من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : “الحظر” على التعاون مع إيران يفقد مبرراته مردود “النووي” لبنانياً: سلاح وطاقة ومصارف؟
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن عشر بعد الاربعمئة على التوالي.
ولئن كانت جلسة الأمس لانتخاب رئيس الجمهورية قد لقيت “حتفها السياسي”، كما سابقاتها، إلا ان الفارق الوحيد هذه المرة هو ان منسوب الأمل في انتخاب “الرئيس المخصّب” ارتفع من تحت الصفر الى ما فوقه بقليل، مع ولادة الاتفاق النووي.
وفي انتظار ثبوت انعكاس الاتفاق إيجابا، على الاستحقاق الرئاسي، يمكن القول ان الامر المؤكد الوحيد حتى إشعار آخر هو ان الاقتصاد اللبناني قادر على ان يكون من “الرابحين”، في حال توافر القرار السياسي الشجاع.
وإذا كان الاوروبيون والاميركيون، شركات اقتصادية وإدارات سياسية، بدأوا بحجز أماكن لهم في “إيران الجديدة”، الى درجة ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المعروف بعدائه لطهران بات من أكثر المستعجلين لزيارتها.. فإن من واجب بعض الاطراف اللبنانية ان تكون أكثر واقعية وتواضعا في سلوكها، وان تضع مصالح لبنان الحيوية فوق كل اعتبار ذاتي او محور اقليمي.
ولعل الاختبار الاول لـ “نيات” الغيارى على الجيش اللبناني، يتمثل في مبادرتهم الى رفع “الحظر السياسي” عن الحصول على سلاح للجيش من إيران التي سبق لها ان عرضت تزويد الجيش مجانا بكميات من الاسلحة والذخائر النوعية، قبل ان يسقط الاقتراح سريعا بفعل اعتراض أطراف في الحكومة السابقة على خرق العقوبات التي كانت متخذة بحق ايران، وهو موقف ينطوي في جوهره على أبعاد سياسية تتصل بالخلاف مع طهران وحلفائها حول الخيارات الاستراتيجية.
أما وان العقوبات ستُرفع قريبا، فلم يعد هناك عذر لرفض المساعدة الايرانية للجيش اللبناني، الذي يحتاج الى كل دعم ممكن في المواجهة التي يخوضها ضد الارهاب.
أما على المستوى الاقتصادي، فإن لبنان يقف أمام فرصة ذهبية لبناء علاقات اقتصادية منتجة مع إيران، لاسيما في المجالين الكهربائي والمصرفي.
وكان الايرانيون قد عرضوا على لبنان في السابق بناء معمل لانتاج الطاقة الكهربائية بكلفة مقبولة وشروط ميسرة وآجال طويلة وفترة سماح، لكن الجهات الرسمية اللبنانية تجاهلت العرض في حينه، لاسباب سياسية مغلفة بحجج تقنية ـ قانونية وهي عدم قدرة لبنان على خرق العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
كما ان بمستطاع لبنان استيراد النفط الايراني لتشغيل محطات الكهرباء بأسعار تشجيعية، باعتباره من الدول المشمولة بـ “الافضلية” لدى الجمهورية الاسلامية التي تملك مخزونا ضخما من النفط والغاز.
وقال وزير الطاقة آرتور نظاريان لـ “السفير” انه منفتح على كل تعاون مع إيران في مجال الكهرباء والسدود، ما دام يخدم لبنان، لافتا الانتباه الى انه كان من المتحمسين لمشروع يقضي بان تساهم إيران في بناء سد مائي في البقاع، حتى قبل توقيع الاتفاق النووي واتخاذ قرار بإلغاء العقوبات المفروضة على إيران، “وسبق لي ان تواصلت مع السفير الايراني في بيروت لهذه الغاية، وناقشت معه السبل الممكنة لتنفيذ المشروع، برغم العوائق المالية الناتجة عن العقوبات، فكيف بعد إلغائها وزوال العقبات التي كانت تمنع تفعيل العلاقة المشتركة”.
