الوفاء للمقاومة: لا يصح أن تلقي الحكومة مشكلة النفايات على عاتق المواطنين والبلديات
عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها، وإستحضرت الواقع الاجتماعي والحياتي الراهن للمواطنين والمشاكل المتدحرجة التي تعكس الاهتراء السياسي والاداري الذي أصاب الدولة ومؤسساتها وأجهزتها، ومدى الارتجال الذي يحكم أداء كثير من المسؤولين، مع تمدد الفساد إلى العديد من المواقع والتسبب بهدر المال العام وممارسة الابتزاز وتمرير الصفقات المريبة وتلقي الرشاوى وتقاسم المغانم في أكثر من مرفق ومستوى إلى الحدِّ الذي لم يبقَ في نفوس المواطنين اي احترام أو مهابة للدولة ولقوانينها وحتى للسلطات فيها.
واعتبرت الكتلة ان “مشكلة النفايات والعجز الحكومي عن معالجتها ليست سوى واحدة من مفردات هذا الوضع المهترئ الذي وصلت اليه البلاد في ظل سلطات تفتقد روح المسؤولية العامة، وتدخلات تقطع الطريق عملياً على المحاكمة والمحاسبة، وفقدان التخطيط لمشاريع الاصلاح والتطوير فضلاً عن مشاريع التنفيذ وحسن ادارتها ومواكبتها“.
ورأت انه إذا كان هذا الاهتراء قد نما مع معظم الحكومات دون أي علاج، فإن “الحكومة الراهنة في هذا الظرف الاستثنائي، تعمل وسط آليات وأدوات وبنية فساد خلّفتها لها معظم الحكومات السابقة”، مشيرة انه “من حق اللبنانيين هنا أن يسألوا عن المسؤول عن عدم تنفيذ قرار مجلس الوزراء الصادر منذ العام 2010 حول اعتماد التفكك الحراري واجراء المناقصات اللازمة ، ثم من الذي منع تقدم العارضين الى المناقصة المعلنة لبيروت والضواحي ؟”، لافتةً الى ان “عدم تنفيذ القرارات ضمن المهل المحددة يكشف عن غايات ومصالح لجهات مستفيدة من ديمومة الواقع الحالي، وايصال مشكلة النفايات الى أزمة وطنية تشوِّه صورة البلد وتهدد صحة وسلامة أبنائه“.
واشارت الكتلة في بيانها الى ان اليوم “يختلط نتنُ الفساد في الدولة مع نتن الروائح المنبعثة من النفايات التي توزعت بين الأحياء وعلى الطرقات”، مشيرة الى انه لا يصح أبداً أن “تلقي الحكومة هذه المشكلة وتداعياتها على عاتق المواطنين والمجالس البلدية التي لا تزال حقوقها من الخليوي والصندوق البلدي محتجزة”، معتبرة ان “الحلول الطارئة هي مسؤولية الدولة كلها بسلطاتها وأجهزتها ومؤسساتها كافة ولن يقصّر المواطنون في التعاون لمعالجة مشكلة تهدد صحتهم وبيئتهم، خصوصاً عندما يشعرون بجدية المسؤولين وصدقهم ونزاهة تعاطيهم مع الحلول الواقعية المعتمدة من قبلهم“.
واسفت أن “يجد اللبنانيون أنفسهم مضطرين في هذه المرحلة المعقدة للانشغال بشأنٍ من المفترض أن يكون من بديهيات عناية واهتمام السلطة والحكومات المتعاقبة منذ زمن بعيد“.
وفي الذكرى التاسعة للانتصار التاريخي الذي أنجزته المقاومة ضد العدو الاسرائيلي وحربه العدوانية على لبنان عام 2006، جددت الكتلة في بيانها التزامها الديني والوطني والانساني بالمقاومة التي “تمثل مع الجيش والشعب معادلة الانتصار التي تحمي لبنان ضد أي تهديد أو عدوان محتمل“.
ورأت ان “الهزيمة التي تلقاها الكيان الصهيوني على أيدي رجال المقاومة قضت على أحلامه التوسعية وهزّت دعائم بنيته الأمنية والعسكرية وأصابته بخيبة كبرى جرّاء عجزه عن تحقيق أهداف تلك الحرب العدوانية وأحبطت ثقة الادارة الأمريكية بقدرته على مواصلة دوره الوظيفي في اضعاف المنطقة واخضاع شعوبها“.
ودعت كتلة الوفاء للمقاومة في بيانها الجميع في لبنان الى “استثمار الانتصار على اسرائيل لتعزيز الوحدة الوطنية لشعبنا ولبناء دولة قوية وقادرة وعادلة تليق بشعبها المضحي والشجاع“.
واعتبرت ان “الاتفاق النووي بين ايران ودول العالم الكبرى، يشكل مفترق تحول كبير في تاريخ العلاقات الدولية، بعدما استطاعت الجمهورية الاسلامية الايرانية أن تنتزع اعترافاً دولياً بحقها الطبيعي والمشروع في امتلاك وانتاج الطاقة النووية ورفع العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها تعسفاً، وفرض الاحترام لهويتها ولإرادة شعبها ولدورها وتأثيرها في الساحة الاقليمية والدولية“.
واشارت الى ان هذا الاتفاق “سيعزز دون شك قدرة الجمهورية الاسلامية وفعاليتها في نصرة القضايا المحقة والمشروعة للشعوب والدول المستضعفة، وسيجعل من صمود الشعب الايراني وثباته على مبادئه وهويته، ومن حكمة ودقة وشجاعة وحزم قيادته ومن الأداء الجّدي والصادق لمسؤوليه، نموذجاً ومَصدرَ إلهام سنجد بصماته واضحةً في تفاعل الشعوب الحرة والدول الناهضة في أكثر من مكانٍ في العالم“.
ورأت ان “استمرار العدوان السعودي الأمريكي الظالم على اليمن وشعبه، في ظل الصمت الدولي الفاضح على مستوى السلطات والمنظمات وهيئات المجتمعات المدنية رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على بدايته ورغم الجنايات الكبرى والانتهاكات الفظيعة للقوانين والاعراف الدولية ولحقوق الانسان، سيشكل ادانة دائمة ووصمة عار أبدية للنظام السعودي لن يغفرها الشعب اليمني وشعوب المنطقة والعالم، وفضلاً عن أنه سيعقِّد امكانية وجهود أي تسوية سلمية للنزاع بين البلدين فإنه سيزيد من مخاطر استدامة النزاع وكارثية ارتداداته“.
ولفتت الكتلة في بيانها الى ان “مراكمة الفشل لن تفضي مطلقاً الى أي نجاح وان المكابرة لن تفرض وقائع ميدانية تغيّر بالقوة من حقيقة سخطِ ورفض الشعب اليمني القاطع لهيمنة وتسلط النظام السعودي على بلاده وقراره“.