الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

leb news

السفير : “التيار” يلوّح بالشارع.. وخصومه يرفضون “المزاجية” “النفايات” إلى “مطمر” صلاحيات مجلس الوزراء

كتبت “السفير”: فيما تزدحم الطريق إلى السرايا الحكومية بالنفايات المتراكمة أو المحترقة، تبدو جلسة مجلس الوزراء اليوم مثقلة بأكثر من ملف ساخن ومحفوفة بالمخاطر السياسية، حتى قبل أن تلتئم، في ظل الشرخ بين أولويات مكوناتها.

ومع تفاقم أزمة النفايات، يعتبر عدد من الوزراء أنه ما من أولوية يمكن أن تتقدم على البحث في كيفية معالجتها، رافضين أن تصبح أي جلسة رهينة مزاج فريق سياسي، بينما يؤكد “التيار الوطني الحر” أنه سبق للحكومة أن ناقشت هذه القضية واتخذت القرارات اللازمة في شأنها، وأن وزير البيئة حصرا هو المعني بالمتابعة وبتحمل المسؤولية عن أي تقصير في المعالجة.

وقال مصدر قيادي في “التيار” لـ”السفير” إن هناك اتفاقا تم مع الرئيس تمام سلام، وبحضور شهود في طليعتهم الوزير محمد فنيش، على أن آلية عمل مجلس الوزراء ستكون البند الأساس على طاولة الحكومة اليوم، وبالتالي فإن أي نقض لهذا التعهد سيرتب تبعات، قد لا يكون الشارع بمنأى عنها، في ظل جهوزية جمهور التيار للتحرك مجددا، لا سيما إذا جرى استفزازه مرة أخرى.

واعتبر المصدر أن التراجع عن الاتفاق سيشكل هدية لـ”التيار الحر”، لأنه سيمنح المزيد من الشرعية والزخم للتحرك الشعبي، محذرا من أنه “إذا جرى الانقلاب على التفاهم الذي عُلّق بموجبه التحرك، فإن ذلك سيكون بمثابة مغامرة جديدة”.

ومع دخول أزمة جمع ومعالجة النفايات في بيروت والضواحي وجبل لبنان يومها الخامس، بات واضحا أنه لا يمكن البحث في حلول جدية ولو كانت طارئة، من خارج مجلس الوزراء، كونه هو من كلف لجنة وزارية بالمتابعة، وهو من تبنى خطة معينة ووضع دفاتر شروط لتلزيم المعالجة بعد موعد انتهاء العقود المعمول بها حاليا، وإقفال مطمر الناعمة المركزي تبعا للخطة الطارئة التي وضعت في العام 1997.

لكن، ماذا يمكن أن يعرض وزير البيئة محمد المشنوق تحديدا، بصفته مكلفا من مجلس الوزراء بإدارة هذا الملف للخروج من الأزمة، إن على المستوى الآني الطارئ أو المتوسط والبعيد المدى؟

ليس لدى المشنوق خيارات واقتراحات كما قال لـ”السفير” أمس سوى انتظار موعد فض عروض المناقصة المتبقية التي أعلن عنها أمس للمرة الثالثة (لمنطقة بيروت والضواحي) في 7/8/2015، أي بعد أسبوعين تقريبا، لكي يستطيع فض عروض كل المناقصات المقدمة في المناطق كافة والاطلاع على الأماكن والتقنيات والأسعار.

وفي انتظار ذلك، طرح المشنوق مرحلة انتقالية تمتد 6 أشهر يتم خلالها توزيع 2500 طن يوميا من نفايات منطقة خدمات “سوكلين” التي انتهى عقدها لتوزع على الشكل التالي:

600 طن لمطمر الناعمة و200 طن لمكب برج حمود و200 طن لمعمل صيدا و200 طن لمكب النبطية و200 طن لمجدليا و500 طن لسرار في عكار و500 طن لبر الياس وزحله، على قاعدة “الأفضل اختيار أماكن ملوثة بالنفايات وتحتاج إلى معالجة على أن يتم اختيار أماكن جديدة بشكل عشوائي فتتفاقم الكارثة”.

وطلب المشنوق من مجلس الوزراء دعمه اليوم لتطبيق هذا المشروع، مشددا على أنه لا يوجد بديل عنه.

وردا على سؤال حول ما سيفعله إذا استمر الرفض من المناطق المذكورة، أو تم فض عروض المناقصات ليتبين أن العارضين اختاروا مواقع للمعالجة مرفوضة من السكان المحيطين، أجاب المشنوق: عندها يعرض الموضوع على مجلس الوزراء مجددا لاتخاذ القرار المناسب.

ولا يبتعد رأي نواب العاصمة بيروت كثيرا عن رأي وزير البيئة، كما فُهم من النائب محمد قباني الذي أكد ل “السفير” أمس، إثر زيارة الرئيس تمام سلام، أن سكان العاصمة هم من كل المناطق، وبالتالي على سكان المناطق أن يشاركوا في تحمل أعباء المعالجة، خصوصا أن بيروت تفتقر إلى وجود أماكن مناسبة للطمر.

وتأتي هذه الأزمة بعد فشل الحكومات المتعاقبة في وضع إستراتيجية متكاملة وعادلة وعلمية لإيجاد مطامر بديلة عن مطمر الناعمة على قاعدة المحافظات أو الأقضية.. وبعدما اتخذ مجلس الوزراء العام 2010 قرارا باعتماد المحارق ولزّم شركة لدراسة الجدوى اقترحت إنشاء 4 محارق، ناصحة أن تبدأ الدولة بإنشاء واحدة تجريبية من أجل نفايات بيروت (في الكرنتينا).

الديار : الحكومة ستنفجر اليوم والنفايات أكبر أزمة بيئية يشهدها لبنان عون غير متراجع وسلام ايضاً واللجوء الى الشارع وارد مع كل الاحتمالات

كتبت “الديار”: المواجهة حاصلة بين تيارين ونهجين لا يلتقيان، وساحة المواجهة ستكون داخل الحكومة اليوم، مع تمترس كل فريق وراء مواقفه، فالرئيس سلام مصر على مناقشة ملف النفايات، فيما التيار الوطني الحرّ متمسك بالآلية والتعيينات وحقوق المسيحيين اولاً وثانياً وثالثاً.

كل فريق يحشد للمواجهة وتسجيل نقاط لصالحه، فيما الرئيس نبيه بري يراقب المشهد الحكومي من الخارج مستكملاً اجازة عيد الفطر وهو الذي “صام” عن الكلام منذ مدة ويتفرج على المشهد الذي يصفه بالمأساوي.

لكن اللافت ان المواجهة اليوم ستقتصر على السراي، في ظل غياب التحضيرات العونية، للنزول الى الشارع كما حصل في الجلسة الماضية وهذا لا يعني عدم التجهيز والاستعداد لجولة جديدة ربما تكون في جلسة 30 تموز او 7 آب موعد التمديد لرئيس الاركان العامة اللواء وليد سلمان بعد اتفاق حريري – جنبلاطي على ذلك، وربما قبل ذلك، والعونيون جاهزون، وجدول اعمال التظاهرات حاهز وسيرون مشهداً مختلفاً كلياً هذه المرة.

وفي ظل الازمة الحكومية تتقدم ازمة النفايات على كل الملفات ويشهد لبنان اكبر ازمة بيئية في تاريخه حيث سيتزايد تكدس النفايات في ظل انسداد الحلول التي لن تخرج عن الاطار السياسي. وهذا ما يسعى له الوزير محمد المشنوق طالبا نجدة وليد جنبلاط لانقاذه من هذه “الورطة البيئية” التي تهدد مستقبله السياسي عبر فتح مطمر الناعمة مؤقتاً حتى ايجاد الحل. وهذا ما يرفضه جنبلاط الذي لم يحدد موعداً للوزير المشنوق بعد، رغم تكرار الاخير لطلب الموعد، كما ان اهالي الجبل والقرى المحيطة بالناعمة سيجتمعون اليوم امام المطمر للضغط على الحكومة لمنع اي قرار بالتمديد، والرد على كلام المشنوق الاستفزازي بحقهم “ان من يقطع المطمر هم 12 شخصاً فقط”.

