صمت الاستخبارات:أمير أورن
في الحرب الدائرة بين نتنياهو واوباما بسبب تصميم شخص واحد يهدد 8 ملايين اسرائيلي، لا تُسمع اصوات المسؤولين الوطنيين وتقديراتهم الاستخبارية: رئيس قسم الاستخبارات، الجنرال هرتسي هليفي، رئيس قسم البحث في الاستخبارات العسكرية، العقيد ايلي بن مئير، الذين يصمتون مثل الاسماك. إنهم يخفون الاصوات التي تسمع داخل الاستخبارات العسكرية حيث أن من الحيوي معرفة الدولة بها، التي أقسموا على خدمتها وليس خدمة رئيس الحكومة.
سلفيهما، افيف كوخافي وايتي بروم تجرآ على اخراج تقديراتهما. هؤلاء لا يريدان التورط أو الدخول في الجدل العلني أو اغضاب بنيامين نتنياهو.
لا مزيد من تشرين الاول 1973، لا مزيد من التأييد الأخرس لرئيس الهرم، اختفت فجأة. يتم التساوق مع اليمين. يأكلون بفم مغلق، فم واحد. يخفون الافكار المقلقة. يصورون جرأة لجنة اغرينات بتحمل المسؤولية للاستخبارات على أنها أداة فارغة ـ وكأنهم هم وليس المستوى القيادي والسياسي، يقررون العمل ـ وعندها نشر التقدير والتحذير حيث أنه اضافة إلى الجيش الاسرائيلي سيتحدثون ايضا مع الموساد ووزارة الخارجية.
عندما يخفي المستوى السياسي معلومات مصيرية عن الاستخبارات العسكرية حول خط القدس ـ واشنطن فان العملية تتشوش. ما كان هو ما سيكون. اجهزة التقييم الاستراتيجية التي اقيمت في العقود الاخيرة (قسم التخطيط في هيئة الاركان، هيئة الامن القومي) ضعيفة وصماء. نتنياهو الآن ليس فقط سيد الموساد المباشر بل هو ايضا وزير الخارجية الذي فرض على الوزارة رئيس هيئة ومدير عام. المستويات المهنية في الموساد ووزارة الخارجية مثلما في «الشباك»، حيث أن الخبراء يقومون بتقدير تأثير الصراع الاسرائيلي الأمريكي على قيام الفلسطينيين بخطوات دبلوماسية أو عنيفة. جميعهم مطيعون، رئيس الاستخبارات العسكرية ايضا، لكن محظور عليهم الكذب لأن الثمن الوطني يكون باهظا جدا.
الحديث يدور هنا عن ثلاث قضايا: التوازن مع ـ ضد الاتفاق النووي مع إيران؛ العلاقات الاسرائيلية الأمريكية التي تتأثر من الصدام بين نتنياهو واوباما، وغياب المعلومات الاستخبارية ـ التي هي خبز الاستخبارات العسكرية اليومي ـ ونتنياهو يتنازل عنها من اجل الاستمرار في عد اعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الذين يفضلونه على رئيسهم.
يوجد في الاستخبارات العسكرية من ينظر بايجاب إلى الاتفاق النووي. وتقديرهم هذا يتناقض مع الرفض المطلق لهليفي وقائد هيئة الاركان غادي آيزنكوت ورؤساء الاجهزة الامنية ـ يوجد ايضا شيء أخفي عن الجمهور وكأنه لم يكن ـ بخلاف أسرار الدولة. أين اختفى قسم الرقابة، الذي يفترض أن يتوقع حدوث الاشياء؟.
الاضرار لاسرائيل وحلفائها، يهود الولايات المتحدة، واضحة لكل مواطن. ليست كذلك الانفتاحية الاستخبارية الغير مسبوقة، والمواد الخام التي يتم جمعها عن طريق الأمريكيين خاصة في الجو والفضاء، في البحر والبر، والمقدمة لاسرائيل بشرط أن تكف عن التهديد بعمل خاص ضد كل العالم. يحرم نتنياهو اسرائيل من هذه القدرة الاستخبارية، والاخطر من ذلك: عندما يحرقون هو ويعلون النادي فانهما يحولان اسرائيل، كما يقول ضابط أمريكي رفيع المستوى، من زرقاء إلى حمراء.
نتنياهو الذي يخاف من نشر التقديرات الاستخبارية التي تناقض مواقفه، يريد منع الجمهور والكونغرس من رؤية الشرخ في الاستعراض الكاذب للجبهة الاسرائيلية الموحدة ضد الاتفاق مع إيران. الضباط الذين يتعاونون مع هذه الطريقة يُقصرون في مسؤوليتهم الوطنية.
هآرتس