من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : دعم الجنرال يحسم المعركة لمصلحة جبران باسيل.. مع اعتراضات “التيار الوطني الحر”: خلافة عون.. بالتزكية!
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والخمسين بعد الأربعمئة على التوالي.
عندما تكون الرئاسة منسية، والحكومة معطلة بالأمر، وهيئة التشريع معطلة بلا عذر، والسياسة غائبة، يصبح كل شيء مباحاً، وربما مبرراً. لكن هذه القاعدة لم تعد تطال السلطة بأوجهها كافة فحسب، بل وصلت إلى الأحزاب والتيارات التي ظلت لسنوات عصية على لوثة التوريث، وإن ضربتها البطالة غالبا.
أمس، أكمل “التيار الوطني الحر” طلب انتسابه إلى نادي الأحزاب التقليدية. صار واحداً منها، قلباً وقالباً، بعدما فشل في تقديم تجربة ديموقراطية تليق به وبتاريخه الذي بني على أسس شبابية نضالية لا تشبه الأسس التي بنيت عليها الأحزاب الباقية.
عندما عاد ميشـال عون من المنفى لم يَعِد سوى بالتغيـير. لكـن مـع مرور السنين ظل الشعـار شعـاراً وإسماً لثـاني أكبر كتلة في المجلـس النـيابي، بعدما اصطدم بواقع مهتـرئ ومصالح مستبدة، جعلت منه خصماً لكل السلطة السياسية التي هلعت من “التسونامي” المقبل من عالم الغيب.
لم يستسلم عون لكنه هادن، فلم يتبقَّ له سوى أن يثبت أن قراءته للتغيير تنبع أولاً وأخيراً من إيمانه بالديموقراطية داخل تياره.. لكنه لم يفعل، ولم يستطع ان يفي بوعده “تأمين حقوق الشباب السياسية من خلال تأمين عملية الاقتراع مثل بقية الدول الديموقراطية”.
ميشال عون ليس وليد جنبلاط، الذي يسعى لتسليم إبنه الزعامة والحزب، وليس أمين الجميل الذي أهدى حزب أبيه لإبنه. عون ليس إبن عائلة سياسية أو إقطاعية.. هو بالنسبة “لأبنائه” رمز وقائد وعصب للتغيير المرجو. و”التيار الوطني الحر” ليس ملك مؤسسه، كما تيار “المستقبل” أو “حركة أمل”، لكنه مع ذلك لم يستطع الصمود أمام مثالهم. ربما لأن الزمن ليس زمن الديموقراطية، وربما لأن “التيار” يحارب على جبهات عدة ولا يحتاج إلى فتح جبهة جديدة قد لا يخرج منها سليماً. ربما للجنرال مبرراته الموضوعية للقيام بما قام به، لكن أمام المحازبين كتلة من الإحباط التي تتطلب الكثير من العمل لإزاحتها.
لم تكن الانتخابات في “التيار” شأناً داخلياً ولن تكون. من انتظر انتخابات “التيار” من خارجه انتظرها لأنها كانت “الفرصة الجدية الوحيدة لهز الأحزاب الأخرى وتحريك الكتلة المعترضة فيها” حسبما كان يرى عونيون كثر. من انتظرها كان يأمل أن تشكل فرصة لخلق ديناميكية جديدة تواجه الضمور في الحياة السياسية.. وربما تؤسس لحياة جديدة. لكن كل شيء توقف فجأة لأن الرمز قرر أن ينزل عن العرش الذي وضعه فيه مناصروه، معلناً أنه خصم في “التيار” وليس حكماً.. كما أملوا.
ميشال عون قال في خطاب تسليم الحزب لصهره جبران باسيل إن “الكل رابحون”، لكن “الكل” لا يقولون ذلك. البعض وجد نفسه مهزوماً، ليس لأن نتيجة الانتخابات هزمته، بل لأنه وجد نفسه في مواجهة لا يريدها مع العماد عون نفسه. من دخل في المنافسة، إن كان اسمه ألان عون أو غيره لم يدخلها في وجه الجنرال، بل في وجه مرشح آخر يفترض أنه يوازيه في الفرص والحقوق، لكن ميشال عون كان له رأي آخر. نزل بثقله دعماً لجبران باسيل، مذكراً أنه ضمانة للكل وموصياً أن يصير الكل ضمانة لبعضهم البعض. والضمانة للكل تعني بما تعنيه ضمانة لمنافسة ديموقراطية، فهل كان الجنرال كذلك؟ قال ميشال عون في اللقاء الموسع الذي عقده أمس بحضور باسيل وعون ونواب “التيار” ومنسقيه إن “لا رابح ولا خاسر جراء التفاهم، بل الكل رابحون لأنه جاء نتيجة رغبة الأكثرية الساحقة”، لكن ألان عون أوحى بالعكس في بيانه، فدعا إلى تجاوز المرحلة “نزولاً عند رغبة الجنرال وثقتي المستمرة بشخصه”.
