من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : الطبقة السياسية مرتبكة.. و”الحراك” سيعلن شعاراته وقيادته “عامية بيروت” لمحاصرة “أهل الحوار”: الأولوية للانتخابات
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع والسـتين بعد الأربعمئة على التوالي.
ولبنان ليس جزيرة مفصولة عن محيطها ولا هو مجرد متلق لارتدادات الإقليم، بل ثمة مفارقة متصلة بدور حزب لبناني لا يستطيع أحد تجاهل دوره في صياغة التوازنات الإقليمية، بمعزل عمن هو ضد هذا الدور أو يتحمس له أو يقف على الحياد.
وها هي “عامية بيروت” أو “انتفاضة التاسع والعشرين من آب” على موعد جديد، اليوم، مع جمهورها، للإفصاح عن مضمون خطواتها المتدحرجة في المرحلة المقبلة، في ضوء المهلة التي أعطتها للحكومة لتنفيذ مطالبها المتعلقة بملف النفايات وما رافق التحركات الأولى من أعمال قمع موصوفة.
هذه الانتفاضة إن دلت على شيء، إنما تدل على افتقاد النظام اللبناني لدعامتين أساسيتين، لطالما شكلتا ضامناً وحامياً تاريخياً له.
الدعامة الأولى، هي الحماية الإقليمية (والدولية ضمناً)، وثمة محطات كثيرة منذ الاستقلال حتى الآن، تشي بـ “تبرع” النظام الإقليمي لتوفير الحماية تبعاً للوظيفة أو الدور التاريخي للنظام اللبناني، وفي الوقت نفسه، كيف كانت تختل المعادلة الداخلية عند أي اختلال في المعادلات الإقليمية، فيدفع لبنان واللبنانيون كبير الأثمان.
وإذا كانت مرحلة ما بعد الطائف قد شهدت استقراراً لبنانياً استمر حتى مرحلة الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003، فإن حالة اللاحرب واللاسلم التي يشهدها لبنان منذ شباط 2005، أنتجت استقرار الحد الأدنى، برغم ما تخلله من ندوب وحروب، إلى أن تم إبرام التفاهم النووي وخوض السعودية حربها ضد اليمن، فإذ بالنظام الإقليمي برمته في حالة انعدام وزن، وبالتالي، هو أعجز من أي وقت مضى عن التفاهم على استنفار من شأنه توفير الحماية للنظام اللبناني المريض.
ولولا أن “حزب الله” (وظهيره الإقليمي ضمناً) هو صاحب المصلحة الأكبر بالاستقرار الداخلي، فإن النظام الإقليمي بمعطياته الراهنة، قادر على تفجير لبنان، من دون إغفال مردود عملية تصفية الحسابات ضمن البيت الخليجي الواحد، على الواقع اللبناني وهو ما ألمح إليه وزير الداخلية نهاد المشنوق، أمس، للمرة الأولى.
أما الدعامة أو نقطة القوة الثانية، فتتمثل في قدرة النظام على حماية نفسه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فإذا كانت هذه المنظومة التي أعقبت مرحلة تنفيذ الطائف قد شهدت تدميراً ممنهجاً للحياة السياسية وجعل البلد أسير محاصصة طائفية وميليشيوية مقنعة، فإن لبنان يدفع اليوم ثمن بلوغ أزمته الاقتصادية ـ الاجتماعية منعطفاً خطيراً جداً، تدل عليها الأرقام النائمة في أدراج المسؤولين حول النمو والتضخم والدين العام والعجز في المالية العامة والاختناق العقاري والبطالة وتراجع المشاريع الاستثمارية وغيرها، وهذه بضعة مؤشرات تدل على أن لبنان يواجه أزمة قد تطيح استقراره الاقتصادي والاجتماعي.
لا يمكن مقاربة ما يجري من حراك غير مسبوق في الشارع اللبناني منذ الطائف حتى الآن إلا من زاوية سياسية ـ اجتماعية، ولذلك، حسناً فعل القيمون على التحرك من مجموعات تنتمي إلى مشارب مختلفة، بأن قرروا العمل على توحيد رؤيتهم والسعي لإيجاد إطار جامع يتناسب وتاريخ 29 آب المفصلي، وذلك على طريق بلورة قيادة يومية موحدة، على أن تتوج حراكها بتحديد سقف تحركها السياسي.
وبدا واضحاً من خلال معطيات الاجتماعات الأخيرة، أن ملف النفايات كان أحد تعبيرات الفساد الفاضح الذي عمره من عمر “جمهورية الطائف”، لكن المليار وربع المليون دولار المنهوبة من صناديق بلديات لبنان (أرباح “سوكلين” وحدها)، لا تختلف عن المليارات المنهوبة من قطاع الكهرباء (خصوصاً تلزيمات الفيول) وتلزيمات الخلوي والهدر السنوي في قطاع الجمارك والاختلاسات المفضوحة في قطاعات المستشفيات والطرق وكل مشاريع البنى التحتية، ناهيك عن العديد من المرافق والمرافئ العامة.
الديار : الصراع بين الشارع وطبقة السياسيين فهل يسيطر الشارع ام الفساد؟ الحراك المدني : “تحركات ضخمة اليوم واعمال تصعيدية وحوار بري لا يعنينا”
كتبت “الديار”: مهلة الـ 72 التي اعطاها منظمو الحراك المدني للطبقة السياسية تنتهي عصر اليوم دون ان تبادر الحكومة او اي من اركان الطبقة السياسية الى تنفيذها او الدعوة الى درسها، بل غضوا النظر عنها وقابلوها بالهرب الى الامام عبر الدعوة الى الحوار حول اسس النظام السياسي مع تجاهل مطالب “الحراك المدني” بمعالجة النفايات والقيام بخطوات اصلاحية ومحاسبة كل من اطلق النار على المتظاهرين وصولا الى استقالة وزير الداخلية نهاد المشنوق اذا اثبت تورطه باعطاء الاوامر دون ان ننسى استقالة وزير البيئة محمد المشنوق الذي “تهرّب” امس من المسؤولية واعلن ان لا علاقة له بالنفايات لانه لا يرى اتجاها حكومياً واضحاً للمعالجة من دون النفايات السياسية، وهنا يطرح السؤال، لماذا لا يبادر وزير البيئة الى الاستقالة، وبرر الرفض بان استقالته تخل بالتوازنات الطائفية في الحكومة.
الطبقة السياسية “جمعت كل قواها” وشدت العزم على مواجهة “الحراك المدني” وباي طريقة وبدأت بالاتهامات لقادة التحرك عن ارتباطات بالسفارات والالحاد، وغيرها من الاوصاف، وكأن هذه الطبقة السياسية اللبنانية “تاريخها مشرف” فيما سرقاتها تسجل في “كتاب غينس” واخذت الدرجة الاولى بامتياز دكتوراه جيد جداً بالسرقات والهدر والفساد، حتى انهم عادوا الى المماطلة في ملف النفايات وكيف سيتخلون عن مليار دولار من الارباح السنوية لهم ولاولادهم، وحاشيتهم.
وفي ظل تعنت “الطبقة السياسية” وعدم الاستجابة للمطالب، فان الشارع لن يتراجع والمواجهة حتمية بين شعب يريد الحياة الحرة الكريمة، وطبقة فاسدة تتمسك بامتيازاتها، والنصر لن يكون الا للشارع وللناس الفقراء الطيبين، والتاريخ لم يسجل في كل محطاته انتصاراً لقوى الشر على قوى الخير ابداً، والمتظاهرون سينتصرون والفساد الى زوال، والربيع اللبناني، سيكون مختلفاً عن الربيع العربي بنقاوته وتحقيقه للمطالب الشعبية، وصيانة الانجازات التي تحققت في مواجهة العدو الاسرائيلي والتي كادت الطبقة السياسية ان “تضيعها” في سرقاتها وسمسراتها.
فهذه الطبقة السياسية التي “كابرت” طوال السنوات الماضية ضد الناس ومارست كل انواع “الموبقات” عليها ان تتواضع وتلتفت للمطالب الشعبية، لان الناس وحتى جمهور هذه الطبقة لن تبقى على الحياد وستنحاز الى “لقمة الخبز”.
وفي ظل هذه الاجواء التصعيدية من الطرفين، وانسداد افق الحل فان منظمات الحراك المدني من “طلعت ريحكم” الى “بدنا نحاسب” الى “حلو عنا” عقدوا اجتماعاً مشتركا ونظموا صفوفهم وقرروا خطواتهم التي ستبقى سرية، حتى انتهاء مهلة الـ 72 ساعة لكن الرد على تعنت الحكومة سيكون عبر تحركات ضخمة اليوم وخطوات تصعيدية وقطع طرقات فيما اكد منظمو الحراك المدني ان دعوة الرئيس بري للحوار لا تعنينا وجاءت بعد ان احست الطبقة السياسية بالسخن وما على هذه الطبقة السياسية الفاسدة الا الرحيل.
واللافت ان التيار الوطني الحر شنّ هجوماً عنيفاً على قادة “الحراك المدني” ووصف القيمين على تظاهرات وسط بيروت بانهم “مرتزقة” يعملون لدى السفارات الخارجية، ولفت الى انه لا يجب ترك الشعارات لاناس يريدون بيع قضيتهم الى السفارات الاجنبية.
ورد طلاب التيار الوطني الحر على دعوات الحراك المدني الى التظاهرات الى الاعلان عن تنظيم مسيرة سيارات غداً تنطلق من “ميرنا شالوحي” كما دعوا الى المشاركة في تظاهرة التيار الوطني الحر الجمعة.
واللافت ان مقدمة نشرة O.T.V انتقدت ايضاً بيان القمة المسيحية – المسيحية في بكركي وحملت الراعي مسؤولية التفريط بحقوق المسيحيين عبر مطالبته بالاسراع في اعتماد خريطة طريق تبدأ بانتخاب فوري لرئيس الجمهورية وفقاً للاصول الدستورية دون العودة الى الشعب الذي هو مصدر كل السلطات من اجل تنصيب مرشح النفايات لرئاسة الجمهورية.
وبالنسبة لملف النفايات نقل زوار الرئيس سلام عنه انه مستعد لحل مشكلة النفايات لو كان الامر عائداً اليّ، واعلن عن اسفه لان كل طرف يحاول اخذ هذا الموقف الى زاروبه السياسي الضيق، ومن هنا اتت عبارة “النفايات السياسية”.
ودعا سلام اصحاب الحراك الشعبي الى توجيه رسائلهم للمعطلين داخل مجلس الوزراء وليس الى رئيسه.
وايد سلام المطالب الشعبية لكنه حذر من المصطادين بالماء العكر الذي قد يسعون الى “حدث” دموي وعندها تفلت الامور عن السيطرة ويتحول الامر الى كارثي.
واللافت ان منظمي الحراك المدني رفضوا استقالة وزير البيئة من رئاسة اللجنة الوزارية المكلفة بمعالجة ملف النفايات واصروا على استقالته لانه فشل في المعالجة، حتى انه برر استقالته من رئاسة اللجنة بانه لم ير وجود اتجاه جدي لحل مسألة النفايات، كما ان النائب مروان حماده اجل اجتماع لجنة البيئة الذي كان مقرراً غداً، وقد كلف الرئيس سلام الوزير اكرم شهيب برئاسة اللجنة وبالتالي عاد ملف النفايات الى نقطة الصفر وعادت النفايات الى التراكم في شوارع العاصمة.
وتوالت المواقف المؤيدة لدعوة الرئيس نبيه بري لحوار لرؤساء الكتل النيابية، وقد صدرت مواقف عن كل من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط وحزب الله والنائب سليمان فرنجية والطاشناق بالدعوة للحوار فيما اعلن حزب الكتائب انه يشجع اي مبادرة من شأنها ازالة العوائق امام الشغور الرئاسي واعلن وزير العمل سجعان قزي تأييده للحوارخصوصاً انه يصدر عن الرئيس بري، كما ان العماد عون اعلن استعداده للحوار لكن الموقف النهائي يصدر بعد اجتماع التكتل اليوم فيما رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يدرس المبادرة لكن نواب في كتلة القوات اللبنانية اعلنوا حذرهم من مثل هذا الحوار، خصوصاً لجهة ما اتفقنا عليه في السابق لم ينفذ، لذلك نخشى ان يكون الحوار الجديد مضيعة للوقت وصرف الاهتمام عن انتخاب رئيس للجمهورية.
الاخبار : حوار بري : الحفاظ على التهدئة في انتظار المسارات الإقليمية
كتبت “الاخبار”: تشكّل دعوة الحوار التي وجهها الرئيس نبيه بري، مخرجاً للقوى السياسية في ظلّ حالة العجز التي وصل إليها النظام السياسي برمته. لا آمال كثيرة تعلّقها القوى السياسية على النتائج، سوى الحفاظ على التهدئة بانتظار المسارات الإقليمية
سريعاً تلقفت القوى السياسية دعوة الرئيس نبيه برّي إلى طاولة الحوار، التي حدّد عناوينها في خطابه أول من أمس، على أن يدعو إليها في الأيام العشرة الأولى من الشهر الحالي. وليست خافية حالة العجز والإفلاس التي وصل إليها النظام السياسي اللبناني، في ظلّ الفراغ في رئاسة الجمهورية والشلل الحكومي وتعطيل مجلس النواب، مع غياب بوادر لأي حلّ دولي أو إقليمي. ويدخل “الحراك” الأخير الذي انطلق بعد أزمة النفايات في خانة ازدياد عوامل الضغط على القوى السياسية، التي لم تعد تملك مفاتيح الحل، بعد ارتباط الملفّ اللبناني بملفّات المنطقة.
القوى السياسية إذاً تبحث عن طوق النجاة. فتيار المستقبل، الذي يشعر بعميق القلق من دعوات محاربة الفساد والتفكّك الحاصل لدى جمهوره، و”الطعنة” التي تلقاها من حليفه النائب وليد جنبلاط بإقفال مطمر الناعمة على الرغم من الوعود بإبقاء المطمر مفتوحاً، كلّ هذه العوامل دفعت الرئيس سعد الحريري إلى الاستجابة سريعاً لدعوة الحوار. علماً بأن الحريري كان قد حدّد سابقاً سقفاً مرتفعاً، برفضه البدء بأي حوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية، فانقلب على موقفه الذي أبلغه لبرّي عبر الوزير علي حسن خليل يوم الأربعاء الماضي برفض الحوار، إلى الموافقة على الحوار يوم السبت الماضي، من دون إبلاغ حلفائه وحتى بعض رموز تيار المستقبل. كذلك قبِل المستقبل بأن تعقد طاولة حوار، من دون البحث بسلاح حزب الله أو الاستراتيجية الدفاعية، ومن دون أي ذكر لـ”اتفاق بعبدا”، الذي تمسّك به طويلاً.
ومن المستقبل إلى جنبلاط، يشير أكثر من مصدر في قوى 8 و 14 آذار، إلى أن جنبلاط يحاول الخروج من مشكلة النفايات بأقل قدرٍ من الخسائر، وأنه “يتلطّى خلف الرئيس برّي”. وتشير المصادر إلى أن الوزير وائل أبو فاعور الذي زار النائب ميشال عون مبعوثاً من جنبلاط قبل أيام لم يحصّل شيئاً من الزيارة، وأن عون لم يعطِ جواباً على أي من الأسئلة التي طرحها أبو فاعور، مكتفياً بالتنويه بإيجابية جنبلاط.
بدوره عون، الذي يرفض أي مساومة بين قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، وصل إلى قناعة بعد الصدام مع غالبية القوى السياسية، بضرورة فتح باب الحوار قبل خسارة كلّ شيء، وإعادة تحريك مسارات فتح مجلس النواب وتسيير عمل الحكومة لتحضير الأرضية لأي بحث في رئاسة الجمهورية.
أما القوات، فتقول مصادر قوى 14 آذار إن “الحزب لم يحسم خياراته بعد، مع ميل أولي إلى عدم المشاركة، لأن الأجواء الإقليمية لم تنضج بعد للتوصل إلى ما يغيّر المشهد الحالي، سواء لانتخاب رئيس أو لحل القضايا الأخرى”.
من جهته، لا يخفي رئيس الحكومة تمام سلام وفريقه حالة القلق التي يسببها “انسداد الأفق” وتجميد الحكومة بالتزامن مع تحركات في الشارع. إذ تشير مصادر مقرّبة من سلام إلى أن “عجلة التسوية في سوريا قد بدأت والتحضير لمؤتمر موسكو 3 قائم”، ما يعني التحضير لحلول في لبنان تواكب الحلّ السوري.
يبقى موقف حزب الله، الذي يرحّب دائماً بأي حوار، لانشغاله بالمعارك على الأرض السورية وحرصه على الاستقرار اللبناني، على الرغم من التهم التي يلقيها عليه المستقبليون لناحية دعمه لـ”الحراك” في وسط بيروت، تمهيداً لإسقاط اتفاق الطائف والبدء بمؤتمر تأسيسي.
وفي وقت تبدو فيه القوى السياسية لاهثة خلف الجلوس إلى طاولة الحوار لسحب النقاشات من الشارع ونزع الحجّة من محرّكي التظاهرات، تشير مصادر بارزة في قوى 8 آذار إلى أن “الأميركيين يحاولون استغلال الحراك الحالي والعجز الذي يصيب المؤسسات السياسية للدفع نحو انتخاب رئيس على عجل”. ويتردّد اسما الوزير السابق جان عبيد وقائد الجيش جان قهوجي كمرشحَّي “ضغط”، فيما تجزم مصادر أخرى بأن “اسم عبيد سقط منذ زمن من لائحة المرشحين المدعومين أميركياً”.
وفضلاً عن إفلاس المؤسسات السياسية، والغليان الذي يصيب الشارع، تستند دعوة برّي للحوار إلى معلومات وصلت إلى رئيس المجلس عن حوار سعودي ـــ إيراني جدّي بدأ حديثاً في مسقط، يتضمن البحث في مختلف الملفات وعلى رأسها الملفّ السوري، علماً بأن مصادر أخرى في قوى 8 آذار تشكّك في صحة الحديث عن المفاوضات، مشيرةً إلى أنه “لم يبدأ أي حوار جدّي بين إيران والسعودية، بل على العكس، الأمور ذاهبة إلى التصعيد”.
البناء : عبد اللهيان يقدّم المبادرة الإيرانية لدي ميستورا… وقلب الزبداني بيد الجيش والمقاومة مبادرة بري تحصد الإجماع… وحردان يراها خطوة مطلوبة في الاتجاه الصحيح مواجهة أم تسوية محورها “ربع استقالة” لوزيري البيئة والداخلية… و”سوكلين”!
كتبت “البناء”: لا تزال التطورات السياسية الميدانية حول سورية وفيها، عنوان خلط الأوراق الإقليمية، ومحور حركة القوى الفاعلة على ضفتي المواجهة للإمساك بالمزيد من عناصر القوة التفاوضية بعدما صار محسوماً أن قطار الحلول السياسية الذي انطلق مع التفاهم حول الملف النووي الإيراني سيتوقف ليترك بصماته في كلّ محطات التوتر والإشتباك، وكل تعثر في محطة سينقل حركته نحو محطة أخرى أشدّ جاهزية لاستقباله، ولهذا تتسابق الساحات لتحجز مكانها كمحطات على خط هذه الجاهزية، من اليمن حيث المواجهة تبلغ ذروتها مع تساقط ثلاث دبابات سعودية أمام مجموعات صواريخ الكورنيت، وتوالي سقوط الصواريخ في المناطق السعودية الحدودية وتبدو الحلول السياسية لا تزال بعيدة، بينما يتقدّم الجيش السوري والمقاومة في جبهات القتال التي بدت صامدة في ريف إدلب وريف حلب رغم حدّة الهجمات، بينما نجح الجيش والمقاومة بالسيطرة على قلب مدينة الزبداني.
في هذا المناخ نجحت إيران بصياغة مبادرة سياسية تقوم على انتخابات نيابية أو تشكيل جمعية تأسيسية وربما الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وفقاً لما فهم من كلام الدكتور علي ولايتي مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمام وفد الأحزاب اللبنانية، عن الثقة بشرعية الرئيس السوري الانتخابية بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة، وعدم الخشية عليه من أيّ انتخابات مقبلة، وهذه المبادرة تسلك طريقها نحو التحوّل إلى مشروع متكامل رسمياً مع تقديمها إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا اليوم في السفارة الإيرانية في بيروت من قبل معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
لبنانياً يستمرّ التسابق بين مسار الإنفراج الذي فتحت له ثغرة في جدار الاستعصاء والجمود مع الإجماع الذي تحقق لحساب مبادرة رئيس مجلس النواب لطاولة الحوار، ومسار الانفجار الذي ينتظر بدايته اليوم مع نهاية مهلة حراك الساحات للحكومة لتلبية مطلب استقالة وزير البيئة ومحاسبة وزير الداخلية والمسؤولين عن قمع المتظاهرين.
مبادرة بري نجحت في حصاد إجماع لا ينتقص منه الجواب المتريّث للبعض والمتحفظ لبعض آخر، خصوصاً بعد التأييد السريع للرئيس سعد الحريري والتأييد الحماسي لكلّ من حزب الله والنائب وليد جنبلاط، وهي مبادرة وصفها رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان بالخطوة المطلوبة في الاتجاه الصحيح.
في المقابل تدور مناورات وحرب تفسيرات بين الحكومة وقادة الحراك حول ما إذا كانت المطالب قد تحققت بربع الاستقالة لوزيري الداخلية والبيئة عبر انسحابهما من اللجنة الوزارية المكلفة ملف النفايات، وما قيل عن مشروع لتمديد عقد شركة “سوكلين” لمدة عام يتمّ خلاله وضع خطة وطنية متكاملة لحلّ جذري ونهائي للملف وفقاً للمعايير الدولية لمعالجة النفايات بيئياً، بينما قالت مصادر المنظمات التي تتولى اتخاذ القرارات بالنيابة عن الحراك أنها مناورة لن تمرّ.
فيما يلتقي مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان المبعوث الأممي لحل الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا اليوم في مقر السفارة الإيرانية في بيروت عند الساعة 11:40 من قبل الظهر للبحث في المبادرة الايرانية لحل الازمة السورية، أكد مستشار الإمام علي خامنئي علي أكبر ولايتي خلال استقباله وفد الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية في طهران أن أميركا وحلفاءها يريدون إقالة الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد، لكن نحن على ثقة أن الرئيس الأسد الذي فاز في الانتخابات الأخيرة، سيفوز في الانتخابات مرة أخرى وسيحصل على أصوات أكثر من المرة السابقة لأن الشعب السوري يعرف أن من وقف من أجل مصالح سورية هو بشار الأسد، وهو لو كان يريد تثبيت موقفه لكان عمل لمصلحة بعض دول المنطقة، لكنه يعمل لمصلحة الشعب السوري وهو قاوم من أجل الحفاظ على مصالح سورية رغم الأخطار التي تعرَض لها. وشدد ولايتي على دعم ايران للبنان وحل المشكلات التي يعاني منها وهي تمتلك التكنولوجيا لذلك.
إلى ذلك، احتلت مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحوارية حيزاً مهماً، فالترحيب الذي لاقته من 8 و14 آذار خرق الاصطفاف الحاصل، الأمر الذي من شأنه ان يملأ الفراغ السياسي، وتشكل مناسبة للبحث الجدي في المآزق السياسية. وفي السياق، ثمن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، عالياً المبادرة التي أطلقها الرئيس بري، بوصفها مبادرة إنقاذية ملحة ترمي إلى تحصين البلد والمؤسسات، في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به لبنان.
النهار : تبديل إدارة الأزمة هل ينزع الفتيل؟ لا مجلس وزراء قبل حوار 10 أيلول
كتبت “النهار”: مثلما شكّلت أزمة النفايات المفترق التفجيري للتحرّك الاحتجاجي العارم الذي توّجته تظاهرة 29 آب في ساحة الشهداء، عادت أمس هذه الأزمة الى واجهة الاختبارات الصدامية بين الحكومة والهيئات المدنية في مسار يغلب عليه الغموض والارباك لجهة أفق المعالجات الرسمية مما يخشى معه ان تترتب على هذا الارباك موجات تصعيدية اضافية. ولم يختلف المشهد السياسي في إرباكه عن المشهد الاجتماعي، إذ أحاطت بالاطاحة المفاجئة للقمة الروحية المسيحية – الاسلامية في بكركي علامات مريبة من حيث عدم توافر عوامل التوافق المسبق على “خريطة الطريق” التي كان يجري العمل على التوافق عليها، بدءاً بموقف حازم من أزمة الفراغ الرئاسي، فيما برز التداخل بين هذه القمة ومبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية كعامل أساسي أدى الى “بتر” قمة بكركي وتحويلها الى قمة مسيحية صرفة.
وفي أزمة النفايات، علمت “النهار” من أوساط وزارية التقت امس رئيس الوزراء تمام سلام، أنه في ضوء تكليفه وزير الزراعة أكرم شهيّب ملف النفايات، من المنتظر أن يرفع الأخير تقريراً في غضون أيام قليلة الى الرئيس سلام عن آلية تنفيذ رفع النفايات وفي ضوئها يجري البحث في ما إذا كانت ثمة حاجة الى انعقاد مجلس الوزراء استثنائياً للمصادقة على هذه الآلية، وإلا تمضي الامور الى التنفيذ بحماية أمنية. وستسبق التقرير اتصالات سريعة يجريها الوزير شهيّب بحكم تجربته السابقة كوزير للبيئة وانتمائه السياسي الى الحزب التقدمي الاشتراكي وعلاقاته مع قوى 8 و14 آذار لإنتزاع موقف سياسي من الجميع بتسهيل رفع النفايات الى مطمرين أو ثلاثة. ولفتت الاوساط الى أن وزير البيئة محمد المشنوق بدا في “فمه ماء” ففضل التنحي على تحمل مسؤولية لا يريد أحد أن يساعده فيها، خصوصاً أن هناك عقبة وحيدة هي إيجاد مطامر، وتلك مسألة ليست تقنية بل سياسية إذ أن موضوع المطامر من الجنوب الى الشمال مرتبط بقوى سياسية. وأضافت ان الحكومة في ضوء هذه التغييرات تتصرف بوحي من مسؤولياتها ولن تخضع للشارع.
وقد فاجأ الوزير المشنوق الاوساط السياسية قبل ظهر امس باعلانه انسحابه من اللجنة الوزارية المكلفة ملف النفايات، داعياً الرئيس سلام الى تكليف وزير آخر هذا الملف. وقرر سلام على الاثر تكليف وزير الزراعة ترؤس لجنة من الخبراء وأصحاب الاختصاص تكون مهمتها النظر في الملف واقتراح مخارج وحلول فورية للازمة على ان تبدأ اجتماعات مفتوحة. وشكل هذا التطور عملياً الغاء لمهمة اللجنة الوزارية ونقلا لادارة الملف الى الجانب الجنبلاطي. لكن الوزير شهيب اعتذر عن الاجابة عن أي استفسار وقال لـ”النهار”: “بعدما كلفني الرئيس سلام تشكيل اللجنة اتفقنا على ان يكون العمل خارج اطار الاعلام والضجيج كي نتمكن من تحقيق النجاح المرجو أقله لبضعة ايام”. وأفاد انه سيبدأ العمل من اليوم ” تاركين لاهل العلم والخبراء ترجمة الافكار والحلول العملية المتوافرة للنفايات للخروج بحل بعيدا من المماطلة والطائفية والمحاصصة”.
في غضون ذلك اعتبرت حملة “طلعت ريحتكم” ان موقف وزير البيئة بالانسحاب من اللجنة الوزارية هو “تمييع للمطالب” التي طرحتها الحملة واولها استقالة الوزير المشنوق، مشددة على ان الوزير “لا يستطيع ان يتنصل من مهماته”. ومن المقرر ان تحدد الحملة بعد ظهر اليوم ومع نهاية مهلة الـ 72 ساعة التي حددتها خلال تظاهرة السبت الماضي خطواتها التصعيدية اللاحقة.
