صراع على «حماس» بين السعودية وايران خالد عرار
يمكن لأي متتبع للاحداث، والتطورات في المنطقة، أن يقرأ في لقاء ملك السعودية وخالد مشعل، زعيم حركة حماس، ورجلها القوي، الابعاد التالية، وذلك وفق مصادر سياسية واسعة الاطلاع، ان الصراع على «حماس» بين السعودية، والجمهورية الاسلامية في ايران، يدخل اليوم حقبة جديدة، حيث ان حماس السياسية اي المكتب السياسي، الذي يترأسه خالد مشعل، هي حليف السعودية، وهذا ما ظهر في مواقف مشعل من الحرب التي يشنها الغرب واميركا وبعض الذين يسمون انفسهم عرباً واسرائيل، لكن الجناح العسكري لـ«حماس» ممثلاً بـ«كتائب القسام»، لا يبدو منسجماً ومتناغماً مع هذا الموقف، وفي القسام تياران، التيار الاقوى بقيادة محمد الضيف، ومحمود الزهّار والد شهيدين، وهما الاكثر قرباً من الجمهورية الاسلامية في ايران، حيث ان الجمهورية الاسلامية تعتبر بالنسبة لهم ولغالبية الشعب الفلسطيني، الدواء الرئيسي والوحيد لقوى المقاومة الفلسطينية ولا سيما حماس العسكرية.
اما الجناح الآخر وهو الاضعف تضيف المصادر، ويدعى «بيت المقدس»، وهو يتميز بتطرفه، وبقربه من الفكر «الداعشي»، وهو نفسه الفرع الناشط في الجمهورية المصرية في سيناء، وهو نفسه «كتائب بيت المقدس» وهو الفرع السوري الناشط في سوريا بشكل عام، وخصوصاً في مخيم اليرموك، مع العلم ان هذا الجناح المتطرف ينمو بشكل كبير وسريع برعاية ودعم خالد مشعل، والد العريس الذي وصلت كلفة زفافه الى ملايين الدولارات، وبتمويل سعودي، مما استدعى طرح ايجاد فرع له في اليمن، بعدما فشل العدوان السعودي ـ الاميركي على هذا البلد غير السعيد، بمسمى «بيت المقدس» في اليمن، على قاعدة ايجاد ميليشيات متطرفة ومأجورة، تُموّل سعودياً لمواجهة الحوثيين، بعدما عجزت الطائرات السعودية وغاراتها على المدنيين من الاطفال والنساء، عن ليّ ذراع الشعب اليمني ورضوخه للشروط السعودية الفارغة من اي محتوى، فها هو خالد مشعل يعرض بضاعته في السوق لكي يقتل الفلسطيني في جبال وعلى صخور وشواطئ اليمن الذي سيعود سعيداً، مما سيجعل الكيان الصهيوني فرحاً جداً حين يصبح «بيت المقدس» في اليمن وليس في فلسطين، وسوف يقدم مشعل مساعدة لارسال المخربين كما يسميهم الكيان الصهيوني، بعيداً عن «بيت المقدس» على قاعدة اذهبوا وفجروا انفسكم في جبال عدن.
وتشير المصادر السياسية الى ان الرغبة السعودية من تلك الخطة الخبيثة هي انتشار تحالف اصولي متطرف في جنوب عدن، اي في حضرموت، شبوة، تعز، بضم القاعدة وداعش والحراك الجنوبي، وبعض مجموعات على سالم البيض، والحزب اليساري، وحتماً «الاخوان المسلمين»، وبطبيعة الحال «الكتيبة الحمساوية». وعلى ما ورد اعلاه تؤكد المصادر ان مجموعة الحكماء المقاومين الفلسطينيين والعرب نصحت «حركة حماس»، لا سيما مكتبها السياسي وخالد مشعل، بأن لا يخطئ مرة اخرى بتحويل البوصلة من فلسطين الى اليمن، وتحويلهم من مقاومين الى مأجورين كرمى لعيون آل سعود، فتاريخ الفلسطينيين النضالي والجهادي اعرق من ان تستغله مجموعة وهابية تكفيرية، لتحقيق مصالحها وتنفيس احقادها وممارسة جاهليتها.
واستبعدت المصادر ان تكون زيارة جعجع للسعودية في نفس السياق، لانه لا يملك اي بضاعة لعرضها، انما زيارته تأتي في سياق ما كشفته وثائق «الويكيليكس».
(الديار)