من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : بري وفرنجية متفائلان، جنبلاط متشائم، عون ثابت.. وجعجع حذر “النووي”: “تخصيب سياسي” في لبنان؟
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم السابع عشر بعد الاربعمئة على التوالي.
استراحت الملفات الخلافية الداخلية، لبعض الوقت، واتجهت أنظار الجميع، في “8 و14 آذار”، الى فيينا لمتابعة وقائع صناعة إحدى أهم اللحظات التاريخية في هذا العصر، على أيدي إيران ودول مجموعة 5+1.
ومع اكتمال “التخصيب السياسي” للاتفاق النووي، بدأ الكثيرون في لبنان يضربون أخماسا بأسداس، ويخوضون في حسابات الربح والخسارة، على إيقاع أسئلة عابرة للاصطفافات السياسية والطائفية:
كيف سيتم “تسييل” التفاهم داخليا.. ماذا عن انعكاساته على موازين القوى.. هل من منتصر ومهزوم.. ما هي احتمالات المقايضة والمساومة على الملف اللبناني.. كيف ستتصرف السعودية في ساحات التماس مع إيران ومنها لبنان.. هل ستسهل “ليالي فيينا” ولادة “الفجر الرئاسي” ام ستمدد “ولاية الظلام” في قصر بعبدا.. وأيهما بات أقرب الى القصر: الرئيس الوسطي أم القوي؟
تفاوتت الأجوبة، في طبعتها الاولى، تبعا لتباين المواقع والحسابات. بالنسبة الى البعض، حققت إيران نصراً مدوّياً ستتردد أصداؤه في المنطقة وصولا الى بيروت، ما يعني ان كفتها ستكون الراجحة على مستوى تحديد مسار الحلول للأزمات، أما البعض الآخر فقد استنتج ان طهران خضعت لمطالب المجتمع الدولي ولن تكون قادرة على استثمار الاتفاق خارج حدودها، فيما يميل آخرون الى الافتراض أن التعادل بين ايران والمجتمع الدولي سيُترجم تسوية في لبنان، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.
فقد أكد الرئيس نبيه بري أمام زواره امس ان ايران حققت مكسبا ديبلوماسيا لا لبس فيه، لافتا الانتباه الى ان ايران بدت كفريق يخوض بلاعبيه المحليين مباراة طويلة من التفاوض ضد فريق آخر هو خليط من أقوى المنتخبات العالمية، ولذلك فإن النتيجة التي تحققت تُحسب لإيران أكثر من غيرها.
واعتبر أن ما بعد الاتفاق ليس كما قبله، مرجحا ان يساهم في تكوين شراكة دولية مع طهران ضد الارهاب، لا سيما ان الجمهورية الاسلامية هي من بين الدول التي تقاتل الارهاب فعليا.
وتوقع بري مجددا ان يكون لبنان واليمن من أوائل المستفيدين من مردود الاتفاق، لافتا الانتباه الى ان الملف اللبناني أسهل من ملفات اقليمية أخرى، لأنه يتمحور حاليا حول اسم رئيس الجمهورية، وإذا عولجت هذه المشكلة تنطلق دينامية الانفراج، لكنه استدرك بالاشارة الى ان القطاف لن يكون سريعا، كما انه لن يتأخر كثيرا.
وكشف بري عن انه طُرحت خلال جلسة الحوار الاخيرة بين وفدي “حزب الله” و “تيار المستقبل” أفكار واقتراحات لمعالجة بعض جوانب الازمة الداخلية، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، آملا أن تأخذ طريقها الى القبول والتنفيذ.
ووصف بري جلسة مجلس الوزراء الاخيرة بـ “الكارثة السياسية”، متمنيا من الاطراف ان تتعظ مما جرى.
وفي معرض إشارته الى ان المباشرة في تنفيذ الاتفاق تنتظر عبوره في الكونغرس الاميركي، قال بري مبتسما: لحسن الحظ، ان ابواب الكونغرس مفتوحة، وليست هناك مقاطعة من كتل نيابية، وإلا لكنا قد اقترحنا عليهم إدراج مشروع الاتفاق مع ايران في إطار تشريع الضرورة..
وأمل رئيس الحكومة تمّام سلام أن ينعكس هذا التطور إيجابا على الاوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما يساعد على خفض التوترات وإشاعة السلام والاستقرار.
وقال العماد ميشال عون لـ “السفير” ان التفاهم النووي يمكن ان يؤثر على الاستحقاق الرئاسي، مشددا في الوقت ذاته على ان هناك ثابتة لديه لا تتأثر بأي تحولات، وهي استعادة حقوق المسيحيين التي يحاول البعض شخصنتها أو وضعها في إطار طائفي، لتشويه صورة من يطالب بها، في حين انها في جوهرها حقوق وطنية، إذ ان الرئيس القوي يفيد كل لبنان، وقانون الانتخاب العادل ينصف كل اللبنانيين، ثم ان الاستقرار والتوازن الداخليين لا يمكن ان يستقيما من دون ان تكون هناك عدالة في توزيع السلطة بين كل المكونات.
وتوقع رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية ان يترك الاتفاق التاريخي انعكاسات إيجابية على لبنان والمنطقة، وقال لـ “السفير” ان الازمة المستعصية في لبنان هي جزء من الواقع الاقليمي المتأزم، وعندما تحصل حلحلة في العقدة الاقليمية، فلا بد من ان تكون الآثار إيجابية علينا.
الأخبار : حزب الله لإطلاق مبادرة بين بري وعون
كتبت “الأخبار”: خيّم توقيع الاتفاق النووي بين إيران وأميركا والدول الكبرى في العالم على الأجواء السياسية العامة في البلاد، فغابت التطوّرات والحلول عن أي من الأزمات المستمرة، لا سيّما أزمة الحكومة وآلية العمل داخلها، وخلافات التيار الوطني الحرّ مع رئيس الحكومة تمام سلام وتيار المستقبل.
غير أن التباين في المواقف بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون والرئيس نبيه برّي حظي باهتمام حزب الله. وعلمت “الأخبار” أن الحزب بدأ مفاوضات مع حليفيه، كلٌّ على حدة، لتدوير الزوايا. وبحسب المعلومات، فإن الحزب يستعد لإطلاق مبادرة مباشرة بعد عيد الفطر من أجل التقريب في وجهات النظر بين بري وعون، خصوصاً في ما يتعلق بالأزمة الحكومية، ومرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النوّاب. ويمكن القول إنه إلى حدّ الآن تم التوصل إلى “منع الاشتباك المباشر بين الطرفين، خارج مجلس الوزراء أو داخله”، وإن برّي كرّر موقفه المخالف لبعض توجهات عون، لكنّه أكد أن “وزيري أمل لن يكونا في صدارة المتصدّين لطروحات وزيري عون”. وفي سياق مسعى حزب الله، علمت “الأخبار” أن الحزب أبلغ فرقاء الحكومة أن وزيريه وقّعا مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، فيما قالت مصادر وزارية أخرى إن عون أبدى ليونة في مسألة المرسوم، بعد تشدّده سابقاً في رفض عقد أي جلسة لمجلس النّواب ما لم يكن على جدول أعمالها انتخاب رئيس للجمهورية.
من جهته، أكّد “تكتل التغيير والاصلاح”، بعد اجتماعه الأسبوعي، على لسان النائب إبراهيم كنعان، أن “فتح الدورة الاستثنائية لا يتم إلا بحسب ما يقرره مجلس الوزراء مجتمعاً، والتكتل على هذا الصعيد شريك أساس، بمن يمثل وما يمثل، في وضع جدول الاعمال”، داعياً إلى “احترام آلية اتخاذ القرارات لبتّ ما يجب بتّه من مسائل عالقة لها علاقة بانتظام عمل الدولة وبالتعيينات وسواها من البنود”. وطالب التكتل بـ”إدراج قانون انتخاب وقانون استعادة الجنسية للمنحدرين من أصل لبناني، والذي ينتظر منذ 20 عاماً، والبنود المالية الأخرى من موازنة وسواها، على جدول أعمال الجلسة التشريعية لبتّها خلال الدورة الاستثنائية، وهذا الأمر برسم الحكومة والكتل النيابية”.
واستكمالاً لجلسات الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، عقدت ليل أول من أمس جلسة جديدة في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور ممثلي المستقبل وحزب الله الاعتياديين، ومشاركة الوزير علي حسن خليل. وقالت مصادر مشاركة لـ”الأخبار” إن “المجتمعين ناقشوا مختلف القضايا والأزمات، لا سيّما الوضع الأمني، من دون أن يسفر اللقاء عن أي جديد”. بدورها، دعت كتلة المستقبل النيابية في بيان لها، بعد اجتماعها الأسبوعي، إلى “التمسك بالحوار نهجاً وأسلوباً، وعلى وجه الخصوص الحوار الجاري في عين التينة مع حزب الله”، على الرغم من أنه “لم يتحقق تقدم جدي في المواضيع الخلافية الرئيسية، من انتشار السلاح غير الشرعي الى القتال في سوريا، وصولاً الى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية”.
الديار : جعجع بدأ مبادرته التوافقية بين سلام وعون بري : لتسوية “لا غالب ولا مغلوب”.. وعون لن يتراجع جنبلاط مع التمديد لرئيس الاركان في 7 آب
كتبت “الديار”: حكومة الرئيس سلام ستواجه “معضلة اساسية” مع اقتراب احالة رئيس اركان الجيش اللبناني اللواء وليد سلمان الى التقاعد في 7 آب. وتجري اتصالات سياسية في هذا الشأن، علماً ان اجواء المسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي، وحسب ما ابلغهم رئيس الحزب وليد جنبلاط، انه لا يمانع في التجديد للواء وليد سلمان، وأن اجواء الحزب تشير الى ان هذا الملف سيطرح في جلسة مجلس الوزراء في أول آب، وان وزير الدفاع المهندس سمير مقبل سيطرح هذا الملف، وسيؤدي الى مواجهة جديدة في مجلس الوزراء، في ظل رفض العماد عون وحلفائه للتعيين في حال طرحه الوزير سمير مقبل، علماً ان اصداء الاشتراكي تشير الى ان التمديد للواء سلمان سيكون مشابهاً للتمديد الذي اعتمد لمدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، علماً ان النائب وليد جنبلاط التقى ليل امس بالرئيس سعد الحريري في جدة، حيث يقوم جنبلاط بزيارة للمملكة قدم فيها التعازي بالامير سعود الفيصل.
واللافت امس، زيارة رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع الى الرئيس سلام ضمن “مبادرة قواتية” تقدم بها الدكتور سمير جعجع لتقريب المسافات بين السرايا الحكومية والرابية. واشار جعجع الى ان الاجواء ايجابية مع سلام ويستكمل اتصالاته مع الرابية لإنجاز تصور للحل لم يفصح الدكتور جعجع عن بنوده.
وبالنسبة للوضع الداخلي، كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري، انه خلال جلسة الحوار الاخيرة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، طرحت عدة اقتراحات وافكار على قاعدة “اللاغالب ولا مغلوب”، وآمل ان تأخذ طريقها الى القبول والتنفيذ، ووصف ما جرى في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة بالكارثة السياسية وقال عسى ان يتعظ الأفرقاء مما حصل.
وفي شأن الاتفاق النووي اعتبر الرئيس بري ان ما حصل يشكل انفراجاً دولياً. وكرر ان لبنان واليمن هما اول من سيستفيد من هذا الانفراج، لكن ذلك لن يحصل بين يوم وآخر، وفي الوقت نفسه لن يستغرق وقتاً طويلاً.
وقالت مصادر نيابية في تكتل التغيير والاصلاح ان لا اتصالات جدية حتى الآن تحضيرا لجلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل، مشيرة الى ان الاتصالات ما زالت خجولة، ولذلك ليس هناك من شيء محدد بخصوص آلية عمل الحكومة او في ملف التعيينات الامنية.
لكن المصادر قالت ان هناك اجماعاً من كل المكونات الحكومية على بحث آلية عمل الحكومة. واضافت ان اي اتصال بين رئيس الحكومة والعماد عون او احد المقربين منه لم يحصل بعد الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء. لكنها رجحت حصول اتصالات بعد عطلة عيد الفطر، اي بدءاً من يوم الاثنين المقبل، خصوصاً ان الرئيس سلام سيغادر لعدة ايام الى الخارج. كما اشارت الى انه بعد خطاب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الاخير واستعداده للحوار لم يحصل اي تواصل من جانب المقربين منه نحو العماد عون او اي شخصية في التيار الوطني الحر.
الا ان المصادر لاحظت حصول مؤشرات من جانب رئيس الحكومة بأنه منفتح على بحث كل المواضيع المختلف عليها، بدءاً من آلية عمل الحكومة. لكنها اوضحت ان اي مؤشرات ايجابية لم تظهر بخصوص حسم ملف التعيينات الامنية، مشيرة الى ان العماد عون لن يتراجع عن هذا المطلب، ووزراء التيار سيعارضون طلب بحث ملف التعيينات في مجلس الوزراء بعد انجاز الآلية.
