جابر للشرق الجديد: الجيش السوري لن يتخلى عن اي منطقة… سحب الباتريوت هز العصا لتركيا
اعتبر العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الاوسط للدارسات، في حديث لوكالتنا، حول استعادة الجيش العربي السوري المبادرة في سهل الغاب بالتزامن مع التقدم في معركة الزبداني، ” ان القرار باستعادة الزباني متخذ، ولا يمكن التراجع عنه والعودة من منتصف الطريق مهما كانت الظروف، اولا لأهمية الزبداني فهي شوكة في خاصرة دمشق وموقعها يهدد طريق دمشق بيروت الطريق الدوليةالوحيدة الباقية بين سوريا والخارج، والزبداني اذا بقيت كما هي لا يتم تنظيف او استعادة القلمون، فالهجوم من الجنوب الى الشمال الذي بدأ منذ شهرين ونصف تقريبا باستعادة القلمون السوري توقف لأن الزبداني موجود بالشوكة خلف هذه المجموعات، لذلك معركة الزبداني مستمرة وهي صعبة، وقد جرى الحديث عن وقف لإطلاق النار وعن هدنة وعن امكانية انسحاب المسلحين ورأينا انها فشلت ولم تمدد، معركة الزبداني ليست سهلة، فالقتال من زاوية الى زاوية ومن شارع الى شارع، ولا خيار لدى المسلحين ، فاما القتال لانهم محاصرون او الاستسلام، ولا اعتقد انهم سيستسلمون في المدى القريب الا اذا تمت مبادرة جديدة كالتي جرت والمساومة على انسحاب المسلحين”.
واضاف جابر”: فيما يتعلق بسهل الغاب، فموقعه ايضا استراتيجي مهم، فبعدما سيطرت المجموعات المسلحة ومنها جبهة النصرة على معظم سهل الغاب في الاسبوع الماضي وما قبله بدأت تهدد اللاذقية، فالمدينة اطلقت عليها صواريخ غراد واستطاعت المجموعات المسلحة الوصول الى المشارف الشرقية للجبال المطلة على قرى اللاذقية، والساحل السوري أولوية كالعاصمة دمشق، والاولويات المطلقة هي العاصمة، اللاذقية والطريق بينهما، اي المنطقة الوسطى، لذلك كما ان الزبداني مهم جدا لدمشق كذلك سهل الغاب مهم جدا بالنسبة الى منطقة الساحل السوري، الان هناك تقدم للجيش السوري وقد كان منتظرا، والجيش السوري لا يمكن ان يتخلى عن هذه المناطق مهما كلف الامر”.
وردا على سؤالنا حول الدلالات التي يحملها اعلان روسيا تسليم اسلحة حديثة للجيش العربي السوري، قال جابر: “هذه عقود متفق عليها منذ امد، ولا يوجد سبب لان تتوقف، وهي رسالة سياسية على ان روسيا لا تزال على موقفها في دعم الدولة السورية”.
وتعليقا على قرار اميركا والمانيا بسحب الباتريوت من تركيا، قال جابر: “هذا نوع من هز العصا لتركيا لأنها لم تستجيب، فهي عضو بالحلف الاطلسي وحليفة الولايات المتحدة الاميركية، وقد سمحت بعد فترة طويلة باستخدام قاعدة “انجرليك” للقوات الاميركية، وطلبت منطقة عازلة واميركا لم توافق على اقامة هذه المنطقة بشكل رسمي، واليوم علاقة تركيا مع اميركا هي عملية “اخذ وعطاء” وقد اكتشفت اميركا على انها تعطي تركيا اكثر مما تأخذ منها، لذلك اعتبرت وتحت ستار ان هذه البطاريات ستذهب لإعادة تنظيمها وصيانتها، وهذا غير مقنع، انها عملية سياسية فأميركا سحبت البطاريات وفي نفس الوقت تركت الباب مفتوحا، كما ورد في التصريح الاميركي ان هذه البطاريات يمكن ان تعود الى تركيا في اي وقت تستدعيه الحاجة، ما يعني انها تقول لتركيا عندما تتعاونين معنا بشكل افضل ممكن ان نعيد البطاريات، وتعتبر هذه الخطوة كأنها عملية قضم خطوة بخطوة للدعم الاميركي لتركيا، وموقف سياسي لإرغام تركيا على ان تتعاون اكثر مع حليفتها الاساسية الولايات المتحدة الاميركية”.