بين قياديي “التيار” من يعلن جهاراً اليوم أن تيارهم فشل في تقديم النموذج، وبرهن أن تجربته لم تنضج بعد، فأذى صورته بعدما كان يفترض أن تحييها الانتخابات. والأهم أنه خسر صدقية شعاراته ومبادئه وبعض رصيده أو يكاد.
المفارقة أن لسان حال المرحبين بالإنجاز لم يكن أكثر تفاؤلاً من الراضين به على مضض. هؤلاء اعتبروا أن ما حصل هو أفضل الممكن، بعدما كان “التيار” مهدداً بالصدامات، وربما الانشقاقات، خاصة أن الانتخابات تجري من القاعدة.
أربع سنوات هي ولاية رئيس الحزب. وبين من يقول إن “التيار” انتهى بعد فشله في تقديم النموذج وبرهن أن تجربته لم تنضج، ومن يقول إن تجنب المعركة يعطيه فرصة لتجديد نفسه، من خلال انتخابات القطاعات والمجلس السياسي واللجان المركزية: وحدها التجربة ستكون الحكم.
الديار : ابواب الحلول مقفلة رغم كثافة الاتصالات وسلام لن يدعو لجلسة للحكومة عدم ادراج قانوني الانتخاب والجنسية يوقف التشريع والمركزي سيدفع الرواتب باسيل رئىساً للتيار برعاية الجنرال… والمحاصصة السياسية تعيد النفايات الى الشارع
كتبت “الديار”: “لا حلول” في الافق للازمة السياسية القائمة و”الابواب موصدة” بالكامل، حتى “لنصف فتحة او ربع فتحة” والاطراف السياسية على ثوابتها وكل فريق ينتظر الفريق الآخر على “الكوع” او “زحطة من هنا وزحطة من هناك” لاستغلالها في الصراع السياسي القائم الذي سيبقى على حاله من التباعد بانتظار اشارات اقليمية او دولية تعيد رسم المشهد السياسي المتأزم في البلاد، وحتى تلك اللحظة المنتظرة سيبقى المشهد الداخلي اللبناني على حاله في الصراعات اليومية “المصبوغ” بسيل من التصاريح السياسية التي لن تقدم او تؤخر في ظل الصراع الحاد في البلاد، وبالتالي فان الازمة السياسية ستبقى “لا معلق ولا مطلق” بانتظار الصورة الخارجية.
ورغم الكم الهائل من المشاكل التي تقض مضاجع اللبنانيين من النفايات الى الكهرباء الى عجقة السير الى حوادث السلب اليومية وتراجع هيبة الدولة والفلتان الامني واستسهال عمليات القتل كما حصل في كترمايا امس، فان المسؤولين غير “مبالين” بما يحصل وكل تركيزهم واهتمامهم على مصالحهم وحصصهم المالية التي ستعيد النفايات الى الشوارع دون اي اكتراث لردة فعل الناس والمجتمع المدني الذي تمت مواجهة تحركه “الخجول” بخراطيم المياه والقمع، وكان هؤلاء المسؤولين يريدون منع المواطنين من التعبير عن مواقفهم كي لا يتم كشف “المزيد من “عورات” هذه الطبقة السياسية التي لم تقدم للبلاد سوى الازمات والمشاكل مما يعبّر عن مأزقها السياسي، رغم ان المشكلة تبقى في احد وجوهها “بالناس” ايضاً التي “لا تحاسب” هؤلاء المسؤولين وطالما المحاسبة الشعبية غائبة، فعبثاً يتم تحسين اوضاع الناس.
