شؤون لبنانية

“اسرائيل ليكس”: العدو يعتمد على عملاء لبنانيين للتواصل مع المسلحين في سوريا

 

akhbar12

كشفت المعلومات التي جرت قرصنتها من أجهزة كومبيوتر وهواتف تعود إلى ضابط الارتباط الإسرائيلي مع المعارضة السورية مندي الصفدي وغيره من الأمنيين الإسرائيليين، عن اعتماد العدو على عملاء لبنانيين لعقد لقاءات مع معارضين سوريين في إسطنبول وبوخارست والولايات المتحدة ولتنسيق تمويل مجموعات المعارضة المسلحة وتسليحها.

وفي السياق اشارت صحيفة “الاخبار” الى ان تلك المراسلات والملفات التي جرت قرصنتها من ملفات العميل الإسرائيلي مندي الصفدي، كشفت اتصالات الاخير مع عملاء محليين في لبنان وسوريا، أبرزهم اللبنانيان “ج. أ.” و”ن. ن.” والسوري “م. د.” الذي يعمل لدى اللبناني “ش. م.”، إضافة إلى السيدة “ت. م.” التي أوقفتها الأجهزة الأمنية اللبنانية قبل مدة.

كما ينشط على خط هذه الاتصالات وتجنيد العملاء أيضاً الضابط الإسرائيلي موتي كاهانا الذي يركز على مشروع إقامة منطقة عازلة في جنوب سوريا، وهو على معرفة بعدد من اللبنانيين في الولايات المتحدة، وهو يعمل أساساً على تجنيد عملاء من النساء للعمل في سوريا، خصوصاً في مخيم الزعتري للنازحين السوريين في شمال الأردن.

وتشير المراسلات والوثائق الى ان عملية التجنيد تجري عبر مشاريع تموّلها مؤسسة “مايكرو فاند فور وومن”، ومقرها نيويورك وهي مؤسسة خاصة غير ربحية تموّل مشاريع لتمكين النساء.

الى ذلك رُصدت محادثة بين الصفدي واللبناني “ك. ش.” الملقب بـ”أبو نمر” وهو من مواليد ١٩٥٧” الذي تبين أن له اتصالات مع العميل اللبناني البارز “ن. ن.”، إضافة إلى اتصالات متكررة مع ضباط من أجهزة أمنية لبنانية.

وتوضح احدى الرسائل ان يوسف كوبورواسر، أحد ضباط الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية “أمان” يشدد على الصفدي بضرورة التنسيق مع اللبناني “ج. أ.”، لكونه “صلة وصل مع المعارضة السورية ومستشاراً لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فضلاً عن أنه عضو في الحلقة المصغّرة لإدارة الشؤون الطارئة في الداخل اللبناني”.

كما وُجدت في ملفات الصفدي رسائل من اللبناني “ن. ن.” ويلقب بـ”شيكو” وهو مقيم في الولايات المتحدة ويحمل جنسية أميركية باسم مايك ريتشارد ستيفانز من مواليد عام 1964 رقم السجل 671 الصيفي، وهو يدير “المؤسسة اللبنانية للسلام” ويعمل مساعداً للجنرال الأميركي المتقاعد بول فاليلي، وتفيد الملفات بأنه يعمل عنصر ارتباط بين الموساد والاستخبارات الأميركية، علماً بأنه يدير موقعاً إلكترونياً يروّج للسلام مع العدو الإسرائيلي.

وتشير إحدى الرسائل الصادرة في 18-4-2014 الى ان “شيكو” يطلب من مندي أن يسقط سلاح الجو الإسرائيلي ليلاً معدات لوجستية لمجموعات مسلّحة يحاصرها الجيش السوري وحزب الله في مناطق محددة من جبال القلمون.

وقد أبلغ العميل “ن” في 24 من الشهر عينه مندي أنه خلال أيام ستُنقل “مواد كيماوية موجودة في منطقة مسيحية من مدرسة في منطقة “النقطة” (كذا) في اتجاه الأراضي اللبنانية”، طالباً منه التنسيق مع قائد “لواء القادسية” أسد الخطيب في الأمر. وفي مراسلة بتاريخ 5-4-2014 طلب مندي من “شيكو” توفير مبلغ مالي لإحدى المجموعات السورية المسلّحة. وفي محادثة بينهما، أبلغ الصفدي العميل اللبناني أنه تلقى اتصالاً من أحد قادة المجموعات المسلحة في الجولان يطلب بين 5000 و7000 دولار لتزويد المقاتلين بالسلاح.

وفي 6-4-2014 أبلغ “شيكو” الصفدي أنه على صلة بمجموعة من الضباط، من بينهم النقيب “ع. و.” يمكنهم السيطرة على نقاط محددة، مشدداً على ضرورة ألا يعلم أحد بالأمر “ولا حتى محمد عدنان”، فأجابه مندي بأنه التقى هذا الضابط مرتين.

وفي 28-1-2015 لفت “شيكو” إلى ضرورة “إعداد خطة في منطقة القلمون والمناطق (السلسلة) الشرقية”، وطلب من مندي التنسيق بنحو أفضل لوضع خطة ضد حزب الله في بعلبك وبيروت.

كما بينت محادثة أخرى بين مندي والعميل “ن” ان الاخير أرسل صور ثلاث جوازات سفر سورية، أحدها للعقيد في الجيش السوري “أ.ح.”، فأجاب مندي بأن الأمور “تترتب بالشكل المناسب في النمسا ورومانيا”.

وبعد ثمانية أيام، أبلغ مندي العميل اللبناني أن الأمور لم تجر كما يرام في رومانيا، مشيراً إلى أنه في حاجة للإعداد للقاء جديد، وطلب منه حجز تذكرة سفر على الخطوط الجوية التركية. فأخبره “ن” بأنه يتحدث في هذه الأثناء مع عميد تركي، و”أن الجماعة اتصلوا وأجّلوا اجتماع رومانيا إلى الأسبوع المقبل”.

وبعد اسبوع وفي محادثة لاحقة سأل العميل “ن” مندي الصفدي إن كان يعرف عمار القربي، رئيس “المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا”، الموجود في تركيا، وعرَّف عنه بأنه من “أبرز شخصيات الثورة السورية”، وأنه طرح عليه فكرة التعاون مع الإسرائيليين، فلم يعارض وأبدى استعداده لذلك.

وفي السياق ذكرت “الاخبار” انه لدى مراجعة النشرة الأمنية للعميل اللبناني، تبين أن في حقه بلاغات وتعاميم تتعلق بجرائم خطف وقتل وتجارة سلاح، إضافة إلى شبهات تعامل مع الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية. كذلك يوجد في حقه بلاغ تقصٍّ صادر عن قيادة الجيش في 18-3-2014 غير أنه لم يتبين وجود أي بلاغات بالاسم الأجنبي الذي يحمله على جواز سفره الأميركي.

ويعود تاريخ إصدار آخر جواز سفر لبناني للعميل “ن” إلى 24-4-2001. ولدى مراجعة حركة دخول زوجته “د.خ.” تبين أنها زارت لبنان أربع مرات في السنوات الأربع الماضية، آخرها في تشرين الأول 2014.

كما يستخدم العميل “ن” رقمي هاتف أميركيين (17608550445)، (12022850359). وقد أظهرت داتا الاتصالات، بحسب الصحيفة تواصل الرقمين مع عدد من ضباط أحد الأجهزة الأمنية. كذلك تبين أن الرقم الأول استُخدم في لبنان عام 2010 وتنقل ما بين المطار وجورة البلوط، وتواصل مع عدد كبير من الأرقام اللبنانية والأجنبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى