نحن بحاجة لان نعرف: هل مولت السعودية هجمات 11 سبتمبر؟: جيمس بوفارد
هل لدى الاميركيين الحق في معرفة ما إذا كانت هناك حكومة أجنبية ساعدت في تمويل هجمات 11/9؟ هناك عدد كبير من أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ يطالبون برفع السرية عن تقرير مؤلف من 28 صفحة، وما هو وارد في تلك الصفحات يمكن أن يحدث تغييرا جذريا في نظرة الأميركيين إلى الحرب على الإرهاب .
لجنة التحقيق المشتركة في الكونغرس قامت بالتحقيق قبل وبعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001، وفي ديسمبر كانون الاول عام 2002. ولكن إدارة بوشعرقلت الإفراج عن التقرير المؤلف من 838 صفحة حتى منتصف العام 2003 – أي الى ما بعد غزوها للعراق- وقمعت جزء رئيسي منه. السناتور السابق بوب غراهام، رئيس مجلس إدارة التحقيق، أعلن أن “هناك أدلة دامغة في 28 صفحة تؤكد ضلوع واحدة أو أكثر من الحكومات الأجنبية في مساعدة بعض الخاطفين الذين نفذوا الهجوم في 11/09”. وأشار غراهام في وقت لاحق أن السعوديين كانوا الطرف المذنب. ولكن الكشف عن الروابط السعودية في احداث11/09 كان يمكن أن يقوض الجهود المبذولة من قبل بعض المسؤولين في إدارة بوش لإدراك مدى علاقة الرئيس العراقي صدام حسين بهجمات 11/9.
منع نشر تلك الصفحات كان مثيرا للجدل في ذلك الوقت. فقد حث السناتور ريتشارد شيلبي نائب رئيس لجنة التحقيق المشتركة، برفع السرية عن ما يقرب من 28 صفحة لأن “الشعب الأميركي يستغيث لمعرفة المزيد حول من مول ومن ساعد وحرض على تلك الأنشطة الإرهابية في العالم، “ستة وأربعون من أعضاء مجلس الشيوخ، بقيادة السيناتور تشاك شومر، عن ولاية نيويورك، وبما في ذلك ما يقرب من جميع أعضاء الحزب الديمقراطي، طالبوا الرئيس بوش بالإفراج عن الصفحات الـ 28 الاهم في التقرير.
النائب والتر جونز، شن حملة لرفع السرية عن تلك الصفحات في العام 2013. جونز متحفظ اشتهر بعدة قضايا مثيرة في العام 2003 حيث عارض غزو العراق. وقال انه منذ ذلك الحين أصبح واحدا من اشد المعارضين للتدخل المتهور للولايات المتحدة في الخارج. وأوضح جونز أن “الشعب الأميركي يستحق معرفة الحقيقة، والإفراج عن هذه الصفحات سوف يعزز أمننا القومي، وليس الإضرار به“.
في الشهر الماضي، قال السناتور راند بول، انه ضد تجديد قانون المن الوطني الذي سن بعد هجمات 11 أيلول “باتريوت”، وانضم لمعركة الافراج عن الـصفحات الثماني والعشرين.
يمكن لأعضاء الكونغرس قراءة الصفحات المصنفة التي لا تزال في غرف الأرشيف الخاصة في الكابيتول هيل اذا حصلوا على إذن مسبق من مجلس النواب أو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
النائب توماس مسي، واحد من عدد قليل من أعضاء الكونغرس الذين استطاعوا قراءة التقرير، فقال: “اضطررت للتوقف لأكثر من مرة لاستيعاب ومحاولة إعادة ترتيب افكاري لاستعادة ذاكرة الـ 13 سنة الماضية، وإعادة التفكير في كل شيء”.
لماذا تواصل إدارة أوباما منع نشر تلك الملفات المحجوبة والمكتومة لأكثر من عشر سنوات؟ مصداقية البيت الابيض معرضة للتلف بسبب الكشف عن تمويل السعودية لأسوأ هجوم على الأراضي الأميركية منذ بيرل هاربور (15 من أصل 19 مهاجما كانوا سعوديين).
تفيد التقارير على نطاق واسع ان مصادر سعودية تمول الإرهابيين التابعين للدولة الإسلامية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة ورئيس لجنة بمجلس الشيوخ في سبتمبر الماضي “فلنعرف الحلفاء العرب الرئيسيين الذين يمولون داعش”.
الرئيس أوباما أمر بإرسال المزيد من القوات الاميركية الى العراق للمساهمة في صد هجوم داعش،وإذا كان السعوديون يساعدون على نشر الفوضى في الشرق الأوسط، فهذا هو سبب آخر للكشف عن دورهم في الهجوم الذي ساعد في إطلاق الصراعات التي تكلف بالفعل الآلاف الأرواح الأميركية وأكثر من 1.6 تريليون دولار وفقا لخدمة أبحاث الكونغرس.
لكي لا نخلط الحقائق لا ينبغي أن يكون شعار “الحرب على الإرهاب” هو الوهم الذي يستخدمه السياسيون لحجب أهم تفاصيل القيادة السياسة الاتحادية.
ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد-ناديا حمدان
يو اس توداي