300 شاب طرابلسي في صفوف «داعش» و«النصرة» جهاد نافع
يكاد لا يمر اسبوع الا ويتلقى الطرابلسيون اخبارا عن سقوط قتيل او انتحاري من ابناء طرابلس في صفوف «داعش» او «النصرة» في سوريا وفي العراق.
مسلسل سقوط القتلى من المنظمات الارهابية يبدو انه طويل وبلغ حتى الان اكثر من عشرين ضحية، وسرعان ما يسرع بعض الاهالي الى تنظيم مجالس العزاء لاولادهم الذين فقدوهم بغمزة عين حين افتقد بعضهم اولادهم فجأة ليتلقوا اتصالات هاتفية خارجية منهم «تزف» اليهم انباء التحاق هؤلاء الفتية الذين لا تتجاوز اعمارهم الـ 22 سنة بـ«داعش» او بالنصرة وبانهم «نفروا للجهاد في سبيل الله للالتحاق بحوريات العين في جنان الخلد».
اخبار الشبان الطرابلسيين المنضوين في صفوف المنظمات الارهابية التكفيرية تتوالى بين يوم وآخر… منهم من تبوأ مركزا قيادياً في «داعش» او في «النصرة». منهم أمير في الرقة ومنهم القاضي الشرعي وآخر المسؤول الامني والعسكري…
المحاكمات الاخيرة التي تجري في المحكمة العسكرية لبعض المتورطين خاصة في جرائم ذبح العسكريين كشفت خارطة طريق التحاق الشباب الطرابلسي المغرر به بدءا من المسجد في طرابلس حيث تلقى هؤلاء مبادىء التكفير والارهاب وحيث جرى غسل الادمغة والتعبئة والتحريض وتأمين نقلهم الى جرود عرسال والقلمون حتى الالتحاق بالمنظمات الارهابية التكفيرية… ومنهم من سافر عبر المعابر الشرعية الرسمية بحجة السياحة الى تركيا حيث يكون بانتظارهم «امراء دواعش» ينقلونهم الى «دولة الخلافة الداعشية في سوريا».
حسب احد المتابعين من القيادات الاسلامية في طرابلس، ان عدد الشباب من ابناء طرابلس والشمال الذين التحقوا بـ«داعش» و«النصرة» تجاوز الثلاثمئة شاب ممن بايعوا البغدادي ومنهم من بايع الجولاني وان العشرات منهم تمكنوا من الفرار يوم بدء الخطة الامنية وبعد المعركة الفاصلة التي حصلت في التبانة عند دخول الجيش اللبناني الى احياء التبانة الداخلية، فعمد العديد منهم الى حلق اللحى وتعديل ملامحهم والتسلل نحو جرود عرسال للالتحاق بالمنظمات الارهابية التي كانوا على تواصل معها،وسبقهم الى جبهات القتال مجموعات انتقلت اما عبر مطار بيروت او عبر مرفأ طرابلس وما إن يصلوا الى تركيا حتى يعمدوا على تلف جوازات سفرهم ويعبروا الى مناطق سيطرة التكفيريين.
شبان كثر في ريعان الشباب بعضهم انقطع عن مدرسته،ومنهم من سافر يأسا من اوضاع معيشية ظنا بان « دولة الخلافة» تؤمن له عملا وراتبا وزواجا والبعض الآخر هاجر كمشروع انتحاري بعد غسيل دماغ اشبع خلاله بان دين داعش او دين النصرة هو الاسلام وما عداه كفر وردة.
يشير المصدر الى ان بعض الشبان نشأ في بيئة حاضنة للفكر الاصولي التكفيري ولم يكن مستغربا اتجاه اولادهم نحو هذا الفكر الذي ترعرع وسطه، والبعض الآخر انجرف في الموجة الاصولية السلفية التكفيرية والتي بلغت ذروتها اثر اندلاع الازمة السورية فاصبح اطلاق اللحى والشعر وارتداء الملابس الافغانية «موضة» شاعت بين الشباب ولعبت بعض المساجد دورا بارزا في عمليات جذب الشباب التي ترافقت مع اغراءات مادية ومعنوية شتى.
عشرات من الطرابلسيين… من ابو سليمان الطرابلسي الى ابو عمر وابو بكر وصولا الى ابي القاسم اللبناني الذي نعى منذ ايام قليلة شبانا هجروا مدينتهم وهاجروا ليلقوا المصير المحتوم ..بعض الاهالي اعتبر ان اولادهم قضوا شهداء في سبيل الله،وامهات اخريات اعتبرن ان احدا غرر باولادهن واقنعوهم بقتال لا طائل منه ..
اما القضية التي يعاني منها بعض الاهالي في طرابلس فهي ان شبانا قرروا العودة الى لبنان بعد أن وصلوا الى الاراضي السورية فاذا بهم وسط مجموعات ارهابية تمارس كل اشكال الاجرام التي لا تمت الى الاسلام بصلة وعند عودتهم اوقفوا بتهمة الارهاب ومضى عليهم ما يقارب السنة دون محاكمة لجرم وحيد ارتكبوه انهم دخلوا الاراضي السورية لايام وندموا فعادوا مما دفع بآخرين الى الامتناع عن العودة بانتظار تسوية اوضاعهم خشية توقيفهم.
احد اولياء امر هؤلاء الموقوفين اعرب عن اعتقاده ان استمرار سجن اولادهم سيؤدي بالنتيجة الى تخرجهم من السجن اكثر حزما وتصميما في الانتماء الى الفكر الارهابي التكفيري سيما انهم على قناعة ببراءتهم من تهمة الارهاب خصوصا انهم لم ينتظموا في صفوف المنظمات ولم يرتكبوا على الاراضي اللبنانية اي مخالفة قانونية.
(الديار)