ويعتبر اصحاب الطموحات ان أفق التعاون مع “إيران الجديدة” يمكن ان يصل الى حد الاستفادة من الخبرات الايرانية لبناء محطة كهرباء نووية، على المدى الطويل، لاسيما ان الاتفاق الموقّع يسمح لايران بتصدير الوقود النووي، او لتطوير القدرات العلمية اللبنانية في مجال الطب والبيولوجيا، وما الى ذلك.
وفي ما خص القطاعين المالي والمصرفي، يشير الخبراء الى ضرورة استئناف العلاقة المتوقفة بين المصارف الايرانية والمصارف اللبنانية التي يفترض بها ان تتلقف هذه اللحظة، وتقدم كل التسهيلات والحوافز لاستقطاب الودائع الايرانية، بعدما كانت تمتنع في الماضي عن استقبالها، استجابة للتدابير المتخذة من المجتمع الدولي.
ويلفت خبير مالي الانتباه الى ان الجهاز المصرفي الايراني متواضع نسبيا، وبالتالي فان الجهاز المصرفي اللبناني يستطيع، عند اكتمال رفع العقوبات عن ايران بعد قرابة 90 يوما، ان يؤدي دورا حيويا لجهة تأمين الخدمات المصرفية والمالية للشركات الايرانية.
الديار : جعجع يصطدم بقضيّة العماد قهوجي عون يُريد التعيين وسلام يرفض حتى أيلول
كتبت “الديار”: زار الدكتور سمير جعجع الرئىس تمام سلام في السراي، كما ذكرت “الديار” امس في محاولة للتوسّط بين سلام ورئىس التيار الوطني الحرّ ميشال عون، ودارت محادثات جعجع مع سلام في جو ايجابي. واثر ذلك، اوفد الدكتور جعجع مستشاره ملحم رياشي لابلاغ العماد عون عن النتيجة. وقال ملحم رياشي للعماد عون: ان الدكتور جعجع اصرّ على الرئىس سلام بعدم تجاهل المكوّن المسيحي الذي يرأسه العماد عون. وابلغ رياشي عون ان سلام كان متجاوباً من حيث المبدأ. لكن عندما تم بحث موضوع العماد جان قهوجي، رفض سلام البحث في الموضوع قبل ايلول موعد انتهاء ولاية العماد قهوجي، ويمكن القول ان جعجع كان موافقاً.
ذكرت معلومات ان الرئىس تمام سلام قام بتسليف العماد قهوجي موقفاً هاماً عندما قام بحماية السراي بواسطة الجيش، ومنع جمهور عون من الوصول الى منتصف شارع المصارف، وقام بتأمين حماية السراي بعد ان وضع حداً لتحركات جمهور عون على الارض.
وفي المعلومات ايضاً أن تمام سلام مرتاح لخطوات العماد جان قهوجي قائد الجيش وهو لن يتخلى عنه. وهذا هو الاتفاق بين سعد الحريري، وليد جنبلاط، الرئيس نبيه بري والرئىس تمام سلام على التمسّك بالعماد قهوجي والتمديد له سنتين جديدتين.
في هذا الوقت، استمر التصعيد بين سلام وعون حيث استقبل الرئيس تمام سلام طبعاً بضوء أخضر منه وفوداً نقابية واسلامية جاءت تدعم موقف سلام، والطابع الاسلامي واضح في الوفود. مقابل ذلك، اطلق العماد عون موكباً سياراً يضمّ اعضاء من التيار الوطني الحرّ ومعهم مناشير عن ضرورة استرجاع حقوق المسيحيين، انطلق من مركز ميرنا الشالوحي الى ساحة ساسين حيث قاموا بتوزيع المناشير على السيارات المارة.
وازاء هذه المعطيات لا يبدو ان الجو سيتحسن من الآن والى بعد اسبوع في جلسة الحكومة القادمة، بل تدل الاشارات على أن سلام سيمتنع عن تعيين بديل للعماد قهوجي مقابل ان العماد عون سيقوم بتظاهرات في الشارع كما حصل الخميس الماضي، ولكن بعدد اكبر من المتظاهرين، مع العلم ان الجيش اللبناني سينفذ الاوامر ذاتها، ويمنع جمهور عون من التقدّم نحو السراي الحكومي.
وأكدت مصادر في التيار الوطني الحرّ ان تحرّك الشباب في ميرنا الشالوحي والاشرفية، يأتي ضمن خلية الازمة التي كان قد انشأها العماد ميشال عون من كل القطاعات لتبقي الجهوزية كاملة على مستوى التيار.
وأكدت المصادر ان التحرك يأتي ضمن عملية تصاعدية للمحافظة على جهوزية الارض وتفعيلها وتطويرها، وشددت على ان هذه الجهوزية ستبقى لأن لا تراجع في معركة الوجود والمصير الاّ بعد ان “ننال مطالبنا المحقة، واذا تمت أي تسوية، فبالتأكيد لن تكون على حساب حقوق المسيحيين”.
وفي موضوع “الوساطة” التي تقوم بها القوات اللبنانية مع الرئىس تمام سلام، قالت المصادر ان رئىس جهاز التواصل والاعلام ملحم رياشي التقى الجنرال عون في الرابية موفداً من الدكتور سمير جعجع في حضور النائب ابراهيم كنعان ووضعه في اجواء زيارة جعجع لرئىس الحكومة تمام سلام حيث تم النقاش في فتح الدورة الاستثنائىة وجدول اعمالها، وقد طالب جعجع بادراج قانون الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني، وقانون الانتخاب على جدول اعمال هذه الجلسة للموافقة على فتحها، معتبراً أن هذا الامر يتعلّق بتشريع الضرورة في ظل الشغور الرئاسي، مؤكداً على اهمية عدم تجاوز مطالب المكون المسيحي في هذا الاطار، ايّ مطالب التيار والقوات.
ويندرج هذا التحرك القواتي ضمن اطار ما تمّ الاتفاق عليه في متن وثيقة “اعلان النيات” والتي ركزت على ابقاء التواصل والتعاون قائماً في الحزبين.
واكدت المعلومات ان سلام حريص على الاستقرار وجعجع ايضاً، لا سيما في هذه المرحلة التي تستوجب رأب الصدع داخل الحكومة بانتظار زمن افضل، لان الاستقرار هو ارادة وطنية لـ8 آذار و14 آذار، بحيث ان الفريقين يعملان على حمايته، وهذا الامر يجب البناء عليه خاصة في الظرف الحالي.
واكدت المعلومات ان الاجواء باتت اكثر مرونة بين الرابية والمصيطبة وتتجه الى واقعية تقارب مشاكل الناس ضمن آلية مضبوطة على ايقاع غياب رئيس الجمهورية والتزام رئىس الحكومة بالاصول المرعية.
على صعيد آخر، قالت اوساط قريبة من رئيس الحكومة تمام سلام ان هناك اتصالات وطنية تجري تحضيرا لجلسة الخميس المقبل. واشارت الى ان الاتصالات ستشهد تزخيماً اعتباراً من يوم الاثنين المقبل، مشيرة الى ان اي صيغة لم تتبلور حتى اليوم بخصوص آلية عمل الحكومة.
واوضحت ان سلام كان التقى يوم الاثنين في جدة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وجرى البحث في الاوضاع اللبنانية ومسار عمل الحكومة، رافضة الخوض في تفاصيل ما جرى بحثه حول الوضع الحكومي.