الى ذلك، توقعت المصادر انعكاس الاتفاق الايراني مع الدول الكبرى على الوضع اللبناني، لكنها رأت ان هذا الانعكاس لن يحصل سريعا انما في المدى المنظور او المتوسط.
البناء : “إيرانيوم”: ولادة عالم جديد و”إسرائيل” في حداد تفاهمات الحرب على الإرهاب وضعت على النار ترحيب لبناني وسعي لملاقاة المتغيّرات بتهدئة حكومية
كتبت “البناء”: “إيرانيوم”، هذا المصطلح العجيب الذي يجمع بين إيران واليورانيوم صار معادلة العالم الجديد الذي ولد من رحم التفاهم النووي الإيراني، عالم متعدّد الأقطاب يحكمه سبع دول كبار، دخلت إيران بعدما كانت ستاً، هي الأربع التي حصدت انتصارات الحرب العالمية الثانية، وتلتهم الصين ولحقت بهم المانيا، وها هي إيران تتوّجها بالجلوس في مقعد مزدوج، يمثل الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، المقعد الذي كانت تحلم “إسرائيل” طويلاً باحتلاله، وربما هذا يفسّر حال القلق والذعر والحداد التي خيّمت على قادة كيان الاحتلال.
في العالم الجديد إدارة الأزمات بالتسويات، ولغة العقوبات إلى تراجع، والحروب لم تعد تصلح لصناعة السياسة، والشرق الأوسط ساحة النزاعات سيدخل عهد التسويات، والعنوان هو تفاهمات الحرب على الإرهاب، التي يبدو أنها وضعت على النار وتتقدّم لتصير إطاراً لتحالفات بدأ الإعلام الغربي بالترويج لها ولدور إيران الحاسم فيها، ومكانة موسكو في صناعة التسويات الممهّدة لها، والدور المحوري لسورية ورئيسها وجيشها في قلب هذه الحرب.
لبنان رغم التأويلات المتعدّدة للتفاهم، ومحاولات الإنكار المتوقعة لحجم التغيير الذي يعبّر عنه، يتجه وفقاً لمواقف الأطراف الفاعلة نحو التقاط الفرصة، بالمزيد من الحوار والبحث عن مخارج وحلول ترسّخ التهدئة وفقاً لمعادلة يقول رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كي يكون لبنان أول من يقطف ثمار التفاهمات.
كرّست إيران في توقيع الاتفاق النووي قاعدة عمرها 70 عاماً في ميثاق الأمم المتحدة هي الحلّ السلمي للنزاعات، على رغم أنّ العالم كله وقف ضدّها على مدى 36 عاماً واستخدم كلّ الوسائل والضغوطات ضدها، وحبس العالم أنفاسه أكثر من مرة منتظراً الهجوم العسكري عليها. بقيت ايران صامدة وفرضت نفسها بقوة الحق وبقوة الحلفاء وقادت المفاوضات إلى تكريس هذا الاتفاق. اعترف العالم بالجمهورية الإسلامية التي رفض الاعتراف بها على مدى 36 عاماً واعترف بمبادئها من دون أن تتنازل عن حق أو حليف أو قضية. وعليه لقد بات ممكناً الحديث عن بدء التفكير بحلول سلمية للمسائل التي تعني سورية ولبنان والعراق والبحرين واليمن في شكل يخدم التحوّل الاستراتيجي بعد توقيع الاتفاق.
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري بحسب ما نقل عنه زواره لـ”البناء” “أنه يعلق آمالاً كبيرة على الاتفاق، ويعتبره خطوة مهمة ستنعكس ايجاباً على ملفات المنطقة برمتها”.
ولفت إلى “أنّ لبنان سيكون أول المستفيدين من هذا الاتفاق، على اعتبار أنّ حلّ الأزمة اللبنانية أسهل من حلّ الأزمات الأخرى في سورية والعراق واليمن”. وشدّد على “أنّ ما بعد الاتفاق ليس كما قبله، لكن الأمور لن تحلّ بين ليلة وضحاها، وعلينا ان ننتظر قليلاً”.
واعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان “أنّ اتفاق فيينا بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والدول الست الكبار هو إنجاز يكرّس حق إيران المشروع بامتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية. وأنّ هذا الانجاز هو انتصار للديبلوماسية الإيرانية التي فاوضت باحترافية عالية، وانتصار للشعب الإيراني الذي صبر طويلاً وصمد في وجه كلّ أشكال العقوبات لا سيما الاقتصادية منها”.
وأشار حردان في حديث لـ”البناء” إلى “أنّ العقوبات على إيران طاولت حياة الإيرانيين من خلال الضغط عبر الجانب الاقتصادي الذي يولّد أزمات اجتماعية، وذلك بهدف تقويض استقرارها. وقد اتخذت العقوبات طابعاً قاسياً من خلال فرضها في إطار مجلس الأمن الدولي، ولذلك فإنّ اتفاق فيينا جاء ليضع حداً لهذه العقوبات الظالمة، وليفتح صفحة جديدة من العلاقات الدولية”.
النهار : الجلسة الانتخابية الـ 26 على “أنغام” النووي بري يرحّب والحزب يحتفي وجنبلاط يتشاءم
كتبت “النهار”: لم يكن غريباً ان تتفاعل القوى السياسيّة اللبنانية بسرعة مع الاتفاق النووي الدولي – الايراني نظراً الى ارتباط الكثير من الأزمات الداخلية بامتدادات اقليمية يعتقد أن المتغيرات والتداعيات التي سيفضي إليها الاتفاق ستلفح لبنان بتموجاتها. واذا بدا من المبكر التوغل في التقديرات المتسرعة في شأن تحريك ملفات اقليمية قد يكون منها لبنان، فإن واقع الترقب لتردّدات الاتفاق اقليمياً لم يحجب المراوحة التي تظلل الخلافات الداخلية والتي ستكون الجلسة الـ 26 لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم عنوانها الثابت الدائم حتى اشعار آخر.
غير ان لوحة ردود الفعل الاولية على الاتفاق النووي عكست في جوانب منها ترحيبا متفاوت الدرجات من جهة أو تريثاً أو تحفظاً من جهات أخرى. وتميز رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط باتخاذه موقفاً سلبياً من الاتفاق، إذ قال لـ”النهار” في أول تعليق له عليه ان “طريق الاتفاق عُبّدت بمئات آلاف القتلى والجرحى والمفقودين في سوريا والعراق”، مضيفاً ان “الاتفاق ينهي العالم العربي الذي عرفناه سابقاً في سوريا والعراق”.
أما الرئيس ميشال سليمان فقال مستغرباً: “الاتفاق النووي أسهل من الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية… معقول!”.
وأبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري ارتياحه الواسع الى الاتفاق، معتبراً أمام زواره أنه يشكل انفراجاً دولياً كبيراً. وأعرب عن اعتقاده ان لبنان واليمن سيكونان البلدين الأولين اللذين سيفيدان من انعكاسات الاتفاق بعد مرور وقت غير طويل، مشدداً على ان ايران حققت مكسباً ديبلوماسياً واضحاً، وان الاتفاق يجب أن يساهم في تكوين شركة دولية ضد الارهاب.
وأمل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ان “ينعكس هذا التطور في شكل إيجابي على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ويساعد في تخفيف التوترات واشاعة السلام والاستقرار”.
كما وصف العماد ميشال عون الاتفاق بأنه “خطوة واعدة نحو السلام في الشرق الأوسط”.
أما “حزب الله” فعكست وسائل إعلامه حفاوة بالغة بالاتفاق “التاريخي الذي قدّمه على طبق من القوة الرئيس الشيخ حسن روحاني انجاز شعبه التاريخي الذي كسر الحصار وألغى العقوبات واحتفظ بما تم من انجازات” كما قالت قناة “المنار”.
وعلمت “النهار” أن هناك حال ترقّب في أوساط عدد من الكتل السياسية لمعرفة كيف ستسلك الأمور في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي. وفي تقدير مصادر وزارية أنه يجب النظر الى تداعيات اتفاق تاريخي بحجم الاتفاق النووي واستعادة حقبة مماثلة بعد توقيع اتفاق كمب ديفيد في نهاية السبعينات من القرن الماضي بين مصر وإسرائيل في رعاية الولايات المتحدة الاميركية والتي تسببت بحروب مدمّرة في عدد من بلدان المنطقة وفي طليعتها لبنان. وتساءلت هل تسلك التطورات مساراً مماثلاً لكمب ديفيد، أم أن هناك مساراً آخر؟
المستقبل : لبنان “يتفاعل” نووياً
كتبت “المستقبل”: بُعيد الإعلان عن إبرام الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وطهران في فيينا، تفاعل لبنان الرسمي والسياسي مع الحدث باعتبار أنّ “ليس ما بعده كما قبله” كما توقّع رئيس مجلس النواب نبيه بري، متطلعاً إلى أن يؤدي هذا الاتفاق إلى “زيادة الثقة” بين إيران و”جوارها العربي والمسلم”. في حين أمل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام “أن ينعكس هذا التطور في شكل إيجابي على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بما يساعد على خفض التوترات وإشاعة السلام والاستقرار”.
وعلى المستوى السياسي، لفتت الانتباه إشارة رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط إلى كون “الاتفاق النووي ينهي العالم العربي الذي عرفناه سابقاً في العراق وسوريا”، مذكّراً وفق ما نقلت عنه جريدة “الأنباء” الالكترونية التابعة لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي” بأنّ طريق اتفاق فيينا “عُبّدت بمئات آلاف القتلى والجرحى والمفقودين في سوريا والعراق”.
اللواء : مخاوف من “أزمة سياسية”.. وعون ينقل المواجهة إلى جدول الأعمال مشاورات الحريري في جدّة تُركِّز على دعم الحكومة .. وجعجع في السراي لإدراج قانون الإنتخاب على الدورة ا
كتبت “اللواء”: مع التحولات الجديدة التي طرأت على الملف النووي الإيراني، الذي أدخل المنطقة في مرحلة جديدة، فرضت ملامحها نفسها على المشاورات والتقييمات لمفاعيل الاتفاق في ما خص أزمة الشرق الأوسط، وفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تركزت الاتصالات التي جرت في كل من بيروت ، خاصة في السراي الكبير، وجدة، على هامش التعزية بوفاة وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل على دعم الحكومة، حيث التقى الرئيس سعد الحريري مع كل من الرئيسين تمام سلام وميشال سليمان ومع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، فضلاً عن الرئيس فؤاد السنيورة والنواب والوزراء في تيّار “المستقبل”، فيما لم تحظ جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة اليوم بأي صدى عملي على اعتبار أن الجلسة ستكون على صورة الجلسات الـ 25 السابقة.
الجمهورية : لبنان واليمن أول المستفيدين من “النووي”… والحريري إلتقى جنبلاط
كتبت “الجمهورية”: ما بعد الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية سيكون غير ما قبله لبنانياً وإقليمياً ودولياً، إذ يتوقّع الجميع ان ينعكس إيجاباً على الازمات في لبنان والمنطقة، وربما يكون اليمن، ومن بعده، او الى جانبه، لبنان أول المستفيدين من هذا الاتفاق، ولكنّ الاولوية يرجّح ان تكون تفعيلاً للتحالف الدولي ـ الاقليمي لمكافحة “داعش” وأخواتها كخطوة مطلوبة بإلحاح لإنهاء الازمات الاقليمية، خصوصاً في سوريا والعراق واليمن الذي يرجّح ان تنشط الاتصالات في شأنه لتوفير حلّ يطمئن المملكة العربية السعودية الى خاصرتها اليمنية، ما يؤسّس لتعاون إقليمي لمعالجة بقية الازمات.
إنصَبّت كل الانظار والاهتمامات الدولية والاقليمية والمحلية أمس على فيينا لمواكبة الحدث التاريخي الذي تمثّل بإعلان الإتفاق النووي بين ايران ومجموعة الدول الـ5+1، بعد طول انتظار وجولات تفاوضية شاقة خيضَت على مدى 12 عاماً، وشهدت مداً وجزراً وكثيراً من الكباش. واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني انّ الاتفاق “استجابة لصلوات الأمة، ونقطة انطلاق لبناء الثقة بين طهران والمجتمع الدولي”.
ومع اعتراف العالم بإيران دولة نووية، ينتظر ان تشكّل هذه النقطة الكبيرة في التحوّل منعطفاً مهماً ستتأثر فيه الاحداث التي تعصف بالمنطقة بلا ريب، بعدما تمكنت طهران من تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية مهمة ستظهر تباعاً مع رفع العقوبات المفروضة عليها.
وقد سارعَ العالم، ومعه لبنان، الى الترحيب بهذا الاتفاق الذي وَصفته اسرائيل بأنه “خطأ تاريخي”.