من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : النفايات تهدّد بيروت مجدداً.. ورواتب أيلول غير مضمونة مفاجأة بري: لن أعطي صوتي لعون إلا إذا..
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والثلاثين بعد الأربعمئة على التوالي.
لم يكن ينقص اللبنانيين سوى موجة الحر الشديد حتى يكتمل الحصار الذي يفرضه “تحالف” أزمات النفايات والكهرباء والشغور الرئاسي والشلل النيابي والتعثر الحكومي.
وحدها مهرجانات الصيف العابرة للضغوط والمناطق بدت بمثابة “رئة” للتنفس، تمنع الاختناق الكامل أو.. تؤجله.
وبينما تُستأنف اليوم جولات الكر والفر بين “شبه الدولة” والنفايات المرشحة للتصدير، ينعقد مجلس الوزراء الأربعاء المقبل، في جلسة “تحضير أرواح” كما أسماها أحد الوزراء، فيما رجحت مصادر سياسية انعقادها “على حافة الهاوية”، لا سيما أنها ستكون في مواجهة استحقاق شغور مركز رئيس الأركان في الجيش اللبناني مع انتهاء خدمة اللواء وليد سلمان، الجمعة المقبل.
وأغلب الظن أن وزير الدفاع سمير مقبل سيقترح من باب رفع العتب بعض الأسماء لتولي هذا المركز، فإذا تم التوافق على اسم معين يجري تعيينه، وإذا تعذر ذلك ـ وهذا ما سيحصل كما يؤكد العارفون ـ يلجأ مقبل إلى التمديد لسلمان من خلال قرار تأخير تسريحه في اليوم التالي (الخميس)، وهو السيناريو الذي سينطبق أيضا على العماد جان قهوجي في جلسة الأربعاء أيضا، على أن يسري مفعول التمديد للأخير اعتبارا من 24 أيلول المقبل.
وفي هذه الحال، تنتقل الكرة إلى ملعب “التيار الوطني الحر” الذي سيحدد، “بمن حضر” من الحلفاء، مسار التصدي لهذا القرار ومساحة الرد، وسط توقعات بأن يتحرك الشارع البرتقالي على نطاق واسع يتعدى حدود التحرك المحدود في المرة السابقة، وذلك بالتزامن مع تكبيل الحكومة وشل قدرتها على اتخاذ أي قرار.
وإذا كانت قضايا من نوع أزمة النفايات والتعيينات الأمنية وآلية عمل الحكومة تفرض إيقاعها منذ فترة على جلسات مجلس الوزراء، فإن استحقاق الـ “يوروبوند” الذي أصبح داهما من حيث المهل الزمنية سيقتحم الجلسة المقبلة، بقوة دفع من النائب وليد جنبلاط ممثلا بالوزيرين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور اللذين سيطلبان تفويض وزير المال علي حسن خليل القيام بما يلزم، تجنبا لأية تداعيات اقتصادية أو مالية.
في هذه الأثناء، قال الرئيس نبيه بري لـ “السفير” إن اللبنانيين فقدوا زمام المبادرة على مستوى معالجة أزمة الشغور الرئاسي وتداعياتها، مشيرا إلى أن “اللبننة انتهت كليا، والحل أصبح خارجيا بامتياز”.
ولفت الانتباه إلى أن نضوج الحل المفترض يحتاج إلى بضعة أشهر، في انتظار أن يكون الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى قد أخذ مداه، معربا عن اعتقاده بأنه عندما يُقر هذا الاتفاق في الكونغرس، ويصبح نافذاً بمعايير الإدارة الأميركية، “ستبدأ مفاعيله بالظهور تباعا، وسيقف الجميع في الصف”.
أضاف بري: “على كل من يهمه الأمر ان يعلم أنني والرئيس تمام سلام واحد، وبالتالي فإن خيار استقالته مرفوض، ومن يدفع في هذا الاتجاه إنما يدفع نحو الخراب”. وتابع: انطلاقا من خبرتي وتجربتي مع رؤساء الحكومات السابقين، يمكنني التأكيد أن تمام سلام هو الأفضل بينهم، لكن للأسف فإن البعض ممن يتحمس لسقوطه لا يزال يحتاج إلى الكثير حتى يصبح متمكنا في السياسة.