البناء : أوباما: من حق “إسرائيل” أن تخاف لأنّ إيران لم تغيّر ثوابتها إنزال لـ”درع الجزيرة” في عدن تمهيداً لقبول السعودية هدنة اليمن دورة استثنائية للمجلس النيابي من أول آب تفتح طريق الحلحلة
كتبت “البناء”: بدأت المساعي الحثيثة للترجمة العاجلة لنتائج “إيرانيوم” أو دخول إيران النادي النووي ومن خلاله مجموعة السبع الكبار، فخرج الرئيس الأميركي باراك أوباما يشرح للأميركيين معاني الاتفاق باعتباره الحماية الأمثل للأمن القومي الأميركي، بصورة ذكرت الأميركيين بخروج الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر بُعيْد التفاهم مع الصين وقرار الانفتاح عليها والتسليم بفشل سياسات العزل والحصار. وشرح أوباما أنّ الأولوية بنظره لا تزال منع إيران من امتلاك قنبلة نووية، وهذا التفاهم يتيح تحقيق هذا الهدف في صورة لا جدال حولها، أما تغيير سياسات إيران فشأن آخر، معترفاً بأنّ إيران لم تغيّر في ثوابتها وسياساتها، خصوصاً بالنسبة لـ”إسرائيل”، وأنّ الخلافات الأميركية ـ الإيرانية لا تزال كبيرة في مساحات متعدّدة من قضايا الشرق الأوسط، قائلاً إنّ من حق “إسرائيل” أن تخاف، فإيران دولة قوية وتعلن نيتها العمل على إزالة “إسرائيل” عن الخريطة، وتواصل دعمها المطلق لحزب الله الذي يشكل مصدراً لخطر حقيقي على “إسرائيل” وأمنها. وفيما لا تتوافر أداة قياس لفعالية خطاب أوباما في إقناع الأميركيين، فالأكيد أنه زاد من الذعر “الإسرائيلي”، ومن حيث لا يريد ولا يدري ترافع أوباما عن أنّ إيران دولة مبادئ لم تبع ولم تشتر لبلوغ هذا التفاهم ولم تفرّط بذرة من ثوابتها ولا من مكانة حلفائها ودعمها لهم.
على الضفة الإقليمية بدت السعودية أول المستعجلين لخلق أمر واقع في جبهة حربها المقلقة على اليمن، والتي تعرف أنّ الزمن المتاح لإقلاع التسويات والتفاهمات فيها لم يعد طويلاً، فقامت بإنزال “درع الجزيرة” في عدن وسيطرت على المطار والمرفأ، حيث تدور معارك طاحنة مع الثوار الحوثيين والجيش اليمني، بينما ارتفعت أعلام “القاعدة” علناً في المناطق التي دخلتها الآليات السعودية والإماراتية. وقالت مصادر روسية وأميركية أنّ اتفاقاً على التسريع بوضع الهدنة اليمنية موضع التنفيذ ووقف القتال قد تمّ بين موسكو وواشنطن، وأنّ المبعوث الأممي سيبادر لإجراء الاتصالات اللازمة لإعلان موعد جديد لسريان الهدنة التي كشف الإنزال السعودي في عدن أسباب تعثرها سابقاً. وبدا أنّ السعودية المدركة لخسارتها السياسية والعسكرية الجسيمة يمنياً أرادت تأمين جزء من عدن كالمطار والمرفأ والقصور الرئاسية لنقل جزء من رموز السلطة اليمنية السابقة المؤيدة لها للإقامة في عدن قبل القبول بوضع الهدنة موضع التنفيذ.
لبنانياً، على رغم الإجماع على عدم وجود مؤشرات على أولوية إقليمية دولية لتفاهمات وتسويات تطاول الملف الرئاسي في لبنان، تنشط المساعي والوساطات على إحداث خرق في جدار التشابك السياسي الذي تشكل الحكومة ساحته وآلية عملها في ظلّ الفراغ الرئاسي محوره. ويبدو أن الاتجاه هو لجعل مرسوم فتح الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي بدءاً من أول شهر آب المقبل، العنوان الأبرز لهذه المساعي، حيث يتحقق عبر هذا الباب ترتيب ملف العلاقة المأزومة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، ويستعيد التموضع السياسي والنيابي وضعه الطبيعي من جهة، وتكون الحكومة قد وضعت في رصيدها نموذجاً للقضايا التي تدرج على جدول الأعمال توافقياً على طريق رسم الآلية لإدارة الفراغ الرئاسي من جهة أخرى.