واللافت ان ازمة النفايات تشهد اكبر صفقة مالية، واكبر عملية هدر للمال العام، وهذا هو سبب الكباش حول هذا الملف، فكلفة طن الزبالة في لبنان “جمعاً وطمراً” تصل الى حدود الـ 60 دولاراً وهي اعلى نسبة في العالم. فيما الكلفة الحقيقية لا يجب ان تصل الى حدود الـ 30 دولاراً والفرق يذهب بالتساوي الى اركان الطبقة السياسية وهو يشكل اكبر عملية نهب لمال الدولة. فيما كلفة طن الزبالة في اسبانيا 7 يورو ولا تتجاوز الـ 15 يورو في اي بلد اوروبي، وحتى ان كلفة جمع وفرز طن الزبالة في طرابلس لا تتجاوز الـ 29 دولار، و22 دولار في زحلة من قبل الشركتين المتعهدتين رفع النفايات، ولهذا السبب فان مشكلة النفايات في بيروت والضواحي كبيرة نتيجة حجم الهدر الكبير حيث لن تخرج التلزيمات عن اركان الطبقة السياسية واقربائهم، وسيتم اعتماد فيدرالية الزبالة، في الشوف وعاليه ستتولى شركة جديدة تابعة للحزب الاشتراكي الجمع ويتم انشاؤها وسيتم الطمر في الناعمة، اما في اقليم الخروب فتلزم شركة تابعة لتيار المستقبل عملية الطمر في الجية وفي بيروت سيتم تأسيس شركة يستفيد منها الجميع وسيتم الطمر في سنسول في الكرنتينا، او في سنسولين، ومطمر بالقرب من كوستابرافا، وهذا الحل لن يجهز الا بعد تراكم قضية النفايات، وهي ازمة مصطنعة لا اكثر ولا اقل، والمواطن الفقير دائماً يدفع الثمن من حياته وصحته وروائح الزبالة، وكوارثها البيئية، وعلماً ان خيار التمديد لشركة سوكلين لستة اشهر ولسنة وارد حتى تجهيز الشركات الجديدة او استئجار معدات سوكلين.

اما بالنسبة للمواجهة الحكومية، فظهر واضحاً تلويح سلام بالاستقالة وهذا لا يعني الاقدام عليها بل لرفعها في وجه العونيين مستغلاً كلام العماد عون، ان المرحلة ليست لاسقاط الحكومة، فيما التيار الوطني يعتبر ان الامر للمناورة وان فريق الرئيس سلام هو من يعمل على تفجير الحكومة برفض الدستور، والتلويح بورقة التمديد للواء وليد سلمان كمقدمة للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، وهذا الاجراء سيفجر الحكومة والمواجهة تقع على اصحاب هذا الخيار.

الحكومة ستنفجر ربما اليوم، وكل الاحتمالات واردة وقد سبقها تبادل للحملات الاعلامية، فانتقد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس “للديار” جهل البعض وللاسف من احد النواب القانونيين، قاصداً النائب ابراهيم كنعان دون ان يسميه، بتفسير المادة 62 من الدستور، واعتبار كنعان ان المادة 62 تحول الوزير الى رئيس للجمهورية فهذا مخالفاً و”ليضحكوا على عقولنا في هذه الطريقة”، واني مضطر لاقول هذا الكلام وللاسف، وهذا “جهل” لتفسير المادة 62 من قبل التيار الوطني الحرّ.

وقد رد النائب ابراهيم كنعان على كلام درباس “للديار” بشكل اضح بالقول: “ان المادة 62 ومع احترامنا للوزير درباس، تنص على انتقال صلاحيات رئيس الجمهورية الى مجلس الوزراء، وكالة اي مجتمعاً وهذه الصلاحية ليست لرئيس الحكومة لوحده ان يمارس صلاحية رئيس الجمهورية ولا لاي وزير لوحده، وبالتالي صلاحية رئيس الجمهورية لمجلس الوزراء والمجتمعين وخاصة المكونات الاساسية في الحكومة والذين يملكون حيثية شعبية وهم يمثلون صلاحيات رئيس الجمهورية وبالتالي المطلوب التوافق بين المكونات السياسية فيما بينها في اتخاذ القرار وبلورة قرار رئيس الجمهورية في غيابه، وهذا الامر تم الاتفاق عليه في الحكومة وتبناه الرئيس سلام وحلفاؤه، ومارسوه لسنة ونصف، وهذا هو تفسيرهم للمادة 62 وليس تفسيرنا نحن وهم اتفقوا على ذلك، الا اذا كان للوزير درباس تفسير آخر، عند كل ازمة في البلد وبالتالي هم يفسرون على هواهم.

