الغاب: الأهالي يؤازرون الجيش في وجه «النصرة» علاء حلبي
مع ارتفاع وتيرة المعارك وتشعبها في ريف حماه المحاذي لإدلب في منطقة الغاب وصولاً إلى ريف إدلب الغربي، وارتفاع وتيرة الاختراقات، بين تقدم للجيش السوري من جهة وتقدم لـ «جيش الفتح»، الذي تقوده «جبهة النصرة»، من جهة أخرى، أصبح الحكم على شكل خريطة السيطرة أمر غير دقيق، فمواقع السيطرة تنتقل بين ساعة وأخرى.
واستقدمت «النصرة» تعزيزات، وصفها مصدر ميداني بأنها «كبيرة»، من ريف حلب للزج بها في هذه المعارك، فيما استقدم الجيش السوري تعزيزات كبيرة من حماه وريفها، الأمر الذي يعني أن المعارك مستمرة على هذه المحاور، وسط حالات نزوح لأهالي القرى الواقعة على خط التماس، والتحاق عدد كبير من أبناء هذه القرى بصفوف الجيش السوري والفصائل التي تؤازره دفاعاً عن قراهم.
وأشار مصدر ميداني، خلال حديثه إلى «السفير»، إلى أن تقدير الموقف العسكري ونقاط التمركز بشكل دقيق أمر شبه مستحيل، موضحاً أن «جبهة النصرة عمدت لفتح جبهات جديدة على تخوم قرية جورين التي تضم معسكراً كبيراً للجيش، في محاولة لإرباك تقدم الجيش على المحاور الأخرى، حيث وقع خرق في قرية البحصة، كذلك شهدت قرية القلعة خرقاً صغيراً، إلا أن الجيش السوري استدرك الموقف، خصوصاً مع توافد مئات الشبان من أهالي القرى القريبة والتحاقهم في صفوف القوات المقاتلة».
المصدر الذي يؤكد أن ما تنشره بعض المحطات المؤيدة للمعارضة هو عبارة عن «بروباغندا» وتهويل لاختراقات بسيطة وواردة، خصوصا مع توافد تعزيزات «النصرة»، يشدد أيضا خلال حديثه على أن «الجيش السوري لا يزال يثبت مواقعه، على معظم المحاور، باستثناء تل حمكي ومحطة زيزون التي قامت جبهة النصرة بتدميرها في وقت سابق»، مشيراً إلى أن «الجيش السوري يعمل في هذه المناطق وفق تكتيكات مشابهة لتكتيكات الفصائل المتشددة، حيث قام بتقسيم الأفراد إلى جماعات تتحرك بشكل زئبقي، بالتوازي مع غطاء ناري كثيف يؤمنه سلاحا الجو والمدفعية، في حين يستعمل العدو الصواريخ الحرارية بشكل مكثف».
وتدور معارك عنيفة في الوقت الحالي في بلدة الزيادية، في حين حصن الجيش مواقعه على طول الخط الواصل من القرقور حتى المنصورة، مرورا بتل واسط والزيارة.
وعلى الرغم من توقف العمليات العسكرية على المحاور التي فتحها الجيش السوري، سواء في ريف حماه أو ريف إدلب الغربي، والعمل في الوقت الحالي على تلافي وقوع أية ثغرات أخرى، يرى مصدر عسكري أن «الجيش السوري والفصائل التي تؤازره استوعبت الموقف بشكل كامل»، وأن «التقدم على محاور القتال مستمر»، مشيراً إلى أن «الخروقات التي حصلت في قرية البحصة تم تلافيها بعد توافد الأهالي من القرى القريبة والتحاقهم بصفوف المدافعين، الأمر الذي شكل حافزاً نفسياً كبيراً للمقاتلين، وأمن موارد بشرية كبيرة تمكن القوات الموجودة من متابعة عملها على شكل مجموعات صغيرة تتحرك بشكل سلس ومرن في مناطق شديدة الوعورة، خصوصا أن الأهالي هم بالأساس من أبناء هذه المناطق ويعرفون طبيعة مناطقهم بشكل جيد».
بدوره، شدد مصدر أهلي، خلال حديثه إلى «السفير»، على أن «سكان هذه القرى يعرفون جيداً الخطر الذي يواجهونه في حال حققت هذه الجماعات التكفيرية أي تقدم في منطقة الغاب»، التي تضم عدداً كبيراً من القرى التي تقطنها أقليات طائفية ودينية، مضيفاً: «اننا نعرف جيداً قيمة أرضنا، وسندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة، فالحرب هنا مصيرية ووجودية، نكون أو لا نكون».
إلى ذلك، أكد مصدر عسكري في ريف حمص أن قوات الجيش السوري وقوات الأمن التي كانت متمركزة في بلدة القريتين جنوب شرق حمص انسحبت من البلدة بشكل كامل، وتمركزت في محيطها بعد الهجوم العنيف الذي شنه مسلحو «داعش»، وذلك لإفساح المجال أمام القوات الجوية لتنفيذ ضرباتها على مواقع تمركز المسلحين، مقللا في الوقت ذاته من «الأهمية الإستراتيجية للبلدة» على عكس ما تناقلته بعض وسائل الإعلام.
وقالت مصادر أهلية، لـ «السفير»، إن مسلحي «داعش» اختطفوا أكثر من 150 مواطناً سورياً مسيحيا ينتمون إلى عائلات خوري ورحيل وطحان وملغوج وقمقم وسطاح، في حين منعوا بقية الأهالي من الخروج من القرية من دون دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل كل شخص.
وعن الأهمية الإستراتيجية للقريتين يقول المصدر: «صحيح انها تقع على طريق تدمر، إلا أنها ليست الطريق الوحيد إليها. أهميتها الإستراتيجية تكمن في كونها تحاذي قرى عدة تضم أقليات أبرزها مهين وصدد، إضافة إلى قربها من الشعيرات التي تضم مطاراً عسكرياً، وهو ما يعمل الجيش السوري والفصائل التي تؤازره على تلافيه، حماية للمدنيين من جهة، وزيادة في تأمين المطار من جهة أخرى».
وفي ريف حمص أيضاً، تصدت قوات الدفاع عن حقل جزل النفطي لهجوم عنيف شنه مسلحو «داعش»، في حين نفذت الطائرات الحربية غارات عدة على نقاط تمركز مسلحي «داعش» في تدمر.
وفي ريف اللاذقية أعلنت مصادر عسكرية سورية أن الجيش نفذ عملية في ناحية ربيعة بريف اللاذقية ( 60 كيلومتراً شمال مدينة اللاذقية)، الأمر الذي أدى إلى مقتل 36 مسلحاً، إضافة إلى تدمير شاحنة محملة بالذخائر.
(السفير)