المستقبل : قمة بكركي تطالب بخارطة طريق تبدأ بالرئاسة.. والعونيون يرفضون توقيع مرسوم تحرير أموال البلديات بري يحضّر “الطاولة”.. وسلام يستعجل تقرير النفايات
كتبت “المستقبل”: بعدما افتتح الرئيس سعد الحريري سجلّ الترحيب بدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد طاولة حوار وطني، كرّت سبّحة المواقف السياسية المرحبة بالدعوة لعلها تجسد خشبة الخلاص المرتجى وطنياً وباعتبارها “فرصة جدية لحلحلة الكثير من القضايا العالقة” كما رأى “حزب الله”، بينما أكدت مصادر الرابية لـ”المستقبل” أنّ رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون بصدد إعلان “ترحيبه المبدئي” بدعوة بري بعد اجتماع التكتل” اليوم، لافتةً إلى أنّ عون “ينتظر تسلم الدعوة رسمياً ليطّلع على مضمونها ويتبيّن شكلها والمستوى التمثيلي للكتل في الحوار”، مع إشارتها في الوقت عينه إلى وجود تساؤلات عونية حول “وضع مجلس الوزراء ربطاً بهذه الدعوة وما إذا كان انعقاده مرتبطاً بنتائج الحوار أم لا”.
الجمهورية : مبادرة برِّي تتفاعل وحوار “المستقبل” “الحزب” مستمر وتصعيد مرتقب للشارع
كتبت “الجمهورية”: المبادرة الحوارية التي أطلقها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والتفاعل السياسي معها جَعلها تتقدّم على ما عداها من ملفات سياسية، على رغم الخطوات التصعيدية المرتقب أن يتّخذها المجتمع المدني اليوم بعد انتهاء مهلة الـ 72 ساعة التي حددها لتنفيذ مطالبِه، ومن ضمنها استقالة وزير البيئة محمد المشنوق الذي أكّد رفضَه الاستقالة من الحكومة، ولكنّه في خطوة احتوائية قرّر الانسحاب من اللجنة الوزارية المكلّفة دراسة أزمة النفايات، ما دفعَ رئيس الحكومة تمام سلام إلى تكليف وزير الزراعة أكرم شهيّب لاستكمال المهمّة. وفي الوقت الذي كشفَت فيه مصادر سياسية ودبلوماسية واسعة الاطّلاع لـ”الجمهورية” أنّ السراي ستَشهد في الساعات المقبلة موجة زيارات دبلوماسية عربية وغربية للاطّلاع على المستجدّات وما يمكن القيام به لحماية الحدّ الأدنى من الاستقرار الأمني والحكومي، أكّدَت مصادر مطّلعة لـ”الجمهورية” أنّ الحوار سيَسير بشكل منفصل عن الحكومة وعملها، مشيرةً إلى أنّ سلام لن يوقف عمل مجلس الوزراء أثناء انعقاد الحوار كما ظنّ البعض، فهو سيدعو إلى جلسة قريبة، خصوصاً أنّ هناك بنوداً ملِحّة تتعلق بهبات كبيرة تفوق مليارَي دولار وتنتظر موافقة المجلس عليها”. كما أكّدت المصادر أنّ الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” بدوره سيَسير بمعزل عن طاولة حوار مجلس النواب، والجلسة المقبلة المقرّرة ستكون في 15 أيلول”.
اللواء : استقالة المشنوق من ملّف النفايات .. وتكليف شهيِّب رئاسة لجنة خبراء مبادرة برّي تعلّق ما دونها .. وعون يردّ الكرة لبكركي
كتبت “اللواء”: علقت أزمة النفايات جلسات مجلس الوزراء، وعلقت مبادرة الرئيس نبيه برّي كل ما دونها من أنشطة، بما في ذلك اجتماعات كل اللجان النيابية التي كانت وحدها تخرق تعطيل التشريع، بما فيها لجنة البيئة النيابية التي كان مقرراً ان تجتمع غداً.
وفي المعلومات ان المبادرة نفسها اطاحت بالقمة الإسلامية – المسيحية التي استعيض عنها، أمس، في بكركي بقمة مسيحية روحية، شددت على “وجوب استمرارية الحكومة الحالية في عملها فلا تسقط أو تستقيل طالما هناك فراغ في سدة الرئاسة الأولى (…) وما يقوم به رئيس الحكومة تمام سلام ومجلس الوزراء بالتعاون مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ينبغي دعمه ومؤازرته”.