إسرائيل والخوف من انتصار الأسد
غالب قنديل
يعتبر أليكس فيشمان من الكتاب الصهاينة المقربين من دوائر المؤسسة العسكرية والأمنية في الكيان الصهيوني وهو ما يكسب مقالاته اهتماما واسعا إعلاميا وسياسيا داخل الكيان وفي الخارج وقد برز ذلك بقوة بعد مقالته الأخيرة في يديعوت احرونوت التي يشغل فيها منصب المحلل العسكري والتي تناول فيها معلومات نسبها إلى مصادر غربية عن قرار روسي إيراني بتصعيد الدعم العسكري للدولة الوطنية السورية في مواجهة العصابات التكفيرية الإرهابية وضمن خطة عاجلة لحسم الصراع من قبل الجيش العربي السوري وقد نفت روسيا ما نقله عن اعتزامها إرسال قوات جوية تضم طيارين وخبراء ومستشارين روس إضافة إلى مشاركة إيرانية مباشرة لم يتحدث عن تفاصيلها وقد أشار إلى ان ترتيبات ميدانية انطلقت في هذا الاتجاه في ظل صمت اميركي اعتبره مؤشرا على عدم الاعتراض .
أولا الطبيعي منذ بداية العدوان الاستعماري على سورية بقيادة الولايات المتحدة كان توقع انخراط روسي وإيراني واسع في التصدي لتدخلات اميركية وأطلسية ورجعية مباشرة انطلاقا من ارتباط الحرب على سورية بمستقبل التوازن العالمي والإقليمي وبفعل ما تعنيه تلك الحرب من استهداف لروسيا وإيران من حيث النتائج والأهداف التي يتقدمها خطر ارتداد الإرهاب التكفيري نحو العمق الآسيوي وتهديد نطاقات الأمن الإقليمي الروسي والإيراني وحيث تشير معطيات كثيرة عن تركيبة الجماعات التكفيرية ومشغليها الخارجيين إلى وضع كل من روسيا والصين وإيران في قلب الاستهدافات المستقبلية لتلك الجماعات وحركتها التي تضم في عدادها جماعات من الشيشان والقوقاز والإيغور ليست بعيدة تنظيميا وعقائديا عن جماعات تكفيرية حاولت استهداف إيران غير مرة في السنوات الماضية انطلاقا من باكستان .
ثانيا سورية تقاوم العدوان الاستعماري ببسالة وتتصدى لخطر الإرهاب التكفيري دفاعا عن نفسها وعن حلفائها وعن سائر دول العالم المهددة والولايات المتحدة عندما اعلنت حربها على داعش ومضت في استهداف الدولة الوطنية السورية واستنزافها أرادت ترويض الإرهاب الذي حشدته بنفسها وتكييفه لإعادة توجيهه نحو خصومها الدوليين في السنوات المقبلة وهي تضع العقبات في وجه أي حسم جدي للمعركة ضد الإرهاب في سورية من خلال رفضها لأي تدابير جدية تغلق مسارب الدعم اللوجستي المالي والعسكري والبشري للعصابات الإرهاب المختلفة من تركيا والأردن لغايات واضحة ومحددة اهمها عرقلة تقدم الجيش العربي السوري والمقاومة واختبار فرصة إدامة الوجود الإرهابي للانتقال به إلى ساحات جديدة والكلام عن عشر سنوات مقبلة من الحرب على الإرهاب لا يتضمن فحسب عرقلة نهوض الدولة الوطنية السورية وابتزازها بل إعادة توجيه العصابات الإرهابية نحو ساحات وبلدان جديدة وهو ما باشرت تكتشفه موسكو وطهران وبكين وعواصم عديدة في العالم .
ثالثا ما يشغل بال المخططين الصهاينة ليس فحسب مغزى انتصار سورية بقيادة الرئيس الأسد وتطور التوازنات الميدانية والسياسية نحو إجبار الولايات المتحدة على التعامل مع حقيقة ثبات دور الرئيس بشار الأسد ومكانته الوطنية بما يعنيه ذلك من تثبيت لدور سورية وموقعها القيادي في محور المقاومة وانعكاسه المباشر في ميزان الصراع العربي الصهيوني بل أيضا لاستشراف إسرائيل خطرا جديا من تصاعد الدعم الروسي على تدخلها في سورية والنقطة المركزية التي اتخذها فيشمان عنوانا لمقالته عن مشاركة طيارين روس في المعارك إلى جانب سلاح الجو السوري والتي اعتبرها نذيرا بمنع الطيران الصهيوني من التدخل في سورية كما يفعل حاليا لدعم الجماعات التكفيرية وهو ما يدفع للاعتقاد ان الجهة التي اوعزت لفيشمان بمقاله أرادت تخريج خطوة روسية ما اتخذت لردع التدخلات الصهيونية بهذه الطريقة وهو ما ليس مستبعدا عن دوائر حركة القيادة الروسية الحليفة لسورية وضمن خطط الحرب على الإرهاب فحسم الصراع ضد الإرهاب في سورية يرتبط عمليا بمحاور ثلاث هي إغلاق بوابات الدعم التركية الأردنية وتجفيف الموارد السعودية القطرية وردع التدخل الصهيوني.
بكلمة إن تصعيد الانخراط الروسي والإيراني إلى جانب سورية إن صحت المعلومات وأيا كان شكله هو خطوة نوعية مهمة تأخرت والطبيعي ان نقول إن ما يخيف العدو الصهيوني يلبي أمنية أي وطني او مقاوم في المنطقة بتعجيل انتصار سورية بقيادة الرئيس المقاوم بشار الأسد.