من المؤكد أن اتفاق فيينا سينعكس إيجاباً على الملف اللبناني، لكن هذا الانعكاس لن يظهر سريعاً، فلبنان ليس ملفاً ملحاً بالأهمية للأطراف المعنية في صراع الشرق الأوسط، والأزمة اللبنانية ملف فرعي أمام الأزمات الأصلية كسورية والعراق واليمن، وحلها سيتأخر لحين إيجاد الحلول للأزمات العالقة في المنطقة. وعلى رغم ذلك، فإن لبنان سيحافظ في مرحلة الانتظار على الوضع المتوازن إلى حد بعيد، والمساكنة بين “الأعدقاء” لحين حلول الأجل المحدد للبنان والذي لا يتوقع أن يكون قبل أواخر عام 2016.
وتؤكد مصادر مطلعة لـ”البناء” أن اللبنانيين يبالغون بلهفتهم للبحث عن انعكاس هذا الاتفاق ويبالغون في تضخيم لبنان في عقل وقلب الغربيين، فلبنان ليس أولوية على طاولة الكبار”. وتشير المصادر إلى “أن ما يهم الدول الإقليمية والغربية في الوقت الراهن هو المحافظة على الاستقرار الهش، والحفاظ على الحد الأدنى من الوصل الداخلي من دون فرط ما تبقى من مؤسسات كالحكومة وطاولة الحوار”. وشددت المصادر على “أن لبنان مرتبط بإحكام بالملف السوري ولن تحل الأزمة فيه قبل معالجة الوضع في سورية”.
وتوقع الرئيس نبيه بري أن تكون للاتفاق على الملف النووي الإيراني انعكاسات إيجابية على المنطقة وأن يساعد على تحقيق الانفراج في لبنان. وقال بري أمام النواب في لقاء الأربعاء النيابي في عين التينة: “ربما يساهم الاتفاق النووي بخلق أجواء مساعدة على إزالة التعقيدات أمام انتخاب رئيس للجمهورية”.
إلى ذلك، لم تنسحب الأجواء النووية الايجابية على جلسة انتخاب الرئيس السادسة والعشرين التي شهدت إرجاء جديداً لعدم اكتمال النصاب إلى 12 آب المقبل. وتحدث رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة من المجلس النيابي، على وقع اتفاق فيينا، مؤكداً الحرص على بناء علاقات جيدة مع إيران.
واعتبر رداً على سؤال لـ”البناء” حول انعكاس الملف النووي على الانتخابات الرئاسية “أن الملف الرئاسي هو مسألة لبنانية وليست خارجية، طبيعي أن يكون التأثير الخارجي من العوامل المساعدة لكن من يريد تسليم قيادته لكل الأحداث الخارجية يصبح وكأنه في سفينة من دون أشرعة وتتقاذفها الرياح، ومن يظن أنه حقق مكاسب أو حقق خسارة نتيجة الاتفاق النووي يكون قصير النظر وعديم الرؤية، هذه المنطقة ميزتها العيش ولا أحد يستطيع أن يفرض على الآخر ما يريده، يجب أن يكون هذا العمل بالتوافق وليس على أساس تسجيل أهداف أو تحقيق انتصار فئة على أخرى”.
الأخبار : جعجع يبادر بين عون وسلام
كتبت “الأخبار”: لا يزال الجمود يسيطر على التطوّرات الداخلية السياسية، في ظلّ انتظار مختلف القوى انعكاسات الاتفاق النووي الإيراني على الواقع اللبناني، وحلول عيد الفطر نهاية هذا الأسبوع.
محاولات إحداث اختراق في العلاقة بين رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، تابعها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد زيارة قام بها إلى سلام أوّل من أمس، تبعتها زيارة موفده إلى الرابية ملحم الرياشي لوضع عون في أجواء لقاء جعجع مع سلام.
