داعش «سيناء»: عاموس هرئيل
يقف جهاز إرهابي منظم ومدرب وراء الهجوم في سيناء على قوات الامن المصرية الذي نفذه تنظيم ولاية سيناء، وهو الذراع المحلي لتنظيم الدولة. هذا هو انطباع الجيش الاسرائيلي على خلفية العمليات الاخيرة في سيناء، التي كانت ذروتها الهجوم الكبير في منطقة الشيخ زويد شمال شرق شبه جزيرة سيناء في بداية حزيران.
ضابط رفيع المستوى في القيادة الجنوبية قال للصحيفة إنه بناءً على تحليل الهجوم الاخير والافلام التي نشرها التنظيم في يو تيوب، يبدو واضحا أن العمليات تم التخطيط لها من مهنيين. وحسب قوله فان المخربين من التنظيم هاجموا في نفس الوقت 15 موقعا وحاجزا للجيش المصري على مساحة واسعة تبلغ نحو 12 كم. «كل موقع في هذه المنطقة تعرض لاطلاق النار».
قوات الامن المصرية ومتحدثو التنظيم يختلفون حول عدد الجنود الذين قتلوا في العملية. داعش زعم في البداية أنه قتل أكثر من 60 جنديا. الجيش المصري أعلن عن قتل 23 جنديا، لكنه زعم أنه في تبادل اطلاق النار والهجوم المضاد قتل العشرات من الإرهابيين.
وقال الضابط إنه في هجوم داعش الاخير ظهر مستوى مرتفع من التنسيق والسيطرة وبرزت يد موجهة من الخلف قامت بتحريك أكثر من 100 مقاتل باستخدام أدوات متنوعة منها الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات. ويُظهر نشطاء التنظيم قدرة آخذة في التحسن في الحرب، والكثيرين منهم على استعداد للمخاطرة مقابل محاربة الجيش المصري إلى درجة تصل للتضحية بالنفس اثناء الهجوم على المواقع العسكرية أو كمخربين انتحاريين.
في الاشهر الاخيرة حدث تحسن في استخدام العبوات الناسفة والسيارات المفخخة. في الهجمات على مواقع عسكرية مصرية يستخدم التنظيم تقنية معروفة من مواقع اخرى في الشرق الاوسط (العراق ولبنان)، حيث يطلق سيارات مفخخة تهدف إلى اقتحام بوابات الموقع العسكري وفي أعقابها قوات اخرى للهجوم داخل الموقع.
نفذ التنظيم بالمعدل هجوم كل يومين ـ ثلاثة خلال نصف السنة الاخير ـ هذه المعطيات تشير إلى قدرة التنظيم السريعة وتمويل منتظم للوسائل القتالية. ويبدو أن داعش يعتمد على مخازن سلاح كبيرة توجد لديه اضافة إلى قنوات تهريب من ليبيا والسودان. ومنذ نقل التنظيم في سيناء ولاءه من القاعدة إلى داعش في نهاية 2014، حصل على دعم مالي كبير. وفي العامين الاخيرين لم تسجل أي محاولة لتنفيذ عمليات في اسرائيل باستثناء الاطلاق العشوائي لصواريخ على النقب وايلات. لكنهم في الجيش الاسرائيلي يستعدون لامكانية تصاعد محاولات تنفيذ العمليات في اسرائيل في المستقبل، اضافة إلى استمرار الصراع ضد نظام الجنرالات في القاهرة الذي يوجد على سلم اولويات التنظيم.
في النصف الاول من العام قُتل في سيناء أكثر من 100 من رجال الامن المصري. وقياسا بالعدد القليل نسبيا للنشطاء في ولاية سيناء الذي لا يتجاوز المئات، هذا يعني أنها الذراع الاكثر فاعلية لداعش في الشرق الاوسط قياسا بعدد المقاتلين ونسبة الضحايا التي يتسبب بها للعدو.
لكن رغم التقديرات حول تحسن قدرة ولاية سيناء، يبدو أن اجهزة الاستخبارات المصرية والاسرائيلية يتحسسون في الظلام عند الحديث عمن يقف وراء ذلك. في الجيش الاسرائيلي يعترفون أن هوية القائد العسكري للتنظيم في سيناء غير معروفة. وهذه المعلومات لا توجد لدى المصريين الذين يعتبر التنسيق الامني بينهم وبين اسرائيل في سيناء كثيف جدا.
لقد سمحت اسرائيل لمصر، خلافا للاتفاق الامني بين الدولتين، بادخال عدد أكبر من القوات إلى سيناء. فالمصريون يستخدمون طائرات الاباتشي والـ اف 16 لقصف مناطق يختبيء فيها نشطاء الإرهاب، وقد قاموا بنشر سلاح المشاة وبضع كتائب لسلاح المدرعات في سيناء.
هآرتس