واستغرب بري كيف أن العماد ميشال عون لا يزال يصر على اعتبار مجلس النواب الحالي غير شرعي، بسبب التمديد، وفي الوقت ذاته لا يجد حرجا في أن يطلب من هذا المجلس انتخابه رئيسا للجمهورية. ويضيف: أنا شخصيا لا أقبل هذا المنطق، وأرفض التصويت لمن يقول عني إنني غير شرعي، وإذا كان الجنرال يريد أن يتمسك بهذا الطرح، فأنا من جهتي أتمسك باحترام كرامتي وكرامة المجلس.
من جهة ثانية، كشف وزير المال علي حسن خليل لـ “السفير” أن الدولة تواجه استحقاقات مالية من الآن وحتى نهاية العام الحالي بقيمة مليار و300 مليون دولار أميركي، من ضمنها 500 مليون دولار دفعة مستحقة في السابع من آب الحالي، وهي عبارة عن استحقاقات سندات دين (يوروبوند) سيتولى مصرف لبنان المركزي دفعها. وقال إن وزارة المال تمكنت مبدئيا من إيجاد تغطية قانونية لهذه السندات كلها (يوروبوند) من خلال إصدار تتولاه وزارة المال بناء على رأي هيئة الاستشارات والتشريع في وزارة العدل.
وأشار خليل إلى أننا في كل الأحوال نحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء من أجل القيام بالإصدار والاستبدال.
وأكد خليل لـ “السفير” أن قضية دفع الأجور والرواتب لموظفي القطاع العام بدأت منذ الآن تشكل عنصر ضغط على وزارة المال، وقال إنه في إحدى الوزارات لن يكون بمقدورنا منذ الآن دفع الرواتب، وهذه المشكلة ستتفاقم في نهاية أيلول المقبل.
الديار : جنبلاط والحريري أصرّا على التمديد لسلمان سنتين وعون خسر الجولة أزمة النفايات تعود هذا الأسبوع و”قطبة مخفيّة” تمنع الشركات من المناقصة شخصيّة سريّة تقوم بوساطة بين العماد ميشال عون والرئيس تمام سلام
كتبت “الديار”: هذا الاسبوع، سيشهد عودة ازمة النفايات بعدما فشلت اللجنة الوزارية في ايجاد حل للمطامر، وبعدما رفضت الحكومة عرض المانيا استيراد نفايات لبنان اليها بسعر ممتاز. و”القطبة المخفية” هي ان الشركات امتنعت عن تقديم اوراقها وعروضها الى المناقصة بشأن نفايات مدينة بيروت. و”القطبة المخفية” هي ان الادارة اللبنانية الملأى بتعيينات تيار المستقبل، عرقلت تقديم الشركات عروضها من اجل نقل نفايات بيروت وجبل لبنان وفرزها ومعالجتها، وذلك من اجل ان تبقى “سوكلين” هي الشركة الوحيدة المسؤولة عن ملف النفايات.
وهكذا، بعد ان يمتلىء مكب النفايات في الكرنتينا وعدم قدرة مجلس الوزراء واهماله اخراج النفايات الى خارج لبنان، فان ازمة النفايات ستعود وتملأ الشوارع في بيروت وجبل لبنان.
اما على صعيد مجلس الوزراء، فانه امام امتحان كبير يوم الاربعاء بشأن “الشراكة” المسيحية ـ السنية في اتخاذ القرار وتمسّك الرئيس تمام سلام بانه صاحب الصلاحيات، فيما يصرّ التيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشال عون على “الشراكة” في القرار بغياب رئىس الجمهورية، على اساس انه المكوّن المسيحي الاكبر ولا تعارضه القوات، وهي قوة مسيحية كبيرة.