مصادر مطّلعة أكّدت لـ “الأخبار” أن “جعجع تناول في اللقاء أهمية رأب الصدع في الحكومة في الظرف الحالي، وحماية الاستقرار الوطني واعتماد المقاربة المناسبة لتسيير عمل الدولة في ظل غياب رئيس الجمهورية”. وأكدت المصادر أن “هناك توافقاً بين القوات والتيار أن تكون أولويات العقد الاستثنائي لمجلس النواب، إقرار قانون انتخاب جديد وقانون استعادة الجنسية”. ولا تخرج زيارة جعجع لسلام لـ “ترطيب الأجواء مع عون”، عن سياق مفاعيل ورقة إعلان النوايا بين التيار والقوات، التي اتفق الجانبان بموجبها على التعاون في التواصل مع مختلف الفرقاء السياسيين. إذ يبدي جعجع اهتماماً بالوصول إلى موقف مشترك مع عون أمام سلام وباقي القوى السياسية، تحديداً في ما خصّ مسألتي قانون الانتخاب واستعادة الجنسية، فيما بقي موقف سلام مبهماً، مع تأكيده على نيّته تحقيق التوازن في الحكومة بما يضمن استمرار عملها.
ومن المقرر أن يزور النائب ابراهيم كنعان معراب، موفداً من عون، لاستكمال البحث في المواضيع المطروحة. وكان لافتاً أمس، انعقاد لقاء نقابي كبير جمع القواتيين والعونيين، هو الأول من نوعه بعد إعلان النوايا، ضم رؤساء المصالح النقابية لدى الطرفين.
من جهة أخرى، أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ 26، والتي كانت مقررة أمس، إلى 12 آب المقبل. ونقل نوّاب عن بري في لقاء الأربعاء النيابي، توقعاتع أن “تكون للاتفاق انعكاسات ايجابية على المنطقة، وأن يساعد على تحقيق الانفراج في لبنان”.
في غضون ذلك، لم تدم هدنة الأسبوعين التي تحدث عنها عون عقب الجلسة الحكومية الخميس الماضي طويلا، بعد أن دعا التيار الوطني الحر مناصريه الى التجمع اليوم أمام هيئات الأقضية مبقياً برنامج التحرك رهن لحظة حصوله. وتقول مصادر الرابية إن التحرك “وسيلة لابقاء الشارع حاضراً لا سيما أن المفاوضات الحكومية بدأت لتوها”.
وكان الطلاب العونيون عمدوا ليل أمس الى توزيع مناشير تحت عنوان “نعم أنا مسيحي ولن أسمح بتهميشي” مع هاشتاغ # معا_نستعيد_حقنا. وأكدت المناشير عدم مساومة التيار الوطني الحر على حقوق المسيحيين.
النهار : لقاء أقطاب 8 آذار مؤجَّل رغم الوساطة سلام : لنذهب إلى رئيس حيادي ومعتدل
كتبت “النهار”: لم ينعكس دخول البلاد أجواء العطلة الرسمية لعيد الفطر غداً الجمعة على مجمل الحياة السياسية، وخصوصاً في ما يتعلق بالاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الدول 5+1، إذ توالت التعليقات امس بين مؤيد للاتفاق ومستبشر بنتائجه، وفي طليعتهم الرئيس نبيه بري الذي يأمل في ان يساهم الاتفاق في تذليل عوائق أمام انتخاب رئيس للجمهورية، ومتشائم بارتدادات الاتفاق وفي طليعتهم النائب وليد جنبلاط.
