أسئلة محظورة ! ثريا عاصي
أسئلة لا مفرّ منها . يتعامى عنها ويتهرّب من الإجابة عليها مستخدَمو آل سعود وآل ثاني في وسائل الإعلام التي ترتوي من مشربهم !
ـ لماذا يقاتل آل سعود وآل ثاني في سوريا ؟
ـ لماذا يقاتل العثمانيون الجدد تحت زعامة السيد أردوغان في سوريا ؟
ـ لماذا يقـاتل الإسـرائيليون في سوريا ؟
ـ لماذا يقاتل الأميركيون ومأموروهم في أوروبا، في سوريا ؟
ـ لماذا يقاتل المقاومون اللبنانيون دفاعاً عن سوريا وعن الدولة فيها ؟
ـ لماذا يقدم الرّوس والإيرانيون الدعم إلى الحكومة السورية ؟
أسئلة كثيرة إضافية، تُلحُّ هي أيضاً على العقل والضمير، تتطلّب إجابات واضحة وجريئة، كــشرط ضروري ولازم، لكي نتّفق من جديد على قواسم مــشتركة للعيــش في إطار جمعي وطني .
لا أظن أنّ الإجابات على الأسئلة المطروحة أعلاه تحتاج إلى عناءٍ كبير، إذ يمكن استكشاف جلّها في خطاب الأعداء الذين تواعدوا كما يبدو على مهاجمة سوريا في آنٍ واحد، وكأنهم أيضاً عقدوا العزم وأقسموا على مواصلة الحرب ضدَّ سوريا حتى آخر سوري !
بادر «الثوار» السعوديون في سوريا إلى قصف دمشق، قصفاً عشوائياً، من مواقعهم في بلدة دوما، فأمطروها بما يزيد عن خمسين قذيفة . لم يثِر ذلك حساسية ومشاعر الذين هاج هائجهم تجاه رد فعل الجيش العربي السوري . كالعادة وقعت «مجزرة» في دوما، جرّاء إسقاط «البراميل على سوق شعبي ! لماذا لا تحدث قذائف الثوار السعوديين ضرراً أو مجازر، ولماذا لا يستخدم الجيش العربي السوري بحسب السعوديين، القذائف كمثل سائر الجيوش؟ هذه أسئلة تنتظر الإجابات أيضاً !
يقول آل سعود إنّهم يدافعون عن الشعب المسلم في سوريا، يستتبع ذلك أنّ السوريين منقسمين إلى مسلمين، هؤلاء يتظلّلون برحمة آل سعود، وإلى غير مسلمين، هذا من ناحية، أمّا من ناحية ثانية فهذا يعني أنّه من وجهة نظر آل سعود، لا يتعرّض المسلمون في فلسطين للقمع من قبل المستعمرين الإسرائيليين .. أما المسلمون في ليبيا فإنّهم ينعمون في رخاءٍ وأمان تحت سلطة الإسلاميين الذين جاء بهم حلف الأطلسي . وعن العراق والجزائر ومصر فحدِّث !
يزعم الأميركيون والفرنسيون أنّهم يساعدون الشعب السوري المهضوم الحقوق، الذي يتوق إلى الديمقراطية، هذا يعني أنّ السوريين الذين رحّلهم المستعمرون الإسرائيليون من الجولان، هم بنظر قادة الإمبريالية الأميركية ـ الأوروبية، ليسوا كغيرهم من السوريين، هم من نوع مختلف ! من نوع فلسطيني ! ولكن هل يريد هؤلاء القادة أن ننسى ماذا فعلوا في أفغانستان والعراق ولبنان وفلســطين وليبيا ؟ هل ننسى أنّهم جاؤوا من أجل إعادتنا إلى عصر الحجر ؟ ألا يتّضح من تصريحاتهم ومن تصـرّفاتهم أنهم يُجيزون الديمقراطية في بلادهم فقط، ضمن حدود وتحت المراقبة، ولكنّهم لا يقبلون بها عندما لا تــلائــم مصالحهم . ليس من حاجة هنا إلى إطـالة فالأمثلة لا تُعدّ ولا تحصى .
أمّا المستعمرون الإسرائيليون، فليس من حاجة إلى التذكير بأنّ عينهم على منطقة الفرات. هل يمكننا أن نتجاهل ما نعرفه جميعاً، أنّ سوريا الأرض والناس، هي الحاضنة الحقيقية للقضية الفلسطينية ! هذه الأخيرة سوف تظلُّ هاجساً يستبدّ بالمستعمرين الإسرائيليين، طالما بقي الفلسطينيون اللاجئون في المخيمات، يتوالدون فيها ويتوارثون حق العودة !
ما هي الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها العثمانيون الجدد، بزعامة الســـيد أردوغــان ؟ أن ينالوا حصة في ســوريا ؟ لقد ظـنّوا أنّ سوريا سوف تتلاشى بسرعة . ضلّلهم زعيــمهم المصاب على الأرجح بداء العظمة .
تتصدى الحكومة السورية والجيش العربي السوري والوطنيون السوريون والمقاومون اللبنانيون، بمساعدة حلفائهم وأصدقائهم، للمستعمرين وأعوانهم الرجعيين العرب قـِرْبات النفط والغاز، ذوداً عن البلاد وعن القضية الفلسطينية . علماً أنّ الإستعمار ليس قبيلة من قبائل الأعراب، وليس من مشتقات دياناتهم، التي حرّفوها وزوّروها .
إنّ مقاومة الإستعمار لا يُكتَب لها النـجاح ما لـم تقـترن بسلوك نهج يؤدي إلى العدالة الإجتماعية وإلى المساواة بين الناس، أي إلى الغاء استـغلال الإنسـان للإنسان، وإلى ضمان الحقوق للجميع في التعليم والطبابة والعمل وإلى فصل الدين عن الدولة !
(الديار)