بحث آلية عمل الحكومة قد يمرّ، لان الرئىس نبيه بري وحزب الله وضعا خطا احمر لتطيير الحكومة، وقد يجري تجميدها، ولكن وزير الدفاع سيقدّم 3 أسماء من رتبة عميد من الطائفة الدرزية لرئاسة الاركان، ولن ينال اي اسم الاكثرية.
والسيناريو واضح : كما تم التمديد للواء بصبوص لمدة سنتين سيجري التمديد للعميد سلمان لمدة سنتين، بعدما اصرّ سعد الحريري ووليد جنبلاط على التمديد لمدة سنتين بدل اقتراح التمديد لمدة شهرين، اي لحين انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي في ايلول المقبل، لكن السيناريو ذاته سيتكرّر مع العماد قهوجي وسيتم التمديد لقائد الجيش لمدة سنتين.
جنبلاط والحريري ربحا الجولة، لان مقبل سيمدّد لرئيس الاركان وللعماد قهوجي لاحقاً، والعماد ميشال عون خسر الجولة، لكن مصدراً في التيار الوطني الحرّ قال لـ”الديار” ان كل خطوة تخرج عن “الشراكة” وعن الاصول الدستورية في التعيينات وغيرها ستلقى الخطوة المقابلة من قبل التيار، والتي ستسبب وجعاً كبيراً لمن سيرفض “الشراكة” والمقصود هنا الرئيس تمام سلام ومعه الحريري ووليد جنبلاط.
هذا وعلمت “الديار”، ان شخصية هامة سرية تقوم بوساطة بين العماد عون والرئيس تمام سلام قبل جلسة يوم الاربعاء كي لا ينفجر مجلس الوزراء، لأن الحكومة خط احمر، رغم ان التشاؤم يسيطر على نتائج هذه الوساطة القائمة بين التيار الوطني الحرّ والرئيس تمام سلام بالنيابة عن تيار المستقبل من قبل سلام.
وأكدت مصادر في “التيار الوطني الحرّ” ان مواجهة التمديد لسلمان ستكون “شي بيوجع وشي نوعي”، ولم تفصح المصادر عن كيفية الخطة الهجومية، مكتفية بالقول “ان كل خطوة سيقابلها قرار في وقته”.
وكررت المصادر “ان لا يحاولوا ان يجربونا، فنحن مستعدون للنهاية ولو كلّفت القضية جهداً وتعباً، فقد طفح الكيل مع هولاء الذين يحاولون المسّ بالكيان اللبناني”. وشددت المصادر على ان “المسايرة ممنوعة مع هذا الخط الانحداري الذي ينتهجه المسؤولون في الدولة ومن يحرّكهم، فنحن لسنا مستعدين ان نمشي معهم، ونحذرهم بانهم سيرون شيئاً لم يروه من قبل”.
الاخبار : المكبات العشوائية تتضخم : الزبالة راجعة! التمديد لرئيس الأركان الأربعاء والمعركة تستعر حول مديرية المخابرات
كتبت “الاخبار”: قدّم الرئيس تمام سلام موعد الجلسة الوزارية إلى الأربعاء بدل الخميس، علّ جلسة الحوار بين المستقبل وحزب الله تخفّف شيئاً من التصعيد المتوقّع في جلسة هذا الأسبوع وشلل الحكومة المحتمل. وفيما تستعر أزمة التعيينات الأمنية وتبرز أزمة تعيين مدير جديد لمديرية المخابرات، تستمر أزمة النفايات مع العوائق التي تعرقل خيار الترحيل إلى الخارج
لا تبدو أحوال الحكومة مع انطلاقة الأسبوع أفضل من تلك في الأسبوع الماضي. وإن كانت أزمة النفايات قد أجّلت “مرحلياً” الصدام الذي تنتظره القوى السياسية في الحكومة على خلفية ملفّ التعيينات الأمنية، فإن الجلسة التي قدّمها الرئيس تمام سلام إلى الأربعاء بدل الخميس، تنذر بتصعيد كبير يُعدّ له وزيرا التيار الوطني الحر وحلفاؤه من جهة، في مقابل تصعيد سلام ومن خلفه تيار المستقبل.
لكن التركيز والخلاف على التعيينات الأمنية لا يعنيان أن صفحة أزمة النفايات قد قُلبت، بل على العكس، الأزمة من دون حلّ حتى الآن، بينما تتكدّس النفايات في المكبات العشوائية وتخسر المكبات المؤقتة قدرتها الاستيعابية، فضلاً عن احتدام أزمة الكهرباء، التي ترافق الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، لا سيّما على الساحل.
فبحسب أكثر من مصدر وزاري، يصطدم خيار ترحيل النفايات إلى الخارج بأكثر من عائق، وهو الخيار الوحيد المتاح الآن، أوّلها عدم شمول أي اقتراح مقدم لتصور كامل عن العملية، إن لناحية جمع النفايات وفرزها الأوّلي أو لناحية مصيرها لاحقاً والكلفة، فضلاً عن عدم مراعاة النفايات اللبنانية للمواصفات الأوروبية لجهة نسبة الرطوبة فيها. وفي وقت انقطعت فيه الاتصالات بين الوزراء والقوى السياسية في عطلة الأسبوع، تتضخم أزمة المكبات العشوائية التي باتت تنتشر في قرى الشوف والمتن وعاليه وكسروان وجبيل وبيروت الكبرى، فضلاً عن النفايات التي تتكدّس في شوارع وطرقات الجبل، بالتزامن مع انخفاض قدرة المكبات الحالية في بيروت وجبل لبنان على استيعاب كميات إضافية، وبعضها قد يصل إلى الذروة في غضون أيام. وأمام استمرار أزمة النفايات التي قد تعود إلى التكدس في شوارع بيروت في أي وقت، تبدو القوى السياسية في حيرة من أمرها وفي تنازع واضح، حتى بين تلك المتحالفة كالنائب وليد جنبلاط وتيار المستقبل. وقرأت أكثر من جهة سياسية التراشق الإعلامي بين الصحافي نديم قطيش المحسوب على الرئيس سعد الحريري، والوزير وائل أبو فاعور، على أنه انعكاس لصراع جنبلاط ــ الحريري، فيما حصرت مصادر الطرفين الأمر في إطاره الإعلامي.
وتعلّق مصادر التيار الوطني الحرّ على أزمة النفايات بالقول إن “أزمة النفايات مسؤولية الدولة”، مستندةً إلى كلام الوزير نهاد المشنوق عن “مسؤولية الإدارة”، إلّا أن المصادر تفسّر “الإدارة” في كلام المشنوق بأنها “مجلس الإنماء والإعمار … يعني بيت الحريري وتيار المستقبل، هم أوجدوا المشكلة حين لزّموا سوكلين
وتعاملوا مع هذا الملف طوال السنوات الماضية، وعليهم تقع مسؤولية إيجاد الحلول”.
ولم يكُن خيار سلام تقديم موعد جلسة الحكومة ناشئاً عن فراغ، بل من مخاوف حقيقية
البناء : كيري ولافروف في الدوحة… وسلمان إلى موسكو… والحوثي مرتاح لعدن تقدم عسكري سوري من الحسكة لتدمر والزبداني… ولا منطقة عازلة الحكومة ترتفع حرارتها الأربعاء… والتمديد لرئيس الأركان قد يفجرها
كتبت “البناء”: على إيقاع التفاهم على الملف النووي الإيراني ترسم واشنطن سياستها الشرق الأوسطية، فـ”التفاهم سيجعل المنطقة أكثر أمناً” كما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري من القاهرة التي غادرها إلى الدوحة حيث سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف، وجدول الأعمال دسم ومحوره عناوين التسويات المتصلة خصوصاً بالملفين السوري واليمني.
