حطيط للشرق الجديد: التقدم العسكري في سوريا يحصل وفقا لاستراتيجية الرئيس الاسد
اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط، في حديث لوكالتنا حول استعادة الجيش العربي السوري المبادرة في سهل الغاب بالتزامن مع التقدم في معركة الزبداني، ان محور المقاومة وضع استراتيجية العمل في سوريا بناء على اركان رئيسية تؤمن بقاء الدولة واستمراريتها والمحافظة على المواقع الاستراتيجية التي تضمن بقاء الدولة وتؤمن امتلاك زمام المبادرة والقدرة الهجومية بالتوقيت المناسب والعمل وفقا لجدول اولويات لاستمرار هذه الاستراتيجية.
وتابع حطيط: “هذه الاستراتيجية اعلنها صراحة الرئيس بشار الاسد، وما يجري في الميدان ان الجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة ومجاهدي المقاومة يعملون وفقا لهذه الاستراتيجية، التي ترجمت اولا في جوار مركز الثقل النوعي الاستراتيجي للدولة في دمشق، حيث انجز الجيش العربي السوري ومجاهدو المقاومة ملف القلمون والزبداني بشكل حاسم ومتدرج أدى الى إخراج الخاصرة الغربية لدمشق من دائرة الخطر، وتقليم أظافر اسرائيل ومنعها من التدخل المباشر في جوار المدينة”.
أضاف حطيط: “وتطبيقا للاستراتيجية ذاتها عاود الجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة العمل في منطقة سهل الغاب لتحقيق أمرين، الاول، تعطيل ما ابتغاه الارهابيون من سيطرتهم على منطقة جسر الشغور وادلب، والثاني، المحافظة على شريط الثقل النوعي الاستراتيجي الاقتصادي الديمغرافي في الساحل، العمل في سهل الغاب كان منتظرا، وهذا يتكامل ايضا مع انجاز سابق تم في الحسكة لينفتح على تأمين وحدة الدولة واستمراريتها متماسكة”.
ورأى حطيط: “ان العمل العسكري الذي يحصل في سوريا الآن لا يجري ارتجاله دون تخطيط انما يحصل وفقا لاستراتيجية علمية ممنهجة ثابتة وقائمة وفقا للأصول وهذا ما يحقق الانجاز التراكمي ويضمن الانتصار النهائي ونجاح الدولة في عملها”.
وردا على سؤالنا حول الدلالات التي يحملها اعلان روسيا تسليم اسلحة حديثة للجيش العربي السوري، قال حطيط: “روسيا اكدت موقعها التحالفي والداعم لسوريا خاصة بعد ما ثبت ان محور المقاومة الذي يحتضن سوريا ويخوض المعركة الدفاعية التي تستهدفه على الارض السورية، روسيا تجد من الحاجات الملحة ان تنصرف اكثر في عملية الدعم والمواجهة على الاتجاهين ، الاتجاه السياسي حيث نعلم جيدا ما هي مواقف روسيا خاصة مؤخرا في وجه السعودية ومن ينطق بمثل ما تنطق، والثاني على الاتجاه الميداني لان الدعم المعنوي قد لا يكون كافيا، فالدعم العسكري ينبغي ان يكون قائما ومتحققا من اجل ان يصرف في الميدان وكما يصرف في السبيل المعنوي “.
وتعليقا على قرار اميركا والمانيا بسحب الباتريوت من تركيا، قال حطيط: ” ان اميركا عندما قررت ان ترسل بطاريات الباتريوت لم تكن لتواجه خطرا حقيقيا محدقا انما كانت الغاية الرئيسية هي الدعم المعنوي والتأكيد على ان تركيا هي رأس الحربة في المشروع الغربي العدواني ضد سوريا، اما الان وقد خسرت جبهة العدوان معركتها في سوريا وسقطت ورقة الحرب الحاسمة، انتقلنا الى المرحلة التي تحدد بها احجام القوى المتفاوضة للسلام بعد ذلك، ويبدو ان الغرب لن يعطي تركيا هذا الدور التفاوضي الرئيسي ومن اجل ذلك سحب هذه الصواريخ لإشعارها بتراجع دورها في حل المسألة السورية ومسألة الشرق الأوسط برمتها”.