خيانتنا جميعا: عكيفا الدار

لو أن مخلوقا فضائيا سمع النقاش المكثف في موضوع مصيري بخصوص وجهة زهافا غلئون لكان اقتنع أن مصير حكومة اسرائيل ومصير الشرق الاوسط متعلق بحزب ميرتس. أفضل المحللين تساءلوا إذا كان حزب اليسار الصهيوني يجب أن يتمسك بحل الدولتين والانضمام إلى المعسكر الصهيوني، أم طلاق الفكرة الصهيونية والاتحاد مع القائمة المشتركة. كان يمكن الاعتقاد أن مفتاح تغيير الحكم موجود في يد الحزب الصغير.

يبدو أن الجميع قد نسوا الانتخابات الاخيرة التي أعطت المفتاح لحزب»كلنا»، وهو حزب شاب قدم نفسه على أنه «يمين عقلاني» في الوسط. وعشية الانتخابات ميز كحلون نفسه عن الجناح المتطرف في الليكود واعتبر نفسه «ليكودي مع قناعات ليكودية مثل بيغن في حينه». ومن اجل التشبه بالليكود القديم قدم كحلون مرشحين مع مواقف براغماتية معتدلة. كاستمرار لمناحيم بيغن ـ الزعيم الذي انسحب من سيناء واحترم محكمة العدل العليا ودافع عن الأقلية العربية ـ ووعد كحلون بالحفاظ على الديمقراطية.

حتى وقت اغلاق الصناديق أمل المعسكر الصهيوني أن يوصي كحلون رئيس الدولة رؤوبين ريفلين بمنح اسحق هرتسوغ مهمة تشكيل الحكومة. وبعد أن تبين أن نتنياهو باقٍ في السلطة، بقي المتفائلون في معسكر السلام (مثل كاتب هذه المقالة) مع كذبة أن كحلون واصدقاءه سيكبحون تدهور بيبي وجماعته إلى الهامش العنصري.

هذه الكذبة تبخرت ايضا. إذا تحول رؤساء المعسكر الصهيوني إلى رائحة زائدة في المعارضة لنتنياهو، فان «كلنا» سيكون ورقة التوت في الائتلاف. وفي قمامة رئيس يوجد مستقبل، يئير لبيد، الذي لا يفوت أي فرصة للتهجم على من يعتبره يساريا، ويتذكر احيانا انتقاد نتنياهو، لم تبق أي سهام للمتعاون في حكومة شموتريتش ـ ليفين. وهم يتهمون زهافا غلئون بالانتهازية وخيانة مباديء الحزب.

نتنياهو زعيم حزب يميني آخذ في التطرف. نفتالي بينيت يستمر في أداء المهمة لمن يعيشون في بيت ايل. الاحزاب الحريدية مخلصة بطبيعتها لمصالح جمهورها. «كلنا» الذي وعد بأن يمثل التيار المركزي في المجتمع الاسرائيلي هو الشريك الوحيد في الائتلاف الذي يخون ناخبيه.

«كلنا» وعد في برنامجه الانتخابي أن يعمل على دفع الاتفاق مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين.

يوآف غالنت، الثاني في القائمة، طلب في حملة من الحملات الانتخابية الاكتفاء بالبناء في الكتل الاستيطانية الكبيرة من اجل تمكين الفلسطينيين من التواصل الجغرافي الحيوي وادارة حياتهم في كيان مستقل. حاليا وزير المالية كحلون هو عضو في الكابنت الذي يحرك البناء في المناطق، ووزير البناء غالنت وقف صامتا أمام وعد نتنياهو المصادقة على بناء مئات الوحدات السكنية للخارجين على القانون في بيوت دراينوف، كتعويض لمن هاجم الشرطة والقضاة.

هذه جريمة يشارك فيها عشرة اعضاء حزب «كلنا». «كلنا» ليس «الليكود ذات مرة»، بل هو جزء من الليكود مع مواقف خطيرة. وكحلون ليس تقليدا لبيغن بل هو بوق لنتنياهو.

هآرتس