موسكو لم تعد مجرد لاعب مؤثر لا بدّ منه في الوساطة مع دول وقوى محور المقاومة، فالعلاقة الروسية السعودية تتقدّم وستبلغ مرحلة من التنسيق مع زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو في الخريف المقبل كما قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي يتولى متابعة ملف هذه العلاقة، خصوصاً لجهة تطبيق ما تمّ الاتفاق عليه في اللقاءات التي عقدها ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان في موسكو، ومحورها السير في تطبيع العلاقات السورية السعودية، ووضعها على سكة حوار بدلاً من المواجهة، وترجمة ذلك بالخروج السعودي من الحرب على سورية، ولو على قاعدة ربط النزاع بدلاً من التوافق الذي لا يبدو سهلاً بعد المدى الذي بلغه التورّط السعودي في الحرب على سورية، والسقوف العالية للخطاب السياسي العدائي الذي يحتاج التراجع عنه إلى وقت وسلالم متحركة تجعل التموضع الجديد سلساً ولا يؤدي إلى خسائر كبيرة.
لا يبدو أنّ واشنطن بعيدة عن موسكو في هذا التعاون لتلقف السعودية الغارقة في اليمن والعاجزة عن الانسحاب من دون مساعدة دولية، ويتكامل طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقيام حلف إقليمي لمحاربة الإرهاب يضم سورية والسعودية والأردن وتركيا مع دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى قمة روسية تركية سعودية إيرانية لوضع أطر الحلّ السياسي في سورية.
تابعت الصحيفة، ويبقى الميدان العسكري في سورية هو صاحب الكلمة الفصل حيث يسجل الجيش السوري والمقاومة إنجازات لافتة ممتدة على طول جبهات القتال، من الصمود وإفشال محاولات التقدّم والاختراق التي تعرّضت لها محاور حلب ودرعا، إلى التقدّم المتواصل لقوات الجيش والمقاومة في جبهات الحسكة التي أعلنتها دمشق منطقة آمنة بعد طرد جماعات “داعش” منها، وتدمر حيث تمكن الجيش السوري من وضع يده على المزيد من المواقع التي جعلت تنظيم “داعش” في حصار تامّ تقريباً بعد النجاح في السيطرة على مواقع شمال شرقي تدمر بالإضافة للطوق الجنوبي والغربي، بينما في الزبداني سجلت وقائع المعارك سيطرة الجيش والمقاومة على أحياء جديدة حصرت المجموعات المسلحة في آخر النقاط التي تتمركز فيها ضمن مساحة لا تتعدّى ثلاثة كيلومترات مربعة، تدور فيها المعارك من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع.
لبنان الذي اجتاحته موجة حرّ شديد تخيّم على حوض المتوسط، ينتظر حرارة عالية لجلسة الحكومة يوم الأربعاء، على خلفية اقتراب موعد تسريح رئيس الأركان في الجيش وترجيح اللجوء إلى تمديد بقائه في الخدمة لسنتين ما قد يفجر الحكومة ويضع مصيرها في المجهول ما لم تحدث معجزة أو مفاجأة سريعة تقطع طريق التدهور.
ويبدو أن الحرارة المرتفعة التي وصلت إلى أكثر من أربعين درجة، ستترافق مع حرارة حكومية يوم الأربعاء، في ظل أجواء التشاؤم التي لا تزال مكانها في ما يتعلق بالتعيينات العسكرية وآلية العمل، وطرح وزير الدفاع الوطني سمير مقبل تأخير تسريح رئيس الاركان اللواء وليد سلمان لسنتين.
وتجري الاتصالات مكثفة على أعلى المستويات لمعالجة الوضع القائم ضمن سلة متكاملة تنهي الشلل الحكومي وتعطيل المجلس النيابي.
وشددت أوساط سياسية في 14 آذار لـ”البناء” على “أن لا خيار إلا التمديد لرئيس الأركان وقائد الجيش، ولن نسمح أن يتمدد الفراغ إلى المؤسسة العسكرية”. وشددت على “أننا كفريق 14 آذار لن نقبل بإجراء أي تعيينات عسكرية قبل انتخاب رئيس للجمهورية”.
ورجحت مصادر التيار الوطني الحر أن يكون الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الشخصية التي يتداول وسائل الإعلام بها أنها تقوم بوساطة بين كل الأطراف السياسية لحل الأزمة الحكومية لأن السيد نصرالله هو الوحيد في لبنان القادر على لعب هذا الدور أو من ينوب عنه.
