المستقبل «انفضح» طرابلسياً!! دموع الاسمر
هل طلق الطرابلسيون تيار المستقبل؟ وهل يمكن اعتبار الافطار الذي اقامه غروب الاحد تيار المستقبل مؤشرا الى تراجع لم يعد خافيا على احد؟ وهل صدم التيار بحجم الحضور، حيث اكثر من نصف قاعة معرض رشيد كرامي بدت خالية؟.. مما اضطرهم الى احضار بعض النازحين السوريين لملء بعض المقاعد الفارغة؟
ما حصل في هذا الافطار تقول مصادر طرابلسية له دلالات سياسية تنبئ عن الحالة التي وصل اليها تيار المستقبل وتشي بأن ازمة قائمة بين التيار والقواعد الشعبية الطرابلسية. ولم تعد هذه الازمة سرا على احد، خاصة ان الرئيس سعد الحريري استدعى قبل ايام نواب طرابلس لاستيعاب الازمة القائمة بينهم بعد حادثة سجن رومية، وابلاغهم ان الخلافات ممنوعة وتحميلهم مسؤولية تراجع التيار مما جعل التيارات السياسية الاخرى قادرة على استثمار هذه الخلافات وسحب السجادة من تحت التيار الازرق.
يوم الاحد اعتبر تضيف المصادر انه كان محطة بارزة في كشف واقع التيار الازرق على الساحة الطرابلسية، وانه شكل احباطا لقيادة هذا التيار وكان موضع نقاش في اوساط انصاره، جرى فيه دراسة الاسباب والمعطيات التي توفرت حول احجام الطرابلسيين عن المشاركة في هذا الافطار، ورفضهم حتى الاستماع الى كلمة الرئيس سعد الحريري لانهم وحسب هذه المصادر اعتقدوا انه سيكرر نفس الوعود ونفس الكلمات التي ملوا من سماعها. حتى ان احدهم قال «انتظروا الجديد ـ القديم لدى الرئيس الحريري هو شن الهجوم على حزب الله وعلى ايران لاعتقاده ان الحملة على حزب الله وعلى ايران ستكسبه شعبية وتستعيد له الشارع السني المشحون بأدواتهم مذهبيا بما يكفي، بالرغم من الحوار القائم بين الطرفين».
معظم الطرابلسيين وخاصة العاملين في الحقل العام راقبوا الافطار وتداعياته وخرجوا بانطباع ان التيار الازرق يعاني من ازمتين، الازمة الداخلية التي باتت معروفة لدى الجميع وطفت على السطح وازمة ثقة ما بين التيار والشارع الطرابلسي، هذه الثقة التي يعمل بعض القيادات المستقبلية على استعادتها من خلال علاقات اجتماعية اسستها هذه القيادات، من خلال خدمات سابقة ولكن شح الخدمات لاحقا، ترك تداعيات دفعت بانكفاء الناس وابتعادهم وكان الانكفاء الاكثر تأثيرا يوم اعتبار العائلات الطرابلسية في التبانة والاحياء الشعبية ان التيار الازرق ساوم وتخلى عن ابنائهم وزج بهم في السجون بعد ان ورطهم في معارك عبثية. وان التيار الازرق الذي بات يحرص مؤخرا على تسمية نفسه بتيار الاعتدال انه هو من احتضن القوى الاصولية والمجموعات المسلحة المتشددة في طرابلس وهو من شحنها وحرضها باسم الدين والدفاع عن اهل السنة، ومن ثم نفض اياديه منهم.
ولا يزال يذكر الطرابلسيون ما اتفق على تسميته بيوم الغضب في كانون الثاني 2011، حين وقف قياديون من التيار الازرق يعلنون «ان المارد السني خرج من القمم».
لم يعد الطرابلسيون مقتنعون بنهج التيار الازرق ولا بسياسة رئيسه ولم تحظ كلمته باهتمام على غرار الاهتمام بكلمة السيد حسن نصر الله حيث قال احد القياديين الطرابلسيين اننا نستمع الى السيد حسن نصر الله لاننا نعرف ان في كلمته مضامين ورسائل ووضوح في الرؤية والهدف سواء كنا معه او ضده.
ويشيرهؤلاء القياديون الى ان الافطار الذي اقامه الرئيس نجيب ميقاتي مؤخرا قياسا الى افطار المستقبل قدم انطباعا بحجم الفارق بين الافطارين بالرغم ما يتعرض له تيار الرئيس ميقاتي من منافسة تسعى لسحب السجادة من تحته ومحاصرته سياسيا في مدينته، حتى ان مؤسسة الصفدي التي تقيم مهرجانات شعبية ثقافية خلال شهر رمضان تشهد اقبالا يفوق بحجمه حجم ذاك الافطار.
لكن والحق يقال حسب المصادر الطرابلسية ان من الصعوبة بمكان ان تكون المنافسة عادلة فالتيار الازرق منكفئ خدماتيا منذ سنوات، ولن يفتح حنفيته حسب اوساطه الا عند اقتراب الاستحقاق الانتخابي في حين ان خدمات مكاتب ميقاتي والوزير الصفدي لم تتوقف ولم تنكفئ عدا استمرار التواصل اليومي مع الناس.
(الديار)