المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو يضر بأمننا حلمي موسى
يبدو أن الصراع بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية على خلفية الاتفاق النووي مع إيران، ومعركة كسب الكونغرس، فاقم الأزمة بين الجانبين.
وبعد تبادل التحذيرات والتهديدات من جانب وزير الخارجية الأميركي جون كيري وكبار المسؤولين الإسرائيليين حول عواقب إقرار الاتفاق في الكونغرس من عدمه، يزور كيري المنطقة للاجتماع مع كبار المسؤولين فيها من دون أن يعرج على تل أبيب. ودفع هذا جانباً من المعلقين للتساؤل عما إذا كانت هذه ذروة الأزمة بين الحكومتين، أم مجرد مرحلة من مراحلها.
وأشارت صحف إسرائيلية إلى أن الأزمة بين إدارة الرئيس باراك أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو تتعمق، بدليل ما أعلنته الخارجية الأميركية عن أن كيري سيصل مطلع آب المقبل إلى المنطقة لزيارة بعض العواصم العربية، لكنه لن يحط في تل أبيب. وثمة أهمية لإعلان أنه لن يصل إلى تل أبيب، في ظل الأزمة القائمة حالياً بين الدولتين على الاتفاق النووي مع إيران.
وردا على سؤال عن سبب عدم توجه كيري لزيارة إسرائيل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن كيري «كان على تواصل مع رئيس الحكومة نتنياهو مرات كثيرة في الأسابيع الأخيرة، وتداول معه في الاتفاق. وهذا لا يعني أننا لا نجري اتصالات». واستذكرت وسائل الإعلام الإسرائيــلية واقع أن آخر مكالمة هاتفية بين كــيري ورئيــس الحكــومة الإسرائيلية كانت في 16 تموز بعد إعلان الاتفاق.
ومن المقرر أن يصل كيري إلى القاهرة الأحد المقبل ليجتمع إلى نظيره المصري سامح شكري في إطار الحوار الاستراتيجي بين الدولتين. كما سيصل في اليوم التالي إلى الدوحة ليجتمع مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي. ومعروف أن بعض دول الخليج العربي انتقدت الاتفاق النووي مع إيران، لكنها لم تخرج علناً من أجل إسقاطه على عكس الموقف الرسمي الإسرائيلي الذي يراهن على إسقاط الاتفاق في الكونغرس. ويشكل الاتفاق النووي مع إيران صلب زيارة كيري إلى الشرق الأوسط حيث سيحاول تفسير الاتفاق لدول مجلس التعاون الخليجي.
ولم يمر خبر عدم وصول كيري لتل أبيب في إطار جولة شرق أوسطية له من دون تعريض نتنياهو وحكومته لانتقادات المعارضة. وقال «المعسكر الصهيوني»، الذي يرأسه اسحق هرتسوغ وتسيبي ليفني، إن «سياسة رئيس الحكومة تدفع الولايات المتحدة إلى القفز عن إسرائيل وتلحق الضرر بأمن مواطنيها. وواقع أن كيري يقفز عن إسرائيل، رغم كونه في المنطقة، يشكل إثباتاً آخر على أن سياسة نتنياهو مع الأميركيين، ليس فقط لا تعزز أمن إسرائيل، بل أنها تضر بأمن مواطنيها وتدفع الأميركيين للبحث عن حلفاء آخرين في منطقتنا».
وكان الخلاف قد احتدم، ووصل حد إطلاق التهديدات قبل يومين، حين حذر كيري إسرائيل من مغبة تنفيذ تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. ورد مسؤولون إسرائيليون بأن تل أبيب لا تخضع للتهديد، ولن تتوقف عن مساعيها من أجل إسقاط الاتفاق. وحتى عندما حاجج الرئيس باراك أوباما بأن خصوم الاتفاق لديهم مبررات سخيفة، رد نتنياهو بأن أنصار إيران في سوريا ولبنان يحتفلون بانتصارها في الاتفاق.
ووصف نتنياهو الاتفاق النووي مع إيران بأنه «منح مشروعية دولية لتسلح إيران النووي»، بعد أن كان أوباما أكد أن لا بديل أبداً عن الاتفاق. وكان هذا جزءا من السجال المتصاعد بين المسؤولين في الحكومتين في إطار الصراع لإقناع مجلسي الكونغرس بالتصويت إلى جانب الاتفاق أو ضده.
وبدت الخيبة واضحة على كيري الأسبوع الماضي حين تطرق، في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، إلى العلاقات المتوترة بينه وبين إسرائيل. وقال «خدمت 29 عاماً في مجلس الشيوخ، وأنا فخور جداً بأنني صوتّ 100 في المئة لصالح دعم إسرائيل طوال تلك الفترة. ولا أحد عمل في السنوات الأخيرة أكثر مني من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط». وشدد على أنه التقى بنتنياهو وزار إسرائيل أكثر من أي وزير خارجية أميركي في التاريخ. وقال أنه يعتبر نتنياهو صديقاً، وأنهما يتحدثان، ومن «الواضح أننا لا نتفق حول الاتفاق، وقلت له مشاعري. ولكني بالتأكيد أؤمن بما نفعل. ونحن نوفر لإسرائيل الأمن والسلام. فلا بدائل أخرى أمامنا».
(السفير)