وقال كنعان، ان جلسة مجلس الوزراء ستبدأ اليوم بالنقاش في آلية عمل الحكومة كما تم الاتفاق عليه في الجلسة الاخيرة الا اذا كانت لديهم نوايا تعطيلية ونحن جاهزون وخيار الشارع جاهز، ولن نتراجع عن حقوقنا.

البناء : تركيا تدخل مسار التدهور الأمني على جبهتي “داعش” والأكراد مصر بلا خريطة طريق أمام الإرهاب… والجزائر تقود المواجهة الحكومة مكانك راوح… وجنبلاط يمهّد لتيمور بين باريس والرياض

كتبت “البناء”: تصدّر المشهد التركي المتسارع تداعيات التغييرات العاصفة التي تنتظرها المنطقة مع مرحلة ما بعد التفاهم حول الملف النووي الإيراني، فبعيداً عن التفسيرات الظرفية والموضعية لتفجير “داعش” داخل تركيا باستهداف تجمّع للأكراد قرب الحدود السورية كامتداد للحرب من عين العرب كوباني إلى تل أبيض بين الفريقين، وبعيداً عن ربط الردّ الذي استهدف فيه حزب العمال الكردستاني الشرطة التركية بقتل ضابطين من صفوفها محمّلاً الحكومة التركية مسؤولية التفجير، ربطاً بنتائج التعامل التركي مع معارك الحدود السورية من جهة ونتائج الانتخابات النيابية التركية ومكانة ودور الأكراد فيها من جهة مقابلة، بدا أنّ قرار “داعش” بالضرب داخل الأراضي التركية ومثله قرار حزب العمال الكردستاني بنسف الهدنة المعمول بها منذ ثلاثة أعوام مع الجيش والأمن في تركيا، حاصل تقويم وحسابات تتخطى مجرد ردّ الفعل، خصوصاً أنّ القرارين يفتتحان مراحل جديدة في رسم خريطة الأمن التركي المتجه بسببهما ومع ما ستقوم به الحكومة التركية في المواجهة، وحجم التعقيد الذي سيضيفه كلّ ذلك إلى مشهد سياسي نيابي حكومي مأزوم ومعقد أصلاً، لتضع تركيا على خط التدهور السريع، فيما بدا القرار الكردي وقرار “داعش”، تعبيراً عن رسم مسارات كيفية التعامل مع السياسات الأميركية، خصوصاً ما بعد التفاهم النووي، فـ”داعش” يريد إمساك أوراقه الأمنية علناً استعداداً لتوجه أميركي سيضع الحرب على الإرهاب أولوية، وستكون التقييدات المطلوبة من الحكومة التركية ركناً أساسياً فيها، والعملية رسالة وبداية مسار هنا بالتحرك علناً وبقوة داخل تركيا بلا ضوابط وكسر جرة الخطوط الحمر التي احترمها “داعش” منذ ولادته في التعامل مع الأمن التركي، وفي المقابل يقدم حزب العمال على قطع شعرة معاوية مع الحكومة وأجهزة الأمن التركية بما يبدو قراراً بالسير قدماً في رسم خريطة الانفصال في ضوء ما نتج من الحرب مع “داعش” في المناطق الحدودية التركية السورية بصورة يتقدّم أكراد تركيا حليفاً مستقلاً للغرب في هذه الحرب، ضمن معادلة الانفصال ثمناً.

جنباً إلى جنب مع المسار التركي المتعثر والسائر بقوة نحو التدهور، تتواصل مواجهات مصر المفتوحة مع التنظيمات الإرهابية لكن من دون خريطة طريق، وحيث تبدو الأمور وهي تتأرجح بين انتقال زمام المبادرة بالتناوب بين الدولة المصرية والتنظيمات الإرهابية. في المقابل، يبدو الرهان على الجزائر التي تدخل خط المواجهة المنظمة مع الإرهاب بخبرة سنوات طوال، لتكون هي خط الاشتباك القادر على تغيير وجهة النتائج

التي تراوح في مكانها في بلدان شمال أفريقيا من ليبيا إلى تونس فمصر والمغرب.

في سورية والعراق تسير خطط المواجهة مع الإرهاب في شكل مضطرد نحو تحقيق المزيد من الإنجازات، ففي سورية تتقدّم إنجازات الزبداني المتسارعة، وفي العراق تفيد نتائج الحرب في الأنبار بوقائع مشابهة.

في لبنان يتزامن انعقاد مجلس الوزراء اليوم مع ترقب مصير الأزمة المتصلة بالبحث في الآلية الحكومية، وفقاً للتفاهم الذي أنهى خطر فرط عقد الحكومة قبل عطلة العيد، من دون أن تكون ثمة تفاهمات أو حلول وسط تمّت صياغتها، بسبب الربط الضمني بين الآلية وما ستؤول إليه قضية التعيينات الأمنية والعسكرية من جهة، والتضامن الذي يحظى به وزراء التيار الوطني الحرّ من حزب الله من جهة أخرى، بصورة جعلت الاتجاه نحو استنفاد المناقشة من دون بلوغ القرار، تفادياً لتكرار المواجهة، بحيث يتمّ التأجيل أسبوعاً آخر، فيما يتواصل ضغط قضية النفايات التي يتوقع أن يجري التطرّق إليها بصورة دردشة غير رسمية يكلف بموجبها وزير البيئة بإعداد مشاريع القرارات التي يقترح على مجلس الوزراء السير بها وتوزيعها على الوزراء قبل جلسة الخميس المقبل.

وبالتزامن مع متابعة الوضع الحكومي برزت حركة النائب وليد جنبلاط وبقي الغموض في الحراك الجنبلاطي بين باريس والرياض حيث حلّ ضيفاً على الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بينما أوفد وزيره وائل أبو فاعور إلى الرياض من دون أن يتضح ما إذا كانت هناك مبادرة ما يشتغل عليها أو مشروع رئاسي يقوم بتسويقه أو خلط لأوراق التحالفات يقوم باختباره، لترجح مصادر سياسية مطلعة أن يكون محور كلّ الحركة الجنبلاطية جزءاً من الاتجاه نحو التموضع مع متغيّرات ما بعد التفاهم النووي، حيث يتصرّف جنبلاط على أساس أنّ سياساته ورهاناته قد خابت ولم يعد ممكناً تعويم دوره، ويستعدّ جدياً للإسراع في إخلاء الساحة لنجله تيمور. ولذلك كانت زيارة باريس برفقة تيمور وتقديمه إلى الرئيس الفرنسي، وحيث العلاقات الشخصية متأزمة ولا تسمح باستقبال جنبلاط كالسعودية وروسيا يوفد أبو فاعور لترتيب زيارة لتيمور يرافقه فيها أبو فاعور بعد إنجاز الترتيبات.

الاخبار : السعودية بعد الاتفاق النووي: لا تسوية في لبنان

كتبت “الاخبار”: فيما يُنتظر أن يؤدي الاتفاق النووي بين إيران والغرب إلى انفراجات في الشرق الأوسط، يبدو أن حكام السعودية يرفضون تقديم أي تنازل يؤدي إلى تهدئة جبهات الصراع في الإقليم. وعلى العكس من ذلك، لا تظهر الرياض سوى رغبة في المزيد من المواجهة، من عدن إلى بيروت

كيف سينعكس الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى على لبنان؟ حتى اليوم، لم تظهر أي نتائج إيجابية مباشرة للاتفاق، ولا هي متوقعة في المدى المنظور. من يزورون المملكة العربية السعودية، منذ ما قبل توقيع الاتفاق، ومن زاروها في الأيام الماضية، يعودون بانطباع واحد: الرياض اتخذت قرار التصعيد في وجه إيران وحلفائها، على كل جبهات الاشتباك بينهما.

والقيادة السعودية الجديدة لن تقبل بأن تسلّم لإيران بموقع قيادة الإقليم. وبناءً على ذلك، لا حل في الأفق للأزمات، من عدن إلى بيروت، مروراً بسوريا والعراق… على الأقل خلال الأشهر الستة المقبلة، إلا إذا وقع تطوّر دراماتيكي ما في المنطقة، “يجرّ” القوى المتصارعة، “غصباً” إلى طاولة المفاوضات، أو نضج الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة إلى إلزام حلفائها بأولوية قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على ما عداها. حتى ذلك الحين، الوقائع تشير إلى احتدام الصراع في مختلف الساحات. بدأت السعودية تجميع “أوراق القوة”، ولو كانت صورية لا أكثر، كمظاهر الحفاوة في استقبالها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، العاجز عن مدّ يد العون لها في معركتها، إلا بالتزام شعاراتها السياسية. أو كاستقبالها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وترمي الرياض من خلف هذه الخطوة إلى “نزع ورقة حركة المقاومة الفلسطينية الأكبر من يد إيران”، وإلى فتح نافذة إضافية من نوافذ انفتاحها على تنظيم “الإخوان المسلمين”، رغم ما يعنيه ذلك من تعميق للشرخ الذي ظهر أخيراً في علاقتها بنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر.