أما سياسياً، فبرز موقف لرئيس مجلس الوزراء تمّام سلام الذي أبلغ تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” القسم العربي أن “هناك مرشحين رئيسيين لرئاسة الجمهورية لديهم تمثيل شعبي وكتل نيابية وأحزاب وحيثية هم: الدكتور سمير جعجع والجنرال ميشال عون وسليمان بك فرنجية والرئيس أمين الجميّل، وهؤلاء الاربعة يصادف أن اثنين منهم من فريق 8 آذار واثنين من فريق 14 آذار، وأي واحد من هؤلاء يفوز اليوم برئاسة الجمهورية سيؤدي الى انتصار فريق وانكسار فريق، والبلد لا يحتمل إنكساراً أو إنتصاراً، ويتم تداول 6 أو 7 شخصيات محترمة في البلد مؤهلة لرئاسة الجمهورية، فلنذهب الى هناك ونجنّب البلد الغالب والمغلوب والمنتصر والمنكسر. لنذهب الى شخصية حيادية معتدلة تقدر في هذا الزمن العصيب أن تملأ هذا المركز وتعيد الامور الى نصابها”.
في المقابل، وفيما تستمر حركة وساطة بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون يقودها “حزب الله”، عاد مناصرو “التيار” رمزياً الى الشارع اذ انطلقت عصر أمس مسيرة سيارة من سن الفيل في اتجاه السوديكو، وأقام الناشطون حاجزاً وزعوا فيه منشورات كتب فيها: “نعم أنا مسيحي ولن أسمح بتهميشي. لن أقبل برئيس صوري لا يؤثر في المعادلة. لن أقبل بقانون انتخابي يلغي تمثيلي. لن أقبل بقيادات منقادة”. ووجهت دعوات الى المناصرين لتنظيم تجمعات الخامسة والنصف مساء اليوم أمام مراكز هيئات الاقضية.
وأفاد مسؤول قطاع الشباب في “التيار” أنطون سعيد ان “التجمع يندرج في اطار الحفاظ على الجهوزية لاي تحرك قد يُطلب تنفيذه على الارض، كما يشكل استكمالاً للحركة الاحتجاجية التي بدأناها الاسبوع الماضي. صحيح ان تهدئة سياسية دخلت حيز التنفيذ بعد جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، إلا اننا كشباب ماضون في التعبير عن رأينا حتى تحقيق مطالبنا ونيل حقوقنا، وستكون حركتنا تصاعدية إن لم يتم التجاوب معنا”.
وفي موضوع الوساطة بين بري وعون، صرح عضو “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ألان عون لـ”النهار” بأن ثمة وساطة بدأت فعلا ولها غايتان، الاولى تهدئة الاجواء، والثانية البحث في موضوع فتح الدورة الاستثنائية في مجلس النواب والتي يسعى اليها بري ويريد الحزب من التكتل ان يعيد النظر في موقفه المعروف منها.
وعن المعلومات التي سرت أخيراً عن التحضير للقاء للرئيس بري والعماد عون أو لقاء على مستوى الأقطاب الأربعة لقوى 8 آذار قال: “وفق معلوماتي، الامر لم يطرح بعد جدياً على هذا النحو ويحتاج الى مزيد من الاتصالات والجهود لبلورته، علماً اننا كتكتل منفتحون للبحث في كل الامور”.
المستقبل : قتيل و3 جرحى “على أفضلية المرور” في قبرشمون واتصالات سياسية تفضي إلى تسليم المتهمين بري يراهن على “النووي”: ما طلع من أمرنا شي
كتبت ” المستقبل”: للمرة الـ26 على التوالي نجح معطّلو الاستحقاق الرئاسي أمس في فرض ترحيله إلى أجل مسمّى جديد حدّده رئيس مجلس النواب نبيه بري في 12 آب، في وقت تترقب “عين التينة” نسائم “نووية” تسووية تخصّب الاستحقاق فتؤمّن النصاب وتنجز الانتخاب. وإذ يعرب بري عن اعتقاده بأنّ اتفاق “فيينا” النووي بين إيران والدول الكبرى سيشقّ طريق الانفراج والتقارب من طهران إلى دول الخليج وصولاً إلى قصر بعبدا، يبدي رئيس المجلس أسفه في المقابل لفشل محاولات لبننة الاستحقاق قائلاً لـ”المستقبل”: نحن اللبنانيون “ما طلع من أمرنا شي شحّادين ومشارطين”، وأردف: “من المفترض أن يؤدي الاتفاق النووي إلى علاقات حسن جوار إسلامية – إسلامية وأعتقد أنه سيفتح الطريق بشكل خاص بين إيران والخليج وسيقرّب بالتالي وجهات النظر حول لبنان”.