المأزق السياسي الذي تعيشه الطبقة السياسية واضح جداً عبر فراغ رئاسي منذ سنة ونصف ومجلس نيابي معطل، وحكومة لا تنتج ونهاية اجتماعاتها “درامية” دائماً عبر “مشادات كلامية” وتصاريح غير مسبوقة وعلى درجة عالية من العنف.
واللافت ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يعرف جيداً واقع البلاد، وهو ما زال على صمته منذ اسابيع، لكن هذا الصمت لن يطول بانتظار ما سيعلنه الرئيس بري في مهرجان ذكرى الامام المغيب موسى الصدر في 30 آب.
ولذلك ارتأى الرئيس نبيه بري الرد على تمني رئىس حزب الكتائب سامي الجميل عليه باطلاق مبادرة انقاذية بالقول “مندرسها” “لان المطلوب ليس اطلاق مبادرة والمطلوب ضمان نتائجها وسريانها”، وعندما طرح الجميل افكاراً للخروج من الازمة شاكياً من الاوضاع الخدماتية لبعض المناطق وتحديداً في المتن وكسروان رد بري “عممها فكل لبنان يعاني مما يحصل”.
وتشير المعلومات ان كل الحلول التي طرحت للخروج من “النفق المظلم” الحالي لم يكتب لها النجاح، حتى ان رفع سن التقاعد لـ12 عميداً الذي طرح مؤخراً وأبدى العماد عون ليونة تجاهه رفضه الفريق الآخر، حتى ان رئىس الحكومة التي تبدو “ظروفه” الحكومية، ليست افضل من ظروف المجلس النيابي اشتكى امس من واقع الامور امام زواره، وعبر عن سخطه دون الاستسلام لمنطق الشلل معولا على الاتصالات البعيدة عن الاضواء، لكن اوساطه وكذلك زواره خرجوا بانطباعات انه اذا بقيت المواقف التعطيلية على حالها فانه لا يرى فائدة من الدعوة لعقد جلسة مجلس الوزراءحتى الاسبوع المقبل. واشار لزواره انه اذا اذا كانت نهاية الجلسة على غرار الجلسات السابقة دون انتاجية وبنفس العقلية والمحصلة فما هي العبرة من هذه الدعوة. لكن هؤلاء الزوار نقلوا عنه ايضاً انه ما زال يعوّل على الاتصالات القائمة بهدف اعادة اطلاق عمل الحكومة، كما اشار الزوار الى ان سلام قد يدعو لجلسة الاسبوع المقبل لمناقشة ملف النفايات في حال وجد استعداداً من مكونات الحكومة للخروج بقرارات تعالج تفاقم هذه الازمة ومخاطرها على الصحة والبيئة.
كما ان مصادر سياسية متابعة لاحظت ان لا مؤشرات لحلحلة في الافق سواء بالنسبة لفتح دورة استثنائىة لمجلس النواب او بالنسبة لاخراج الحكومة من حال الشلل الذي تعاني منه. لكن المصادر قالت ان التيار الوطني الحر لن يعود للتحرك الشعبي في الشارع في الايام المقبلة افساحاً في المجال امام الاتصالات والمساعي لحلحلة الوضع الحكومي. اضافت انه رغم مساعي بعض الاطراف من داخل الحكومة وخارجها، فلا مؤشرات لحلحلة قريبة.
وبالنسبة للتشريع فان الكتل المسيحية ما زالت على مواقفها الرافضة للتوقيع على فتح دورة استثنائىة للمجلس النيابي رغم ان الدورة العادية تبدأ منتصف تشرين الاول.
فالقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ما زالا على موقفهما برفض التشريع اذا لم يقترن بادراج قانوني الجنسية والانتخابات، علماً أن التيار الوطني الحر ابدى مرونة في هذه القضية ولم تترجم بعد، فيما حزب الكتائب يرفض اي تشريع بغياب الرئىس، ووزراء الرئيس سليمان مع التشريع بالامور الحياتية وحق رئىس الجمهورية بالطعن في هذه القوانين امام المجلس الدستوري اذا رأى بعد انتخابه ان هناك خللا في هذه القوانين.
