مقالات مختارة

مخاطر صحية ملاك مكي

 

يتفق خبراء الصحة على أن المضار الصحية لحرق النفايات أخطر من تكدسها في الشوارع. تشرح أستاذة العلوم الصحية البيئية في «الجامعة الأميركية في بيروت» الدكتورة مي جردي، في حديثها لـ «السفير»، أن حرق النفايات يؤدي إلى انبعاث غازات مُلوِّثة، مثل غاز أحادي أكسيد الكربون، أكسيد النتروجين، وأكسيد الكبريت، ومادة الديوكسين. تؤثر تلك الغازات في الجهاز التنفسي خصوصا عند الأطفال والمتقدمين في العمر، والذين يعانون أمراض الربو، أو في الجهاز التنفسي.

يزيد ارتفاع درجة الحرارة من وتيرة تحلل المواد العضوية الموجودة في النفايات، ما يؤدي إلى انبعاث غاز الميثان المضر بالجهاز التنفسي. تضيف رئيسة دائرة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة العامة الدكتورة عاتكة بري أن حرق مواد البلاستيك يؤدي إلى انبعاث غازات مسرطنة على المدى الطويل. من جهة أخرى، يؤدي تراكم النفايات إلى تكاثر القوارض والحشرات التي تنقل أمراضا معينة مثل داء الليشمانيا (آفة جلدية)، واللدغات الجلدية. وفي حال لامس الذباب الأطعمة يلوثها، ويسبب التسمم الغذائي.

وكانت «السفير» نشرت في 23/07/2015 أنواع الجراثيم التي يمكن أن تنتقل بواسطة الذباب الذي يلوث الأطعمة والمياه، أو عبر لمس النفايات مباشرة، ثم تناول الأطعمة بالأيادي الملوثة ومنها: البكتيريا التي تسبب أمراض التيفوئيد، أو الكوليرا، أو بعض الطفيليات التي تسبب امراضا جلدية، أو بكتيريا المتدثرة الحثرية (chlamydia trachomatis) التي تسبب التهابا في غشاء العين، أو بكتيريا الإشريكية القولونية (E.coli) وبكتيريا المكورة العنقودية (staphylococcus) التي تلوث المياه والأطعمة. ويزيد خطرُ تكاثر الجرذان انتقالَ داء البريميات (leptospirosis). مع الإشارة إلى ان خطر انتقال الجراثيم من النفايات عبر الهواء ضئيل، وإمكانية تلوث شبكة مياه الشرب ضئيلة، وإلى أن مادة الكلس تحد من تكاثر الحشرات والقوارض على أكوام النفايات.

في المقابل، تؤكد بري على ضرورة عدم نشر الذعر والهلع بين المواطنين في شأن انتشار داء الملاريا لأن المرض غير مستوطن في لبنان. ودعت وزارة الصحة المواطنين إلى «الامتناع عن حرق النفايات بسبب مخاطر الغازات المنبعثة، وإمكانية انفجار بعض العبوات مثل عبوات مزيل الرائحة وغيرها، والتخوف من امتداد الحرائق في ظل درجة حرارة مرتفعة، وعدم رش المبيدات بشكل عشوائي، إذ تحتوي بعض المبيدات غير المرخصة على مواد سامة تسبب بكارثة بيئية في حال حرقها».

يشير المتخصص في طب العائلة الدكتور سني حليس لـ «السفير» إلى أن وضع الأفراد الكمامات في الشوارع ليس أمرا ملزما بل يصبح ضروريا في حال اندلاع حريق لتفادي الانبعاثات السامة. وينصح حليس بأهمية المحافظة على النظافة الشخصية من خلال غسل اليدين بشكل دوري، والتنبه إلى نظافة الأطعمة ونوعية المطاعم التي تحضرها. وينبه الأشخاص الذين يربون حيوانات أليفة إلى ضرورة إبعاد تلك الحيوانات عن مكبات الزبالة لخطر اصابتها ببعض الجراثيم ونقلها إلى الأفراد.

النصائح والشروحات، وفق جردي، هي مسكنات للآلام بينما يكمن الحل في إزالة النفايات من الشوارع.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى