التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية14/8/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عنمركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
تراجع حجم اصدارات ونشاطات مراكز الفكر والابحاث مع دخول العطلة الصيفية، التي تستمر الى نهاية الشهر الجاري، وتستأنف زخمها بعد عطلة “عيد العمال” مطلع الشهر المقبل.
يستعرض قسم التحليل حيثيات الجدل حول “مجلس الأمن القومي” في عهد الرئيس اوباما، بُنْيةً ومهاماً، للاطلاع على جهود الخصوم للنيل من شخصه وإرثه، وحزبه على عتبة دخول السباق الرئاسي في الاشهر القريبة.
من بين مطالب الخصوم اقدام البيت الابيض على تقليص حجم كادر المجلس، الذي تضخم الى ما ينوف عن 400 موظف، اي ضعف العدد الذي ورثه عن سلفه جورج بوش الابن.
المهام المنوطة بعمل المجلس، ولحين انقضاء الفترة الرئاسية الراهنة، سيتناولها “التحليل” في بعديها الآني وكذلك بعيد المدى، اذ ان الاخيرة تندرج تحت سياق “ادارة الازمات” وليس حلها؛ بينما المهام المرئية تندرج في اطار تكثيف الجهود لانجازها بغية قطع الطريق على الرئيس “الجمهوري” المقبل افشالها.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
العراق:
حذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من تداعيات اخفاق جهود قتال تنظيم الدولة الاسلامية، اذ ان استقرار العراق المنشود “لن يتأتى دون تحقيقه القدرة على مقاومة الضغوط من ايران وتهديدات (التنظيم) من قواعده المتمركزة في سورية وتركيا.” واوضح ان العمل العسكري وحده “ليس كفيل بانشاء نظام سياسي واقتصادي مستقر، او تخفيف حدة التوتر القائم بين سنة العراق وشيعته، وبين العرب والكرد .. بل ينبغي مواكبة العمل العسكري بجهود سياسية واقتصادية واقامة نظام حكم قابل للاستمرار.” وحذر صناع القرار في اميركا من مغبة الانجرار وراء “جدل عقيم” لالقاء مسؤولية تدهور الاوضاع في العراق على “الرئيس بوش او الرئيس اوباما .. وسوء ادارة الجهد العسكري الاميركي” هناك.
ناشد معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى الساسة الاميركيين تكثيف الجهود والعمل مع “العرب والكرد” في العراق بغية تحقيق الاستقرار في كل من “بغداد واربيل .. على الرغم من مخاطر حرف الانظار مرحليا عن حملة استهداف تنظيم الدولة الاسلامية.” ووجه انتقاده الى “الحماقة التي ترتكبها ادارة الرئيس اوباما لعدم اخذ هدفها بالحاق الهزيمة (بالتنظيم) على محمل الجدية وايلائه اولوية عالية.” وحذر صنااع القرار قائلا ان “المتغيرات في منطقة الشرق الاوسط .. قد لا تسعف حلفاء اميركا اليوم البقاء للغد، بيد ان الدولة الاسلامية قد تستمر (في مواقعها) ان لم تدخل الادارة تعديلات على برنامجها الزمني” الراهن.
اليمن:
حذر معهد واشنطن صناع القرار من فرط الاعتماد على سلاح الجو لتحقيق الاهداف المرجوة في اليمن، اذ ان “الحملة الجوية الاستراتيجية ضد المواقع في صعدة تستدعي انتقاء افضل للاهداف، بما يخدم اهداف الحرب الكبرى بدلا من حالة الانتقام على قاعدة العين بالعين ..” واوضح ان “السعودية قد لا يكون بوسعها ردع الحوثيين عبر قصف مناطقهم .. بل تتطلب دعما اوسع يشمل اختراق مضاد وقصف مدفعي اوسع ومقاومة الغارات الجارية لاختراق حدودها” مع اليمن. واردف ان المتوقع من القصف الجوي الاميركي “توفيره الاسناد الجوي للقوات الهجومية المتنقلة من اليمنيين والاماراتيين خلال اندفاعها شمالا.”
تركيا:
سلسلة الانفجارات والهجمات في الداخل التركي كانت محور اهتمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، والتي شملت هجوما تعرضت له القنصلية الاميركية في استانبول، جاءت “لتعبر عن تنامي خطر الارهاب المحلي منذ قرار (تركيا) شن غارات جوية ضد القوى الكردية.” واوضح ان للامر اعتبارات سياسية داخلية لا سيما ضبابية وحالة جمود المشهد السياسي، على خلفية “تعثر المفاوضات المطولة بين حزبي العدالة والتنمية، من جهة، والشعب الجمهوري” على الناحية المقابلة. واشار المركز الى سعي حزب العدالة الحثيث لعقد انتخابات مبكرة “علها تؤدي الى استعادته الاغلبية البرلمانية واضعاف حزب الشعوب الديموقراطي” وتحشيد الرأي العام ضده لعلاقته بحزب العمال الكردستاني.
ايران:
حافظ معهد المشروع الاميركي على مواكبة الاتفاق النووي مع ايراني، مفندا مضمون تصريحات الرئيس اوباما الاخيرة التي اعرب فيها عن كون المرشد الاعلى “رجل سياسة، كما هو الامر لدى الاخرين.” وقال ان المرشد علي “خامنئي ليس قائدا سياسيا، سيما وانه يستمد شرعيته من الله .. وخليفة الامام (المهدي)، بخلاف معظم رجالات السياسة الاخرين الذين يدينون بشرعيتهم لعامة الناس.” واضاف ان “المهدي” او من ينوب عنه “لا يعرف عنه ميله للتفاوض وتقديم التنازلات للراي العام الدولي.”
اشار المجلس الاميركي للسياسة الخارجية الى اندفاعة الدول الاوروبية “للعمل سوية مع ايران” في المستقبل القريب قبل بت الكونغرس بمصير الاتفاقية المشتركة والتي اضحت “حقيقة سياسية داخل الدول الاوروبية.” واردف ان الاتحاد الاوروبي سارع في المصادقة على الاتفاق “في غضون اسبوع من الزمن كرسالة واضحة للكونغرس الاميركي بأنه يتعين عليه العمل بالمثل.” وحذر المجلس من سرعة توجه الدول الاوربية لعقد صفقات تجارية متعددة مع ايران لاعتقاده بأنها “تفشل مفعول الارتداد السريع لفرض العقوبات التي وعد بها البيت الابيض .. وتشكيل ضمانة عملية لايران بأنها لم تعد مدرجة على قائمة الدول المنبوذة عالميا” بعد اليوم.