والى ازمة الشلل المؤسساتي في البلاد، فان ازمة النفايات لم تأخذ طريقها الى الحل منذ 17 تموز الماضي وانتهاء عقد شركة سوكلين واقفال مطمر الناعمة، حيث النفايات ما زالت في الشوارع، وستتفاقم الازمة خلال الايام القادمة، وستعود اكوام النفايات الى الشوارع، لان الطبقة السياسية لم تصل بعد الى توافق فيما بينها على “السرقة المنظمة” لهذا الملف، وان المحاصصة تحتاج الى “اشتباكات كلامية”، و”عمليات تخوين” حتى الوصول الى “تنظيم النهب” وهذا ما حصل خلال عملية فض “العروض” للشركات التي تقدمت بطلبات لجمع النفايات بسبب فضيحة وزير البيئة محمد المشنوق بالاعلان عن تأجيل المناقصات بسبب المحاصصات السياسية التي ضغطت على المشنوق ووافق على التأجيل ارضاء لسياسيين يريدون ادارة هذا الملف.
الأخبار : بطرس حرب يطيح عماد حب الله
كتبت ” الأخبار”: قرار التصفية السياسية بحق قوى الثامن من آذار والتيار الوطني الحر اتُخذ وبدأ العمل به داخل وزارة الاتصالات. فبعدما استُبعدت شركة أوراسكوم عن مناقصة ادارة شركة “ألفا”، وجه وزير الاتصالات بطرس حرب كتابا الى رئيس الهيئة المنظمة للاتصالات بالإنابة عماد حب الله، طلب بموجبه منه الكف الفوري عن القيام بأي عمل في ادارة الهيئة المنظمة للاتصالات. وقد علل حرب قراره بكتاب جاء فيه أنه بسبب “الاستمرار في تسيير اعمال الهيئة المنظمة للاتصالات بعدما انتهت مدة ولاية الرئيس والاعضاء المعينين فيها بتاريخ 21-2-2012 وعدم تعيين بديل عنه”. ولأن “الدكتور حب الله اختصر الهيئة بشخصه بعد استقالة اثنين من اعضائها، وترك العضوين الآخرين يوم انتهاء ولايتهما”، اضافة الى ذلك تصرف حب الله “باعتمادات عامة خلافا للرأي الاستشاري رقم 11/2012 تاريخ 8 آذار 2012 الصادر عن ديوان المحاسبة”، وهو خالف أيضا “قانون المحاسبة العمومية، إن لجهة صرف السلفات البالغ مجموعها حوالى 32 مليارا و500 مليون ليرة لبنانية لغير الغاية المخصصة لها، او لجهة عدم تسديد السلف، ولاسيما منها المعطاة الى الهيئة”.
وذلك على الرغم من “مطالبات الوزراة المتكررة الى الدكتور حب الله بتسديدها وتذكيره بأن القيّم على السلفة مسؤول شخصيا عن قيمتها على امواله الشخصية، وعليه ان يبرز عند كل طلب وجودها لديه إما نقداً وإما بأوراق مثتبتة لما انفقه من أصلها”.
ومن المتوقع ان يثير كتاب حرب ازمة مع فريق 8 آذار الذي يُحسب حب الله عليه، إضافة إلى النزاع التقليدي في “الاتصالات” بين فريقي الانقسام السياسي، على خلفيات عديدة، أولها ارتباط قطاع الاتصالات بالشأن الأمني. وقد خيضت في هذا المجال أكثر من معركة بين الطرفين خلال السنوات الماضية، وتحديداً بعد عام 2008.
من ناحية أخرى، علمت “الأخبار” أن الفنان “التائب” فضل شمندور المشهور بفضل شاكر يستعد للظهور في مقابلة تلفزيونية على إحدى المحطات المحلية، من مكان تواريه في مخيم عين الحلوة. وذكرت المعلومات ان شاكر يشيع أنه سيُسلم نفسه للأجهزة الأمنية على أثر توقيف شريكه السابق الشيخ احمد الأسير، لأنه “بريء من كل ما قام به الأسير، بحسب شاكر”. ورأت مصادر قضائية ان شاكر ليس متورطا في قتل مباشر او اطلاق نار على الجيش، وبالتالي، “فإن ذلك يساعد على إقفال ملفه القضائي”.
على صعيد آخر، زار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل رئيس مجلس النواب نبيه بري بهدف “وضع أنفسنا بتصرفه أولا، وأن نضع أيضا بتصرفه بعض الافكار من أجل أن يكون هناك نوع من اليقظة”. المبادرة التي قدمها الجميل لبري يراد منها أن تكون “خطوة استثنائية لكي نقول للبنانيين إنه لا يزال يوجد أحد مسؤول في هذا البلد. هذا التخلي عن المسؤوليات عند الجميع يجب أن يتوقف في مكان ما”. أما عن طبيعة الافكار التي وضعها بتصرف بري، فقال الجميل: “لا اريد ان اتكلم اليوم بشيء واعطل اي مسار يمكن ان يقوم به الرئيس بري. وضعت هذه الافكار بتصرفه، ونتمنى ان يقوم دولته بمبادرة انقاذية”.
ودق الجميل من عين التينة ناقوس الخطر، ففي ظل “الواقع الذي نعيشه اليوم، والازمة الاقتصادية الكبيرة، نحن مقبلون على مشكلة رواتب موظفي الدولة، ونعاني مشكلة بيئية وصحية هائلة ومؤسساتنا معطلة. حان الوقت لان نعلن جميعا حالة الطوارئ الكاملة في البلد. دولة الرئيس هو المرجعية الثانية في البلد، بل هو اليوم المرجعية الاولى في غياب رئيس الجمهورية”. وقال إنه “في ظل هذا التعطيل المستمر، ولانه لا أحد يريد ان يجلس مع أحد، ولا أحد يريد ان ينزل من عليائه لكي يجلس مع الآخر، ويوجِد حلولا لمشاكل الناس، فالمطلوب الانطلاق من محل معين”. الجميل انتقد المسؤولين الذين يتكلمون مع بعضهم بعضاً بالواسطة، مشيرا إلى أنه “حان الوقت لوقف الوساطات، والنزول من عليائنا والجلوس معا وتحمل مسؤولياتنا”.
البناء : اليمن يبدأ حرب الاستنزاف والصواريخ… وتبادل سفارات إيراني بريطاني أردوغان يضع صفقة غزة مقابل رئاسته… وصواريخ تليها غارة في الجولان عون: باسيل لرئاسة التيار… والحكومة إلى الوراء… والدورة الاستثنائية تتقدم
كتبت “البناء”: “منذ يومين تمكن الجيش الوطني واللجان الثورية والشعبية من إيقاف التوغل السعودي في الجغرافيا اليمنية، وبدأت حرب استنزاف لقوات الاحتلال بنصب الأفخاخ والكمائن لدباباتها، خصوصاً حيث تصطادها مجموعات صواريخ الكورنيت المحترفة، بينما شنّ الجيش هجوماً معاكساً على السعوديين في تعز فاسترجع المطار والمرفأ، ويحكم سيطرته على المداخل والمواقع الحساسة في محافظات إب ومأرب والبيضاء. ورداً على قصف ميناء الحديدة قامت وحدات الصواريخ الاستراتيجية بتوجيه صواريخ توتشكا الباليستية إلى الميناء الحربي السعودي في محافظة جيزان السعودية الحدودية، والمعلوم أن صواريخ التوتشكا تتسم بدقة الإصابة، والمسار العسكري سيشهد تغيّراً نوعياً في الأيام المقبلة”.
هذا ما قاله مصدر عسكري يمني لـ”البناء” في توصيف المشهد الراهن، بعد وصول الجهود الهادفة لوقف القتال التي يقودها المبعوث الأممي إسماعيل ولد شيخ أحمد إلى الطريق المسدود بسبب التعنّت السعودي المبني على الغطرسة ووهم القوة وسوء تفسير الرغبة بالوصول إلى حلّ سياسي ترافق مع مرونة عسكرية من الجيش واللجان خلال الشهر الماضي.
مع تعليق الحلّ السياسي لليمن إلى ما بعد الصحوة السعودية، والصدمة التي سينتجها التحوّل الميداني المرتقب، كانت العلاقات الإيرانية الغربية تسلك مسارات التطبيع غير آبهة بالتحفظ السعودي، فبعد التأييد الأميركي لحق إيران في الحصول على صواريخ “أس 300″، حسمت بريطانيا وإيران قرار تبادل السفارات في لندن وطهران، بينما تتوافد يومياً وفقاً لمصدر إيراني مطلع عشرات الوفود الاقتصادية الفرنسية والإيطالية والألمانية والبريطانية إلى طهران.