ولفتت المصادر إلى أن اتصالات مكثفة تجري على أكثر من صعيد لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة وخلق أجواء من الهدوء وهذا ما يفسر التأجيل المتكرر لجلسات مجلس الوزراء، لكنها نفت الوصول إلى أي نتيجة تذكر.
وأسفت المصادر أن تأتي ذكرى عيد الجيش هذا العام في ظل هذه الأجواء التي تعيشها البلاد والجيش الذي لا يعطى القيمة والتقدير اللازمين للقيام بدوره وواجبه وهو الذي يبدي استعداداً تاماً في كل المواجهات التي تطلب منه.
ودعت المصادر إلى تأمين الجو السياسي الملائم للجيش للقيام بدوره الوطني من خلال الوصول إلى تسوية شاملة وتفاهمات في ملف التعيينات الأمنية وتسليح الجيش والحفاظ على عناصره وضباطه وليس فقط من خلال التصاريح بل بالفعل، كما عبرت المصادر عن أسفها من عدم تنفيذ الوعود المتكررة لتسليح الجيش بالأسلحة المتطورة في حين المطلوب منه مواجهة الإرهاب على الحدود، والسبب كما أشارت المصادر إلى أن لا إرادة سياسية بتسليح الجيش وفيتو “إسرائيلي” على التسليح في ما “إسرائيل” تتجهز وتستعد وتتسلح بأحدث أنواع الأسلحة من الولايات المتحدة وغيرها”.
ولفتت المصادر إلى “أن الاتفاق الذي تم بين العماد ميشال عون ووزير الدفاع سمير مقبل يخالف أي خيار بالتمديد لرئيس الأركان الحالي، فالاتفاق بين عون ومقبل تم على طرح ثلاثة أسماء لمنصب رئيس الأركان والتوافق على تعيين أحدهم، إلا أن المصادر حذرت من أن التمديد لرئيس الأركان الحالي يعتبر تمهيداً للتمديد لقائد الجيش جان قهوجي في منصبه.
ورأى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن الفرصة لا تزال سانحة للعودة عن الخطأ، وقال: “بيدهم أن يعطلوا عمل الحكومة وأيضاً بيدهم أن يصححوا بالعودة إلى الحكومة وإلى إنتاجيتها”.
النهار : المجتمع الدولي يتخلّى عن تعليم اللاجئين! “التيار” قدّم مبادرة للتعيينات: “لا” للتمديد
كتبت “النهار “: لعل الملفات التي باتت تحاصر الحكومة أكبر من ان تحصى، فإلى النفايات التي تغرقها وتغرق البلاد من دون توافر أي حل حتى الآن في ظل الخلاف على آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، فان ملف التعيينات العسكرية يحل مع انتهاء ولاية رئيس الاركان الجمعة المقبل من دون اتفاق على تعيين بديل منه ايضا، اضافة الى ملفات حيوية أخرى، منها تلويح هيئة التنسيق النقابية بالتحرك في الشارع مجدداً وخصوصا مع ازدياد الكلام عن امتناع وزارة المال عن صرف اموال الرواتب لشهر ايلول وعدم اقرار سلسلة الرتب والرواتب. وبرز امس ملف جديد اثاره وزير التربية الياس بوصعب اذ لفت من النبطية الى أن “في المدارس الرسمية حالياً 250 الف تلميذ لبناني مقابل 400 الف سوري وعدد آخر ينتظر دوره، وهذا الرقم سيضاف إليه كما سمعنا 37 ألف تلميذ فلسطيني بعدما تحدثت “الأونروا” عن إمكان إقفال 58 مدرسة، فماذا نفعل؟ المجتمع الدولي مقصر، هذا المجتمع الدولي الذي دفع مليارات الدولارات على الحرب في سوريا والعراق، اليوم يبخل في ان يدفع بعض الملايين لتعليم تلامذة هجّرهم وشردهم (…)”.
