قديح للشرق الجديد: قبل البحث في كيفية معالجة أزمة النفايات يجب محاسبة المسؤولين عن المشكلة
أكد الخبير البيئي الدكتور ناجي قديح ان الاستمرار في النهج السياسي والاستراتيجية التي يعمل عليها منذ 17 عاما الى الان في ملف النفايات فلن يتغير شيئ، وقال قديح في حديث لوكالتنا حول أزمة النفايات ومخاطرها البيئية، ان المطلوب هو التغيير في نهج التعاطي مع ملف النفايات في لبنان واعادة النظر في كل السياسة المرسومة، أي بدل التفتيش عن مطامر ومحارق والتعامل مع النفايات بمجملها دون تصنيف وفرزها لفئات، ففي بلدان العالم لا يتم التعامل مع النفايات بهذه الطريقة.
وتابع: ” يجب ان يعمل على تصنيف النفايات وتقسيمها، هناك نفايات خطرة وغير خطرة، نفايات صناعية ونفايات مستشفيات طبية ومنزلية، لذلك يجب تصنيفها والا نصل الى الكوارث كما يحدث الان”.
واضاف: “المطلوب من الحكومة والجهات الفاعلة في السلطة ان يجلسوا ويبحثوا باستراتيجية مختلفة تماما، قوامها اولا وضع تصنيف دقيق عملي للنفايات، توزيعها الى فئات والتعامل مع كل فئة حسب تكوينها وتركيبها وخصائصها ومميزاتها، وبالتالي وضع استراتيجية بيئية للتعامل معها، واستراتيجية معالجة تكون سليمة بيئيا”.
ورأى قديح: “ان وجود النفايات في المدن وشوارع المناطق السكنية اضافة الى انتشار المكبات العشوائية في كل مناطق لبنان، واشتعالها على مدار الساعة، ونشر ادخنتها وغازاتها السامة يشكل كارثة بيئية حقيقية، وقبل التحدث عن كيفية معالجتها يجب محاسبة المسؤولين عنها، لا يجوز ان يكمل هذا البلد بهذه الطريقة، يفعلون ما يريدون ويوصلون البلد الى كارثة حقيقية بموضوع الصحة والبيئة ولا احد يحاسب احد، وفي النهاية كلهم يتقاسمون المصالح والمكاسب”.
وقال قديح: ” ان الروائح والغازات والمواد الخطرة والسامة التي تشتعل، لها تأثيرات خطيرة على الصحة مباشرة وبعيدة المدى وخصوصا ان بين السكان فئات حساسة لديها هشاشة صحية من الممكن ان تتأثر بهذا التلوث أكثر من غيرها”.
واضاف، “هذه الكارثة مضى عليها اكثر من 17 يوما ولم تعالج، هناك استهتار فظيع من قبل وزارة البيئة والحكومة وكل الوزرات المعنية، وعلى كل المستويات”.
وتابع” المشكلة الحقيقية هي كيف نعالج مشكلة النفايات ونضع رؤية بيئية سليمة وكيفية التعامل معها وكيفية الفرز وكيف نعيد استعمال وتدوير انواع وفئات كثيرة منها وكيف نعالج النفايات العضوية ونستخرج منها ما هو مفيد للزراعة وغيرها، فنحن ندفع الاموال في وقت نستطيع ان نسترد اموال من هذه النفايات، حوالي خمسين او ستين بالمئة ، من خلال اعادة تدوير الكثير من المكونات كالورق، البلاستيك، الحديد، والمعادن وغيرها وبالإمكان معالجة المواد العضوية”.
وختم قديح: “السياسات التي تطبق منذ عشرين عاما الى الان هي التي تمنع التعامل بطريقة سليمة مع نفاياتنا وتحولها الى ازمة، وكارثة بيئية وصحية واضافة الى ذلك مصادرة اموال البلديات” .