في الجبهة السورية حيث التقدّم في الزبداني بات خطاً ثابتاً لحساب الجيش السوري والمقاومة، وحيث يتمّ كلّ يوم قيام مجموعات من عشرات المسلحين بتسليم أنفسهم، تشهد جبهة سهل الغاب تقدّماً مشابهاً، بينما كان التطوّر الأبرز هو التسخين الذي شهدته جبهة الجولان، عندما تساقطت أربعة صواريخ قالت البيانات “الإسرائيلية” إنها استهدفت إصبع الجليل وإنّ مصدرها الجولان السوري، متهمة حركة الجهاد الإسلامي بإطلاقها، وقامت بقصف مواقع للمدفعية السورية في منطقة القنيطرة رداً على الصواريخ.
التصعيد في جبهة الجولان المفتوحة على التسخين بين فترة وأخرى وورود الاتهام “الإسرائيلي” لحركة الجهاد يتزامن مع تصعيد متبادل بين الجهاد وقوات الاحتلال في غزة، بعدما هدّدت الجهاد بنسف الهدنة في غزة ما لم يتمّ الإفراج عن المعتقل الفلسطيني محمد علان الذي خرج إلى الحرية أمس، ويأتي هذا التصعيد كما تشير التقارير “الإسرائيلية” التي تمتلئ بها الصحافة والمواقع “الإسرائيلية”، على خلفية مساع تركية لترتيبات تتصل بقطاع غزة تقف الجهاد ضدّها بقوة وتهدّد بتخريب أي فرص أمامها.
تابعت الصحيفة، في لبنان ثلاثية توزعت أخبار الأمس، تراجعت حظوظ الحلحلة الحكومية ومعها فرص انعقاد جلسة قريبة، بينما بدا أنّ حظوظ اكتمال التفاهم على الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي ترتفع، ليكون التوافق الذي رعاه العماد ميشال عون داخل التيار الوطني الحرّ لتتويج الوزير جبران باسيل على رأس التيار، بعد انسحاب منافسه النائب ألان عون منعاً لما وصفه بالتداعيات على وحدة التيار.
يبدو أن لبنان مستمر في إدارة الفراغ الطويل الأمد بانتظار جلاء الملفات الكبرى، وسيتجلى ملء الفراغ في الوقت الضائع بملفات النفايات والكهرباء وتوقيف الإرهابي أحمد الأسير الذي بمقدار ما نجحت الأجهزة الأمنية وأبدعت في عملية القبض عليه، بمقدار ما تغلغلت السياسة إلى الملفّ وبقوة فأفسدته.
فهل ستأخذ قضية الأسير البعد الحقيقي لكشف ما يجب كشفه من أمور خطيرة، أم أن هذه القضية سيتم حصرها ضمن إطار أمني ضيق على الطريقة اللبنانية التي تتبع مع قضايا كهذه؟ لقد استنفذ الأمن العام كل إمكانيات التحقيق مع الأسير قبل تحويله إلى مخابرات الجيش المعني مباشرة بإماطة اللثام عما ارتكبه الأسير بحق الجيش، ويبقى الأساس في هذه القضية الإرادة السياسية الجامعة في النظر إلى الملف من منظار ما أحدثه من خطر على الأمن الوطني اللبناني. ويظهر أن منظومة التمييع السياسي لملف الأسير بدأت تؤدي دورها بالتدخل مباشرة بقطع الطريق على العناصر المتورطة، وخير مثال على ذلك الجهد الذي بذلته النائبة بهية الحريري مع أكثر من مرجع كبير لكي لا يطاول محمد علي الشريف الذي يعمل ضمن جهازها الإداري الذي مهما جرت محاولات لفلفة القضية، إلا أنّ المؤكد أنه سلم نفسه ضمن اتفاق مسبق على أن يخلى سبيله في اليوم نفسه، علماً أنّ الشريف آوى الأسير ليلتين في منزله بعد اعتداء الأخير على الجيش، إضافة إلى أنّ مراجع عليا في البلد قامت بتسريب خبر التوقيف بسرعة غير مسبوقة، من أجل تسهيل فرار أحمد الشامي.
