القلق يأكل أصدقاء الأسير السريين… وفضل شاكر منهار آمال خليل
من المرجح أن تعلق اليوم الجلسة الثانية لمرافعات وكلاء الدفاع عن موقوفي عبرا. اعتقال المتهم الرئيسي في القضية، أحمد الأسير، خلط الأوراق. علّ اعترافاته تحدد دور الموقوفين الذين نفوا علمهم بمن قتل عناصر الجيش. ليس أنصاره وحدهم من يترقبون شيخهم، بل أيضاً الأصدقاء العلنيون والسريون. القلق يساورهم
لا يزال نجل عبد الرحمن الشامي موقوفاً لدى الأمن العام للتحقيق معه في دور والده في إيواء أحمد الأسير، فالأخير انطلق من منزل الأول في جدرا إلى المطار، حيث أُوقف صباح السبت الماضي. الشامي توارى عن الأنظار فور انتشار خبر توقيف شيخه. لكن حسام الدين الرفاعي لم يفعلها. برغم أن دوره ليس أقل أهمية في مساعدة الأسير لوجيستياً طوال الأشهر الماضية، وصولاً إلى دوره في تأمين جواز السفر، لكنه حافظ على تحركه الاعتيادي وحضر صباح أمس إلى محله في السوق التجاري في صيدا. بعد وقت قصير، حضرت قوة من الأمن العام من بيروت واعتقلته.
استخبارات الجيش استطاعت أمس استعادة دورها. تنافس الأجهزة انصبّ في مصلحة الأمن. خلال النهار، أعلن الجيش توقيف مصعب قدورة شقيق معتصم قدورة (المتواري في عين الحلوة وكان يتنقل بالأسير بين المناطق وعين الحلوة بسيارته مع زوجته أمل شبو). علماً بأن مصعب لم يكن مطلوباً. عند مداهمة شقتهما في شرحبيل قبل شهرين، فرّ معتصم وبقي مصعب. عاود تحركاته الطبيعية إلى أن فوجئ باعتقاله أمس بينما كان يشتري شريحة هاتفية من محل في صيدا. الجيش ختم يومه باعتقال محمد النقوزي، أحد أهم أركان الحركة الأسيرية. «أبو حمزة»، هو المسؤول العسكري الذي درّب كل مقاتلي الأسير. وهو زوج شقيقة المسؤول الأمني فادي السوسي الذي قتل في صفوف تنظيم داعش في سوريا. تردد أن أبو حمزة الذي توارى منذ معركة عبرا، غادر إلى سوريا للقتال. لكن بحسب بيان الجيش عُلم أنه اعتقل في صيدا.
استباقاً للاعتقال، لوحظ غياب عدد من أنصار الأسير. مصادر مواكبة للقضية كشفت لـ»الأخبار» أن القلق يطاول مشايخ ومرجعيات سياسية مما قد يعترف به الأسير. أحد القلقين، إمام مسجد في صيدا يتبع للجماعة الإسلامية وعضو في هيئة علماء المسلمين.
منذ تواري الشامي، يتخوف من استدعائه للتحقيق حول ما قد يقر به الأسير عن تواصل كان يحصل بينهما عبر الشامي. النائبة بهية الحريري ليست أقل قلقاً. قلقها يرتبط بصورتها أمام القاعدة الشعبية. فهي كانت قد وعدت أهالي الموقوفين بمحاكمات سريعة وأحكام مخففة. اعتقال الأسير صعّب الأمر.
القلق ليس أقل وطأة لدى رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان والجماعة الإسلامية وتيار المستقبل وأمينه العام أحمد الحريري الذي كان يواظب على اللقاءات التنسيقية مع الأسير، كما القوات اللبنانية التي استقبلته وزارته.
لكن فضل شاكر لا يعاني من القلق منذ اعتقال الأسير، بل من انهيار تام. مصادر من داخل مخيم عين الحلوة أكدت أنه انتقل من المنشية حيث كان يقيم أخيراً إلى حيّ الطيرة بحمى الإسلامي بلال البدر. المصادر كشفت عن زيارة قام بها عدد من أنصار السير المتوارين في المخيم، إلى الشيخ جمال خطاب والقيادي في جند الشام هيثم الشعبي للبحث في تنظيم تحركات داخل المخيم رداً على الاعتقال. كان الجواب: «التوقيف شأن لبناني ولا دخل للفلسطينيين به». الارتياح الفلسطيني بالتخلص من وزر الأسير حرّك المطالبة بخروج شاكر من المخيم. وأشارت المعلومات إلى أن بيان اجتماع فتح والفصائل المقبل «سيطلب منه صراحة وبشكل حاسم، المغادرة ورفع الغطاء عنه».
يظن البعض أن توقيف الأسير سيهدم الهيكل على رؤوس الجميع، لكن التجربة في لبنان تمنح بعض الأمل لأصدقائه وداعميه، والشواهد كثيرة. من مطار بيروت نفسه، غادر على التوالي عدد من مساعديه خلال الأشهر الأربعة الأخيرة. أبرزهم بحسب المصادر، مدير مكتبه الشيخ أحمد الحريري وأحد مسؤوليه العسكريين محمد العوجي ومحمد العقاد. وبرغم أنهم مطلوبون وذكر اسمهم في القرار الإتهامي، إلا أنهم غادروا إلى تركيا بهوياتهم الصحيحة. بالإضافة إلى مغادرة محمد النقيب، أحد أركان خلية باب السرايا الإرهابية، إلى ألمانيا بعد أيام من إخلاء سبيله السريع.
(الأخبار)