اللواء : عون يلهو بالشارع: ربط نزاع مع الحليف النووي! سجال تلفوني حادّ بين درباس وباسيل حول أطفال النازحين.. وريفي يؤكِّد التشكيلات القضائية لمجلس القضاء
كتبت “اللواء”: غداة التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني، سعى “التيار الوطني الحر” إلى قطع كل خطوط التواصل، مرجحاً خيار الشارع، عبر ما أسماه “بروفات الجهوزية” لقطاع الشباب المنتمين اليه، مستفيداً من تطورات المواقف الميدانية في اليمن وسوريا، ومحاولاً فرض “امر واقع”، من زاوية أن تعطيل الحكومة غدا هدفاً لديه، في ما يسميه ضغطاً لاستعادة حقوق المسيحيين!
وهكذا توسعت محاور الحركة الاحتجاجية العونية، فلم تعد مقتصرة على تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش اللبناني، لتطال جدول أعمال مجلس الوزراء وآلية اتخاذ القرارات بالإجماع، الأمر الذي يعني تعطيلاً، لأن التجربة برهنت انه من غير الممكن الإجماع على القضايا الخلافية في لبنان.
الجمهورية : الجلسة الرئاسية رحلت إلى 12 آب ووعد قطري بتحريك ملف العسكريِّين بعد الفطر
كتبت ” الجمهورية”: دخل الاتفاق النووي في مرحلة التمحيص والتقييم وقراءة أبعاده وانعكاساته واستكشاف آفاقه والاتجاه الذي ستسلكه الأحداث بعيداً عن ردود الفِعل الآنيّة والفئوية التي تسعى لتوظيف هذا التطوّر التاريخي في سياق مشروعها السياسي، وكأنّ المجتمع الدولي يقدّم هدايا مجانية على طبق من فضة، وهو لو كان كذلك لَما استغرق الاتفاق كل هذا الوقت وكان على وَشك الانفراط في محطات عدة. ولكنّ النتيجة الأولية التي لا نقاش فيها بأنّ ما تحقّق هو إنجاز للمجتمع الدولي الذي بَرهنَ انه عندما يصمّم ويتوحّد يصبح قادِراً على تحقيق الانجازات التي تشكّل مصدر حماية لشعوب العالم، وأنّ ما انطبَقَ على النووي يمكن أن ينسَحِب على نزاعات أخرى يشكّل استمرارها نقطة سوداء في سجلّ الانسانية، كما يشكل تهديداً جدياً للعالم بأجمعه في ظلّ تنامي ظاهرة الإرهاب بشكل مخيف. وفي موازاة سَيل المواقف التي صدرت عن معظم دول العالم، والتي بَدت متفاوتة ومتباينة، بدأت المنطقة تتحضّر لمرحلة جديدة قد لا تظهر معالمها قريباً، إنما الانتهاء من النووي يفرض أولويات أخرى على جدول أعمال القوى الغربية والإقليمية، خصوصاً في ظل المخاوف من عَولمة الإرهاب، وإدراك المجتمع الدولي أنّ هذه الآفة لا يمكن مواجهتها إلّا من خلال شراكة فعلية مع السعودية والدول السنية وتعاون إيراني مُسَهّل لهذا العمل.وفي كل هذا المشهد لم ينعش وهج النووي لا رئاسة الجمهورية إذ رحّلت الجلسة الرئاسية إلى 12 آب، ولا الحكومة التي ما زالت في دائرة الجمود، إنما لبنان، الذي دخل في أجواء العيد، ينظر بعَين الأمل إلى الاتفاق النووي، ويأمل أن يحقق انفراجاً رئاسياً يُعيد انتظام عمل المؤسسات الدستورية التي شهدت أخيراً تدهوراً مخيفاً في ظل مَساع تُبذل لرأب الصدع الحكومي.