من الصحافة الاسرائيلية
الاتفاق النووي الايراني وتأثيره على الوضع الايراني في المنطقة والغضب الاسرائيلي من عدم التمكن من ايجاد الطريقة لعرقلة ذلك الاتفاق كانت العناوين الابرز في الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم فغداة توقيع إيران والدول الغربية الست على الاتفاق النووي والهجوم الإسرائيلي الفوري عليه وقرار المجلس الأمني السياسي الإسرائيلي المصغر (كابينيت) عدم الاعتراف بالاتفاق، رأت الصحف أن هناك عدة جوانب إيجابية في الاتفاق بالنسبة لإسرائيل أبرزها وقف تصنيع إيران للقنبلة النووية، ولو لفترة محدودة، ومنح إسرائيل مزيدا من الوقت للاستعداد لمواجهة هذا الخطر الذي تعتبره وجوديا، وراى المحللون إن هجوم إسرائيل على الاتفاق هو تكتيكي مؤقت حتى إقرار الكونغرس للاتفاق نهائيا ولقاء باراك أوباما وبنيامين نتنياهو بعد نحو شهرين، حينها من المتوقع أن يقدم الأخير قائمة مطالب كبيرة لحفظ مكانة إسرائيل الاستراتيجية في المنطقة وتعويضها عن أي مساس بها.
تحت عنوان “منح الاتفاق فرصة” قالت هآرتس أن الاتفاق النووي هو إنجاز دبلوماسي ضخم لجميع الأطراف الموقعة على الاتفاق، وأنه لحظة تاريخية في علاقة الغرب مع إيران منذ الثورة الإسلامية في العام 1979، وقالت إنه للمرة الأولى منذ الثورة الإسلامية تجري مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة أفضت إلى اتفاق فيه اعتراف متبادل وتساوي بين كل الأطراف الموقعة.
وتحت عنوان “الاتفاق النووي التاريخي يمنح الثورة الإسلامية اعترافا دوليا”، اعتبر تسفي برئيل في صحيفة هآرتس أن الاتفاق قد أزال عن إيران صورة الدولة غير العقلانية التي يقودها “مشرعون ظلاميون”.
وقال إن الاتفاق تضمن “الضبابية البناءة” التي تبقي حيزا معينا للمرونة، سواء من قبل الدول الغربية أم من قبل إيران، مشيرا إلى تصريحات مصادر دبلوماسية مطلعة مفادها أنه بدون هذا الحيز ما كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق، وأن الجهود بذلت لتقليص هذا الحيز قدر الإمكان، والتدقيق في وضع حدود المسموح والممنوع.
واضاف: أن نص الاتفاق لا يتضمن التفاهمات فقط، وإنما طموحات وتوقعات كل طرف.
اما أليكس فيشمان في يديعوت احرونوت فرأى أن الاتفاق ليس كارثيا وأبعد ما يكون عن “الكارثة القومية“. وقال إن ليس هناك أي احتمال ألا يصادق الكونغرس الأميركي على الاتفاق، أي أن المعركة الإسرائيلية بهذا الشأن خاسرة، داعيا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والأجهزة الأمنية عدم مهاجمة الاتفاق وإنما بلورة مطالب إسرائيلية مقابله، لافتا إلى أن زيارة وزير الدفاع الأميركي، اشتون كارتر، لتل أبيب بعد خمسة أيام للمرة الأولى منذ توليه منصبه، هي فرصة للتحدث إلى واشنطن عن خطوات عملية لتعويض إسرائيل عن المساس بمكانتها الاستراتيجية في المنطقة.