في اليمن، شجّعت تطورات الميدان في عدن السعودية وحلفاءها على الابتعاد عن مرحلة اليأس من تحقيق أهداف ذات قيمة سياسية لعدوانها. وتستعجل الرياض، ومن خلفها الولايات المتحدة (التي يؤكد المطلعون على شؤون ميدان الحرب اليمنية أنها كانت صاحبة الدور الأكبر، جواً وبحراً، في ما تحقق في عدن خلال الأيام الماضية) استثمار التقدّم، حتى قبل أن تنجلي صورة الرد الذي سيقوم به “أنصار الله” وحلفاؤهم. وفي سوريا، تكفي المعلومات الميدانية والسياسية التي توافرت من الجنوب، لتحديد وجهة العمل السعودي في الأشهر المقبلة. فالرياض وغيرها من العواصم المشاركة في غرفة إدارة عمليات الجماعات المسلحة (غرفة “موك” في الأردن)، بدأوا التحضير لمعركة جديدة في محافظتي درعا والقنيطرة، رغم الفشل الذريع الذي منيت به “الغزوتان” الأخيرتان في المحافظتين الجنوبيتين. وبحسب المعلومات المتوافرة من الميدان، سيكون الاعتماد بصورة كبيرة على مشاركة إسرائيلية أكبر من المرة السابقة، في التخطيط وإدارة العمليات. ولا مانع، كما في الجنوب اليمني والشمال السوري، من الاستفادة من قدرات تنظيم القاعدة في وجه الأعداء. أما في العراق، فلم تقم السعودية بعد بأي خطوة من شأنها جعل قتال تنظيم “داعش” بجدية محل إجماع وطني. ويعود التمنّع السعودي إلى الرغبة في إبقاء حلفاء إيران في بغداد في حالة استنزاف، بما أن التنظيم لم يشكل بعد خطراً عسكرياً على أراضي جزيرة العرب، وبقاء خطره في الدائرة الأمنية التي يرى حكام الرياض أن في الإمكان احتواءها حتى الآن.

يبقى لبنان. القرار السعودي واضح. التنازل لحزب الله ممنوع، وكذلك لحلفائه. تبلّغ الرئيس سعد الحريري هذا “الأمر السامي”، وأبلغه بدوره إلى النائب وليد جنبلاط. التراجع أمام النائب ميشال عون غير مسموح. لا في ملف تعيين قائد جديد للجيش، ولا في الانتخابات الرئاسية. ولا بأس في ملء الوقت باقتراح تسوية لا يرضى بها عون، عنوانها حصوله على قيادة الجيش في مقابل تخليه عن الترشح لرئاسة الجمهورية. الحريري قال لجنبلاط في لقائهما الأخير في جدة كلاماً فهم منه الأخير أن الحريري غير راضٍ عن القرار السعودي، وأنه يميل إلى تسوية سبق أن التزم بها مع عون. ورغم ذلك، اتفق الرجلان على المضي في معركة كسر الجنرال، في ملف التعيينات تحديداً. جرى اللقاء بينهما قبل أن يستقبل حكام الرياض جعجع استقبال رئيس للجمهورية، وهو ما أدى إلى امتعاض كل من رئيسي تيار المستقبل والحزب الاشتراكي. الحريري المنفي طوعاً إلى جزيرة العرب لا يزال ينتظر تعاملاً سعودياً معه شبيهاً بما فاز به حليفه جعجع. وجنبلاط يمنّي النفس بمواعيد له مع أعضاء الصف الأول في الحكم السعودي. حتى اليوم، لم يحصل على أكثر من لقاء “تطييب خاطر” جمع الوزير وائل بو فاعور برئيس الاستخبارات السعودية أول من أمس.

النهار : الحكومة بين نار الآلية وكارثة النفايات الشلل يُجمّد هِبات دولية وكويتية للاجئين

كتبت “النهار”: على رغم استبعاد بلوغ المأزق السياسي الذي يحاصر الحكومة حدود تفجيرها فعلاً في جلسة مجلس الوزراء المقررة قبل ظهر اليوم، فان ذلك لم يقلل المحاذير للعب على حافة الهاوية الذي يبدو أنه يضع الحكومة أمام احد اقسى اختباراتها منذ ولادتها. ذلك ان الجلسة ستعقد بين نارين لاهبتين: الاولى تتمدد اطرادا مع اجتياح اكوام النفايات بيروت وسائر المناطق وفيضان اكداسها في كل مكان مهددة بكارثة بيئية وصحية وسياحية بما يستحيل معه على الحكومة الا تطرح الكارثة على النقاش من بابه العريض. والثانية هي مسألة آلية عمل مجلس الوزراء التي تعتبر “الحاجز” القسري الاضطراري الذي سيتعين على مجلس الوزراء اجتياز استحقاقه وبته قبل طرح اي بند من جدول الاعمال او من خارجه وهو الاختبار المفصلي بل المصيري الذي تنشدّ اليه الانظار.

وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” أن أجواء جلسة مجلس الوزراء “عسيرة” استنادا الى موقف وزراء “التيار الوطني الحر” المدعومين من “حزب الله” والذين يتمسكون بأولوية البحث في آلية العمل الحكومي والتعيينات قبل أي شيء آخر مما يشير الى وجود قرار بـ”تعطيل” الحكومة على حد تعبير المصادر التي أشارت الى أن رئيس الوزراء تمام سلام تلقى نصائح من مراجع عربية ودولية بالبقاء في موقعه وعدم الاستقالة. وأضافت أن الرئيس سلام سيكون في جلسة اليوم “رئيس مواجهة لأي مسّ بسلطة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والحكومة على أن يكون متجاوبا مع أي طرح من خارج جدول الاعمال ضمن الاصول”. وتساءلت: “هل تتمكن الحكومة اليوم من إقرار بنود من خارج جدول الاعمال وتوقيع المراسيم؟”.

وتفيد المعلومات المتوافرة ان سيناريو الجلسة سيبدأ بطرح الرئيس سلام موضوع الآلية وسيقدم مقاربة يضمنها وجهة نظره في هذا الامر، طالبا من الوزراء إبداء آرائهم، وسيكون منفتحا على كل وجهات النظر لكنه لن يقبل بآي آلية لا تحظى بتوافق جميع مكونات الحكومة أو يشتم منها تعطيل عمل الحكومة ومجلس الوزراء. وفي حال تجاوز هذا الاختبار، علما ان ثمة شكوكا في ذلك في ظل اعتزام الفريق العوني الاصرار على تثبيت حق الوزراء في الموافقة والمجادلة في جدول أعمال الجلسات بما يعتبره سلام وأفرقاء آخرون مسّا غير مقبول بصلاحيات رئيس الوزراء، ينتقل الوزراء الى مناقشة ازمة النفايات التي سيطرحها رئيس الوزراء من خارج جدول الاعمال نظرا الى طابعها الطارئ الملح.

وصرح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”النهار” في هذا الصدد بأن “نص المادة 62 من الدستور ليس مطاطا إنما بعض العيون التي تقرأه هي عيون مطاطة”. وقال: “إن رئيس الحكومة لن يقبل أن تكون اجتماعات مجلس الوزراء معلّقة على إجازة أي إنسان حتى لو كان رئيسا للجمهورية كاملا وليس مختصرا جدا”. وحذّر من أن”التيار الوطني الحر” مدعوما من “حزب الله” يفسران كلمة “إجماع” وكأنها لـ”تعطيل عمل الحكومة ساعة يشاؤون مما يعيدنا الى أجواء الازمة السياسية قبل تشكيل الحكومة”.

المستقبل : المشنوق : الفرنسيون يؤكدون تحقّق الخطوط الحمر النووية وإيران أمام امتحان العودة إلى الشرعية سلام “قرفان”.. و”حزب الله” تحت المجهر اليوم