حماوة الملفات، تضاف اليها حرارة مرتفعة لامست الاربعين درجة مئوية وهي تستمر أياماً، لم تنعكس على الاتصالات السياسية الباردة على رغم الخطوط الحمر التي يلتزمها الافرقاء في الحكومة لعدم التفريط بهذا المكون الجامع، والممثل للسلطة الاجرائية في ظل الشغور الرئاسي المستمر منذ نحو سنة وثلاثة اشهر.
واذا كان الرئيس تمّام سلام حدد الاربعاء موعداً لجلسة مجلس الوزراء، لمشاركته والرئيس نبيه بري في تدشين قناة السويس الجديدة في مصر الخميس، فإن لا توقعات ان تكون الجلسة مختلفة عن سابقتها، شكلا أو مضموناً، بل ان المتشائمين يرون انها الجلسة الاخيرة قبل عطلة قسرية تمتد الى ايلول المقبل. فالخلاف على آلية اتخاذ القرار مستمر، و”التيار الوطني الحر” مدعوماً من “حزب الله” لم يتنازل عن هذا المطلب، علماً ان خصومه ينتظرون منه تحديد خياره بين الاجماع أو الأكثرية، اذ من خلال الاجماع لن يستطيع كسب تعيين قائد للجيش أو رئيس الأركان لان الاجماع معطل للقرارات، وقد وافق “التيار” سابقاً على قرارات بالأكثرية مثل الجامعة اللبنانية والنفايات في كانون الثاني الماضي ولجنة الرقابة على المصارف.
و”التيار” لا يزال ينتظر مبادرة حسن نية، وفق مصادره، في موضوع التعيينات العسكرية، وهو لن يرضى من التعيين بديلا. وعلمت “النهار” ان العماد ميشال عون، لدى استقباله وزير الدفاع سمير مقبل الاسبوع الماضي، لم يكتف بابلاغه قبوله بحل يتم التوافق عليه في المراكز الامنية، بل انه حمّله اقتراحاً مكتوباً يتضمن مبادرة لتوفير حل للتعيينات تحفظ كرامة الجميع، وتتوافق والقوانين المعمول بها، كما ابلغه ان هذه الورقة التي سماها “مسودة مرسوم مبرمج للتعينات” في كل المواقع العسكرية الشاغرة قد تكون الفرصة الاخيرة وعليه ان يعرضها على كل القيادات التي يلتقيها، أملا في التوصل الى تفاهم، وإلا فإن عون وتياره سيغسلان ايديهم من كل التفاهمات داخل الحكومة، لان الفريق الآخر وتحديداً ” تيار المستقبل” لا يلتزم كلمته. ورفض عون اقتراحات لترقية العميد شامل روكز الى رتبة لواء لتأخير تسريحه واعتبر الامر غير قانوني، لكنه تمنى على مقبل ان يسأل صاحب العلاقة. ويلوح “التيار” بالشارع مجدداً إذا اصدر مقبل قراره بالتمديد لرئيس الاركان قبل ان يعود للتشاور مع عون في اقتراحه. وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن هناك معلومات عن تحرك ميداني سيقوم به أنصار “التيار الوطني الحر” بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء لطرح مطالبه في شأن التعيينات وآلية عمل المجلس وستكون هناك جهوزية أمنية للحفاظ على النظام. ولفتت الى أن أمر التمديد لرئيس أركان الجيش صار مبتوتاً، في حين أن هناك إقتراحاً أن يطرح أيضا موضوع التمديد لقائد الجيش كي تتظهّر كل ردود الفعل مرة واحدة وليس بالتقسيط كما هو جار حالياً.
المستقبل : الشرخ يتّسع بين عين التينة والرابي وبري يحث سلام على تطبيق الدستور “ووزرائي معك” “عروض جدّية” لتصدير النفايات
كتبت “المستقبل”: حكومياً، يواصل التصعيد العوني مساره التهويلي التصاعدي تهديداً ووعيداً بالويل والثبور وعظائم الأمور ما لم تخضع “التعيينات” لرغبات الرابية “العسكرية” مدعومة برشقات تحذيرية ضاغطة من “حزب الله” على رئيس مجلس الوزراء تمام سلام تلوّح بكون المسار المؤسساتي الانحداري “سيدفع البلاد إلى واقع جديد خارج الحسبان” كما جاء على لسان النائب علي فياض في معرض تشديده على “ضرورة التمسك بالآلية القائمة في إدارة الحكومة والذهاب باتجاه التعيينات في 7 آب”. أما على الضفة السياسية الأخرى، فقد رصد زوار “عين التينة” أجواء تشي باتساع الشرخ بينها وبين “الرابية” ومواقف سياسية متباعدة ومتمايزة عن موقف “حزب الله” حيال الأزمة الحكومية في ضوء تجديد رئيس مجلس النواب نبيه بري حثّ رئيس الحكومة على العودة إلى اعتماد “الآلية” الدستورية في إدارة مجلس الوزراء، في وقت لفت على جبهة “كليمنصو” موقف متقدّم في الإعراب عن الاستياء الوطني المتعاظم من الاستبداد العوني التعطيلي للعمل الحكومي عبّر عنه الوزير وائل أبو فاعور بالقول: “لا يستطيع أي طرف سياسي أن يستبدّ بباقي الأطراف إلا إذا كان البعض يريد أن يجنح بنظامنا الديموقراطي باتجاهات أخرى”. أما في جديد أزمة النفايات، فبرز أمس ما كشفه وزير البيئة محمد المشنوق لـ”المستقبل” لناحية تلقي الحكومة “عروضاً جدّية” لتصدير النفايات إلى خارج لبنان.
اللواء: الإعتمادات المالية والنفايات تسابق الآلية إلى مجلس الوزراء الأربعاء الكهرباء” ع الوعد يا كمّون”.. وعون يؤكّد
كتبت “اللواء: فيما يستعد النائب ميشال عون لجولة جديدة من المماحكات في جلسة مجلس الوزراء بعد غد الأربعاء وفي الشارع حول ما يسميه “حقوق المسيحيين” وآلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، تتسلل مجموعة من الأزمات الواحدة تلو الاخرى: فبعد الفلتان الأمني المستشري من جرائم وقتل، واستفحال أزمة النفايات التي ترمى في الشوارع وصولاً إلى اعالي الجبال في كسروان والوهاد المنخفضة في أي مكان يمكن ان تصل إليه مجموعة من النفايات على طريقة رمي أولاد السفاح، وصولاً إلى أزمة تقنين غير مسبوقة، حيث ان ساعات التقنين في بيروت تجاوزت 12 ساعة يومياً، في حين ان ساعات التغذية في مدينة صيدا لا تتجاوز الـ4 ساعات، مع العلم انها على مقربة من الزهراني حيث ان اعطالاً طرأت على معمل توليد الكهرباء هناك، بالإضافة إلى معمل دير عمار في الشمال.
الجمهورية : غموض يلفّ جلسة الأربعاء…… ومعركة رئاسة “التيار الحر” انطلقت
كتبت “الجمهورية”: فيما تشير توقّعات مصلحة الأرصاد الجوّية إلى أنّ حرارة الطقس المرتفعة في آب اللهّاب ستبدأ بالانحسار في وقتٍ لاحق من هذا الأسبوع، فإنّ حرارة الطقس السياسي المرتفعة ماضيةٌ إلى مزيد من الارتفاع، ويرجَّح أن تبلغَ ذروتَها في جلسة مجلس الوزراء بعد غدٍ، والتي تنعقد في ظلّ دلائل على أنّ أيّ تقدّم في معالجة الملفّات الساخنة لم يسَجّل بعد، فأزمة النفايات ما تزال عالقة، وآليّة اتّخاذ القرارات في مجلس الوزراء أيضاً، والحوار منعدِمٌ في ملفّ التعيينات العسكرية والأمنية، الأمر الذي يوَلّد انطباعاً بأنّ الأزمة ستبقى هذا الأسبوع مكانَك راوِح.