النهار : جلسة بجدول الملفات الكارثية وبدعم ثلاثي عون يثبّت جبران باسيل رئيساً لـ”التيار”
كتبت “النهار”: لم يعد الكلام عن كارثة صحية وبيئية تتهدد لبنان مجرد تحذيرات مضخمة كما يتراءى للبعض، إذ أن ما جرى تداوله من معطيات وحقائق ووقائع في اجتماع لجنة الصحة النيابية امس، وفق تقارير المعنيين بكارثة النفايات يثبت ان هذا الخطر بات فعلا في قلب الدار. واستطرادا فان الاسبوع المقبل سيكون بمثابة الفرصة الاخيرة لبدء قلب الصفحة القاتمة قبل الانزلاق الى الاسوأ في تداعيات هذه الازمة انطلاقا من محطتين بل استحقاقين متعاقبين: الاول فض عروض الشركات المتقدمة الى مناقصات النفايات في شكل حاسم ونهائي هذه المرة، في الموعد الذي التزمه وزير البيئة محمد المشنوق اول من امس أي الثلثاء المقبل.
والثاني انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي سيدعو اليها رئيس الوزراء تمام سلام الخميس المقبل وفق جدول أعمال يتضمن الملفات الاكثر الحاحا بدءا بتطورات أزمة النفايات ونتائج المناقصات التي يفترض صدورها قبل يومين من موعد الجلسة مرورا بملف ساخن طارئ جديد هو توفير الغطاء لصرف رواتب الموظفين والعاملين في القطاع العام بدءا من شهر ايلول المقبل، ناهيك بملفات عالقة من جلسات سابقة ذات طابع ملح ايضا.
واعترفت مصادر وزارية مواكبة للاتصالات الجارية لـ”النهار” بأن المشهد السياسي لا يزال مثيرا للصدمة والخيبة من بعض المواقف التي لم تتزحزح بعد عن تقديم ترف الشروط السياسية التي من شأنها اطالة تعطيل عمل الحكومة على الاخطار المتصاعدة للأزمات الاجتماعية والخدماتية والاقتصادية، كأن هذه الازمات تحولت رهينة فعلية لملهاة فرض الشروط والتعنت حيالها، من دون أخذ كل ما تعانيه البلاد في الاعتبار .
وأشارت في هذا السياق الى ان ما يزيد المشهد قتامة، الفراغ السائد ساحة الوساطات والمساعي للتوصل الى تسوية الحد الادنى المفروض بتحييد أزمات المواطنين عن الصراع السياسي، الامر الذي لن يقف امامه رئيس الوزراء موقفا متفرجا على ما فهم منه زوار السرايا. وعلمت “النهار” ان الرئيس سلام يلقى تشجيعا واضحا من كل من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط في اتجاهه الى الدعوة الى الجلسة وطرح جدول الاعمال. وأفادت المصادر أنه يعتزم طرح جدول الاعمال على الجلسة وطلب مناقشتها بندا بندا وهذا سيضع جميع المكونات الحكومية امام مسؤولياتها في مواجهة استمرار التعطيل او الافراج عن الحلول العاجلة للقضايا التي لم تعد تحتمل مزيدا من الانتظار منذرة بمزيد من التدهور على مختلف المستويات.
المستقبل : تعود الأسبوع المقبل بجدول “معدّل” أولويته الرواتب والنفايات والهبات والقروض الحكومة تحزم أمرها: توافق أو “تصويت الضرورة”
كتبت “المستقبل”: بقدر حرصه الدؤوب على استمرار آلية الشراكة والتوافق التي اختارها طواعيةً في إدارة مجلس الوزراء منذ يوم الشغور الرئاسي الأول، يجد رئيس الحكومة تمام سلام نفسه مؤتمناً وحريصاً بالقدر نفسه على منع انهيار الهيكل الوطني فوق رؤوس جميع اللبنانيين بعد تصدّع مختلف أعمدته الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية والصحية والبيئية تحت وطأة الضربات التعطيلية المتتالية والهزّات السياسية الارتدادية المتمادية في زعزعة أسس العمل المؤسساتي في الدولة. وعلى قاعدة الموازنة بين كفتيّ الحرص على التوافق ومنع الانهيار، تتجه الحكومة إلى حزم أمرها وتحمّل مسؤولياتها تجاه الناس والوطن في جلسة مفصلية فاصلة بين نهجي التعطيل والانتاج الأسبوع المقبل، يكون الاحتكام فيها إلى صوت التوافق أو “تصويت الضرورة”، وفق ما كشفت مصادر وزارية لـ”المستقبل” بالاستناد إلى خلاصة ما توصلت إليه المشاورات والاتصالات الجارية على أكثر من خط قيادي حول سبل إعادة تفعيل العمل الحكومي.
اللواء : سلام لجلسة قرارات … وبرّي يشترط الإعتراف بشرعية المجلس أولاً إصرار على فض عروض النفايات الثلاثاء.. و”أفكار جديدة” في مفاوضات العسكريين
كتبت “اللواء”: إقليمياً، تتجه الأنظار إلى ما يمكن أن تسفر عنه البوادر التي تتحدث عن إمكانية إطلاق حوار خليجي – إيراني يقارب كل ملفات المنطقة، ويخفف من التشنجات التي تعصف قتلاً ودماراً في عدد من البلدان العربية، في مقدمتها العراق وسوريا.
ومحلياً، تشخص الانتظارات إلى ما يمكن أن تسفر عنه مساعي المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في ما خص الاتفاق على صدور مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب يعتبرها الرئيس نبيه برّي مفتاح معالجة سائر الملفات الأخرى المطروحة، ومنها آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء ورواتب موظفي الدولة وملف النفايات.
الجمهورية : سلام يدعو إلى جلسة قرارات الخميس… والمبادرات مُجمّدة
كتبت “الجمهورية”: فيما يغرَق لبنان بأزماته، بدءاً بالأزمة الرئاسية المستمرّة، مروراً بالأزمة التشريعية، وصولاً آخراً وليس أخيراً إلى أزمة النفايات العصيّة على الحلّ حتى الآن على رغم تردّداتها البيئية والصحّية، إضافةً إلى أزمة الرواتب والقروض والهِبات التي تلوح في الأفق جرّاء عدم انعقاد مجلس الوزراء، ظلَّ المأزَق الحكوميّ على حاله، في انتظار مساعٍ توافقية لم تنطلِق بعد. ولكنْ في ظلّ انعدام المبادرات والحلول للأزمات الماثلة طرَأ جديدٌ أمس، تَمثَّلَ في أنّ رئيس الحكومة تمّام سلام سيَدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل تُتَّخَذ فيها قرارات تتوخّى حَلحلةً في هذه الأزمات. فيما بدأ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي يتلقّى مناشدات ومطالبات بإطلاق مبادرات لإخراج البلاد من المأزق القائم. لكنْ فُهِم مِن أوساطه أنّه لا يَنوي إطلاقَ أيّ مبادرة، أقلّه حاليّاً، وفي حال أراد المبادرة فإنّه لن يفعلَ إلّا إذا أيقنَ أنّها ستُحقّق الأهداف المرجوّة منها.
كرّرَ رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمام زوّاره ليلَ أمس أنْ “لا أحدَ ضدّ لبنان أكثر من اللبنانيين المقيمين فيه”. مشيراً إلى أنّه صارَحَ وفداً اغترابياً زارَه، بأنّهم هُم الأكثر محبّةً للبلد وحِرصاً عليه، لأنّه بمثابة دِينٍ بالنسبة إليهم، مع العِلم أنّ في إمكانهم أن يبنوا قصوراً بعيداً عنه، لكنّهم لا يفعلون لأنّهم متعلّقون به، ومرجعُهم دوماً إليه.
وذكر برّي أنّ السفير الفرنسي الجديد إيمانويل بون نقلَ إليه دعوةً رسمية لزيارة فرنسا، فأكّد له أنّه يلبّيها إذا وجَد أنّ الزيارة ستكون منتِجة لمصلحة حلّ الأزمة التي يمرّ بها لبنان.
وقالت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطّلاع لـ”الجمهورية”: “إنّ الاتّكال أو الرهان على أيّ تحرّك إقليمي أو دولي يتّصل بالوضع في لبنان ليس أوانه، خصوصاً عندما يتّصل بالإستحقاقات الداخلية الرئاسية أو القضايا التي تدور حولها الخلافات اللبنانية”.
ولفتت المصادر إلى أنّ الطريق نحو تزخيم الحوارات الإقليمية مقفَل حتى الآن، خصوصاً على خط الرياض ـ طهران، وأنّ الاتصالات الهادفة الى لملَملة الوضع وإحياء الحوار بينهما لم تتناوَل الوضع في لبنان إلّا مِن باب حمايته من أيّ ضربات أمنية أو عسكرية خارجية، أو السعي الى نقلِ الفتنة السورية إليه، وأنّ كلّ ما يتّصل بتركيبة السلطة السياسية والحكومية والمؤسسات كان ولا يزال على عاتق اللبنانيين”.