كتبت “المستقبل”: بعدما طفح كيل التعطيل وبات مصير الحكومة على المحك، تتجه الأنظار بترقّب وحذر إلى ما ستؤول إليه جلسة مجلس الوزراء اليوم تحت وطأة الضغط العوني الهادف إلى خنق المؤسسة التنفيذية بعد قطع رأس الجمهورية وشلّ عمل المؤسسة التشريعية. وإذا كان سيف التعطيل المستحكم بـ”رقبة” الدولة بطولها وعرضها يطغى بلونه “البرتقالي” الفاقع في دلعه السياسي على المشهد المأسوي العام للبلد، إلا أنّ “الاصفرار” الكامن في جوهر المشهد هو ما يشكل يقيناً بالنسبة لمعظم اللبنانيين نقطة الارتكاز الأساس والرافعة الرئيسية لذلك “الدلع” المتمادي في نهجه التهويلي التعطيلي على حساب انتظام عمل الدولة وتأمين مصالح اللبنانيين بأمنهم واستقرارهم واقتصادهم ومعيشتهم وصولاً إلى صحتهم مع انفجار أزمة النفايات على مستوى الخارطة الوطنية. وعليه، فإنّ أداء “حزب الله” في جلسة مجلس الوزراء اليوم سيكون تحت المجهر الوطني لتبيان ما إذا كان سيترجم الوعود التي لا ينفك يقطعها في حواراته ونقاشاته مع القيادات والمسؤولين تأكيداً لحرصه على استمرار الحكومة وتفعيل انتاجيتها، أم أنه سيستمرّ في سياسة “قبّة الباط” إزاء الممارسات التعطيلية الهدّامة للكيان والهيكلية المؤسساتية للدولة. وبالانتظار، بقي الأفق عشية الجلسة “بلا بصيص حلّ” للأزمة الحكومية وفق ما أكدت أوساط رئيس الحكومة لـ”المستقبل”، في حين خرج زوار السرايا الحكومية أمس بانطباع مفاده أنّ سلام “قرفان” من الوضع برمته في ضوء ما آلت إليه الأمور في البلد.

اللواء : بيروت تختنق بالنفايات بين جشع المحاصصات والإخلال بالوعود! سلام لن يقبل باقتراحات تعطّل صلاحياته.. ولا إستمرار لحكومة بلا قرارات

كتبت “اللواء”: بين سياسة النفايات ونفايات السياسة، وضع لبنان امام مفترق, ومسار هذا المفترق يتقرر في ضوء مسار جلسة مجلس الوزراء اليوم، حيث يأتي الوزراء إليها و”اليد على الزناد”، وسط أجواء مشحونة سياسياً ونفسياً، إلى درجة ان “العصاب” هو الذي يتحكم بسير المناقشات والقرارات.

الجمهورية : التشاؤم سيّد الموقف اليوم … وسعيٌ فرنسي لفصلِ الرئاسة عن المنطقة

كتبت “الجمهورية”: الكلام في بيروت عن النفايات وآلية العمل ومصير جلسة مجلس الوزراء اليوم في ظلّ مناخات تشاؤمية توقّع ترحيلاً للملفّين، وبالتالي استمرار الأزمة الحكومية على حالها مع غياب أيّ مخارج للمأزق القائم، وتحوّلها أزمة بيئية وشعبية ربطاً بملف النفايات. وفي باريس كلامٌ من نوع آخر، حيث كشفَ وزير الداخلية نهاد المشنوق عن محاولات فرنسية لفصلِ الملفّ الرئاسي اللبناني عن أزمة المنطقة، وأنّ الجواب عن نجاح هذا المسعى أو فشلِه سيكون قريباً على خلفية زيارة وزير الخارجية لوران فابيوس إلى طهران في 29 الجاري، وقد تحدّثَ عن جهود فرنسية من أجل إعطاء الأولوية للبنان، خلافاً للتوجّه الدولي الذي يَضع لبنان بعد ملفّي اليمن، وسوريا والعراق، وبالتالي السؤال الذي يطرَح نفسَه: هل تنجَح باريس بالتقاطع مع الفاتيكان والدوَل الإقليمية في فصل الانتخابات الرئاسية عن مسار المنطقة، ما يُعيد انتظامَ عمل المؤسسات الدستورية؟ لا شكّ في أنّ الجواب، كما قال المشنوق، سيكون قريباً.

كلّ المؤشرات تدل إلى إنّ التشاؤم سيّد الموقف، فاللبنانيون الذين أذكت روائح النفايات أنوفَهم، في مشهد لم يألفوه من قبل، ترافقَ مع تقاذف المسؤوليات، سيحبسون أنفاسَهم اليوم في انتظار ما ستتمخّض عنه جلسة مجلس الوزراء التي يكتنفها الغموض.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى