جديد المقاطعة وجنون الكيان د.فايز رشيد
الاتحاد الأوروبي يفرض المقاطعة على البنوك «الإسرائيلية» بسبب استثماراتها وأنشطتها في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
الجهاز المصرفي في الكيان يهتز بقوة نتيجة هذه الخطوة.
كما أكدت وسائل إعلام «إسرائيلية» أنه لا يوجد بنك «إسرائيلي» واحد لن تطاله المقاطعة لأنه لا يوجد بنك ليس لديه نشاط في المستوطنات.
آثار المقاطعة الأوروبية لهذه البنوك تسبب في حالة ذعر أدت إلى هبوط في أسهمها، وخاصة البنوك التي لديها نشاط ملموس خارج البلاد مثل «هبوعليم» و«ليئومي» و«ديسكونت»، بنسبة 2.5% تقريباً.
ظاهرة المقاطعة الأوروبية للبنوك «الإسرائيلية» ليست جديدة، لكنها اقتصرت في الماضي على بيع مؤسسات مالية واقتصادية أوروبية حصصها في هذه البنوك.
أما الآن فالمسألة جوهرية أكثر وتتعلق بإمكانية فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على نشاط البنوك «لإسرائيلية» في أوروبا نفسها.
ونقل موقع صحيفة «غلوبس» الاقتصادية «الإسرائيلية» عن مسؤول رفيع المستوى في الجهاز المصرفي قوله إن «المستوطنات بالنسبة للأوروبيين هي القدس والجولان أيضاً» أي أن هذا متعلق بجميع البنوك.
إذ يدور الحديث عن تهديد يصعب قياسه، لكنه دراماتيكي.
وقد يتبين أن هذه الخطوة قد تكون الأهم في المقاطعة فالمسألة تتعلق بالبنوك، وهو تهديد كبير وفقا لاستنتاجات «لجنة شتروم»، التي تعمل هذه الأيام على زيادة المنافسة في المؤسسة المصرفية.
لقد أوضحت البنوك أنه ليس بمقدورها مواجهة خطر كهذا، كما أنه ليس من الصواب مواجهته.
حاول مسؤولون في البنوك التخفيف من الأمر، فقد اعتبر مسؤول حكومي أن «الحديث يدور عن توصيات هيئة استشارية تم رفعها للاتحاد الأوروبي».
مسؤول مصرفي رفيع علق بالقول «أخشى أن الحكومة لا تدرك خطر الخطوة الأوروبية وأهمية الأمر». يشار إلى أن«إسرائيل» تميز بين أنواع من المقاطعة لها وبالاستناد إلى الخسائر المالية جرائها.
والمستوى الأخف هو وضع علامات على منتجات المستوطنات، التي تسبب خسائر للاقتصاد «الإسرائيلي» بمبلغ مليار شيكل سنوياً.
المستوى الثاني من المقاطعة يتعلق بمقاطعة منتجات المستوطنات ومقاطعة لجزء صغير من المنتجات المصنوعة داخل الخط الأخضر، الأمر الذي يسبب خسائر بمبلغ 4.37 مليار شيكل تقريباً.
المستوى الثالث من المقاطعة هو إلغاء اتفاق التجارة بين الكيان والاتحاد الأوروبي ووقف كامل للاستثمارات المباشرة في «إسرائيل» والمس بالصادرات «الإسرائيلية» إلى أوروبا بنسبة 100%.
في هذه الحالة فإن الخسارة التي سيتكبدها الاقتصاد ستكون شبه قاضية ومبلغها 80 مليار شيكل وفصل 36500 مستخدم من أماكن عملهم.
على صعيد آخر..
قررت «كنيسة يسوع الموحدة» في الولايات المتحدة مقاطعة الكيان وسحب استثماراتها من شركات تعمل في الضفة الغربية. الناطق باسم وزارة الخارجية الصهيونية: عمانويل نحشون صرّح برد فعل عنيف، قائلاً: «إن سياسات كنيسة يسوع الموحدة عبارة عن سياسات متطرفة منذ أكثر من عقد، ولا تعكس أي موقف أخلاقي أو موقف مبني على الواقع».
للعلم، في عام 2005، صوتت الطائفة على قرار ينادي بممارسة «ضغط اقتصادي» لحل الصراع العربي الفلسطيني الصهيوني، واتهمت الكيان بانتهاكات واسعة لحقوق الفلسطينيين. ودعم المجلس العام للكنيسة الأمريكية القرار ب 124 مع امتناع 38 عن التصويت ورفض 8 أعضاء فقط.
تعود جذور المجموعة البروتستانتية الليبرالية إلى مجموعة كنائس جرى بناؤها قديماً على أيدي مهاجرين بريطانيين إلى أمريكا، بالإضافة إلى مهاجرين من ألمانيا ودول أخرى.
كما نادى قرار الكنيسة بسحب الاستثمارات من شركات كاتربيلار، موتورولا، هالويت باكارد، شركة الأمن جي فور اس، وفيولا، التي بحسب القرار وجد أنها تنتفع من احتلال الأراضي الفلسطينية من قبل دولة «إسرائيل»، ونادت الكنيسة أيضاً بمقاطعة شركات «تعمل في الضفة الغربية، من ضمنها منتوجات «اهافا».
نتنياهو يعلن أن«الحملة لنزع الشرعية عن «إسرائيل» تشكل تحدياً يواجهه الشعب اليهودي والدولة اليهودية»…ويستطرد…في خطاب متلفز وجهه ل«مؤتمر مضاد لحركة مقاطعة«إسرائيل» BDS «انعقد مؤخرا في مدينة لاس فيغاس قال فيه: كانت هناك محاولة لإقصاء «إسرائيل» من «الفيفا»، واتحاد الطلاب الوطني في بريطانيا صوت لصالح المقاطعة، والمدير العام لشركة فرانس- تليكوم صرح: بأنه يعتزم قطع العلاقات التجارية بين شركته و««إسرائيل»، وأقواله لاحقاً التي مدحت«إسرائيل» لا تتماشى مع التصريحات التي أدلى بها في القاهرة والتي كانت معادية بشكل لا لبس فيه.» نتنياهو شدد على: الوقوف ضد كل هذه الحملات لأن الحملة ضد«إسرائيل» لا ترتبط بسياساتها..بل بحقها في الوجود وتمثيلها للشعب اليهودي وبحقها في تقرير مصيرها والدفاع عن مستقبلها.. فلا مستقبل يهودياً من دون وجود «إسرائيل» كدولة يهودية..
من ناحية ثانية، أجمعت الصحف الصهيونية على أن الكيان وضع خطة تفصيلية لإعلان الحرب على «حركة المقاطعة العالمية» للكيان!
تجربة المقاطعة العالمية لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا أدت إلى مقاطعته دولياً بشكل واسع والآن: فإن تجربة المقاطعة للكيان تسير في ذات الاتجاه…
وهو ما أدى ويؤدي إلى فقد قادته لأعصابهم ولصوابهم.
(الخليج)