من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : الحراك الشعبي يلملم قواه.. والحكومة تختبئ خلف الجدار النفايات “طلعت ريحتها”: محاصصة مكشوفة و”باهظة الثمن”!
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع والخمسين بعد الأربعمئة على التوالي.
لملم الحراك الشعبي جراحه أمس، والتقط أنفاسه، بعد محاولة إجهاضه، إما بالقمع الأمني وإما بتجاوزات العناصر غير المنضبطة.
وبرغم ان حملة “طلعت ريحتكم” أرجأت تظاهرتها المركزية التي كانت مقررة أمس الى يوم السبت المقبل، إلا ان العديد من المواطنين بادروا البارحة الى التجمع السلمي في ساحة رياض الصلح من تلقاء أنفسهم، لمواصلة التحرك الاعتراضي وإبقاء شعلة انتفاضة 22 آب مضاءة.
أما الفضيحة التي ارتقت الى مستوى الصدمة، فتمثلت في لجوء القوى الأمنية الى تركيب جدار إسمنتي في ساحة رياض الصلح للفصل بين السرايا والمتظاهرين المحتجين على سياسات الحكومة.
أقل ما يمكن قوله، هو ان هذا المشهد معيب ومخجل، ولا يليق بصورة لبنان شعباً ودولة.. او ما تبقى منها.
إنه جدار العزل والعزلة، وهو لا يحمي الحكومة بل يحاصرها ويخنقها ويسيء إليها ويشوه آخر ملامحها. يكفي انه يحاكي جدار برلين الذي حطمه الشعب الالماني، وجدار الفصل العنصري الذي بنته اسرائيل في الاراضي المحتلة خوفاً من الشعب الفلسطيني.. فأين الحكمة في استنساخ هاتين التجربتين اللتين أدانهما التاريخ؟
وفي كل الأحوال، لم يستطع الجدار المستحدث ان يحجب صورة المحاصصة التي طبعت المناقصات المتصلة بالنفايات، في إشارة واضحة الى ان الطبقة السياسية لم تستخلص العبر من الانتفاضة الشعبية.
وعلى وقع الاحتجاجات الشعبية، انعقدت جلسة الحوار السابعة عشرة بين “حزب الله” و “تيار المستقبل” مساء امس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث أكد المجتمعون “حرصهم على حرية التعبير والتظاهر السلمي في إطار القوانين والأنظمة المرعية، ودعمهم مؤسسات الدولة في حماية الاستقرار الداخلي وحفظ الأمن والمؤسسات العامة والأملاك الخاصة”.
وشددوا ـ وفق البيان الصادر عنهم ـ على أولوية الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف لمعالجة الأزمات، وعلى ضرورة تحمل الدولة لمسؤولياتها في القضايا التي تهم المواطنين.
في هذا الوقت، كان أصحاب النفوذ والشهيات المفتوحة يتقاسمون استثمار النفايات، في صفقة مكشوفة، “طلعت ريحتها” منذ ان بدأ الإعداد لها في الغرف السوداء.
والمحاصصة هذه المرة كانت علنية ومفضوحة، بالاسم والشهرة، وعلى عينك يا تاجر. لم تكن هناك حاجة لبذل جهد كبير من أجل تبيان ارتباطات الفائزين في المناقصات مع النافذين السياسيين في المناطق التي تتوزع عليها الشركات الرابحة.
في ملف توزيع أرباح النفايات، تحققت كل شروط التوازن والشراكة والعدالة والمناصفة والتمثيل الصحيح. تعرف الطبقة السياسية جيداً كيف تتقاسم المغانم على “المسطرة”. ربما تتأخر الصفقة قليلاً في إطار سعي كل طرف الى تحسين شروطه ومكاسبه، لكنها تُنجز في النهاية.
كان البعض يفترض ان انتفاضة 22 آب ستفرض على الطبقة الحاكمة مراجعة خياراتها وتعديل سلوكها، أقله من باب الانحناء التكتيكي أمام العاصفة، لكن ما حصل هو العكس تماماً، إذ إن المعنيين استغلوا الحراك الشعبي للتسريع في إتمام محاصصة النفايات، بحجة ضرورة التعجيل في معالجة الازمة والاستجابة لمطالب الناس!
والأسوأ، ان كلفة معالجة الطن الواحد من النفايات عبر الشركات الفائزة، هي أكبر من تلك التي كانت تتقاضاها شركة “سوكلين”، ما دفع الى طرح العديد من علامات الاستفهام والتعجب، فيما سارع الرئيس نبيه بري الى المطالبة بإعادة النظر في المناقصات، نسبة الى الأسعار المرتفعة وتحميلها الخزينة أعباءً إضافية كبيرة، “وإلا إلغاء المناقصات.”
ولاحقاً، أوضح وزير البيئة محمد المشنوق “أن هذه الأسعار تشمل إقامة معامل للمعالجة وتحضير وتجهيز المطامر في وقت كانت “سوكلين” تشغّل معامل موجودة ، كما أن هذه الاسعار تشمل موضوع الكنس الذي لم تكن “سوكلين” تقوم به خارج بيروت”.
وقال خبراء بيئيون معترضون على أداء الحكومة لـ “السفير” إن تسويات حصلت وتقاسم للمناطق جرى، إما بين السياسيين أو بين العارضين أنفسهم، او بين هؤلاء جميعاً، لافتين الانتباه الى ان الأسعار التي تقدم بها الفائزون كانت في معظمها اعلى من أسعار “سوكلين” التي كانت تتراوح بين 140 و150$ للطن الواحد.
واعتبر الخبراء المعارضون لطريقة مقاربة أزمة النفايات أن المحاصصة كانت نافرة، مشيرين الى انه ليس خافياً أن الفائزين في المناقصات مصنفون في خانات مرجعيات سياسية، إذ إن جهاد العرب محسوب على الرئيس سعد الحريري وأطراف أخرى، وشريف وهبي مقرَّب من الرئيس نبيه بري، وانطوان أزعور (شقيق الوزير السابق جهاد أزعور) محسوب على الرئيس فؤاد السنيورة وجهات أخرى، ورياض الأسعد مقرَّب من النائب وليد جنبلاط، ونعمة افرام منفتح على قوى مسيحية عدة.
وإذا كان فض العروض هو نصف الكوب، فإن النصف الآخر الذي لا يزال فارغاً يتعلق بتحديد مواقع الطمر، وهذا ما سيكون مادة بحث وخلاف في جلسة مجلس الوزراء اليوم، وسط محاولات لتهريب مواقع الطمر، من دون ضجيج، خوفاً من رد فعل الناس في المناطق التي قد يتم اختيارها لطمر النفايات فيها.
ويفتقد الإعلان عن نتائج المناقصات أي إشارة إلى كيفية تأمين “البديل المؤقت” في انتظار ان يكتمل التعاقد مع الشركات الفائزة والبدء في التنفيذ خلال الفترة الانتقالية التي حددها وزير البيئة بـ 6 أشهر، علماً أن الخبراء يتوقعون أن تحتاج الشركات الى قرابة سنة لإجراء العقود والبدء بالإنشاءات المطلوبة، وذلك إذا نجحت هذه الشركات او الحكومة مجتمعة في إقناع الناس بالمواقع المختارة للطمر، لا سيما في المناطق الحساسة في جبل لبنان!
الديار : جلسة مصيرية للحكومة اليوم وانفجار الوضع السياسي والشعبي قد يؤدي الى حالة طوارئ لماذا تربح الدول العربية والأجنبية من النفايات ويخسر المواطن اللبناني المليارات؟ “الديار” تنشر بالأسماء والمناطق المحاصصة السياسية لمناقصة ومعالجة النفايات
كتبت “الديار”: المواجهة بين الحكومة والمجتمع المدني الى تصاعد وسيكون الشارع ساحتها الاساسية، ويبدو ان شعارات “طلعت ريحتكم” باسقاط الحكومة ومحاسبة المسؤولين عن الفساد والقمع بحق المتظاهرين واطلاق الموقوفين “دغدغت” شعور العديد من اللبنانيين الذين نزلوا امس بشكل “عفوي” الى امام المتحف ورياض الصلح، وكان الحشد يكبر تدريجياً وتجاوز الآلاف حيث حمل المواطنون “الشموع” وساروا بمسيرة صامتة ما بين المتحف ورياض الصلح “مرددين” الشعارات باسقاط الحكومة وبشكل سلمي وحضاري معيدين الى الاذهان صور “الربيع العربي” و”التحركات الشبابية” في مصر وتونس والعديد من الدول العربية، خصوصاً ان هيئات المجتمع المدني دعت الى استمرار الاعتصامات اليومية عصراً في رياض الصلح، فيما دعت “طلعت ريحتكم” الى التظاهر نهار السبت رفضاً للفساد والمحاصصات في المناقصات.
ويبدو ان الحكومة ونتيجة “قصر النظر” ردت على هذه الدعوات برفع “ساتر” من الباطون حاجباً “الرؤية” والتواصل بين السراي وساحة “رياض الصلح” وكأن “السراي” تحميها سواتر الباطون في رأي وزير الداخلية، فيما الحماية الحقيقية تكون بالاستماع الى مطالب الناس وأوجاعهم وضرب الفساد ووقف المحاصصات والسرقات وبناء دولة عادلة لجميع اللبنانيين، وهذا هو الطريق الوحيد لحماية السراي والتصاقها بأهلها وناسها، ومتى كان القمع والحواجز “يحمي” الدولة ورموزها.
وفي ظل هذه الأوضاع المرشحة للانفجار الشعبي في الشارع مما قد يؤدي الى اعلان حالة الطوارئ في البلاد خصوصا ان قائد الجيش العماد جان قهوجي أكد أن الجيش لن يتهاون مع المخلين بالامن والمندسين بين المتظاهرين الذين يسعون الى حرف التظاهرات السلمية عن مسارها ومطالبها المشروعة، خصوصاً ان الحرص على الاستقرار مطلب دولي واقليمي.
وقد أدى نزول الجيش اللبناني الى ساحة رياض الصلح ليل الاحد الى تجنيب البلاد احداث كبيرة في ظل “الفوضى” في الشارع وأعمال الشغب.
واللافت ان الدولة الغائبة عن السمع، لم تستمع الى مطالب الناس، وردت على تحركاتهم باعلان فض عروض المناقصات في النفايات، وحملت روائح فساد كبيرة ومحاصصات سياسية مما دفع المجتمع المدني الى الاعلان عن المزيد من التحركات الشعبية في الشارع على امتداد الايام المقبلة وصولاً الى التظاهرة الكبرى السبت.
جلسة الحكومة اليوم ستقرر مصير الرئيس تمام سلام ما اذا كان سيستمر او يستقيل، فاذا وقف وزراء عون ضده وسانده وزراء حزب الله فان سلام سيستقيل، اما بالنسبة لعون فأنه رأى خطورة كبيرة ان ينشر الرئيس سلام مراسيم بتوقيع 18 وزيراً متجاهلاً القوة المسيحية الاولى وهي تيار عون، وبالتالي تخطى سلام صلاحية رئيس الجمهورية في غيابه.
من هنا ستكون الجلسة حامية جداُ وقد اصيب الرئيس سلام بصدمة لأن الرئيس بري ادلى بتصريح قال فيه ان المناقصة مكلفة للغاية على خزينة الدولة فيجب اعادتها او الغاءها بالكامل، وهذا التصريح لبري جعل جلسة الحكومة دون قيمة لان الجلسة مخصصة لبحث موضوع النفايات فاذا كان موقف رئيس مجلس النواب مع عون وحزب الله ضد المناقصات فقد ماتت المناقصات قبل جلسة الحكومة.
اكدت مصادر سياسية متابعة ان بعض الاتصالات التي حصلت لتكون الجلسة منتجة بهدف بتّ بعض الملفات الضرورية، لم تفض الى توافق ما بين رئيس الحكومة تمام سلام والى جانبه تيار المستقبل وحزب الكتائب ووزراء الرئيس السابق ميشال سليمان وما بين العماد عون وحزب الله من جهة ثانية. واوضحت المصادر ان بعض ما صدر من تصريحات في اليومين الماضيين والتي كان آخرها أمس تصريح وزير الداخلية نهاد المشنوق من السراي الحكومي تفيد ان الرئيس سلام ومعه وزراء المستقبل ما زالوا على رفضهم التجاوب مع مطالب العماد ميشال عون بالشراكة وبالتالي اعادة النظر بآلية عمل مجلس الوزراء بما يفسح المجال امام مشاركة كل مكونات الحكومة بالقرار.
الاخبار : قنبلة في مجلس الوزراء وسلام يهدّد: لن انتظر أحداً
كتبت “الاخبار”: الوزراء اليوم أشبه بقنبلة موقوتة تنتظر من يشعل فتيلها. الأزمة الحكومية تزداد تعقيداً. مفتاح حلها يكمن في تنازل تيار المستقبل وحلفائه للعماد ميشال عون، لكنهم مصرون على عدم التنازل
تزداد الأزمة تعقيداً. الحراك في الشارع يحاول الخروج من الصدمة التي أوقعه فيها بعض منظميه، وبعض السلطة، أول من أمس. يعيد المنظمون رصّ صفوفهم تمهيداً لمعاودة التحرك يوم السبت المقبل. السلطة في المقابل تغرق في الأزمة أكثر فأكثر. حوار حزب الله وتيار المستقبل برعاية الرئيس نبيه بري في عين التينة أمس لم يحقق أي تقدّم لحل العقد التي تجمّد عمل الحكومة ومجلس النواب. تيار المستقبل والرئيس تمام سلام، يساندهما بري والنائب وليد جنبلاط، لا يزالان متمسكين بعدم تقديم أي تنازل للعماد ميشال عون، رغم معرفة من بيدهم الأمر في التيار الأزرق أنه لا حل للمشكلات التي تشل المؤسسات من دون التنازل لعون. وفي الوقت عينه، لا يملك “المستقبل” أي تصور للحل، ويعبّر سياسيوه عن خشيتهم من ارتفاع حدة الحراك الشعبي، ومن إمكان دخول التيار الوطني الحر وحزب الله على خط التحركات الشعبية، سواء من خلال الحراك الحالي، أو عبر احتجاجات مستقلة.
وبعدما أعلن بري أمس اعتراضه على نتيجة مناقصات النفايات، ربطاً بأسعارها المرتفعة، بات مصير جلسة مجلس الوزراء اليوم في مهب الريح، رغم أن موقف بري أعفى وزراء عون وحلفاءه من خوض معركة في جلسة مجلس الوزراء اليوم وحدهم. كذلك إن الجسلة العادية للمجلس، والمقررة يوم الخميس المقبل، متجهة نحو التفجير، في ظل إصرار تحالف الرئيس سعد الحريري ــ سلام ــ بري ــ جنبلاط على إصدار قرارات بصرف النظر عن رأي تكتل التغيير والإصلاح وحزب الله، بخلاف ما اتُّفق عليه بشأن آلية العمل الحكومي بعد الشغور الرئاسي.
وحرّك عون أمس مجدداً موضوع صلاحيات رئيس الجمهورية بعدما نشر سلام مراسيم عادية لم يوقعها وزراء التكتل ووزراء حزب الله. وأثار الخبر استياء عون الذي اعتبر نشر المراسيم مسّاً بصلاحيات رئيس الجمهورية، في وقت كانت البلاد فيه مشغولة بقضية النفايات والتحركات الشعبية. وبدا عون أمس في اتصالاته السياسية وفي لقاءاته كادرات التيار الوطني الحر مستعداً مجدداً للتحرك في الشارع ولمواجهة جديدة في مجلس الوزراء على خلفية نشر المراسيم وصلاحيات رئيس الجمهورية والتوافق داخل مجلس الوزراء.
كذلك أعاد عون التأكيد أمام كوادر التيار مساء أمس ضرورة الاستعداد للنزول إلى الشارع مجدداً ورفع مطالبهم. وشرح أمامهم الوضع العام وخلفيات التحرك المقبل، في ضوء ما سينتج من جلسة مجلس الوزراء.
أما بالنسبة إلى المراسيم التي اعترض عون على نشرها، فقد تحدثت المعلومات أنها تبلغ نحو سبعين، وقد طلب التكتل الحصول عليها لمعرفة فحواها ومعرفة الموقعين عليها. علماً أنه بحسب المعلومات، ثمة وزراء ومنهم حلفاء لعون (وزير المردة روني عريجي مثلاً) وقعوا عليها من دون ان يعرفوا انها ستنشر ناقصة توقيع مكونين اساسيين في الحكومة.
وقد اتصل عون بكل من البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي والرئيس أمين الجميّل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، للتشاور بالمراسيم المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية. وطلب الراعي الاطلاع على المراسيم وسيستمر التواصل بينه وبين عون لمتابعة هذا الملف، علماً أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بسلام. بدوره اتصل جعجع بالرئيس ميشال سليمان بعد الحديث مع عون الذي تمنى على جعجع التشاور مع سليمان في الموضوع، نظراً الى انقطاع العلاقة بين عون والرئيس السابق. وقد طلب جعجع من سليمان الاطلاع على المراسيم لاتخاذ الموقف المناسب.
ومع أن أحداث السبت والأحد المنصرمين في محيط السرايا أضحيا البند الأول في جدول أعمال الجلسة المبكرة اليوم، إلا أن رئيس الحكومة يقول لـ”الأخبار” إن جدول الأعمال لا يزال هو نفسه منذ تعليق جلسات مجلس الوزراء لثلاثة أسابيع خلت.
يضيف: “سأمضي في الجلسة ومَن يُرِد أن يعترض أو يتحفظ أو يعرقل يتحمل المسؤولية. أنا رئيس السلطة الإجرائية، وسأضطلع بكل المسؤوليات والصلاحيات المنوطة بي. بالكاد نتخلص من مشكلة بعد أخرى، هل بات في وسعنا تحمل المزيد في ظل التعثر والتعطيل الذي يفرض نفسه علينا؟ إذا كان المطلوب الاستمرار في تحمل المسؤولية، يقتضي ممارستها وليس التفرج عليها. ولأنها سلطة تنفيذية تعود إلى تسيير شؤون البلاد والعباد، لأن نقيض ذلك يعني تراكم الأضرار الذي يؤدي إلى انفجار كل المشكلات في وجه الجميع، كما هي حال النفايات اليوم وما حدث أخيراً. فكيف إذا أضفنا إلى كل ما نحن فيه استحقاقات الرواتب والهبات والقروض؟ لم يعد في الإمكان الانتظار بعد اليوم والتخلي عن المسؤوليات. سأطرحها برمتها على مجلس الوزراء، وثمة جدول أعمال بذلك لمناقشته واتخاذ القرارات في شأنه”.
البناء : دول الخليج تمنع رعاياها فهل أدّى فشل صدامات الوسط إلى تفجير عين الحلوة؟ حوار عين التينة للمستقبل وحزب الله لدعم التظاهر والأمن وتفعيل الدولة الحكومة تجتمع لحسم تلزيم النفايات… وبري يدعو للتخفيض وإلا… الإلغاء
كتبت “البناء”: ليس صدور تحذير الرعايا الخليجيين من زيارة لبنان بالأمر البسيط عندما تتلاقى عليه حكومات السعودية والكويت والبحرين، فالحكومات المعنية لا تستقي معلوماتها من مصادر إعلامية، ولبنان ليس بلداً نائياً لا يعنيها، فترتجل قراراً بهذا الحجم لمجرّد تداول أنباء مثيرة عن وضعه الأمني تحسّباً للأسوأ، الحكومات المعنية موجودة بقوة في لبنان عبر سفاراتها وعلاقاتها واصطفافاتها، وليست مجرد منفعل يتلقى الأحداث بل فاعل يشترك في صناعتها. وقرار منع السفر لرعاياها هو أحد أمرين، إما تقدير مبني على ما تعلمه عواصم هذه الحكومات من سقوط لجدار الحماية الدولي الذي منع اهتزاز الاستقرار في لبنان طوال سنوات الأزمة السورية المستمرة، وأجبر فرقاءه المختلفين على تشكيل حكومة الأضداد، أو أنّ القرار رسالة تريد الإيحاء بأنّ الوضع في لبنان مضطرب أمنياً، لفتح أبواب ضغط سياسي تحت هذا العنوان، وترك الباب مفتوحاً لتداعيات أمنية عبر قوى تقيم اعتباراً للموقف الخليجي ويكفي قرار منع سفر الرعايا لإطلاق يدها، وفي الحالتين فالقرار يثير الشك والريبة حول مستقبل الاستقرار في لبنان.
على إيقاع سماع اللبنانيين للقرار الخليجي كان التفجير الأمني الذي لم ينجح في مواصلة إشعال وسط بيروت، يشتعل في مخيم عين الحلوة، وتصل أصداء الاشتباكات إلى ما بعد مدينة صيدا، وبين جولة وجولة مساع تنجح ومساع تفشل لوقف إطلاق النار، والاشتباكات تراكم احتقاناً ينمو ويكبر بين حركة فتح والمجموعات المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، وسط معلومات متداولة عن قرار لدى الفريقين بالحسم العسكري.
عازف بيانو ينقل أصابعه من نقطة إلى نقطة على مدرج العزف، أم تقاطع صدف، في لحظات التحوّلات الكبرى والاستحقاقات الكبرى التي غالباً ما تفرض فيها الخيارات الكبرى وفقاً لمعادلة الفوضى أو…؟
هل أدّى فشل تأمين استدامة المواجهات في وسط بيروت، لجعلها الفتيل المشتعل لتأمين التفجير في عين الحلوة بديلاً، ريثما يجهز مكان جديد بعنوان جديد أو يعود التفجير إلى عنوان التظاهرات ريثما تنضج الاستحقاقات الكبرى والخيارات الكبرى؟
في المقابل كان اللقاء التقليدي لحوار عين التينة بين تيار المستقبل وحزب الله، بنكهة خاصة في ظلّ التجاذبات والتطورات التي شهدتها البلاد، وجاء الكلام التقليدي الذي يمكن في ظروف مختلفة أن يكون عادياً بقيمة خاصة هذه المرة عبر تأكيد الفريقين على حق التظاهر السلمي، والتمسك بحفظ الأمن، والدعوة إلى قيام الدولة بمسؤولياتها، ما يعني أن لا أزمة بين الفريقين قد تهدّد وحدة الحكومة من جهة، أو توتر الشارع وفقاً لخط الانقسام التقليدي بينهما.
تتجه الأنظار اليوم إلى جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد على ضوء تحذير رئيس الحكومة تمام سلام أول من أمس من أن الحكومة إن لم تكن منتجة فلا لزوم للانعقاد بعدها، وعلى وقع تظاهرات حملة “طلعت ريحتكم” في عطلة الأسبوع الفائت في رياض الصلح ضد أزمة النفايات التي أفضت عروض المناقصات في شأنها، لاتخاذ قرارات ينذر أنها ستكون بداية أزمة جديدة، جراء المحاصصة التي أفضت إلى فوز شركة “جهاد العرب” بمناقصة النفايات في منطقة البقاع بسعر 148.95 للطن، في حين فازت شركة “الجنوب للإعمار” التابعة لرياض الأسعد بمناقصة النفايات في الشوف وبعبدا وعاليه بسعر 115 للطن، وفازت شركة “ورد” التابعة لشريف وهبي بمناقصة الجنوب للنفايات بسعر 151 للطن، وفازت شركة “سايفكو اندفكو” بمناقصة النفايات في المتن وكسروان وجبيل بسعر 171.6 دولار أميركي للطن، وفازت شركة “لافاجيت” بمناقصة النفايات في بيروت التابعة لأنطوان أزعور بسعر 168.63 دولار أميركي للطن الواحد، وشركة “باتكو” في الشمال بسعر 189.3 للطن.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”البناء” أن أسعار الشركات الفائزة في العروض المالية لمناقصات النفايات هي أعلى من أسعار شركة سوكلين. واستغربت كيف تقبل الدولة التي تعاني عجزاً مالياً أن تقبل أسعار الشركة الفائزة بهذه الطريقة. وطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بإعادة النظر بمناقصات ملف النفايات نظراً للأسعار المرتفعة وتحميلها الخزينة أعباء إضافية كبيرة وإلا إلغاء المناقصات بالكامل.
النهار : “الجدار العازل” خط تماس المواجهة المفتوحة مُحاصصة المناقصات تصطدم بعقدة الأسعار
كتبت “النهار”: اختصر انتصاب صادم لجدار إسمنتي أقيم أمس في ساحة رياض الصلح عازلا المحيط الامني للسرايا الحكومية عن “ساحة التظاهر والاعتصامات” تداعيات المشهد الاحتجاجي العارم الذي غمر ساحات بيروت يومي السبت والاحد الماضيين. وبدا واضحاً ان قراراً صارماً بحماية السرايا اتخذ أمس على خلفية وقائع امنية جرت ليل الاحد وكادت تؤدي الى اثارة توترات ذات بعد مذهبي وتوقعات لاستمرار موجات التظاهر في المرحلة المقبلة. لكن اقامة الجدار، التي جاءت عقب ليل الشغب الذي عاث تخريباً في وسط بيروت، لم تخفف اندفاع حركة “طلعت ريحتكم” نحو الاستمرار في تحركها بل شكلت استفزازاً لها، فدعت الى تظاهرة جديدة مساء السبت المقبل.
كما أن تداعيات المواجهات التي جرت لم تحجب تصاعد حمى الاستحقاقات الداهمة التي سيكون اولها اليوم بت ملف النفايات في الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء التي دعا اليها رئيس الوزراء تمّام سلام عقب فض عروض مناقصة هذه النفايات أمس. وهي جلسة تكتسب اهمية مفصلية من ناحيتين: الاولى لكونها ستشكل اختبارا حاسما والبعض يصفه بأنه مصيري للوضع الحكومي نظراً الى استمرار الكباش على أشده بين مجموعة القوى التي يمثلها 18 وزيراً تدفع في اتجاه بت القرارات الحكومية بالاكثرية والفريق العوني الذي يعطل هذه القرارات مدعوماً من “حزب الله”. والثانية لان الجلسة تشكل الفرصة النهائية التي حددها الرئيس سلام لبت ملف النفايات الذي كاد يدخل البلاد في دوامة اضطرابات اجتماعية وأمنية شكلت التظاهرات الحاشدة في بيروت نماذج متقدمة منها . وعلى رغم تعويل بعض الاوساط على امكان ان تلامس الجولة الـ 17 للحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”، التي أنعقدت ليلا في عين التينة، ملامح مخرج مهدىء يجنب الحكومة هزة قوية جديدة، لم تبرز أي معطيات من شأنها ان تستبعد تجدد الصدام في الجلسة اليوم، علماً ان رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون أجرى اتصالات مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والرئيس أمين الجميل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أثار فيها ما يعده مخالفة دستورية وميثاقية في توقيع المراسيم الحكومية بأكثرية وزارية وليس بالاجماع. كما ان عاملا آخر طرأ عشية الجلسة تمثل في اثارة اعتراضات على المناقصة نفسها لجهة اسعارها المرتفعة قياساً بالاسعار التي كانت تتقاضاها شركة “سوكلين”. واسترعت الانتباه في هذا السياق مطالبة رئيس مجلس النواب نبيه بري ليلا باعادة النظر في مناقصة ملف النفايات “نظراً الى الاسعار المرتفعة وتحميلها الخزينة اعباء اضافية كبيرة وإلا الغاء المناقصات كاملة”.
الجمهورية : بكركي تُبادر للإنقاذ وإعتراض برِّي يخلط الأمور مجدداً
كتبت “الجمهورية”: دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى إعادة النظر بمناقصات ملف النفايات “نظراً للأسعار المرتفعة وتحميلها الخزينة أعباء إضافية كبيرة أو إلغاء المناقصات بالكامل”، أعادت خَلط الأمور مجدّداً وفتحَت الأبواب على شتّى الاحتمالات، بعدما كانت اللجنة الوزارية أنجزَت فضّ عروض المناقصات، وأعلنَت أسماء الشركات الفائزة، والآلية التي ستُعتمَد لبَدء التلزيم الفعلي. وقد عكسَ موقف برّي آراءَ معظم الخبَراء بأنّ الأسعار المقترَحة كانت مرتفعة، ولم تكن أقلّ مِن الأسعار التي تتقاضاها “سوكلين” حاليّاً. وقد تكثّفَت الاتصالات ليلاً مِن أجل توحيد القراءة حيال خريطة الطريق المطلوبة تحت عنوان الإسراع بإنهاء ملف النفايات، ولكن شرط الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة. وفي هذا الوقت تواصَلت أمس الاتصالات لتبيان خلفية التطوّرات التي حصلت في وسط بيروت لناحية ما إذا كانت من طبيعة محلّية وتتّصل بالاشتباك الحكومي عموماً وملف النفايات خصوصاً، أو لها امتدادات إقليمية حوّلت وسط بيروت إلى صندوق بريد لرسائل متبادلة، خصوصاً أنّها تزامنَت مع التصعيد في مخيّم عين الحلوة وتوسّع الاشتباكات داخله، هذا المخيّم الذي عاش ليلاً أمنيّاً صعباً، حيث شهدَ مواجهات حادّة بين حركة “فتح” والتنظيمات المتطرّفة.
المستقبل : حوار 17: “حزب الله” ينفي لـ “المستقبل” علاقته بشغب السوليدير الحكومة أمام الامتحان: تفعيل أو تعطيل
كتبت “المستقبل”: انفضّت نتائج العروض المالية لمناقصات النفايات في بيروت والمناطق أمس على وقع ارتفاع الأصوات المطالبة بخفض أسعارها كما طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري مساءً “وإلا إلغاؤها بالكامل”، بينما أكدت مصادر رفيعة في تيار “المستقبل” على أحقية هذا المطلب وقالت لـ”المستقبل”: “لا مشكلة في إعادة النظر بكل المناقصات إذا تبيّن أنّ الأسعار مرتفعة”. أما على مستوى الشارع الملتهب مطلبياً فلا تزال الأيدي العاملة على دسّ السمّ في كأس التحركات المدنية السلمية تتحيّن الفرصة تلو الأخرى لإعادة تأجيج الوضع كلما استطاعت إلى ذلك سبيلاً وسط تجدد الاعتداءات بشكل محدود ليلاً على القوى الأمنية في محيط السرايا الحكومية بشكل اقتصر على رشق عناصرها بالحجارة بشكل مركز وكثيف من دون أن يلقى المعتدون أي رد فعل أمني امتثالاً لأمر الاستيعاب وضبط النفس إلى أقصى الحدود قطعاً للطريق على مخططات المندسين التخريبية.
اللواء : مجلس الوزراء ينقسم قبل جلسة تلزيم النفايات اليوم برّي مع إلغاء المناقصة .. وحوار المستقبل وحزب الله يطفىء نار وسط بيروت
كتبت “اللواء”: فاقم إعلان الرئيس نبيه برّي، بُعيد ساعات قليلة من المؤتمر الصحفي لوزير البيئة محمّد المشنوق، مطالبته بإعادة النظر بمناقصات ملف النفايات “نظراً للأسعار المرتفعة وتحميلها الخزينة أعباء إضافية كبيرة، وإلا إلغاء المناقصات بالكامل”، من المخاطر المحدقة بجلسة مجلس الوزراء الاستثنائية اليوم لمناقشة هذا الملف وإقراره، وفقاً لما تضمنته الدعوة للجلسة التي أثارت لغطاً مفتعلاً من قبل وزراء التكتل العوني لجهة الشكل والمضمون.
وتتمثل المخاطر المحدقة بنقل الأزمة التي عاشتها بيروت قبل أكثر من شهر عندما امتلأت حاويات النفايات وساحاتها وشوارعها بالنفايات النتنة، وعاشها وسط العاصمة على مدى الأسبوع الفائت، لا سيما في نهاية الأسبوع شغباً واضطراباً وعودة للاحتكاك المذهبي والسياسي ونكء جراح 7 أيار 2008، إلى السراي نفسها من باب الخلاف على نتائج المناقصة التي أعلنها الوزير المشنوق وفازت بموجبها ست شركات التزمت موضوع النظافة في العاصمة وكل لبنان الذي توزع على ست مناطق بيئية.