أصحاب الِلحى: جدعون ليفي
هل توجد فرصة لوزير حريدي للنجاح في نظر الاغلبية العلمانية؟ هل يستطيع أن يكون رئيسا جيدا في شتريمل؟ يخدم الجمهور كله وليس فقط من «يرسله»؟ هل يمكن عمل اصلاح اجتماعي مع اللحية؟.
الحكومة الحالية ليست مليئة بالوزراء اللامعين. وزراء لهم افعال اجتماعية، ليس فقط مطلقي الشعارات، لا يوجد فيها شيء تقريبا، رغم أن اغلبية المصوتين لها هم من الطبقة الدنيا. وفي ظلام الحكومة توجد شمعتان اجتماعيتان رفيعتان: وزير الاقتصاد آريه درعي ووزير الصحة يعقوب لتسمان. قد لا يكونان مصباحين ولكنهما نقط ضوء في العتمة.
يحظى الاثنان بتأييد قليل في اوساط الجمهور العلماني. وكل عمل لهما، بما في ذلك الاعمال الجيدة والايجابية بل والشجاعة، يحظى على الفور برد معادي، وبالاشتباه أو بالتجاهل، والمدح معدوم. مديح الوزير الذي لقبه «يعنكل»؟ الذي اسمه الثاني مخلوف؟ ليس هناك شيء كهذا. ملابسهم السوداء وطريقة حياتهم تمنع العلمانيين من تقدير اعمالهم حتى وإن استحقوا ذلك.
لقد كُتبت آلاف الكلمات عن صيغة الغاز، وباستثناء «هآرتس» فان القليلين عارضوها. اغلبية السياسيين أيدوا، بل حتى الوزير الاجتماعي موشيه كحلون، تأرنب وصمت. وقد أوقف وزير الاقتصاد الصيغة بشكل مؤقت على الاقل. اضافة إلى اكتشاف الغاز المصري فان درعي هو العقبة الوحيدة في طريق الصيغة، الشوكة في مؤخرة رئيس الحكومة، الوزير الذي نجح في منع المصادقة في الكنيست هذا الاسبوع والولد الذي أغلق باصبعه الثقب في السد.
أراد درعي ادارة صحيحة، مصادقة المسؤول، كما هو مكتوب في القانون. الامر الذي كان يفترض أن يكون مفروغا منه تحول هنا إلى فضيحة. كيف يتجرأ؟ ما الذي يفهمه، مقارنة مع سادة الغاز؟ لحظة اخرى، ووجدت طرق التفافية على درعي وعلى القانون؛ الغاز المصري فقط منح درعي دفعة إلى الأمام.
وكما هو متوقع لم يحظى درعي بالتشجيع بسبب سلوكه. لو وقف يئير لبيد مثلا بهذا الشكل في موضوع الغاز ـ شيء خيالي تماما ـ لكانوا حملوه على الأكتاف. لكن درعي؟ لقد فعل ذلك لاعتبارات غير سوية وبدافع المصلحة، كالعادة. إنه خارج على القانون طول حياته، واضافة إلى ذلك هو شرقي وحريدي.
الاكثر حريدية هو وزير الصحة، ملابسه غريبة أكثر من ملابس درعي وكذلك طريقة حديثه. هو ايضا ليست هناك فرصة لتقدير افعاله. إنها الولاية الثانية له في المنصب. الاولى كنائب وزير كانت ملفتة جدا. لكنه من مؤيدي غور، الذي يتصرف ويظهر هكذا بما في ذلك الجرابات الغريبة. عندما أحدث في الحقبة السابقة اصلاح معالجة الاسنان للاولاد، لجميع الاولاد، هاجموه على الفور: إنه يهتم بمصلحة الحريديين.
في هذه الاثناء، وعندما أنهى اصلاحات العلاج النفسي، لم يتجرأ أحد على قول هذا. يقوم لتسمان بزيارات مفاجئة في المستشفيات، ويفاجيء احيانا بمواقف ليبرالية، مثل معاملة من يُسمح لهم بتعاطي المخدرات، وتجميد البويضات للعزباوات والاجهاض للقاصرات. لتسمان الآن في ذروة عملية الاصلاح في MRI، ونأمل أن تنجح.
هل يوجد وزير آخر مثله، يدعو الاسرائيليين إلى الاتصال به بسبب الانتظار في الدور؟ لقد عين لتسمان مدير عام مهني، وهو يعيش في تقشف، الكثير من الاطباء، ليس جميعهم بالطبع، يمتدحونه. إنه وزير نشيط جدا ومسؤول عما تبقى من دولة الرفاه، التي كانت ذات مرة هنا ولم تعد موجودة، وكان يفترض بمؤيديها أن يؤدوا التحية له ويشجعوه.
لكن لتسمان ليس منا. إنه حريدي، ويعرف الحريديون فقط استغلال الحكومة وعدم الخدمة في الجيش الاسرائيلي. لا يوجد حريديين آخرين.
هآرتس