطة الوزير شهيّب كما شرحها مطولا بعد الجلسة مرحلتين انتقالية ومستدامة وتتسم بتوازن توزيع المطامر على المناطق وتزامن التنفيذ المرحلي كما باعادة الدور الى البلديات واتحادات البلديات في المرحلة المستدامة بما يترجم مبدأ اللامركزية . وتبعا لذلك جرى التوافق على اعتماد مطمرين صحيين في منطقة سرار في عكار ومنطقة المصنع في السلسلة الشرقية واعتماد معمل معالجة النفايات في صيدا والعمل على تأهيل مكب رأس العين في صور ومعالجة مكب برج حمود. كما تقرر نقل النفايات المتراكمة في بيروت الى مطمر الناعمة لمدة سبعة ايام فقط يبدأ بعدها التخضير والزراعة وانتاج الكهرباء التي توزع مجانا على القرى المحيطة. وتقرر ابلاغ سوكلين عدم تجديد عقود التكنيس معها كما تقرر توزيع حصص البلديات من واردات الخليوي.

وفي موضوع الحوار، علمت “النهار” من مصادر شاركت في جلسة امس ان حصيلة جولته الاولى لم تثمر شيئا ملموسا بإستثناء ملف النفايات الذي كان جزءا أساسياً من مداخلات المشاركين في الحوار مما أعطى دفعا سياسيا مهما للحكومة لكي تمضي قدماً على طريق إيجاد حلول له. وفي هذا الاطار سُمع راعي الحوار رئيس مجلس النواب نبيه بري يقول لأحد المشاركين حول الطاولة: “صار لي من مبارح أقول للرئيس سلام شدّ همتك في النفايات اضرب على الارض وامشِ”. لكن مصادر متابعة للاتصالات التي سبقت الجولة الحوارية الاولى لفتت الى ان رئيس الوزراء تمّام سلام استبق دخوله الجلسة الحوارية بإعلانه دعوة مجلس الوزراء الى جلسة استثنائية مساء امس الامر الذي عكس انجاز سلام معظم الاستعدادات مع وزير الزراعة اكرم شهيب لاستكمال الموافقات السياسية على قرار تأييد خطة شهيب.

المستقبل : الرئاسة أولوية الحوار: عون يتوتر وحزب الله “ما بيتخلى عنو” الحكومة تقرّ خطة النفايات

كتبت “المستقبل”: يوم ماراتوني حاشد عاشه اللبنانيون أمس، تسابقت فيه الأحداث سياسياً وميدانياً وحكومياً بين ساحتي النجمة ورياض الصلح. فمن مجلس النواب كانت إشارة الانطلاق، حيث انعقد حوار الأربعاء النيابي تحت ضغط الشارع المطلبي الذي كمن لسيارات المسؤولين عند مداخل ومخارج الساحة، وتحت وطأة أولوية رئاسة الجمهورية التي استحوذت على معظم الجلسة وأربكت معطلي الانتخاب بشكل انعكس توتراً ملحوظاً على أداء رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون بينما تولى رئيس كتلة “حزب الله” البرلمانية النائب محمد رعد إعادة تصويب الدفة التعطيلية للاستحقاق بالتشديد أمام المتحاورين على كون الحزب يتمسّك بترشيح عون “وما بيتخلى عنو”. وإلى مجلس الوزراء انتقل الحدث الأبرز مساءً مع وصول أزمة النفايات إلى خط النهاية المرتقبة وطنياً وبيئياً وصحياً بحيث لفظت الأزمة أنفاسها الأخيرة بفعل نجاح الحكومة بعد طول انتظار في إقرار “حل بيئي مستدام وآمن” وفق مقترحات الخطة العلمية المنصوص عليها في تقرير لجنة المختصين الذي رفعه الوزير أكرم شهيب إلى الرئيس تمام سلام، والذي يقوم على لامركزية الحل وإيلاء الدور الأساس فيه إلى البلديات بشكل يؤمن الشراكة الوطنية والتوازن المناطقي في تحمل المسؤولية ويتقاطع في جوهره مع مطالب الحراك المدني، على أمل، عبّر عنه شهيب بعد انتهاء الجلسة الاستثنائية، بألا يصطدم مسار التطبيق العملي للخطة بعراقيل سياسية وغير سياسية.

الجمهورية : العقدة الرئاسية تُراوِح والتصعيد في الشارع مستمرّ … والحكومة تُنجِز النفايات

كتبت “الجمهورية”: انتهت جلسة الحوار الأولى امس الى ما كان متوقّعاً بلا مفاجآت. ولولا المشادّة الحادّة بين رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون ووزير الاتصالات بطرس حرب لكانت اقتصرَت الجلسة على المداخلات المعلومة التي تعكس آراء فريقَي النزاع والتي انقسمَت أخيراً بين فريق يرى أنّ المدخل الإلزامي للخروج من الأزمة الوطنية يبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما يبَدّي الفريق الآخر الانتخابات النيابية كأولوية. ترحيلُ الجلسة إلى الأربعاء المقبل أشَّرَ إلى وتيرة الجلسات التي سيَعتمدها رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وهي بمعدّل جلسة أسبوعياً مبدئياً. ولم يُعلم بَعد ماهية موقف قوى 14 آذار في حال وصول الحوار في الجلسات اللاحقة في الموضوع الرئاسي إلى الحائط المسدود لجهة ما إذا كانت ستَنسحب من الحوار في حال الانتقال إلى البنود الأخرى. وغياب عنصر المفاجأة في الحوار انسحبَ أيضاً على الشارع الذي نجَح بالحشد على رغم الظروف المناخية، ولكن من دون أن ينجحَ أيضاً بتحقيق أيّ خَرق في ظلّ وجود هدف مركزي غير معلَن، وفقَ ما يَبدو، يَرمي إلى مواصلة الضغط لدفع وزير البيئة محمد المشنوق إلى الاستقالة، في خطوةٍ تشكّل، بالنسبة إلى قادة الحراك المدني، ديناميةً سياسية تفتَح الباب أمام تحقيق خطوات أخرى، غير أنّ هيبة الجيش اللبناني ودورَه حالَا دون الشغَب وأبقَيا الأمور تحت السيطرة. إلّا أنّ العنصر الجديد الوحيد أمس في كلّ المشهد السياسي هو نجاحُ مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي بإقرار مشروع الوزير أكرم شهيّب لحلّ أزمة النفايات، واللافت أنّ الدعوة لمجلس الوزراء أعقبَت جلسة الحوار تقيّداً بما قيل سابقاً أنْ لا جلسات قبل الحوار.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى